بقيت بقاء الدهر هل أنت عالم
المظهر
بقيتَ بقاءَ الدهر هل أنتَ عالمٌ
بقيتَ بقاءَ الدهر هل أنتَ عالمٌ
من العتب ما يملى عليك وما أملي
لقد كنتَ تجزيني بما أنت أهله
على الشعر قبل اليوم بالنائل الجزل
فأرجعُ عن نعماك في ألف درهم
أزيلُ بها فقري وأغني بها أهلي
فنقّصْتَني شيئاً فشيئاً جوائزي
وأوقفت حظّي منك في موقف الذل
فأَصْبَحْتُ مثل الوقح لا فرق بينه
وبيني ولا بونٌ بجزء ولا كلّ
ولي فيك ملء الخافقين مدائح
ولي غُرَرٌ ما قالها أحدٌ قبلي
فمن أيّ وجه أنت أنزلتَ رتبتي
وأصبحتُ بعد الويل أقنع بالطل
فإنْ كان من بخل فلم يرَ قلبها
فتىً من رسول الله يوصف بالبخل
وإنْ كان من قلٍّ هناك وجدته
فما تعذر القوم الكرام من القلّ
وإنْ كان من طعن العداة وقدحهم
فما قولهم قولي ولا فعلهم فعلي
أكان لمولانا بذلك حكمة
فقصّر عن إدراك حكمته عقلي
فليس من الإنصاف مثلي تُضيعُه
وتجهله ظلماً وحاشاك من جهل
وبحرك تيار ومالك وافر
وجودك معلوم وأنت أبو الفضل
وتبلغ منك الناس أقصى مرامها
ويحرم من دون الورى شاعر مثلي