بدأت بعتب كان فرعا بلا أصل
المظهر
بدأت بعتب كان فرعاً بلا أصل
بدأتَ بعتبٍ كان فرعاً بلا أصلِ
ولم تنتظر عُذري فتقبض عن عَذلي
فلا تتسرع بالعتاب فمنكرٌ
تسرُّع خِلٍّ بالعتاب إلى خلّ
وكلُّ عتاب كانَ صعباً تضيَّقت
مسالكُه ألجا إلى الكَذِب السَّهلِ
وما حَسَنٌ في كلِّ يوم تعاتُبٌ
ولا يحسن التفنيد في الجدِّ والهَزلِ
تَعاتُبُنا يزري علينا وإنما
تعاتُبُ أهل العقل من أكمل العقلِ
وقد تُذعِن الأسيافُ وهي صديئةٌ
وما كلّ حينٍ يُبذَل السيف للصَّقلِ
وقد قيل يُبلي الثوبَ من قبل حِينه
مُقاساتُه قبل التدنُّسِ بالغسلِ
تَخالُفُنا عند الزِّيارات هَيِّنٌ
إذا ما اتَّفقنا في الإخاءِ على شكلِ
فإن قلتَ لي أين القيام بحقِّنا
فإنَّ جوابي أين أخذُكَ بالفضلِ
وتسألني ما الفرق بين تَواصُلٍ
وهجرٍ لتوكيد الحقائق والمطلِ
حفاظُ الفتى في غَيبه ووفاؤه
هو الفرق ما بين القطيعة والوصلِ
وما غائبٌ مَن غاب وهو محافظٌ
وما زائرٌ مَن زارَ وهو على رَحلِ
قيامي على رأسي بواجب إخوتي
يقلُّ لهم كيف القيام على رِجلي
فجسمك إن يَختلَّه الوَعكُ ساعةً
فما قدرُك العالي لدينا بمختلِّ
وما أنت بالمُعتلِّ وحدك إنما
نفوس ذوي الألباب في حال معتلِّ
وما بُرْؤُك المأمول برؤك وحده
ولكنَّه برء العلوم من الجهل
أذنت أبا بكر بِليلِ تفرُّقٍ
وما أنت إلا الشمس قاربْتَ للأفلِ
لأستوحِشَن إن غاب شخصك وحشةً
تحيِّر إن القول يكفي عن العزلِ
وهبني أكافي القولَ بالقول جاهداً
فمَن ذا يكافي الفعلَ عنّيَ بالفِعلِ