بالأمس كنت إذا كتبت قصيدة فرح الدم
بالأمس كنت إذا كتبت قصيدة فرح الدم
بالأمس كنت إذا كتبت قصيدة فرح الدم
فأغمغم
و أهيم ما بين الجداول و الأزاهر و النخيل
أشدو بها أترنّم
زاد لروحي منذ سقسقة الصباح إلى الأصيل
زاد و لكن عنه قد صدفت تجوع و لا تريد
ما ينعش الآمال فيها
هي حشرجات الروح أكتبها قصائد لا أفيد
منها سوى الهزء المرير على ملامح قارئيها
هرم المغنّي هدّ منه الداء فارتبك الغناء
بالأمس كان إذا ترنّم يمسك اللّيل الطروب
بنجومه المترنحات فلا تخر على الدروب
و اليوم يهتف ألف آه لا يهز مع المساء
سعف النخيل و لا يرجح زورق العرس المحلّى
بعيون أرام و دفلى
و درابك ارتعدت حناجرها فأرعدت الهواء
هرم المغني فاسمعوه برغم ذلك تسعدوه
و لتوهموه بأن من أبد شبابا من لحون
و هوى ترقرق مقلتاه له و ينفح منه فوه
هو مائت أفتبخلون
عليه حتى بالحطام من الأزاهر و الغصون
أصغوا إليه لتسمعوه
يرثي الشباب و لا كلام سوى نشيج بالعيون
سلم على إذا مررت
أتى و سلّم صدّقوه
هرم المغنّي فارحموه