بأبي وغير أبي وذاك قليل
المظهر
بأبي وغيرِ أبي وذاكَ قليلُ
بأبي وغيرِ أبي وذاكَ قليلُ
ثاوٍ عليهِ ثرى النباجِ مهيلُ
خذلته أسرتُه كأنَّ سراتهمْ
جَهلُوا بِأَنَّ الخاذِلَ المَخْذُولُ
أكالُ أشلاءِ الفوارسِ بالقنا
أضحَى بِهنَّ وشِلْوُهُ مَأْكُولُ!
كُفي فَقَتْلُ مُحمَّدٍ لي شاهِدٌ
أَنَّ العَزِيرَ معَ القَضَاءِ ذلِيلُ
إنْ يستضمْ بعدَ الإباءِ فإنَّه
قدْ يستضامُ المصعبُ المعقولُ
مستحسنٌ وجهَ الردى في معركٍ
وَجْهُ الحياةِ بِحَوْمَتَيْهِ جَمِيلُ
أنسى أبا نصرٍ نسيتُ إذنْ يدي
في حَيْثُ يَنْتَصِرُ الفَتَى ويُنيلُ !
هيهاتَ لا يأتي الزمانُ بمثلهِ
إنَّ الزمانَ بمثلهِ لبخيلُ!
ما أنتَ بالمَقْتُولِ صَبْراً إِنَّما
أملي غداةَ نعيكَ المقتولُ
للسيفِ بعدكَ حرقةٌ وعويلُ
وعليكَ للمجدِ التليدِ غليلُ
إنْ طالَ يومكَ في الوغى فلقدْ ترى
فيهِ ويَوْمُ الهَامِ منكَ طَوِيلُ
فَستذكُرُ الخَيْلُ انصِلاتَكَ في السُّرَى
والقَفْرُ مَعْرُوفُ الرَّدَى مَجْهُولُ
وتُفَلَّلُ الأحسَابُ بَعدَكَ والنُّهَى
والبيضُ ملسٌ ما بهنَّ فلولُ
مَنْ ذا يُحَدثُ بالبَقَاءِ ضَمِيرَه
هَيْهَاتَ أنتَ على الفَناءِ دَلِيلُ!
يا ليتَ شعري بالمكارِمِ كلها
ماذا وقدْ فقدتْ نداكَ تقولُ؟
كَمْ مَشْهَدٍ قَدْ جَدَّدَتْهُ لكَ العُلاَ
وكأنَّهُ بالأمسِ وهوَ محيلُ
وكَتِيبَةٍ كُتِبَتْ لها أروَاحُها
واليومُ أحمرُ مِنْ دَمٍ مَصْقُولُ
ماشَكَّ أثبَتُهم يَقِيناً أنَّه
للموتِ في قبضِ النفوسِ رسولُ
يا يومَ قحطبةٍ لقدْ أبقيتَ لي
حرقاً أرى أيامَها ستطولُ
لَيْثٌ لوَ أنَّ اللَّيثَ قامَ مقَامَه
لانصاعَ وهْوَ يَرَاعةٌ إجْفيلُ
لمَّا رأى جمعاً قليلاً في الوغى
وأُولُو الحِفاظِ مِنَ القَلِيل قَلِيلُ
لاقَى الكَرِيهَةَ وهْوَ مُغْمِدُ رَوْعِه
فِيها ولكنْ سَيفُهُ مَسْلُولُ
ومَشَى إلى المَوْتِ الزُّوامِ كأنَّما
هُوَ في مَحبَّتِهِ إليهِ خَليلُ
لمْ يودِ منه واحدٌ لكنَّما
أودى بهِ من أسودانَ قبيلُ
أضحتْ عِراصُ محمدٍ ومحمدٍ
وأخيهما وكأنَّهنَّ طلولُ
أبَنِي حُمَيْدٍ ليسَ أوَّلَ ماعَفَا
بعدَ الأُسُودِ مِنَ الأسُودِ الغِيلُ
ما زالَ ذاكَ الصبرُ وهوَ عليكمُ
بالموتِ في ظلِّ السيوفِ كفيلُ
مُستَبْسِلُونَ كأنَّما مُهْجَاتُهمْ
ليستْ لهمْ إلا غداةَ تسيلُ
ألفوا المنايا فالقتيلُ لديهمِ
مَنْ لاتُجَلي الحَرْبُ وهْوَ قَتِيلُ
إِنْ كانَ رَيْبُ الدَّهْرِ أثكلَنِيهُمُ
فالدَّهْرُ أيضاً مَيتٌ مَثْكُولُ