انتقل إلى المحتوى

الميعاد الضائع

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

الميعاد الضائع

​الميعاد الضائع​ المؤلف إبراهيم ناجي


يا من طواها الليلُ في بَيْدائه
روحاً مفزعة على ظلمائهِ
إن تظمئي ليَ كم ظمئت إليكِ
جمع الوفاءُ شقيةً وشقيا
أسفاً عليكِ وأنت روحٌ حائرٌ
والكونُ أسرارٌ يضيق بها الحجى
***
**
وكذا تمر بمثلكِ الأيامُ
مجهولةً وعذابُها مجهولُ
وكعادةِ الحظِّ الشقيِّ وعادتي
أقبلتُ بعد ذهاب نجمي الأوحدِ
وكأنما هذا الفضاء خطيئة
وكأن همسَ نسيمِه استغفارُ
وكأنه أحزانُ قومٍ ساروا
هذي مآتمهم وثم ظلالها
ران السواد على وجودِ الدورِ
وسرى إليّ نحيبُها والأدمعِ
وكعادةِ الحظِّ الشقيِّ وعادتي
أقبلتُ بعد ذهاب نجمي الأوحدِ
حملتْ لنا أملاً فلما ودَّعت
لم يبقَ بعد رحيلها للناظر
إلا خيال سعادة قد أقلعت
ووداع أحبابٍ ودمع مسافر
تتعاقبُ الأقدارُ وهي مسيئةٌ
كم عقنا ليلٌ وخان نهارُ
وكأنما هذا الفضاء خطيئة
وكأن همسَ نسيمِه استغفارُ
وكأنه أحزانُ قومٍ ساروا
هذي مآتمهم وثم ظلالها
عفتِ القصور وظلت الأسوار
كمناحة جمدت وذا تمثالها
ران السواد على وجودِ الدورِ
وسرى إليّ نحيبُها والأدمعِ
وكأنني في شاطئ مهجورِ
قد فارقتهُ سفينةٌ لا ترجعِ
حملتْ لنا أملاً فلما ودَّعت
لم يبقَ بعد رحيلها للناظر
إلا خيال سعادة قد أقلعت
ووداع أحبابٍ ودمع مسافر