انتقل إلى المحتوى

اللؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​اَللُّؤْلُؤُ اَلْمَكْنُونُ فِي أَحْوَالِ الأَسَانِيدِ وَالْمُتُونِ​ المؤلف حافظ الحكمي


اَلْمُقَدِّمَةُ

اَلْحَمْدُ كُلُّ اَلْحَمْدِ لِلرَّحْمَنِ ** ذِي اَلْفَضْلِ وَالنِّعْمَةِ وَالإِحْسَانِ

ثُمَّ عَلَى رَسُولِهِ خَيْرِ اَلأَنَامِ ** وَالآلِ وَالصَّحْبِ اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ

أَهَمِّيَّةُ اَلسُّنَّةِ وَمَنْزِلَتُهَا مِنْ اَلْقُرْآنِ

وَبَعْدُ إِنَّ أَشْرَفَ اَلْعُلُومِ ** بَعْدَ كِتَابِ اَلصَّمَدِ اَلْقَيُّومِ

عِلْمُ اَلْحَدِيثِ إِذْ هُوَ اَلْبَيَانُ ** لِمَا بِهِ قَدْ أُنْزِلَ اَلْقُرْآنُ

فَسُنَّةُ اَلنَّبِيِّ وَحْيٌ ثَانِ ** عَلَيْهِمَا قَدْ أُطْلِقَ اَلْوَحْيَانِ

نَشْأَةُ عِلْمِ اَلْمُصْطَلَحِ

وَإِنَّمَا طَرِيقُهَا اَلرِّوَايَهْ ** فَافْتَقَرَ اَلرَّاوِي إِلَى اَلدِّرَايَهْ

لِصِحَّةِ اَلْمَرْوِيْ عَنْ الرَّسُولِ ** لِيُعْلَمَ اَلْمَرْدُودُ مِنْ مَقْبُولِ

لا سِيَّمَا عِنْدَ تَظَاهُرِ اَلْفِتَنِ ** وَلَبْسِ إِفْكِ اَلْمُحْدَثِينَ بِالسُّنَنِ

فَقَامَ عِنْدَ ذَلِكَ اَلأَئِمَّهْ ** بِخِدْمَةِ اَلدِّينِ وَنُصْحِ اَلأُمَّهْ

وَخَلَّصُوا صَحِيحَهَا مِنْ مُفْتَرَى ** حَتَّى صَفَتْ نَقِيَّةً كَمَا تَرَى

ثُمَّ إِلَيْهَا قَرَّبُوا الْوُصُولاَ ** لِغَيْرِهِمْ فَأَصَّلُوا أُصُولاَ

وَلَقَّبُوا ذَاكَ بِعِلْمِ اَلْمُصْطَلَحْ ** حَيْثُ عَلَيْهَا اَلْكُلُّ مِنْهُمُ اِصْطَلَحْ

مَوْضُوعُ عِلْمِ اَلْمُصْطَلَحِ وَتَعْرِيفُ اَلْحَدِيثِ وَالأَثَرِ وَالْخَبَرِ

وَزَادَ مَنْ جَا بَعْدَهُمْ عَلَيْهَا ** بِحَسْبِ اِحْتِيَاجِهِمْ إِلَيْهَا

وَكُلُّ بَحْثِ أَهْلِ هَذَا اَلْفَنِّ ** فِي حَالِ اَلإِسْنَادِ وَحَالِ اَلْمَتْنِ

عَنَوْا بِـ(الإِسْنَادِ) اَلطَّرِيقَ اَلْمُوَصِلَهْ ** لِلْمَتْنِ عَمَّنْ قَالَهُ أَوْ فَعَلَهْ

وَ(الْمَتْنُ) مَا إِلَيْهِ يَنْتَهِي اَلسَّنَدْ ** مِنْ اَلْكَلامِ . وَ(الْحَدِيثِ) مَا وَرَدْ

عَنْ اَلنَّبِيْ ، وَقَدْ يَقُولُونَ (اَلْخَبَرْ) ** كَمَا أَتَى عَنْ غَيْرِهِ كَذَا (اَلأَثَرْ)

تَلخِيصُ مَباحِثِهِ

وَهَاك تَلْخِيصُ أُصُولٍ نَافِعَهْ ** لِحَلِّ مَا قَدْ أَصَّلُوهُ جَامِعَهْ

وَلْتُحْفَظَ اَلأَنْوَاعُ مِنْهُ مُجْمَلَهْ ** مِنْ قَبْلِ أَنْ نَخُوضَها مُفَصَّلَهْ

قُلْ مُتَوَاتِرٌ وَآحَادٌ شُهِرْ ** عَزِيزٌ فَرْدٌ وَغَرِيبٌ اُعْتُبِرْ

مُتَابِعٌ وَشَاهِدٌ لَهُ اِنْجَلَى ** ثُمَّ صَحِيحٌ حَسَنٌ قَدْ قُبلاَ

وَمُحْكَمٌ مُعَارَضٌ وَمُخْتَلِفْ ** وَنَاسِخٌ قَابَلَ مَنْسُوخًا عُرِفْ

وَالرَّاجِحُ اَلْمَرْجُوحُ ثُمَّ اَلْمُشْكِلُ ** مُعَلَّقٌ وَمُرْسَلٌ وَمُعْضَلُ

مُنْقَطِعٌ مُدَلَّسٌ قَدْ اِحْتَمَلْ ** مَوْضُوعٌ مَتْرُوكٌ وَمَوْهُومٌ مُعَلْ

وَمُنْكَرٌ مُقَابِلٌ مَعْرُوفَهُمْ ** وشاذٌّ [ قَدْ ] قَابَلَ مَحْفُوظا لَهُمْ

مُدْرَجٌ مَقْلُوبٌ مَزِيدٌ مُضْطَّرِبْ ** مُصَحَّفٌ مُحَرَّفٌ قَدْ اُكْتُتِبْ

مَجْهُولُ عَيْنٍ ثُمَّ مَسْتُورٌ وُجِدْ ** مُخْتَلِطٌ سَيِّئُ حِفْظٍ اِنْتُقِدْ

مَرْفُوعٌ مَوْقُوفٌ وَمَقْطُوعٌ أَتَى ** وَمُسْنَدٌ مُتَّصِلٌ قَدْ ثَبَتَا

مَعْرِفَةُ اَلصَّحْبِ وَتَابِعِيهِمْ ** وَطَبَقَاتِهِمْ وَمَنْ يَلِيهِمْ

عَالٍ وَنَازِلٌ وِفَاقٌ وبَدَلْ ** تَصَافُحٌ كَذَا التِّسَاوِي لا جَدَلْ

وَسَابِقٌ وَلاحِقٌ أَكَابِرُ ** عَنْ اَلأَصَاغِرْ وَبِعَكْسٍ يَكْثُرُ

أَقْرَانُهُمْ ثُمَّ مُدَبَّجٌ عُلِمْ ** وَإِخْوَةٌ وَالأَخَوَاتُ قَدْ فُهِمْ

وَصِيَغُ الأَدَا وَالأَسْمَا وَالْكُنَى ** أَلْقَابُهُمْ أَنْسَابُهُمْ لِلاعْتِنَا

مُتَّفِقٌ مُفْتَرِقٌ وَالْمُهْمَلُ ** مُؤْتَلِفٌ مُخْتَلِفٌ قَدْ سُجِّلُوا

مُشَبَّهٌ وَالطَّبَقَاتُ بَالْوَلاَ ** جَرْحٌ وَتَعْدِيلٌ وَأَقْسَامُ الْوَلا

سِنُّ تَحَمُّلٍ مَعَ اَلتَّحْدِيثِ ** وُحْدَانُهُمْ وَسَبَبُ اَلْحَدِيثِ

كَذَا تَوَارِيخُ اَلْمُتُونِ جَمْعَا ** وَأَدَبُ اَلطَّالِبِ وَالشَّيْخِ مَعَا

كِتَابَةُ اَلْحَدِيثِ والمُقَابَلَهْ ** سَمَاعُهُ إِسْمَاعُهُ اَلرِّحْلَةُ لَهْ

تَصْنِيفُهُ . فَهَذِهِ أَلْقَابُ مَا ** يُشْهَرُ مِنْهُ وَالْجَمِيعُ قُسِّمَا

وَسَأُعِيدُ اَلْكُلَّ فِي مَوَاضِعِه ** فِي اَلنَّظْمِ إِجْمَالًأ وَتَفْصِيلًأ فَعِهْ

مُبَيِّنًأ أَنْوَاعَهُ مُعْتَبِرَا ** جِهَاتِ تَقْسِيمَاتِهِ مُحَرِّرَا

فَلا يُمِلَّنَّكَ مَا تَكَرَّرَا ** لَعَلَّهُ يَحْلُو إِذَا تَقَرَّرَا

أَنْوَاعُ عُلُومِ الْحَدِيثِ

اَلْمُتَوَاتِرُ

اِعْلَمْ بِأَنَّ أَهْلَ هَذَا اَلشَّانِ ** قَدْ قَسَّمُوا اَلأَخْبَارَ بِالتِّبْيَانِ

لِذِي تَوَاتُرٍ يُفِيدُ اَلْعِلْمَ لاَ ** بِنَظَرٍ بَلْ بِالضَّرُورَةِ انْجَلاَ

وَهْوَ اَلَّذِي جَمْعٌ رَوَاهُ اِتَّفَقُوا ** أَحَالَتِ اَلْعَادَةُ أَنْ يَخْتَلِفُوا

عَنْ مِثْلِهِمْ رَوَوْا بِلاَ اِمْتِرَاءِ ** مِنْ اِبْتِدَا اَلإِسْنَادِ لاِنْتِهَاءِ

وَاسْتَنَدَ اِنْتِهَاؤُهُمْ لِلْحِسِّ لاَ ** مَحْضِ اِقْتِضَاءِ اَلْعَقْلِ وَانْضَافَ إِلَى

ذَلِكَ أَنْ يَصْحَبَ ذَاكَ اَلْخَبرَا ** إِفَادَةُ اَلْعِلْمِ اَلْيَقِينِيْ لاَ مِرَا

فَقَدْ يَجِيْ فِي لَفْظِهِ اَلتَّوَاتُرُ ** وَجَاءَ فِي مَعْنَاهُ وَهْوَ اَلأَكْثَرُ

أَمَّا اَلْقُرْآنُ فَهْوَ قَدْ تَوَاتَرَا ** لَفْظًا وَمَعْنًى كُلُّهُ لاَ يُمْتَرَى

أَقْسَامُ خَبَرِ اَلآحَادِ وَتَعْرِيف اَلْمَشْهُورِ

وَالثَّانِ آحَادٌ فَمِنْهُ مَا اِشْتَهَرْ ** كَذَا عَزِيزٌ ثُمَّ فَرْدٌ قَدْ ظَهَرْ

فَإِنْ أَتَى مِنْ طُرُقٍ ثَلاَثٍ أَوْ ** مِنْ فَوْقِهَا فَذَاكَ مَشْهُورٌ رَأَوْا

وَحَيْثُ عَمَّتْ شُهْرَةٌ كُلَّ اَلسَّنَدِ ** فَالْمُسْتَفِيضُ عِنْدَهُمْ بِدُونِ رَدِّ

اَلْعَزِيزُ وَالْغَرِيبُ

وَمَا عَنْ اِثْنَيْنِ رَوَاهُ اِثْنَانِ ** فَهُوَ اَلْعَزِيزُ فَافْهَمَنْ تِبْيَانِ

وَمَا بِهِ اَلْوَاحِدُ قدْ تَفرَّدَا ** فَالْفَرْدُ مُطْلَقًا وَنِسْبِيًّا غَدَا

فَالْمُطْلَقُ الْفَرْدُ بِهِ اَلصَّحَابِي ** عَنْ اَلنَّبِيْ عَنْ سَائِرِ اَلأَصْحَابِ

وَغَيْرُهُ اَلنِّسْبِيُّ مِنْ دُونِ خَفَا ** وَبِالْغَرِيبِ عِنْدَهُمْ قَدْ عُرِفَا

وَبِاعْتِبَارِ مَوْضِعِ اَلتَّفرُّدِ ** أَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ فَرْدٍ فَاعْدُدِ

فَمِنْهُ فَرْدٌ مَتْنُهُ وَالسَّندُ ** وَمِنْهُ مَا فِي اَلسِّنْدِ اَلتَّفرُّدُ

وَفَرْدٌ بَعْضُ اَلْمَتْنِ أَوْ بَعْضُ السَّنَدْ ** وَلَمْ نَجِدْ غَرِيبَ مَتْنٍ لاَ سَنَدْ

وَقَيَّدُوا اَلنِّسْبِيَّ أَيْضًا بِثِقَهْ ** كذَا برَاوٍ أَوْ بمِصْرٍ حَقَّقهُ

اَلْمُتَابِعُ وَالشَّاهِدُ

وَإِنْ تَجِدْ مُتَابِعًأ أَوْ شَاهِدًا ** لِخَبَرِ اَلآحَادِ كَانَ عَاضِدًا

زَالَ بِهَا تَفَرُّدٌ عَنْ فَرْدِ ** وَاشْتُهِرَ اَلْعَزِيزُ دُونَ رَدِّ

وَازْدَادَ شُهْرَةً بِهَا اَلَّذِي اِشْتَهَرْ ** وَكَشْفُهُ بِالاِعْتِبَارِ قَدْ ظَهَرْ

فَإِنَّمَا يَحْصُلُ ذَا لِمَنْ سَبَرْ ** طُرْقَ اَلْحَدِيثِ ثُمَّ إِيَّاهُ اِعْتَبَرْ

مِنْ سُنَنٍ وَمِنْ جَوَامِعٍ وَمِنْ ** مَعَاجِمٍ وَمِنْ مَسَانِيدَ فَدَنْ

فَمَا عَلَى مَرْوِيِّهِ قَدْ تَابَعَهْ ** عَنْ ذَا اَلصَّحَابِيْ آخَرُ مُتَابَعَهْ

فَإِنْ تَكُنْ لِنَفْسِهِ (فَوَافِرَهْ) ** أَوْ شَيْخِهِ فَصَاعِدًا (فَقَاصِرَهْ)

وَمَا لَهُ يَشْهَدُ مَتْنٌ عَنْ سِوَى ** ذَاكَ اَلصَّحَابِيِّ (فَشَاهِدٌ) سَوَا

فِي اَللَّفْظِ وَالْمَعْنَى أَوْ اَلْمَعْنَى فَقَطْ ** لَكِنَّمَا مَرْتَبَةُ اَلثَّانِي أَحَطْ

وَهْوَ يُفِيدُ اَلْعِلْمَ أَعْنِي اَلنَّظَرِيْ ** عِنْدَ ثُبُوتِهِ فَبَعْدَ اَلنَّظَرِ

ثَلاثَةٌ أَحْكَامُ نَقْلٍ تُعْرَفُ ** قَبُولُهُ وَالرَّدُّ وَالتَّوَقُّفُ

وَالأَصْلُ فِي اَلْقَبُولِ صِدْقُ مَنْ نَقَلْ ** وَالْكِذْبُ أَصْلُ اَلرَّدِّ يَا مَنْ قَدْ عَقَلْ

وَلِلْتِبَاسِ اَلْحَالِ قِفْ فِيهِ إِلَى ** بَيَانِهِ إِنْ بِالْقَرَائِنِ اِنْجَلاَ

أَقْسَامُ اَلْمَقْبُولِ

وَأَرْبَعٌ مَرَاتِبِ اَلْمَقْبُولِ ** بَيَّنَهَا أَئِمَّةُ اَلنُّقُولِ

صَحِيحُهُمْ لِذَاتِهِ أَوْ غَيْرِهِ ** وَمِثْلُ ذَيْنٍ حَسَنٌ فَلْتَدْرِهِ

وَكُلُّهَا فِي عَمَلٍ بِهِ اِشْتَرَكْ ** وَبَيْنَهَا تَفَاوُتٌ بِدُونِ شَكْ

تَعْرِيفُ اَلصَّحِيحِ

فَمَا رَوَى اَلْعَدْلُ عَنْ اَلْعُدُولِ ** وَتَمَّ ضَبْطُ اَلْكُلِّ لِلْمَنْقُولِ

مُتَّصِلًأ وَلَمْ يَشِذَّ أَوْ يُعلْ ** فَهُوَ لِذَاتِهِ صَحِيحٌ قَدْ حَصَلْ

وَالْعَدْلُ مَنْ يَلْزَمْ تُقَىَ اَلْخَلاَّقِ ** مُجْتَنِبًا مَسَاوِئَ اَلأَخْلاقِ

وَالضَّبْطُ ضَبْطَانِ بِصَدْرٍ وَقَلمْ ** فَالأَوَّلُ اَلَّذِي مَتَى يَسْمَعُهُ لَمْ

يَنْسَ فَحِينَمَا يَشَا أَدَّاهُ ** مُسْتَحْضِرَ اَللَّفْظِ اَلَّذِي وَعَاهُ

وَالثَّانِ مَنْ فِي سِفْرِهِ قَدْ جَمَعَهْ ** وَصَانَهُ لَدَيْهِ مُنْذُ سَمِعَهْ

حَتَّى يُؤَدِّيْ مِنْهُ أَيَّ وَقْتِ ** وَسمِّ مَا يَجْمَعُهُ بِالثَّبْتِ

وَالاِتِّصَالُ كَوْنُ كلٍ سَمِعَا ** عَنْ شَيْخِهِ مِنْ اَلرُّوَاةِ وَوَعَى

وَمَا [ لِذَا ] الشَّاذِّ 1 مِنَ اَلتَّعْرِيفِ ** وَلِلْمُعلِّ يَأْتِ فِي تَعْرِيفِي

مَرَاتِبُ اَلصَّحِيحِ وَالْجَزْمُ بِأَصَحِّ اَلأَسَانِيدِ

وَقَدْ تَفَاوَتْ رُتَبُ اَلصَّحِيحِ ** بِحَسَبِ 2 اَلْمُوجِبِ لِلتَّصْحِيحِ

مِنْ أَجْلِ ذَا قَالُوا أَصَحُّ سَنَدِ ** أَصَحُّ سُنَّةٍ لأَهْلِ اَلْبَلَدِ

وَمَا رَوَى اَلشَّيْخَانِ فِيهِ قَدَّمُوا ** ثُمَّ اَلْبُخَارِيُّ يَلِيهِ مُسْلِمُ

فَمَا عَلَى شَرْطِهِمَا فَمَا عَلَى ** شَرْطِ اَلْبُخَارِيْ ، شَرْطُ مُسْلِمٍ تَلاَ

مَعْنَى قَوْلِهِمْ عَلَى شَرْطِ اَلشَّيْخَيْنِ

يَعْنُونَ أَنْ يُنْقَلَ عَنْ رِجَالِ ** قَدْ نُقِلاَ لَهُمْ مَعَ اِتِّصَالِ

اَلْحَسَنُ لِذَاتِهِ وَالصَّحِيحُ لِغَيْرِهِ وَزِيَادَةُ اَلثِّقَةِ

وَمَا يُمَاثِلْهُ وَكَانَ اَلضَّبْطُ خَفْ ** فَحَسَنٌ لِذَاتِهِ فَإِنْ يُحَفْ

بِمِثْلِهِ صُحِّحَ بِالْمَجْمُوعِ ** وَاكْتَسَبَ اَلْقُوَّةَ بِالْجُمُوعِ

وَيُطْلَقُ اَلْوَصْفَانِ لِلتَّرَدُّدِ ** إِنْ أَطْلَقُوهُمَا مَعَ اَلتَّفَرُّدِ

وَيُطْلَقَانِ بِاعْتِبَارِ اَلطُّرُقِ ** فِي غَيْرِ فَرْدٍ فَادْرِهِ وحقِّقِ

وَاقْبَلْ زِيَادَةً بِهَا تَفَرَّدَا ** رَاوِيهُمَا مَا لَمْ يُنَافِ الأَجْوَدا

اَلْحَسَنُ لِغَيْرِهِ

وَمَا رَوَى اَلْمَسْتُورُ أَوْ مَنْ دَلَّسَا ** وَالْمُرْسَلُ اَلْخَفِيْ وَمَنْ فِي اَلْحِفْظِ سَا 3

عِنْدَ اِجْتِمَاعِ اَلطُّرُقِ اَلْمُعْتَبَرَهْ ** فَحَسَنٌ لِغَيْرِهِ فَاعْتَبِرَهْ

وَقَوْلُهُمْ أَصَحُّ شَيْءٍ فِيهِ أَوْ ** أَحْسَنَهْ لَيْسُوا ثُبُوتَهُ عَنَوْا

بَلْ زَعَمُوا أَشْبَهُ شَيْءٍ وَأَشَفْ ** وَأَنَّهُ أَقَلُّ ضَعْفا وَأَخَفْ

وَلَيْسَ فِي اَلْقَبُولِ شَرْطًا الْعَدَدْ ** بَلْ اِشْتِرَاطُ ذَاكَ بِدْعَةٌ تُرَدْ

وَيُقْسَمُ اَلْمَقْبُولُ مِنْ حَيْثُ اَلْعَمَلَْ ** إِلَى مُعَارَضٍ وَمُحْكَمِ اِسْتَقَلْ

الْمُحْكَمُ وَالْمُعَارَضُ

فَالمُحْكَمُ النَّصُّ الَّذِي مَا عَارَضَهْ ** نَصٌّ كَمِثْلِهِ بِحَيْثُ نَاقَضهْ

فَمَنْ أَتتْهُ سُنَّةٌ صَحِيحَهْ ** عِنِ النَّبِيْ ثَابِتةٌ صَرِيحَهْ

فَمَا لَهُ عَنْهَا عُدُولٌ الأَبَدْ ** لاِيِّ قوْلٍ كانَ مِنْ أَيِّ أَحَدْ

وَغَيْرُهُ مَعارَضٌ إنْ أَمْكَنَا ** بَيْنهُمَا الْجَمْعُ فَقَدْ تَعَيَّنَا

كَالأَمْرِ إِنْ عُورِضَ بِالْجَوَازِ فِي ** تَرْكٍ لِمَأْمُورٍ إلَى النَّدْبِ اصْرِفِ

وَمِثْلُهُ النَّهْيُ لِكُرْهٍ صُرِفا ** بِحِلِّ إِتْيانٍ وَحَظْرٍ انْتفَى

وَاخْصُصْ بِمَا خَصَّ عُمُومًا وَرَدَا ** والْمُطلَقَ احْمِلْهُ على ما قُيِّدَا

وَهَكَذَا فَاجْمعْ بِلاَ تَعَسُّفِ ** بَلْ بَيْنَ مَدْلُولَيْهِمَا فأَلِّفِ

وَلاَ يَجوزُ رَدُّكَ الْمُعَارَضَا ** مَا أَمْكَنَ الجَمْعُ بِوَجْهٍ يُرْتَضَى

وَحَيْثُ لَمْ يُمْكِنْ وَسَابِقٌ دُرِي ** عُيِّنَ نَسْخُ حُكْمِهِ بِالآخِرِ

وَيُعْرَفُ النَّسْخُ بِنَصِّ الشَّارِعِ ** أَوْ صَحْبِهِ ثُمَّ بِتَارِيخٍ فَعِ

وَلَيْسَ الاِجْمَاعُ عَلَى تَرْكِ العَمَلْ ** بِنَاسِخٍ لكنْ علَى النَّاسِخِ دَلّ

وَعِنْدَ فَقْدِ الْعِلْمِ بِالْمُقَدَّمِ ** فَأَرْجَحُ النَّصَّيْنِ فَلْيُقَدَّمِ

كَكَوْنِهِ أَشْهَرَ أَوْ أَصَحَّ أَوْ ** نَاقِلُهُ أَجَلُّ عِنْدَ مَنْ رَوَوْا

أَوْ حُكْمُهُ فِيمَنْ رَوَاهُ قَدْ أَتَى ** وَمَنْ نَفَى قَدِّمْ عَلَيْهِ الْمُثْبِتَا

كَذَاكَ مَا خَصَّ عَلَى الْعُمُومِ ** وَقَدِّمِ الْمَنْطُوقَ عَنْ مَفْهُومِ

إِنْ لَمْ تَجِدْ مِنْ هَذِهِ شَيئًا فَقِفْ ** فِي شَأْنِهِ حَتّى عَلَى الْحَقِّ تَقِفْ

وَدُونَ بُرْهَانٍ بِنَصٍّ لاَ تَرُدّْ ** نَصًّا فَإِنَّ بَعْضَهَا بعْضًا يَشُدّ

وَلاَ تُسِيءُ الظَنَّ بِالشَّرْعِ وَلاَ ** تُحَكِّمَنَّ العَقْلَ فِيمَا نُقِلاَ

إِيَّا كَ والْقَولَ عَلَى اللهِ بِلاَ ** عِلْمٍ فَلاَ أَعْظَمَ مِنْهُ زَللاَ

الْمَرْدُودُ وَأَسْبَابُ الرَّدِّ وَبَيَانُ الْخَبَرِ الْمَوْضُوعِ

وَكُلَّمَا شَرْطَ الْقَبُولِ فَقَدَا ** فَهْوَ مِنَ الْمَرْدُودِ لَنْ يُعْتَمَدَا

وَالطَّعْنُ فِي الرَّاوِي وَسَقْطٌ فِي السَّنَدْ ** ضِدَّانِ لِلْقَبُولِ أَصْلاَنِ لِرَدّ

وَجُمْلَةُ الأَسْبَابِ مِنْهَا تُحْصَرُ ** خَمْسَةَ عَشْرَ فَادْرِ مَا أُسَطِّرُ

فَخَمْسَةٌ تَخْرُجُ بِالْعَدَالَهْ ** أَسْوَؤُهَا الْكِذْبُ بِلاَ مَحَالَهْ

فَذَاكَ مَوْضُوعٌ وَمَنْ بِهِ اتُّهِمْ ** وَلَمْ يَبِنْ عَنْهُ فَمَتْرُوكٌ وُسِمْ

وَمَنَ عَلَى النَّبِيْ تَعَمُّدًا كَذَبْ ** فَلْيَرْتَدِ الْمَقْعَدَ مِنْ ذَاتِ لَهَبْ

ومَنْ يُحدِّثْ بِحَدِيثٍ يَعْلَمُ ** تَكْذِيبَهُ عَلَيْهِ مِنْهُ قِسْمُ

حُكْمُ خَبَرِ الْفَاسِقِ وَالْمُبْتَدِعِ

وَالثَّالِثُ الْفِسْقُ بِدُونِ الْمُعْتَقَدْ ** وَالرَّابِعُ البِدْعَةُ عِنْدَ مَنْ نَقَدْ

فَمَا رَوَاهُ فَاسِقٌ فَقَدْ دَخَلْ ** فِي مُنْكَرٍ فِي رَأْيِ بَعْضِ مَنْ نَقَلْ

وَفِي قَبُولِ خَبَرِ الْمُبْتَدِعِ ** خُلاَصَةُ الْبَحْثِ سَأُمْلِيهِ فَعِ

مَنْ لَمْ تَكُنْ بِدْعَتُهُ مُكَفِّرَهْ ** وَلَيْسَ دَاعِيًا لَهَا فَاعْتَبِرَهْ

مَعْ حِفْظِ دِيْنِهِ وَصِدْقِ لَهْجَتِهْ ** لاَ إنْ رَوَى مُقَوِّيًا لِبِدْعَتِهْ

حُكْمُ رِوَايَةِ الْمَجْهُولِ

خَامِسُهَا الْمَجْهُولُ وَهْوَ يُقْسَمُ ** مَجْهُولُ عَيْنٍ وَيُسَمَّى الْمُبْهَمُ

وَسَبَبُ الإِبْهَامِ أَلاَّ يُذْكَرَا ** أَوْ ذِكْرُهُ بِمَا بِهِ مَا اشْتَهَرَا

وَلاَ يَضٌرُّ مُبْهَمُ الصَّحَابِي ** لِثِقَةِ الْكُلِّ بِلاَ ارْتِيَابِ

ثَانِيهِمَا مَنْ حَالُهُ قَدْ جُهِلاَ ** وَذَاكَ مَسْتُورٌ وَفِي الذِّكْرِ خَلاَ

وَأَصْلُهُ قِلَّةُ مَنْ عَنْهُ نَقَلْ ** لِكَوْنِهِ مِنَ الرِّوَايَاتِ أَقَلّْ

الْمُعَلُّ

وَخَمْسَةٌ تَخْرُجُ بِالضَّبْطِ وَهِيْ ** وَهْمٌ وَفُحْشُ غَلَطٍ [ وَغُفْلِهِ ] 4

وَكَثْرَةُ الْخِلاَفِ لِلثِّقَاتِ ** وَسُوءُ حِفْظٍ فَادْرِ تَفْصِيلاَتِي

فَالْوَهْمُ أَنْ يَرْوِي عَلَى التَّوَهُّمِ ** وَهْوَ الْمُعَلُّ عِنْدَهُمْ فَلْيُفْهَمِ

عِلَّتُهُ طَوْرًا بِالاِسْنَادِ تَقَعْ ** كَرَفْعِ مَوْقُوفٍ وَوَصْلِ مَا انْقَطَعْ

وَتَارَةً فِي الْمَتْنِ حَيْثُ أُدْخِلاَ ** فِي الْمَتْنِ لَفْظٌ مِنْ سِوَاهُ نُقِلاَ

وَقَسَّمَ الْحَاكِمُ عَشْرًا الْعِلَلْ ** مُرْجِعَهَا هَذَيْنِ مِنْ دُونِ خَلَلْ

وَفَاحِشُ الْغَفْلَةِ حَيْثُ يَنْفَرِدْ ** كَفَاحِشِ الأَغْلاَطِ مُنْكَرٌ يُرَدّْ

وَفِي الْمُخَالَفَاتِ أَقْسَامٌ تُعَدّ ** مِنْ ذَاكَ شَاذٌ [ مُنْكَرٌ كُلًأ ] 5 يُرَدّ

وَمُدْرَجُ الْمَتْنِ وَمُدْرَجُ السَّنَدْ ** وَالْقَلْبُ وَالْمَزِيدُ فِيهِ قَدْ وَرَدْ

وَمِنْهُ مَا بِالاِضْطِرَابِ يُعْرَفُ ** كَذَلِكَ التَّصْحِيفُ وَالْمُحَرَّفُ

الشَّاذُّ وَالْمُنْكَرُ

فَالشَّاذُّ مَا خَالَفَهُمْ بِهِ الثِّقَهْ ** قَابَلَهُ مَحْفُوظُهُمْ فَحَقَّقَهْ

وَمَا يُخَالِفْهُمْ بِهِ الضَّعِيفُ ** فَمُنْكَرٌ قَابَلَهُ الْمَعْرُوفُ 6

الْمُدْرَجُ

وَمُدْرَجُ الْمَتْنِ كَلاَمٌ أَجْنَبِي ** يُدْخِلُهُ النَّاقِلُ في لَفْظِ النَّبيْ

فَغَالِبًا يَكُونُ فِي آخِرِهِ ** وَقَلَّ فِي أثْنَائِهِ أَوْ صَدْرِهِ

يُعْرَفُ بِالْبَيَانِ مِمَّنْ قَدْ نَقَلْ ** أَوِ اسْتَحَالَ أَوْ مِنَ الْمَتْنِ انْفَصَلْ

وَمَا بِتَغْيِيرِ سِيَاقَاتِ السَّنَدْ ** خَالَفَهُمْ فَذَاكَ مُدْرَجُ السَّنَدْ

كَأَنْ يَكُونَ الْمَتْنُ عَنْ جَمْعٍ نُقِلْ ** كُلٌّ لَهُ فِيهِ طَرِيقٌ مُسْتَقِلّْ

فَيَجْمَعُ الْكُلَّ عَلَى طَرِيقِ ** مِنْ غَيْرِ تَبْيِينٍ وَلاَ تَفْرِيقِ

رَوَاهُ بِالأَوَّلِ بِالتَّمَامِ ** ثُمَّ أَضَافَ الزَّيْدَ لِلإِتْمَامِ

وَمِنْهُ مَتْنَانِ بِإِسْنَادَيْنِ ** رَوَاهُمَا بِوَاحِدٍ مِنْ ذيْنِ

مُقْتَصِرًا أَوْ زَادَ مِنْ ذَا الآخَرِ ** فِي ذَاكَ لَفْظًا كَانَ مِنْهُ قَدْ بَرِيْ

ومِنْهُ أَنْ يُعْرَضَ آخِرَ السَّنَدِ ** قَوْلٌ يُظَنُّ مَتْنَ ذَلِكَ السَّنَدْ ِ

الْمَقْلُوبُ

وَمَا بِالاِنْعِكَاسِ وَالإِبْدَالِ ** فَذَاكَ مَقْلُوبٌ بِلاَ جِدَالِ

فَمِنْهُ قَلْبُ سَنَدٍ دُونَ مِرَا ** أَنْ يُبْدَلَ الرَّاوِي بِرَاوٍ آخَرَا

وَمِنْهُ بِالتَّقْدِيمِ وَالتَّاخِيرِ فِي ** الاَسْمَا كَجَعْلِ الأَبِ إِبْنًا فَاعْرِفِ

وَقَلْبُ مَتْنٍ وَهُوْ أَنْ يُجْعَلَ مَا ** يَخْتَصُّ بِالشَّيْءِ لِضِدٍّ عُلِمَا

كَقَوْلِهِ فِيمَا رَوَاهُ مُسْلِمُ ** فِي أَحَدِ السَّبْعَةِ مَنْ لاَ تَعْلَمُ

يَمِينُهُ مَا بِالشِّمَالِ أَنْفَقَا ** وِالَبَذْلُ مِنْ شَأْنِ اليَمِينِ مُطْلَقا

وَمِنْهُ أَنْ يَجْعَلَ مَتْنًا لِسَنَدْ ** وَقَلْبُ مَتْنِهِ لِذَلِكَ السَّنَدْ

وَسَوَّغُوا هَذَا لِلاِخْتِبَارِ ** لِحَاجَةٍ مِنْ دُونِمَا إصْرَارِ

الْمَزِيدُ فِي مُتَّصِلِ الأَسَانِيدِ

وَإِنْ يُزَدْ فِي السَّنَدِ الْمُتَّصِلِ ** رَاوٍ فَذَا الْمَزِيدُ فِيهِ فَصِّلِ

فَإِنْ يَكُنْ مَنْ لَمْ يَزِدْهُ أَتْقَنَا ** وَقَالَ قَدْ سَمِعْتُ أَوْ حَدَّثَنَا

تَرَجَّحَ الإِسْقَاطُ لاَ شَكَّ ، وَإِنْ ** كَانَ الَّذِي قَدْ زَادَهُ أَتْقَنَ مِنْ

مُسْقِطِهِ لاَ سِيَّمَا إِنْ عَنْعَنَا ** فَلْيَكُ تَرْجِيحُ الْمَزِيدِ أَبْيَنَا

وَيَسْتَوِي الأَمْرَانِ حَيْثُ احْتَمَلاَ ** إِنْ كَانَ عَنْ كِلَيْهِمَا قَدْ نَقَلاَ

الْمُضْطَرِبُ

وَإِنْ يَكُنْ رَاوٍ بِرَاوٍ أُبْدِلاَ ** كَذَاكَ مَرْوِيٌّ بِمَرْوِيٍّ وَلاَ

جَمْعَ وَلاَ تَرْجِيحَ فِيهِ حَصَلاَ ** فَإِنَّهُ مُضْطَرِبٌ لاَ جَدَلاَ

فِي سَنَدٍ تُلْفِيهِ أَوْ مَتْنٍ وَقَدْ ** يَكُونُ فِي كِلَيْهِمَا وَهْوَ أَشَدّْ

وَلَيْسَ قَدْحًا خُلْفُهُمْ فِي اسْمِ الثِّقَهْ ** أَوْ فِي صَحَابيٍّ لَهُ فَحَقِّقَهْ

مَعْرِفَةُ الْمُصَحَّفِ

وَمَا يَكُونُ لَفْظُهُ قَدْ غُيِّرَا ** أَوْ رَسْمًا اوْ مَعْنًى فَتَصْحِيفٌ يُرَى

كَاحْتَجَرَ النَّبِيُّ قِيلَ احْتَجَمَا ** وَصَحَّفُوا مُزَاحِمًا مُرَاجِمًا

وَاخْصُصْ مُحَرَّفًا بِشَكْلٍ أُبْدِلاَ ** نَحْوَ سَلِيمٍ بِسُلَيْمٍ مَثَلاَ

وَمنْهُ إِبْدَالُ أُبَيٍّ بِأَبِي ** وَصَامَ سِتًّا قِيلَ شَيْئًا فَانْسُبِ

حُكْمُ رِوَايَةِ سَيِّئِ الْحِفْظِ

وَسَيِّئُ الْحِفْظِ الَّذِي مَا رُجِّحَا ** عَنْ خَطَئِهْ جانِبُ مَا قَدْ صُحِّحَا

فَإِنْ يَكُنْ ذَلِكَ قَدْ لاَزَمَ لَهْ ** [ شَاذٌّ هُوَ ] 7 فِي رَأْيِ بَعْضِ النَّقَلَهْ

وَسَمِّهِ مُخْتَلِطًا حَيْثُ طَرَا ** وَرُدَّ مَا بَعْدَ اخْتِلاَطٍ خُبِرَا

وَحَمَلُوا مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ أَتَى ** مِنْهُ بِأَنْ قَبْلَ اخْتِلاَطٍ ثَبَتَا

الْمُعَلَّقُ

وَخَمْسَةٌ تَخْرُجُ بِاتِّصَالِ ** وَهْيَ مُعَلَّقٌ وَذُو إِرْسَالِ

وَمُعْضَلٌ مُنْقَطِعٌ مَدَلَّسُ ** وَالْمُرْسَلُ الْخَفِيُّ عُدَّ السَّادِسُ

فَحَيْثُ كَانَ السَّقْطُ مِنْ أَصْلِ السَّنَدْ ** صُنْعَ مُصَنِّفٍ فَتَعْلِيقٌ يُعَدّ

فَمَا يَجِيءُ فِي كِتَابٍ يُلْتَزَمْ ** صِحَّتُهُ ثُمَّ بِهِ الرَّاوِي جَزَمْ

فَاقْبَلْهُ مَعْرُوفًا كَنَحْوِ (أَخْبَرَا) ** وَنَحْوِ (قَالَ) وَ(رَوَى) و(ذَكَرَا)

وَمَا كَـ(قِيلَ) وَكَـ(يُرْوَى) (قَدْ ذُكِرْ) ** مُمَرَّضًا فَفِيهِ فَتِّشْ وَاخْتَبِرْ

وَمِثْلُهُ مَا جَا بِكُتْبٍ جَامِعَهْ ** لِذِي قَبُولٍ وَلِمَرْدُودٍ مَعَهْ

الْمُرْسَلُ

وَمَا يَكُونُ السَّقْطُ فَوْقَ التَّابِعِي ** مَعْ رَفْعِ مَتْنِهِ فَمُرْسَلٌ فَعِ

فَبَعْضُهُمْ لِلاِحْتِجَاجِ أَطْلَقَا ** وَالْبَعْضُ لِلرَّدِّ وبَعْضٌ حَقَّقَا

فَقَبِلُوهُ إِنْ يَكُنْ قَدْ أُسْنِدَا ** مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى كَذَا إِنْ عُضِدَا

بِمِثْلِهِ أَوْ فِعْلِ صَحْبٍ أَوْ سَلَفْ ** عَلَيْهِ إِفْتَاءُ جَمَاهِيرِ السَّلَفْ

وَغَيْرُهُ رُدَّ بِلاَ ارْتِيَابِ ** وَلاَ يَضُرُّ مُرْسَلُ الصَّحَابِي

الْمُعْضَلُ وَالْمُنْقَطِعُ

وَسَاقِطُ اثْنَيْنِ فَصَاعِدًا وَلاَ ** مِنْ وَسَطِ الإِسْنَادِ سَمِّ مُعْضَلاَ

وَمِنْهُ حَذْفُ صَاحَبٍ وَالْمُصْطَفَى ** وَمَتْنُهُ عَنْ تَابِعيٍّ وُقِفَ

إِنْ مِنْ طَرِيقِ وَاقِفٍ قَدْ أُسْنِدَا ** وَجَازَ غَيْرُ رَفْعِهِ عَنْ أحْمَدَا

لِيُخْرِجَ الْمَوْقُوفَ قَيْدَ الأَوَّلِ ** كَذَاكَ بِالثَّانِي خُرُوجُ الْمُرْسَلِ

وَوَاحِدٌ مِنْ مَوْضِعٍ أَوْ أَكْثَرَا ** بلاَ وَلاَ مُنْقَطِعٌ دُونَ مِرَا

التَّدْلِيسُ

وَحَذْفُهُ وَاسِطَةً عَمَّنْ لَقِي ** بِصِيغَةٍ ذَاتِ احْتِمَالٍ لِلُّقِيْ 8

كَـ(عَنْ) وَ(أَنَّ) مُوهِمًا وَ(قَالاَ) ** تَدْلِيسُ إِسْنَادٍ يُرِي اتِّصَالاَ

وَمِنْهُ : أَنْ يَقْطَعَ صِيغَةَ الأَدَا ** بِالسَّكْتِ عَنْ مُحَدِّثٍ ثُمَّ ابْتِدَا

وَمِنْهُ : أَنْ يَعْطِفَ شَيْخًا مَا سَمِعْ ** مِنْهُ عَلَى الشَّيْخِ الَّذِي مِنْهُ سَمِعْ

وَحَذْفُهُ الضَّعِيفَ بَيْنَ الثِّقَتَيْنِ ** وَسَمِّهِ تَسْوِيةً بِدُونِ مَيْنِ

وَالثَّانِ تَدْلِيسُ الشُّيُوخِ إِنْ ذَكَرْ ** شَيْخًا لَهُ بِاسْمٍ سِوَى الَّذِي اشْتَهَرْ

وَكُلُّهُ غِشٌّ شَدِيدٌ وَغَرَرْ ** وَضِدُّ نُصْحٍ عِنْدَ نُقَّادِ الأَثَرْ

وَحَيْثُ كَانَ ثِقَةً مَنْ فَعَلَهْ ** فَحُكْمُهُ رَدُّ الَّذِي قَدْ نَقَلَهْ

مَا لَمْ يَقُلْ سَمِعْتُ أَوْ حَدَّثَنَا ** أَوْ جَاءَ بِاسْمِ شَيْخِهِ مُبَيَّنَا

وَيُعْرَفُ التَّدْلِيسُ بِالإِقْرَارِ ** أَوْ جَزْمِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالآثَارِ

الْمُرْسَلُ الْخَفِيُّ

وَالنَّقْلُ عَنْ مُعَاصِرٍ لَمْ يُعْرَفِ ** لِقَاؤُهُ إيَّاهُ مُرْسَلٌ خَفِي

كَالرَّفْعِ مِنْ مُخَضْرَمٍ قَدْ عَاصَرَا ** نَبِيَّنَا دُونَ لِقَاءٍ أُثِرَا

حُكْمُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ

وَقَدْ أَتَى أَوْهَى الأَسَانِيدِ بِمَا ** أَصَحُّهَا فِيمَا مَضَى تَقَدُّمَا

وَبِالضَّعِيْفِ لاَ بِتَرْكٍ وُصِفَا ** وَلاَ لِمَدْلُولِ الصَّحِيحِ قَدْ نَفَى

يُؤْخَذُ فِي فَضَائِلِ الأَعْمَالِ ** لاَ الْفَرْضِ بِالْحَرَامِ 9 وَالْحَلاَلِ

الْمَرْفُوعُ

ثُمَّ انْتَهَى الإِسْنَادُ إِنْ كَانَ إِلَى ** نَبِيِّنَا فَذَاكَ مَرْفُوعٌ عَلاَ

مِنْ قَوْلٍ اوْ فِعْلٍ وَمِنْ تَقْرِيرِ ** تَصْرِيحًا اوْ حُكْمًا بِلاَ نَكِيرِ

نَحْوَ (سَمِعْتُهُ يَقُولُ) أَوْ (فَعَلْ) ** أَوْ فِعْلُ شَخْصٍ مِنْ حُضُورِهِ حَصَلْ

الْمَرْفُوعُ حُكْمًا

وَأَلْحِقَنْ (يَنْمِيهِ) أَوْ (يَبْلُغُ بِهْ) ** كَذَا (مِنَ السُّنَّةِ) أَطْلَقُوا انْتَبِهْ

كَذَا (أُمِرْنَا) أَوْ (نُهِينَا) إِنْ صَدَر ** مِنْ الصَّحَابِيِّ كَذَا كُنَّا نُقَرْ

الْمَوْقُوفُ وَالْمَقْطُوعُ

وَحَيْثُ يَنْتَهِي إِلَى الصَّحَابِي ** فَذَاكَ مَوْقُوفٌ بِلاَ ارْتِيَابِ

وَهْوَ الَّذِي لَقِيْ الَّنبِيَّ مُؤْمِنَا ** بِهِ وَمَاتَ مُسْلِمًا تَيَقُّنَا

أَوِ انْتَهَى لِلتَّابِعِي وَهْوَ الَّذِي ** لَقِيْ الصَّحَابيَّ فَمَقْطُوعٌ خُذِ

الْمُسْنَدُ

وَمَا الصَّحَابِي بِاتَّصَالِ السَّنَدِ ** يَرْفَعُهُ فَسَمِّهِ بِالْمُسْنَدِ

الإِسْنَادُ الْعَالِي وَأَقْسَامُهُ وَالإِسْنَادُ النَّازِلُ

وَمَا يَقِلُّ عَدَدُ الرِّجَالِ ** فِيهِ أَوِ الْمُدَّةُ فَهْوَ الْعَالِي

فَمُطْلَقٌ إِنْ كَانَ لِلنَّبيِّ ** وَغَيْرُهُ سَمَّوْهُ بِالنِّسْبِيِّ

وَفِي الأَخِيرِ تُوْجَدُ الْمُوَافَقَهْ ** وَبَدَلٌ كَذَا التَّسَاوِي لاَحِقَهْ

تَصَافُحٌ وَسَابِقٌ وَلاَحِقُ ** فَالأَوَّلُ الرَّاوِي بِهِ يُوَافِقُ

مُصَنِّفًا فِي شَيْخِهِ أَيْ مِنْ سِوَى ** طَرِيقِهِ أَوْ عَنْ سِوَاهُ قَدْ رَوَى

أَوْ شَيْخِ شَيْخِهِ فَصَاعِدًا بَدَلْ ** ثُمَّ التَّسَاوِي إِنْ إِلَى مَتْنٍ وَصَلْ

بِسَنَدٍ كَسَنَدِ الْمُصَنِّفِ ** أَوْ مَنْ رَوَى عَنْهُ تَصَافُحٌ يَفِي

الإِسْنَادُ النَّازِلُ

وَمَا بِضِدِّ ذَاكَ فَهْوَ النَّازِلُ ** وَهْوَ لاِقْسَامِ الْعُلُوْ مُقَابِلُ

رِوَايَةُ الأَكَابِرِ عَنْ الأَصَاغِرِ

وَهَاكَ أَنْوَاعَ لَطَائِفِ السَّنَدْ ** وَهْوَ جَلِيلٌ عِلْمُهُ فَلْيُسْتَفَدْ

مِنْهَا عَنِ الأَصْغَرِ يَرْوِى الأَكْبَرُ ** كَالأَبِ عَنِ ابْنٍ لَهُ قَدْ يُخْبِرُ

وَالشَّيْخِ عَنْ تِلْمِيِذِهِ وَالصَّحْبِ عنْ ** تَابِعِهِمْ وَعَكْسُ ذَا الأَكْثَرُ عَنَّ 10

رِوَايَةُ الأَبْنَاءِ عَنْ الْآبَاءِ

وَمَنْ رَوَى عَنْ أَبِهِ عَنْ جَدِّهِ ** فَصَاعِدًا أَرْبَعَ 11 عَشْرٍ يَنْتَهِي

وَامْرَأَةٌ عَنْ أُمِّهَا عَنْ جَدَّةِ ** لَهَا وَذَا النَّوْعُ قَلِيلُ الْجِدَةِ

الأَقْرَانُ وَالْمُدَبَّجُ

وَمَا رَوَى الْقَرِينُ عَنْ قَرِينِهِ ** شَرِيكُهُ فِي شَيْخِهِ أَوْ 12 سِنِّهِ

مِثْلُ الصَّحَابِي عَنْ صَحَابِيٍّ نَمَا ** كَذَاكَ مَنْ بَعْدُ فَأَقْرَانٌ سَمَا

فَإِنْ رَوَى عَنْهُ وَذَا عَنْهُ رَوَى ** فَذَا مُدَبَّجٌ وَأَقْرَانٌ حَوَى

رِوَايَةُ الإِخْوَةِ عَنْ بَعْضِهِمْ

وَإِخْوَةٌ وَالأَخَوَاتُ فَلْيُعَدّْ ** لاَ سِيَّمَا عِنْدَ اجْتِمَاعٍ فِي سَنَدْ

الْمُسَلْسَلُ

هَذَا وَمِنْ أَلْطَفِهَا الْمُسَلْسَلُ ** وَهْوَ الَّذِي بِصِفَةٍ يَتَّصلُ

نَحْوَ اتِّفَاقِ الاِسْمِ فِي الرُّوَاةِ ** أَوْ فِي انْتِسَابِهِمْ أَوِ الصَّفَاتِ

أَوْ بِاتِّفَاقِ صِيغَةِ التَّحَمُّلِ ** أَوْ زَمَنٍ أَوْ بِمَكَانٍ فَاعْقِلِ

أَوْ صِفَةٍ قَارَنَتِ الأَدَا مَعَا ** مِنْ قَوْلٍ اوْ فِعْلٍ كَذَا إِنْ جُمِعَا

وَأَفْضَلُ الْمُسَلْسَلاَتِ مَا أَتَى ** بِصِيغَةٍ تَحْوِي اتِّصَالًأ ثَبَتَا

وَقَدْ يَعُمُّ السَّنَدَ التَّسَلْسُلُ ** وَتَارَةً أَثْنَاؤُهُ قَدْ يَحْصُلُ

طُرُقُ التَّحَمُّلِ وَصِيَغُ الأَدَاءِ

وَصِيَغُ الأَدَا ثَمَانٍ فَاعْتَنِ ** سَمِعْتُهُ حَدَّثَنِي أَخْبَرَنِي

قَرَأْتُهُ قُرِي عَلَيْهِ وَأَنَا ** أَسْمَعُ ثُمَّ انْبَأَنِي وَالْجَمْعُ نَا 13

وَرَمَزُوا (ثنا) إِلَى حَدَّثَنَا ** وَ(نَا) وَبِالْهَمْزِ إِلَى أَخْبَرَنَا

وَعَنْ عَلَى السَّمَاعِ مِمَّنْ عَاصَرَا ** مِنْ مُدَلِّسٍ فَلَنْ تُعْتَبَرَا

وَاشْتَرَطَ الْجُعْفِيْ لُقِيًّا يُعْلَمُ ** وَشَيْخُهُ ، وَرَدَّ ذَاكَ مُسْلِمُ

ثُمَّ إِجَازَةً مَعَ الْمُنَاوَلَهْ ** أَوْ دُونَهَا كِتَابَةً أَوْ قَاوَلَهْ 14

وَإِنَّمَا تُعْتَبَرُ الإِجَازَهْ ** إِنْ عَيَّنَ الشَّخْصَ الَّذِي أَجَازَهْ

أَمَّا عُمُومًا أَوْ لِمَنْ لَمْ يُوجَدِ ** تَوَسُّعًا فَلَيْسَ بِالْمُعْتَمَدِ

وَالْخُلْفُ فِي مُجَرَّدِ الْمُنَاوَلَهْ ** كَذَاكَ فِي الإِعْلاَمِ وَالإِيصَاءِ لَهْ

وَحَذَفُوا قَالَ بِصِيغَةِ الأَدَا ** كِتَابَةً وَلْيَتْلُهَا مَنْ سَرَدَا

وَكَتَبُوا الْحَاءَ لِتَحْوِيلِ السَّنَدْ ** وَالْفِظْ 15 بِهَا إِذَا قَرَأْتَ دُونَ مَدّ

أَسْمَاءُ الرُّوَاةِ وَأَنْسَابُهُمْ وَكُنَاهُمْ وَأَلْقَابُهُمْ

ثُمَّ بِأَسْمَاءِ الرُّوَاةِ وَالْكُنَى ** أَلْقَابِهِمْ أَنْسَابِهِمْ فَلْيُعْتَنَى

مَوَالِيدُ الرُّوَاةِ وَوَفَيَاتُهُمْ وَطَبَقَاتُهُمْ

وَالْوَفَيَاتِ وَالْمَوَالِيدِ لَهُمْ ** وَطَبَقَاتِهِمْ كَذَا أَحْوَالِهِمْ

وَكُلُّ هَذِي مَحْضُ نَقْلٍ فَاعْرِفِ ** فَرَاجِعِ الْكُتْبَ الَّتِي بِهَا تَفِيْ

كَطَبَقَاتِهِمْ وَكَالتَّذْهِيبِ ** وَمَا حَوَى التَّهْذِيبُ مَعْ تَقْرِيبِ 16

الْمُتَّفِقُ وَالْمُفْتَرِقُ

وَمَا بِلَفْظٍ أَوْ بِرَسْمٍ يَتَّفِقْ ** وَاخْتَلَفَ الأَشْخَاصُ فَهْوَ الْمُتَّفِقْ

نَحْوُ ابْنِ زَيْدٍ فِي الصِّحَابِ اثْنَانِ ** رَاوِي الْوُضُو وَصَاحِبُ الأَذَانِ

الْمُهْمَلُ

وَإِنْ عَنِ اثْنَيْنِ رَوَى وَاتَّفَقَا ** فِي الاِسْمِ وَاسْمِ الأَبِ ثُمَّ أُطْلِقَا

بِدُونِ تَمْيِيزٍ فَمُهْمَلٌ وَلاَ ** يَضُرُّ إِنْ كِلاَهُمَا قَدْ عُدِّلاَ

وَفِي الْبُخَارِي مِنْهُ جَا 17 كَمْ تَرْجَمَهْ ** أَوْضَحَهَا الْحَافِظُ فِي الْمُقَدِّمَهْ

وَيُعْرَفَانِ بِاخْتِصَاصِ النَّاقِلِ ** وَحَيْثُ لاَ فَبِالْقَرَائِنِ ابْتَلِي

الْمُؤْتَلِفُ وَالْمُخْتَلِفُ

وَمَا يَكُونُ النُّطْقُ فِيهِ يَخْتَلِفْ ** مَعَ اتِّفَاقِ الاِسْمِ فَهْوَ الْمُؤْتَلِفْ

نَحْوَ (شُعَيْثٍ) بِـ(شُعَيْبٍ) يَشْتَبِهْ ** وَكَـ(النَّشَائِي) بِـ(النَّسَائِي) فَانْتَبِهْ

الْمُتَشَابِهُ

وَمَا بِهِ الأَسْمَا وَالاَبَا تَتَّفِقْ ** فِي الرَّسْمِ وَالسآبَاءُ فِيهِ تَفْتَرِقْ

فِي النُّطْقِ أَوْ بِالْعَكْسِ فَهْوَ الْمُشْتَبِهْ ** وَهْوَ بِالاِعْتِنَا جَدِيرٌ فَاعْنَ بِهْ

كَابْنِ عَقِيلٍ وَعُقَيْلٍ وُجِدَا ** كِلاَهُمَا كَانَ اسْمُهُ مُحَمَّدَا

وَمَثَلُ الْعَكْسِ ابْنَيِ النُّعْمَانِ ** سُرَيْجُ فَاعْلَمْ وَشُرَيْحُ الْثَّانِي

أَنْوَاعٌ تَتَرَكَّبُ مِمَّا سَبَقَ

وَفِيهِ مَعْ مَا قَبْلَهُ أنْوَاعُ ** فِيهَا افْتِرَاقٌ فَادْرِ وَاجْتِمَاعُ

الْوُحْدَانُ

وَلْيَعْرِفِ الْوُحْدَانَ وَهْوَ مَنْ رَوَى ** عَنْ وَاحِدٍ وَعَنْهُ رَاوٍ لاَ سِوَى

وَمَنْ كِلاَ هَذَيْنِ فِيهِ وُجِدَا ** أَوْ مَا رَوَى إِلاَ حَدِيثًا وَاحِدَا

وَمَنْ لَهُ اسْمٌ مُفْرَدٌ أَوْ لَقَبُ ** أَوْ كُنْيَةٌ مُفْرَدَةٌ أَوْ نَسَبُ

كَسَنْدَرٍ أَوْ كَسَفِينَةَ التَّقِي ** أَبُو الْعُبَيْدَيْنِ وَنَحْوُ اللَّبَقِي

طَبَقَاتُ الرُّوَاةِ

وَلاِشْتِرَاكٍ يُطْلِقُونَ الطَّبَقَهْ ** فِي السِّنِّ مَعْ لِقَا الشُّيُّوخِ حَقِّقَهْ

وَاخْتَلَفَ اصْطِلاَحُ مَنْ قَدْ صَنَّفَا ** فِي الطَّبَقَاتِ وَهْوَ عُرْفٌ لاَ خَفَا

وَقَدْ يَكُونُ الشَّخْصُ أَيْضًا عِنْدَهُمْ ** مِنْ طَبَقَاتٍ باعْتِبَارَاتٍ لَهُمْ

مَرَاتِبُ التَّعْدِيلِ

وَالْعِلْمُ بِالتَّعْدِيلِ وَالتَّجْريحِ مِنْ ** أَهَمِّهِ فَهْوَ بِتَحْقِيقٍ قَمِنْ

مَرَاتِبَ التَّعْدِيلِ سَبْعًا رَتِّبِ ** أَوَّلُهَا ثُبُوتُ صُحْبَةِ النَّبِيْ

فَأَفْعَلُ التَّفْضِيلِ أَوْ مَا أَشْبَهَا ** كَجَبَلِ الْحِفْظِ إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى

ثُمَّ مُؤَكَّدٌ بِتَكْرِيرِ الصِّفَهْ ** كَثِقَةٍ ثِقَةْ كَذَا مَا رَادَفَهْ

ثُمَّ بِوَصْفٍ وَاحِدٍ مَا أُكِّدَا ** كَحَافِظٍ ثَبْتٍ ثِقَهْ قَدْ أُفْرِدَا

ثُمَّ صَدُوقٌ أَمِنُوا لاَ بَأْسَ بِهْ ** فَصَالِحُ الْحَدِيثِ مَعْ مُقَارِبِهِ

ثُمَّ صُوَيْلِحٌ وَمَا مَاثَلَهَا ** مِنَ الصِّفَاتِ قِسْ بِتَرْتِيبٍ لَهَا

وَالْخُلْفُ فِي التَّعْدِيلِ مَعْ إِبْهَامِ ** وَالرَّدُّ قَوْلُ أَكْثَرِ الأَعْلاَمِ

كَقَوْلِهِ أَخْبَرَنِي الْعَدْلُ الثِّقَهْ ** مَا لَمْ يَكُنْ عُرْفًا لَهُ فَحَقِّقَهْ

الْجَرْحُ مِمَّنْ يُقْبَلُ وَمَتَى

وَالْجَرْحُ عِنْدَ الدَّاعِ نُصْحٌ فَاعْلَمَهْ ** صِيَانَةً للشِّرْعَةِ المُكَرَّمَهْ

وَإِنَّمَا يَجُوزُ مِنْ عَدْلٍ فَقِيهْ ** مُطَّلِعٍ يُقْبَلُ مِنْهُ القَولُ فِيهْ

وَالرَّاجِحُ اشْتِرَاطُ أَنْ يُفَسَّرَا ** وَكَونُهُ مِنْ وَاحِدٍ مُعْتَبَرَا

الْحَذَرُ مِنَ التَّسَاهُلِ فِي التَّجْرِيحِ

وَلْيَحْذَرِ الْعَبْدُ مِنَ التَّسَاهُلِ ** فِيهِ وَمِنْ خَوْضٍ بِلاَ تَأَهُّلِ

مَرَاتِبُ التَّجْرِيحِ

مَرَاتِبُ التَّجْرِيحِ سَبْعٌ فَاكْتُبِ ** كَأكْذَبِ النَّاسِ ورُكْنِ الْكَذِبِ

يَلِيهِ كَذَّابٌ وَوَضَّاعٌ دَعُوا ** وَبَعْدَهُ يَكْذِبْ كَذَاكَ يَضَعُ

رَابِعُهَا مُتَّهَمٌ بِالْكَذِبِ ** وَالْوَضْعِ سَاقِطْ هَالِكٌ كَذَاهِبِ

لَيْسَ بِمَأْمُونٍ كَذَا فِيهِ نَظَرْ ** مَتْرُوكُ عَنْهُ سَكَتُوا لاَ يُعْتَبَرْ

يَلِيهِ مَطْرُوحٌ وَوَاهٍ أَيُّ شَيْ ** مُمَوِّهٌ إِرْمِ بِهِ لَيْسَ بِشَيْ

وَهَؤُلاَءِ عَنْهُمُ لاَ يُكْتَبُ ** مَا قَدْ رَوَوْهُ بَلْ عَلَيْهِ يُضْرَبُ

ثُمَّ ضَعِيفٌ مُنْكَرٌ مُضطَرِبُ ** فَفِيهِ ضَعْفٌ أَوْ مَقَالٌ مُوجِبُ

لَيْسَ بِذَاكَ فِيهِ خُلْفٌ طَعَنُوا ** فِيهِ كَذَا سَيِّئُ حِفْظٍ لَيِّنُ

تَعْرِفْ وَتُنْكِرْ فِيهِ قَدْ تَكَلَّمُوا ** وَكَتَبُوا عَنْ هَؤُلاَءِ مَا نَمُوا

لِلاِعْتِبَارِ دُونَ أَنْ يُحْتَجَّ بِهْ ** وَعِلْمُ ذَا النَّوْعِ مُهِمٌّ فَانْتَبِهْ

حُكْمُ تَعَارُضِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ

وَقَدِّمِ الجَرْحَ عَلَى التَّعْدِيلِ ** عِنْدَ الْجَمَاهِيرِ عَلَى تَفْصِيلِ

الْمُبْهَمُ

وَالْمُبْهَمَاتُ مِنْ أَهَمِّ الْفَنِّ ** فِي سَنَدٍ وُقُوعُهَا أَوْ مَتْنِ

وَعِلْمُهَا يُدْرَى بِجَمْعِ الطُّرُقِ ** أَوْ أَخْذِهَا عَنْ عَالِمٍ مُحَقِّقِ

أَسْبَابُ وُرُودِ الْحَدِيثِ وَتَارِيخُهُ

وَعِلْمُ أَسْبَابِ الْحَدِيثِ وَكَذَا ** تَارِيخِهِ مِنَ الْمُهِمِّ فَخُذَا

مَعْرِفَةُ الْوَلاَءِ

وَلْيُعْرَفِ الْوَلاَ عَلَى أَقْسَامِ ** بِالْعِتْقِ وَالحِلْفِ وَبِالإِسْلاَمِ

سِنُّ التَّحَمُّلِ

وَصَحَّ مَعْ تَمْيِيزِهِ التَحَمُّلُ ** أَمَّا الأَدَا فَوَقْتُهُ التَّأَهُّلُ

آدَابُ الشَّيْخِ وَالطَّالِبِ

وَلْيَعْرِفِ الطَّالِبُ لِلآدَابِ ** مَا يَنْبَغِي لِلشَّيْخِ وَالطُّلاَبِ

صِفَةُ كِتَابَةِ الْحَدِيثِ وَضَبْطِهِ

وَالصُّنْعَ فِي كِتَابَةِ الْحَدِيثِ ** وَالْعَرْضِ وَالسَّمَاعِ وَالتَّحْدِيثِ

وَاعْتَنِ بِالضَّبْطِ وَبِالتَّصْحِيحِ لَهْ ** فَاكْتُبْهُ وَاضِحًا وَبَيِّنْ مُشكِلَهْ

وَرِحْلَةً فِيهِ كَذَا التَّصْنِيفَ لَهْ ** وَمَا بِهِ مِنِ الْتِبَاسٍ شَكِّلَهْ

وَاعْرِضْ عَلَى شَيْخِكَ أَوْ ثَانٍ ثِقَهْ ** أَوْ فَعَلى أَصْلٍ صَحِيحٍ حَقَّقَهْ

وَعِنْدَمَا يَسْمَعُهُ لاَ يَشْتَغِلْ ** بِأَيِّ شَيْءٍ بِاسْتِمَاعِهِ يُخِلْ

صِفَةُ أَدَاءِ الشَّيْخِ لِحَدِيثِهِ

وَالشَّيْخُ مِنْ أَصْلٍ لَهُ يؤَدِّي ** وَلْيَفْصِلِ الْحَدِيثَ دُونَ سَرْدِ

وَوَاجِبٌ أَدَاؤُهُ بِلَفْظِهِ ** لاَ غَيْرِهِ إِلاَ لِفَوْتِ حِفْظِهِ

وَبِحَدِيثِ مِصْرِهِ فَلْيَبْتَدِي ** ثُمَّ حَدِيثِ غَيرِهِ مِنْ بَلَدِ

وَكَثْرَةَ الْمَسْمُوعِ فِيهِ يَعْتَنِي ** لَيْسَ بِكَثْرَةِ الشُّيوخِ فَافْطِنِ

صِفَةُ التَّصْنِيفِ فِي الْحَدِيثِ

وَالْجَمْعُ لِلْحَدِيثِ إِنْ شَا أَسْنَدَهْ ** حَدِيثَ كُلِّ صَاحِبٍ عَلَى حِدَهْ

وَإِنْ يَشَا عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ ** أَوْ فَعَلَى الأَبْوَابِ لِلْفِقْهِ افْهَمِ

وَقَصْرُهُ عَلَى الصَّحِيحِ وَالْحَسَنْ ** أَوْلَى وَمَعْ تَنْبِيهِهِ الْجَمْعُ حَسَنْ

وَإِنْ يَشَا رَتَّبَهُ عَلَى الْعِلَلْ ** مُبَيِّنًا فِيهِ اخْتِلاَفَ مَنْ نَقَلْ

أَوْ فَعَلَى الأَطْرَافِ ثُمَّ يَسُقِ 18 ** فِي كُلِّ مَتْنٍ مَا لَهُ مِنْ طُرُقِ

مُسْتَوْعِبًا جَمِيعَ مَا قَدْ وَرَدَا ** أَوْ بِخُصُوصِ كُتُبٍ تَقَيَّدَا

[ الخاتِمَةُ ]

وَتَمَّ مَا أَمْلَيْتُ بِاقْتِصَارِ ** عَلَى أُصُولِهِ مَعَ اخْتِصَارِ

إِذْ كَانَ هَذَا الْعِلْمُ لاَ يُحِيطُ ** بِهِ مُطَوَّلٌ وَلاَ بَسِيطُ

لَكِنَّ مَنْ كَانَ أُصُولَهُ وَعَى ** لَمْ يُعْيِهِ مِنْهُ الَّذِي تَفَرَّعَا

وَهْوَ فُنُونٌ كُلُّ فَنٍّ مِنْهُ قَدْ ** أُفْرِدَ تَصْنِيفًا وَمَنْ جَدَّ وَجَدْ

وَحِينَ تَمَّتْ قُرَّةُ الْعُيُونِ ** سَمَّيْتُهَا بِاللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ خِتَامًا وَابْتِدَا ** ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ سَرْمَدَا

عَلَى خِتَامِ الأَنْبِيَاءِ أَجْمَعِينْ ** وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينْ

وَاللَّهَ أَرْجُو رَحْمَةً وَمَغْفِرَهْ ** لِذَنْبِنَا وَتَوْبَةً مُكَفِّرهْ

فَهْوَ الرَّحِيمُ الْغَافِرُ التَّوَّابُ ** بِيَدِهِ الْخَيْرُ هُوَ الْوَهَّابُ

أَبْيَاتُهَا قُلْ (قَمَرٌ) 19 بِهِ اسْتَنِرْ ** تَارِيخُهَا (رَجَاءَ غَيْمٍ يَنْهَمِرْ) 20


هامش

  1. في ط : (وَمَا لِشَاذٍّ).
  2. في ط (بِحَسْبِ) بِسكُونِ السِّينِ
  3. أَي ساءَ حِفظُهُ .
  4. في ط : (وغَفْلَةِ) .
  5. فِي ط : (… … شَاذٌ وَمُنْكَرٌ يُرَدّ) .
  6. وَقَد يُقَالُ : (وَمَا بِهِ الضَّعيفُ قَد خَالَفَهُم – مُنكَرُ بِالْمَعرُوفِ قَد قَابَلَهُم) .
  7. فِي ط : (فَشَاذٌّ فِي رَأْيِ بَعْضِ النَّقَلَهْ) ، أَو (آرَاءِ) .
  8. فِي ط : (اللُّقِيّ) مُعَرَّفًأ .
  9. فِي ط : (وَالْحَرَامِ) بِالعَطفِ بِالوَاوِ .
  10. عَنَّ) أَيْ ظَهَرَ وَاستَبَانْ .
  11. فِي ط : (أَرْبَعَةَ) .
  12. فِي ط : (وَ) .
  13. أَي الجَمعُ (أَنبَأَنَا) كَذا فِي شَرحِهِ. وعَليهِ لَو كانَ البَيتُ كَذَا (أَسْمَعُ ثُمَّ انْبَأَنِي أَنْبَأَنَا) . والأَقرَبُ : (أَسْمَعُ ثُمَّ قَولُهُم أَنْبَأَنَا) .
  14. أَي : مِن القَولِ ؛ شَافَهَهُ بِالإِجازَةِ .
  15. فِعلُ أَمرٍ مِن لَفَظَ .
  16. وَقَد يُقَالُ : (كَالطَّبَقَاتِ ثُمَّ (تهذيب الكمال) - (تَهْذِيبُهُ) (تَقرِيبُ تَهذِيبٍ) أَعنِي : (تهذيب التهذيب) (وَ تَقريب تهذيبِ التَّهذِيب) كِلاهُمَا للحافِظِ ابن حجر رحمه الله ، وَقولِي (تَعالَ) أَيْ أَنَّ (التَّقريبَ) تَعَالَى نَجمُهُ وَكاد يكون المَرجَع عند الخِلافْ .
  17. أَي : جاءَ .
  18. في ط : (لِيَسُقِ) .
  19. (ق) : 100 (م) : 40 (ر) : 200 الْمَجمُوعُ : 340
  20. 1366