انتقل إلى المحتوى

الكهف السري

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​الكهف السري، أو مغامرة جون ليز
The Secret Cave, or John Lees Adventure​
 المؤلف هوارد فيليبس لافكرافت
ملاحظات: (ترجمات ويكي مصدر) الكهف السري هي قصة كتبها لافكرافت في طفولته عندما كان بسن الثامنة أو التاسعة


قالت السيدة لي "والآن، كونوا هادئين أيها الأطفال ونحن في الخارج، ولا توقعوا أنفسكم في المشاكل". قرر السيد والسيدة لي أن يخرجا في ذلك اليوم ويتركا طفليهما، جون ذو العشر سنوات، وأليس ذات السنتين. أجاب جون "نعم".

حالما خرج الزوجان، قرر الطفلان النزول إلى القبو وبدآ يفتشان في القمامة. انحنت أليس الصغيرة على الجدار وهي تراقب جون. كان جون يصنع قاربا من أخشاب البراميل، ثم أطلقت الفتاة صرخة قوية عندما انهار الطوب خلفها، فاندفع نحوها ورفعها عن الأرض وهي تصرخ بصوت عال. وحالما هدأت صرخاتها قالت "ذهب الجدار بعيدا"، ذهب جون ورأى أن هناك ممرا، وقال للفتاة الصغيرة "لنذهب ونرى ما هذا". ردت الفتاة بالإيجاب ودخلا المكان. كان الممر أطول من مدى نظرهما، وكان بإمكانهما الوقوف داخله. عاد جون إلى الطابق العلوي وفتح درج المطبخ وأخرج شمعتين وبعض أعواد الثقاب وعاد بعد ذلك إلى القبو. دخل الاثنان مرة أخرى. كانت هناك طبقة من الجص على الجدران والسقف والأرضيات. لم يكن أي شيء واضح عدا صندوق. كان مخصصا للجلوس. إلا أنهما تفحصاه ووجدا أنه فارغ. استمرا بالمشي حتى بدأ الجص يتساقط من الجدران ووجدا نفسيهما في كهف. كانت أليس الصغيرة خائفة في البداية ولكن شقيقها طمأنها أن كل شيء سيكون بخير، ما ساعد بتهدئة مخاوفها. وصل الصغيران إلى صندوق صغير فأخذه جون وحمله معه. وبعد وقت قصير وجدا أمامهما قاربا وبه مجدافان. قام جون بجره بصعوبة. وجدا أن الممر يصل إلى نهاية مسدودة. قام جون بسحب العقبة بعيدا ورأى الماء وهو يسيل بقوة. كان جون سباحا ماهرا وبإمكانه حبس أنفاسه لفترة طويلة. شهق بقوة ليجمع الهواء في رئتيه وحاول أن يرتفع، ولكن لم يستطع لأنه كان يحمل أخته والصندوق. ثم شاهد القارب وهو يرتفع في الماء فأمسك به . . . .

وجد جون نفسه على سطح وهو يتشبث بإحكام بجثة شقيقته والصندوق الغامض. لم يكن بمقدوره أن يتصور كيف دخل الماء، ولكنه الآن يواجه خطرا جديدا. إذا استمر منسوب المياه بالارتفاع فإنه سيصل إلى القمة. وفجأة خطرت بباله فكرة. بإمكانه إغلاق المياه. فعل هذا على وجه السرعة، ورفع جثة شقيقته التي أصبحت هامدة الآن إلى القارب ودخل فيه، ثم أبحر عبر الممر. كان الممر مظلما للغاية. انطفأت شمعته بسبب الطوفان وكانت جثة أخته الهامدة بجانبه، ولم ينظر بجانبه بل جدف ليهرب بحياته. وعندما نظر فوقه وجد أنه في قبو منزله. اندفع بسرعة عبر الدرج مع الجثة، ووجد أن والديه عادا إلى المنزل، وأخبرهم بالقصة.

* * * * * *

كانت جنازة أليس طويلة حتى أن جون نسي تماما أمر الصندوق، ولكن عندما فتحوه وجدوا بداخله قطعة من الذهب الخالص تبلغ قيمتها نحو 10,000 دولار، تكفي لدفع ثمن أي شيء إلا وفاة شقيقته.