الرزء الأليم
المظهر
الرزء الأليم
عدمت قلبي لم يعدم الجلدا
و نال نفسي الردى إن لم تذب كمدا
آها و لو نفعت آه أخا شجن
لم يبتع غيرها عند الأسى عضدا
آها و لو لم يكن خطب ألمّ بنا
ما سطّرتها يدي في كاغد أبدا
ألمرء مجتهد و الموت مجتهد
أن ليس يترك فوق الأرض مجتهدا
ساوى الرضيع به شاب مفرقه
و العبد سيّده و الثعلب الأسدا
قد غادر الفضل بالأحزان منفردا
من كان بالفضل دون الناس منفردا
مات (البيان) بموت (اليازجّي) فمن
لم يبك هذا بكى هذا الذي فقدا
و الله ما ولدت حواء أطهر من
هذا الفقيد فؤادا لا ولن تلدا
أين (الضياء) الذي زان البلاد كما
يزين البدر في جنح الدّجى الجلدا؟
أين اليراع الذي قد كان يطربنا
صريره في أديم الطرس منتقدا؟
و أين أين سجاياه التي حسدت
يبكي الشقيق أخا والوالد الولدا
أقسمت ما اهتز فوق الطرس لي قلم
إلاّ جعلت له دمعي البتيت مددا
و لا تخذت أخا في الدهر يؤنسني
بعد الجليل سوى الحزن الذي وجدا