التيجان في ملوك حمير/ملك المعافر بن يعفر
ملك المعافر بن يعفر
قال وهب كانت حمير اذا لقى بعضها بعضا يقولون ما حال اليتيم يريدون بذلك النعمان بن يعفر فيقول بعضهم لبعض اصبح اليتيم معافرا للملك وذلك لبيت قاله وهو*
قال وهب فسمي بذلك المعافر بن يعفر بن سكسك بن وائل بن حمير*
قال وهب وان المعافر بن يعفر سار يريد ارض بابل ولم يكن للتبابعة ملك ارض بابل هي من الارض وينبوع الناس فسار النعمان وهو المعافر راجعا و سار بذي رياش معه لئلا يفتق عليه من بعده فتقا فسار النعمان حتى اخذ ارض بابل وتوجه يريد خراسان حتى بلغ صحراء بر فنظر عامر ذو رياش الى افعى رقشاء قد خرجت اليه من تحت فرشه فمد يده فاخذ ذنبها والحرس ينظرون اليه فحرکه فعرکه حتی حمیت وتلمظت وهم لا يدرون ما يريد ثم نصب ذراعيه ولدغته فمات مكانه واعلموا بذلك النعمان فقال سابفته في ميدان الموت فسبقنى اما والله لو كنت اصبت مثل هذا لارحت نفسي منه به واروه ثم مضى يأخذ البلدان ويتأدى اليه الخراج حتى الى الفرات فعبره الى ارمينية فاخذها وقتل من عانده من ملوكها ووجد فيها ملوكا شتى ثم مضى فعبر قنطرة1 الى ارض الشام فاباح من وجد فيها من الملوك ثم قفل الى البلد الحرام راجعا فنزل بمكة فأصاب بها نفيلة بن مضاض الجرهمي وجرهم من قحطان و كان بها ملكا بعد موت ثابت بن اسمعيل فقدم بالبيت قيدار بن اسمعیل وامر نفیل2 ابن مضاض بقصد مكة ورجع الى غمدان ومات بها فكان عمره في الملك ثلاث مائة سنة *
قال وهب وإن النعمان وهو المعافر بن يعفر مات فقال لبنيه وقومه لا تضجعوني فينضجع ملككم ولكن ادفنوني قائماً فلا يزال ملككم قائماً*
قال أبو محمد قال أسد بن موسى عن أبي إدريس إن في خلافة سليمان ابن عبد الملك بن مروان فتحت مغارة في اليمن فأصابوا فيها جوهراً كثيراً وذهباً وسلاحاً ووجدوا فيها مالاً جسيماً ووجدوا فيها سارية من رخام قائمة ختم رأسها بالرصاص فاعلم بذلك سليمان بن عبد الملك فأمر بقلع ذلك الرصاص فأصابوا في السارية شيخاً واقفاً وعلى رأسه لوح من ذهب مكتوب فيه بالحميرية
قال أبو محمد لقيت الليث بن سعد وهو من أهل مصر وولاة المعافر وذلك أن عمرو بن العاص افتتح بعسكر معافر في سبعين ألفاً لم يكن معهم أحد غيرهم خلا كلب في ألف رجل وبهرة في ألف رجل ومهرة في ألف رجل فزعم الليث أن الشعر منحول وذلك فعل بني أمية ينتصرون بهم لمضر قال وهب حدثني كعب الأحبار قال سمعت أهل الكتب الأول والأخبار المتقدمون يقولون أن حمير في الأرض كالسراج المضيء في الليلة الظلماء وإن الناس ليريدون هكذا وخفض يده ويريد الله بهم هذا ورفع يده*
- ↑ في كتاب المعمرين لأبي حاتم السجستاني - أنا المعافر بن يعفر بن مر ـ و ليس من ذي يمن بقر ـ لكنني مضري حر – ك*