التيجان في ملوك حمير/ذو نواس زرعة بن تبان أسعد ملك متوج
ذو نواس زرعة بن تبان أسعد ملك متوج
فلما بلغ حمير ما فعله ذو نواس قالوا له ― ما ينبغي أن يكون لنا ملكك غيرك إذ قد أرحتنا من هذا الخبيث وكان آخر ملوك حمير فأقام في ملكه زماناً وهو صاحب الأخدود الذي ذكره الله في القرآن ― وذلك إنه بلغه عن أهل نجران أنهم آتاهم رجل من آل جفنة من غسان، فردهم إلى دين النصرانية، فسار إليهم ذو نواس بنفسه حتى احتفر أخاديد في الأرض وملأها ناراً، فمن تبعه على دينه خلى عنه ومن أقام على النصرانية قذفه فيها حتى أتى بامرأة ومعها صبي صغير ابن سبعة أشهر فقال لها: ابنها أمضي يا أماه على دينك فإنها نار وليس بعدها نار ― فمر بالمرأة وابنها في النار رجل يقال له ذو ثعلبان واسمه دوس فسار في البحر إلى ملك الحبشة فأخبره بما فعل ذو نواس بأهل دينه فكتب ملك الحبشة إلى قيصر يعلمه بما فعل ذو نواس ويستأذنه في التوجه إلى اليمن فكتب إليه يأمره بالمسير إليها. فأعلمه إنه سيظهر عليها وأمره أن يولي ذا ثعلبان أمر قومه ويقيم فيمن معه باليمن ― فأقبل ملك الحبشة في سبعين ألف رجل فجمع لهم ذو نواس وحاربهم فهزمهم وقتلوا كثيراً من أصحابه ومضى مهزوماً وهم في أثره إلى البحر فاقتحم فيه فغرق بمن معه من أصحابه وكان ملك ذي نواس ثمانية وثلاثين سنة فقال رجل من حمير يرثى حمير وذهاب ملكهم
وان الحبشة هدمت سلحين وبينون وكان الذي هدمهما ارياط الحبشي ولم يكن يوجد مثلهما في الدنيا ― فقال في ذلك شاعر من حمير
قال ابن هشام ― وهو الذي عنى شق وسطيح الكاهنان حين قال سطيح ليملكن أرضكم الحبش وليملكن ما بين أبين إلى جرش وهو الذي عنى شق بقوله ― لينزلن أرضكم السودان وليغلبن على كل طفلة البنان ليملكن ما بين أبين إلى نجران*
- ↑ كذا ― وفي معجم البلدان ― اولا ترين ملوك فاعط أصبحوا ― تسفى عليهم كل ريح صرصر *