انتقل إلى المحتوى

التحفة المكتبية لتقريب اللغة العربية/الباب الثاني في الاسم وأقسامه

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة



الباب الثاني في الاسم وأقسامه


ينقسم الاسم إلى ظاهر ومضمر ومبهم وكل من هذه الثلاثة ينقسم إلى مذكر ومؤنث مفرد ومثنى ومجموع

فالمظهر المذكر المفرد نحو زيد ورجل والمظهر المذكر المثنى نحو الزيدان في قولك جاء الزيدان والزيدين في قولك رأيت الزيدين ومررت بالزيدين والظهر المذكر المجموع نحو قولك جاء الزيود وجاء الزيدون ورأيت الزيدين ومرت بالزيدين

والمظهر المفرد المؤنث نحو هند من قولك قامَت هند والمظهر المثنى المؤنث نحو الهندان من قولك قام الهندان والهندين من قولك رأيت الهندين ومررت بالهندين ومثال المظهر المؤنث المجموع الهنود من قولك قامت الهندين ومثال المظهر المؤنث المجموع الهنود من قولك قامت الهنود ونحو الهندات من قولك قامت الهندات

فكيفيّة تثنية المظهر أن تزيد فيه الألف والنون أو الياء والنون فتقول في تثنية رجل رجلان ورجلين في نحو قام الرجلان ورأيت الرجلين وتقول في تثينية مسلم مسلمان ومسلمين بكسر نون المثنى وكيفيّة جمع المظهر المذكر أو المؤنث جمع تكسير أن يكون المفرد قد تغيرت حالته في الجمع بغير صيغة جمع التصحيح كرجل إذا جُمع على رجال وهند اذا جمعَ على هنود وزيد اذا جمعَ على زيود ونائم اذا جمع على نيام وعجوز على عجائز وكيفية جمع التصحيح في المذكر أن يُزاد فيه فيه الواو والنون أو الياء والنون كالزيدون والزيدن

والذي يجمع من المذكر جمع تصحيح يكون من الاعلام كزيد وعمرو ومن الصفات كصالح وطالح ولا يكون من النكرات الجامدة ولا من اسماء الاجناس كرجل وأسد وقوم فهذه لا تجمع الاجمعُ تكسير فتجمع على رجال وأسود وأقوام

وأما جمع التأنيث فيكون بزيادة الألف والتاء على لفظ المفرد المؤنث نحو هندات وقائمات في جمع هند وقائمة وقد يجمع بعض المفردات المذكرة جمع تأنيث نحو اصطبل وحمام فتقول في جمعهما اصطبلات وحمامات

والصّفات المشتقة المذكرة كمسلم ومؤمن يكون تأنيثها بزيادة تاء التأنيث المتحركة في آخرها فتقول فيهما مسملة ومؤمنة هذا ما يتعلق بالاسم المظهر

وأما الاسم المضمر ويسمى أيضاً بالضمير وهو الذي يكنى به عن الاسم الظاهر ففرده للمذكر هو وأنت والتاء في ضربتُ وضربت يضم التاء وفتحها والكاف في ضربتك وإياك في قولك ما ضربْت إلا أياك فهذه كلها ضمائر للمفرد المذكر

وضمائر المفرد المؤنث هي وانت بكسر التاء وضربت بضم التاء للانثى في حالة التكلم وانت بكسر التاء للانثى المخاطبة وضربك بكسر الكاف لها أيضاً وإياك بكسر الكاف لها أيضاً وبكِ بكسر الكاف للمخاطبة أيضاً في قولك مَررت بكِ

والضمائر الدالة على الاثنين في حالتى التذكير والتأنيث هما للغائبين وانتما للمخاطبين وإيّاكما لهما أيضاً والكاف تعْد هاما في ضربتكما ومررت بكما واقبلت عليكما وما أشبه ذلك

والضمائر الدالة على الجمع في المذكر هم وانتم وضربتكم ومررت بكم وما أشبه ذلك وفي جمع الؤنث هنَّ نحوهن يقمن والكاف مع النون المشددة في نحو ضربتكن ومررت بكن وكذلك من ضمائر جمع المؤنث أياكن نحو ما ضربْت الا اياكن وستأتي الضمائر في محالها مع انقسامها إلى ضمائر رفع وضمائر نصب وضمائر خفض وبيان المتصل منها والمنفصل.

وأما الاسم المبهم فهو اسماء الاشارة والموصولات فاسم الإشارة المفرد المذكر ذا ويلحقه غالباً هاء التنبيه نحو هذا زيد وهذا رجل كما تقول أيضاً ذا زيد وذا رجل وقد تلحقه أيضاً اللام أو الكاف أو هما معًا للدلالة على البعد فتقول ذاك الرجل وذلك الرجل وقد تجتمع كاف الخطاب مع هاء التنبيه فنقول هذاك الرجل.

ويُشار للمفردة المؤنثة بلفظ تِ وتلحقها لام البعد وكاف الخطاب نحو تلك المرأة صالحة وقد نشبع التاء وتلحقها كاف الخطاب فيقال تيك المرأة صالحة وللمؤنثة ألفاظ أخرى من هذا القبيل.

ويشار إلى الاثنين المذكرين بهذان في قولك جاءني هَذان الرجلان وبهذين في قولك رأيت هذين الرجلين ومررت بهذين الرجلين ويشار إلى المثنى المؤنث بهاتين في قولك جاءني هاتان المرأتان ورأيت هاتين المرأتين ومررت بهاتين المرأتين.

فمدار الدلالة على المثنى في أسم اللإشارة زيادة الألف والنون أو الياء والنون على صورة تثنية الاسم المظهر وإما الدلالة على الجمع في أسم الإشارة فلها لفظ واحد وهو لفظ اولاء فيشار به لجمع المذكر والمؤنث وتلحقه كاف الخطاب في آخره أو هاء التنبيه في أوله نحو اؤلئك الرجال حاضرون واؤت النساء حاضرات وانظر إلى هؤلاء الرجال الحاضرين وإلى هؤلاء النساء الحاضرات فهذا هو القسم الأول من المهم

وأما القسم الثاني منه وهو الموصول أي الذي لا يفهم معناه إلا بذكر صلته فللمفرد المذكر منه الذي وللمفرد المؤنث منه التي تقول جاءني الرجل الذي قام أبوه وجاءتني المرأة التي قام أبوها وللدلالة على المثنى المذكر اللذان والذين تقول جاءني الرجلان اللذان قاما ورأيت الرجلين اللذين قاما ومررت بالرجلين اللذين قاما وللدلالة على المثنى المؤنث اللتان واللتين تقول جاءني المرأتان اللتان قامتا ورأيت المرأتين اللتين قامتا ومررت بالمرأتين اللتين قامتا فكيفية الدلالة على التثنية في الموصُول زيادة الألف والنون أو الياء والنون كاسم الإشارة وكتثنية المظهر وأما ما يدُل على جمع الذكور في الموصول لفظ الذين فتقول جاءني الذين قاموا ورأيت الذين قاموا ومَررت بالذين قاموا فقد زدت على المُفرد وهو الذي الياء والنون وللموصول أيضاً في الجمع لفظ يستوي فيه المذكر والمؤنث وهو الألى تقول جاءني الرجال الألى قاموا والنساء الألى قمْن وللموصول أيضاً لفظ من ويستوي فيه المفرد مذكراً أو مؤنثاً مثنى كل منهما أو جمعاً تقول يعجبُني من حضر ومن حضرت ومن حضرا ومن حضرتا ومن حضروا ومن حضرْن ويختص بجمع المؤنث لفظ اللاتي واللاءي تقول جاءني النساء اللاتي قمن واللاءي قمن

وينقسم الاسْم المظهرُ إلى مقصُور وناقِص

فالمقصور ما كان آخره ألفا لازمة كالفتى والعصى والرحى والهدى والأسارى والعذارَى.

والمنقوصُ ما كان في آخره ياء ساكنة لا تتحرك إلا بالفتح كالقاضي والهادي والداعي ونحو ذلك ومن أقسام المظهر الأسماء الخمسة وهي أبوك وأخوك وحموك وفوك وذو مال.

وينقسم المظهر أيضاً إلى علم ونكرة فالعلم ما وضع على شئ معين لا يشترك فيه ما أشبهه كزيد وعمرو وبكر وخالد

والنكرة هي كل اسم شائع في جنسه لا يختص به واحد من أفراده دون الآخر كانسان ورجل وفرس وما أشبه ذلك وتتعرف النكرة بالإضافة لمعرفة أو بدخول الألف واللام والعلم أحد المعارف الستة والثاني من المعارف الضمير والثالث اسم الإشارة والرابع الموصول والخامس الذي فيه الألف واللام وقد تقدمت أمثلتها والسادس المضاف إلى واحد من المعارف الخمسة نحو غلام زيد وغلامك وغلام وهذا وغلام الذي قام وغلام الرجل فالمعارف من الاسم المظهر ثلاثة وهي العلم والمعرّف بالألف واللام والمضاف إلى معرفة وباقى المعارف من المضمر والمبهم

فجميع الضمائر معارف وكذلك اسماء الإشارة والموصولات