انتقل إلى المحتوى

الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية)/حرف الهاء

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


حرف الهاء

٢٩٦٨ - «هَاتْ عِمِّتكْ وِيُومِ الْقِيَامَةْ خُدْهَا»
أي أعطيني عمامتك اليوم وقاضني يوم القيامة فأردّها عليك. يضرب في المماطل في الدين أو ردّ العارية لا ينتظر منه الوفاء، أي يقول هذا بلسان حاله.
٢٩٦٩ - «هَاتُوا مِ الْمَزَابِلْ حطُّوا عَ الْمَنَابرْ»
يضرب في استعمال غير الأكفاء في الأعمال وعدم الإحسان في الاختيار.
۲۹۷۰ - «هَاتِي بَا مِدْرَةْ وَدِّي يَا سِدْرَةْ»
المدرة (بكسر فسكون): المردى، أى الخشبة التي تحرّك بها السفينة والسدرة بوزنها: إناء من نحاس يشبه القدر يكون عند طابخي القهوة ونحوهم يغسلون فيه آنيتهم، وهي محرفة من الصدر. والمراد هنا بها مطلق وعاء يطبخ فيه. والمعنى ما نربحه من العمل يذهب على وعاء الطبخ، أي على الطعام. يضرب للربح لا يلبث أن يأتي حتى يذهب.
۲۹۷۱ - «هِدِيَّةِ الْقَرْفَانْ لَمُونَةْ»
القرفان المتقززالدي لا يطيق طعاماً ولا يسيغ شراباً فيداوي نفسه بالليمون حتى يزول ما به، ومثله إذا هادى أحداً هاداه بالليمون لظنه أن بالناس ما به. يضرب في أن الهدية حسب ما يقدره المهدي.
۲۹۷۲ - «الْهُرُوبْ نُصِّ الشًَطَارَةْ»
أي الهرب نصف المهارة والحذق لأن البقاء قد يكون فيه العطب أو مالا يحب وبعض الريفيين يروي فيه (الجري) والمراد الهرب والفرار.
۲۹۷۳ – «هزِّ فْلوسَكْ وَلَا تْهِزِّ دَقْنكْ»
الفلوس يريدون بها مطلق النقود. والدقن (بفتح فسكون): اللحية، أي دبر أمورك يكن لك نقود تهزها عند الحاجة إلى الإنفاق وتستغن بها عن هز لحيتك عند التحدث مع من تطلب منه أو تستقرض.
٢٩٧٤ - «هَمِّ بْهَمّْ اِلْكُبَّةْ خيرْ مِنِ الدَّمْ»
الكبة (بضم الأول وفتح الباء الموحدة المشددة) يريدون بها دمل الطاعون. والدم مرض مميت يقال له عندهم: ضربة الدم، أي إذا كان لابد من هم المرض فالطاعون خير من الدم. وقريب منه قولهم: (نص العمى ولا العمى كله) وقولهم: (الطشاش ولا العمى) وإن كانت وجهة الكلام تختلف، ويرادفه من أمثال العرب: (بعض الشر أهون من بعض) وقولهم: (إن في الشر خياراً).
٢٩٧٥ - «اِلْهَمّْ فِي الدُّنْيَا كْتِيرْ بَسِّ مْفَرَّقْ»
معناه ظاهر: وبس يريدون بها هنا: ولكن، أي ولكنه مفرق.
٢٩٧٦ - «هَمِّ يْضَحَّكْ وهَمِّ يْبَكِّي»
يرادفه أو قريب منه قول المتنبي:
* وشر المصيبة ما يضحك *
۲۹۷۷ - «هُوَّ الْإِنْسَانْ عَقْلُهْ دَفْتَرْ»
هو استفهام، أي هل كان عقل الإنسان دفترا يكتب فيه كل شيء فلا ينساه. يضرب في الاعتذار عن نسيان بعض الأمور.
۲۹۷۸ - «هَوِّبْ بِعَصَايْةِ الْعِزّْ وَلَا تِضْرَبْ بَهَا»
أي أخف بعصا السطوة وهدّد بها ولكن لا تضرب بها أحداً لأنك إذا ضربته فقد بلغت أقصى العقوبة بها وقد لا يرتدع فتذهب هيبتك لأنك تستطيع عقاباً آخر، بخلاف ما إذا هددت فقط فقد يجوز أن ينفع التهديد ويحصل مقصودك. وبعضهم يروي فيه: (هيب) بدل: هوّب والأكثر الأوّل.
۲۹۷۹ – «هُوَّ حيلةِ اللِّي يِجزِّ الْكْلبْ صُوفْ»
أي هل في وسع الذي يجز الكلب أن يكون له صوف، وذلك لأن الكلب لا صوف له. يضرب في أنّ الشيء لا يكون إلا مما يكون منه فلا الصوف يكون من الكلاب ولا الشعر يكون من الغنم. وانظر: (الكلب إن طول صوفه ما يتجزش) وقولهم:
(ما حوالين الصعايدة فايدة ولا جزازين الكلاب صوف). ومن الأمثال العربية التي رواها الجاحظ في كتاب الحيوان: (احتاج إلى الصوف من جزّ كلبه).
۲۹۸۰ - «هُوَّ طَقْ إِلَّا مِنْ حَقّْ»
طق يريدون به: الصوت، أي لا شكوى بلا سبب. وانظر: (ما حدّش يقول طقّ إلا لما يكون من حقّ).
۲۹۸۱ - «هُوَّ الْكَلْبْ يُعُضّْ وِدْنَ أَخُوهْ»
أي لا يؤذي الجنس جنسه ومعنى الودن (بكسر فسكون): الأذن.
۲۹۸۲ - «هُوَّ كُلّْ مِنْ نَفَخْ طَبَخْ»
أي ليس كل من حاول أمراً يعدّ من أصحابه العارفين به، فما كلّ من أوقد ناراً ونفخ فيها يكون مجيداً للطبخ، ومثله قولهم: (ما كلّ من صفّ الأواني قال أنا حلواني) وقولهم: (ما كلّ من ركب الحصان خيال) وانظر: (ما كل من نفخ طبخ).
۲۹۸۳ - «هِيَّ تِحْلِبْ إِلَّا لَمَّا يْكُونْ لَهَا بَوّْ»
أي هل تدر البقرة إذا لم يكن لها بوّ تحنّ له، وهو جلد ولدها يحشى تبناً: يضرب لمن لا يجود أو يتحرك لعمل إلا بباعث يحرّكه. ومن أمثال العرب في هذا المعنى: (حرّك لها حوارها تحن) والحوار: ولد الناقة1.
٢٩٨٤ - «هِيَّ الْحِدَّايَةْ بِتِرْمِي كَتَاكِيتْ»
الحداية (بكسر الأول وتشديد الدال المهملة): الحدأة: والكتاكيت: الفراريج الصغيرة. وعادة الحدأة اقتناصها لأكلها. والمقصود من المثل الاستفهام، أي هل الحدأة أن ترمي ما اقتنصته من الفراريج. يضرب للحريص الذي لا أمل في نواله. وقد تقدمت في الحاء المهملة رواية أخرى للمثل وهي: (الحدّاية ما ترميش كتاكيت).
۲۹۸٥ - «هِيَّ دَامِتْ لِمينْ يَا هَبِيلْ»
أي الدنيا، ومعنى الهبيل والأهبل عندهم: الأبله الأحمق، أي دامت الدنيا لمن حتى تدوم لك أيها الأحمق المغرور. يضرب للمغتر بغناه أو جاهه، وبعضهم: يزيد في أوله
جملة لتوضيح معناه فيرويه: (كدّاب اللي يقول الدهر دام لي هي دامت لمين يا هبيل) وكان الوجه أن تذكر الدنيا بدل الدهر أو يغير لفظ هي بهو، ولكن هكذا يرويه من يزيد فيه هذه الزيادة.
٢٩٨٦ - «هِيَّ الْقُطَّةْ تَاكُل أَوْلَادْهَا»
أي هل تظن أن الهرة تأكل أولادها. يضرب في أن الآباء مهما يشتدوا على أولادهم لا يبلغوا معهم مبلغ الضرر العظيم.
۲۹۸۷ - «هِينْ قِرْشَكْ وَلَا تْهِينْ نَفْسَكْ»
القرش (بكسر فسكون): نوع من النقد وإن كانوا أرادوا السجع فقد جمعوا بين الشين والسين وهو عيب. والمراد ادفع عنك الإهانة بالبذل.

  1. نهاية الأرب للنويري ج ٣ أول ص ٢٦.