الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية)/حرف الألف
حرف الألف
١ – «آخُدِ ابْن عَمِّى وَاتْغَطَّى بْكُمِّي»
- يضرب في تفضيل تزوج المرأة بقريبها ولو كان فقيراً، أى أتزوج بابن عمى ولو كان لا يملك ما أتغطى به. وقالوا أيضاً فى تفضيل القريب على الغريب: (نار القريب ولا جنة الغريب) ويروى: (نار الأهل) وسيأتى فى حرف النون. وهذا عكس قولهم: (خد من الزرايب ولا تاخد من القرايب) وقولهم: (الدخان القريب يعمى) وقولهم: (إن كان لك قريب لا تشاركه ولا تناسبه).
۲ – «آخِرِ الحَيَاةِ الْمُوتْ»
- حكمة جرت مجرى الأمثال تُقال للتذكير، وقد تُقال إظهاراً لعدم المبالاة بالتهديد. وانظر: (كلها عيشه وآخرها الموت).
٣ – «آخِرْ خِدْمِة الْغُزَ عَلْقَهْ»
- الغز: يريدون بهم الترك الذين كانوا يحكمون مصر. والعلقة: الوجبة من الضرب، أى إن خَدمتهم وأخلصت لهم فإنهم يكافئونك فى آخر خدمتك بالضرب. ويروى: (سكتر) بدل علقة، وهى كلمة تقال للطرد. يضرب لقبح المكافأة على العمل الحسن. وانظر قولهم: (آخر المعروف ينضرب بالكفوف).
٤ – «آخِر دَهْ يجيبْ دَهْ»
- أى آخر هذا يجىء بهذا، والمقصود آخر الإيذاع بالكلام يؤدى إلى المضاربة والعراك، وبذلك ينتهى الإشكال وتنجع الشدة فى فض الخصام.
٥ – «آخِرْ الزَّمْر طِيطْ»
- يضرب للأمر لا ينتج نتيجة نافعة كالزمر فإن آخره ذلك الصوت الذى يقول «طيط» ويذهب في الريح. وللأديب الظريف السيد محمد عثمان جلال المتوفى سنة ۱۳١٥ لما طبع كتابه «العيون» اليواقظ ولم يصادف رواحا: راجى المحال عبيطوآخر الزمر طيطوالعلم من غير حظلا شك جهل بسيط
- والعبيط عند العامة: الأبله.
٦ – «آخِرِ المَعْرُوفْ يِنْضِرِب بِالكُفُوف»
- يضرب للمجازاة على الخير بالشر. وهم يقولون: (ضربه كف) أو (قلم) إذا لطمه على وجهه. وانظر قولهم. (آخر خدمة الغز علقه).
٧ – «آدِى السَّما وآدِى الْأَرْضْ»
- أي هاهى ذى السماء وهاهى ذى الأرض لا يمنعك مانع عن البحث فيهما عن بغيتك فابحث ونقر كما تشاء فلست بواجدها لأنها لا توجد. يضرب لمن يطلب المستحيل ويكثر ضربه عند فقد الأولاد للتسلية والحث على الصبر:
٨ – «آدِى وِشِّ الضِّيفْ»
- كناية عمن يرتحل عن قومِ ولا ينويى العودة إليهم. يقولون: خرجت، وقلت لهم: آدى وش الضيف، أى هذا وجه الضيف الذى تبغضونه قد ذهب عنكم ولن يعود.
٩ – «آدِینى حَيَّهْ لمَّا أشوفِ اللَّى جَيَّهْ»
- أشوف: أرى، أي ها أنا دي باقية في الحياة حتى أرى التي ستأتي وما ستمتاز به علىّ كما تقولون. تقوله المرأة تهكماً إذا عيبت أو رميت بتقصير فى عملها فهددت بِضرة أو بامرأة أخرى تقوم بالعمل.
۱۰ – «آفْتِى مِعْرِفْتِى رَاحْتِى مَا اعَرَفْشْ»
- أي: آفَتِي ادِّعائي المعرفة؛ لأني قد أكلف بما لا أعرفه أو أسأل عنه فأُفْتَضَح، فالراحة العظمى في قولي: لا أعرف.
۱۱ – «آمْنُوا عَلَى مْشنَّهْ مَلْيَانَهْ عِيشْ ولَا تْآمْنُوا عَلَى بِيتْ مَلْيَانْ جِيشْ»
- المشنة (بكسر ففتح مع تشديد النون): طبق كبير للخبز يتخذ من العيدان، أي ائتمنوا على طبق مملوء خبزاً من أن يتناهبه الناس ولا تأمنوا على دار مملوءة جنداً من الموت فقد يصيبهم ما يفنيهم عن آخرهم ولا تغنى كثرتهم. والمراد: ليس شيء أقربَ من الموت.
۱۲ – «آمْنُوا لِلبَدَاوِى ولَا تْآمْنُوا لِلدَّبْلَاوِی»
- البداوی (بفتحتين): يريدون به الذئب لأنه يسكن البادية، أى الخلاء. والدبلاوى يريدون به الإنسان، أى الذى يلبس فى إصبعه الدبلة، وهي عندهم الخاتم الذى لا فصّ له والمقصود من يتزين بالتختّم كأنهم يقولون: ائمنوا للبدوىّ الجلف ولا تأمنوا لهذا الحضرىّ الظريف، وهو مبالغة فى عدم وفاء بني آدم وغدرهم. وانظر: (ربی قزّون المال) الخ. و( ما تآمنش لابو راس سوده).
۱٣ – «آهِي لِيلَهْ وَفْرَاقْهَا صُبْحْ»
- آ : كأنهم يريدون بها التنبيه. والمراد هى ليلة واحدة ستفارقنا فى الصباح فليكن فيها ما يكون فالمدّة وجيزة ولها آخر معروف.
۱٤ – «أبْرَدْ مِنْ مَيِّة طُوبَهْ»
- لأن ماء شهر طوبة شديد البرد، فإذا قيل فلان أبرد منه فقد تناهى في ذلك.
۱٥ – «أبْرَدْ مِنْ يَخّْ»
- يضرب للثقيل البارد. واليخ (بفتح أوله وتشديد الخاء) يضربون به المثل فى البرودة المعنوية ولا يعرفون ما هو. وهو لفظ فارسي معناه الثلج، وتذكر معاجمهم أنه المعبر عنه فى العربية بالجمر.
١٦ – «الإبْرَهْ الِّلى فِيهَا خِيطِينْ مَا تْخَيَّطْشْ»
- لأن الإبرة دقيقة لا تدخل فى الثوب إلا خيطً ًواحداً، والمراد الأمر المعلق على اثنين لا يتم لأنهما قد يختلفان. وقريب منه قولهم: (المركب اللى لها ريسين تغرق) وسيأتي في الميم.
١٧ – «أَبْرِيقْ انْكَسَرْ وَاَدِی بَزْبُوزُه»
- يضرب للأمر الواضح الذى لا يحتاج فى الكشف عنه إلى عناية، يريدون لم تسألون عما كسر وهذا صنبوره أو فمه الباقى دالّ على أنه إبريق، وانظر قولهم: (حمار وادی دیله).
١٨ – «الْأَبْرِيقِ الْمَلْيَانْ مَا يَلَقْلَقْشْ»
- أى الأبريق المملوء بالماء لا يلقلق، والمراد لا يسمع صوت الماء فيه، وإنما يسمع صوته إذا كان قليلا يتحرَّك الأبريق، أى لا يجعجع بالدعوى إلا قليل البضاعة. وفى معناه قولهم: (البرميل الفارغ يرن) وسيأتى فى حرف الباء الموحدة. وقولهم: (ما يفرقمش إلا الصفيح الفاضى) وسيأتى فى الميم.
۱۹ – : «إبْطِى ولا تِخْطِى»
- أى خير لك أن تبطئ وتصيب من أن تسرع وتخطئ.
۲۰ – «الْأَبْ عَاشِقْ وَالْأُمْ غَيْرَانَهْ والْبِنْتْ فِى البِيتْ حَيْرَانَهْ»
- أى إذا كان الأب عاشقاً والأم غَيْرَى مشغولة به، وبمعشوقته، وبنتهما فى الدار حيری بينهما؛ فهل تكون عاقبة أمرهم إلا البوار. يضرب فى عدم سير الأمور على السنن القويم.
۲۱ – «أَبْقَى سَقَّا وتْرُشّ عَلَى الْمَيَّهْ»
- أبقى بمعنى أكون، أى أكون سقاء متعودا على الماء ثم يفزعنی رشك إياه علىّ. والمراد أنك لم تفعل شيئاً فيما حاولت من الإضرار بی.
۲۲ – «أَبْلِيسْ مَا يِخْرِبْشْ بِيتُهْ»
- الصواب فى إبليس (كسر أوله) وهم يفتحونه. يضرب للخبيث المتعود على الأذى يصاب بمصيبة يظن أنها القاضية عليه فيفات منها. ومن أمثال المولدين فى مجمع الأمثال للميدانىّ: «الشيطان لا يخرّب كرمه».
۲۳ – «ابْنْ آدَمْ فِى التَّفْكِيرْ وَالرَّبْ فى التَّدْبِيرْ»
- أى بينما المرء يفكر فى الأمر النازل به ولا يجد له مخرجاً منه يتولاه الله عز وجل
- بلطفه وتدبيره فيأتيه بالفرج من حيث لا يحتسب. يضرب لتهوين المصائب والتذكير بأنه تعالى لا ينسى عباده.
٢٤ – «إبْنِ الحَاكِم يَتِيْم»
- يريدون بالابن الصنيعة، أى من لم يعتمد على نفسه وكفايته فمصيره الضياع لأن الحاكم معرّض للعزل ومتى عزل أصبح صنيعته الفاقد الكفاية فى حكم طفل مات أبوه.
۲٥ – «إبْنِ الْحَرَامْ مَا خَلَّاشْ لابْنِ الحَلَالْ حَاجَهْ»
- أى لم يترك الطالح للصالح شيئاً يسعى له، ويريدون بابن الحرام من ولد لزنية ثم توسعوا فأطلقوه على كل شيطان رجيم.
۲٦ – «إبْن الْحَرَامْ يِطْلَعْ يَا قَوَّاسْ يَا مَكَّاسْ»
- يطلع، أي ينشأ ويكون. والقوّاس أصله حامل القوس، ولكنهم أطلقوه على فئة يكونون حرّاساً وحجاباً للحكام، أى ابن الزنية يصير إما قواسًا أو مكاسًا و(یا)، هنا بمعنى إما عندهم. والمراد: أن أصله الردىء وما كمن فى نفسه من الشر يحملانه على أن يشتغل بذلك، وكلتا المهنتين رديئة لا يخلو صاحبها من ظلم الناس وإعانة الظلمة عليهم.
۲۷ – «إبْنِ الدِّيبْ ما يِتْرَبَّاشْ»
- أى ابن الذئب لا يربى ولا يقتنى لأن طباعه تغلب عليه فيؤذى من رباه وأحسن إليه. والمراد ابن من تعود الأذى لأنه فى الغالب ينشأ على خصال أبيه. ومما يروى عن أعرابية ربت جرو ذئب فلما كبر قتل شاتها فقالت:
۲۸ – «إبْنِ الريِّسْ تُقْلْ عَلَى الْمَرْكِبْ وَفَنَا عَلَى الخُبْزَهْ»
- يريدون بالريس: رُبّانَ السفينة، أي أن ولده لا فائدة منه لأنه مدلّ بمكانة أبيه فلا يعين الملَّاحين بعمل، فهو زيادة ثقل على الأحمال وفناء للمؤونة لأنه يأكل منها، فهو فى: «ضغث على إبالة»
۲۹- «ابْنِ السَّايِغْ اشْتَهَى عَلَى ابُوه خَاتِمْ»
- السايغ: صائغ الحلى. يضرب لمن يشتهى ما هو ميسر له، وفى معناه قولهم: (بنت السايغ إشتهت على أبوها مزنقة) وسيأتى فى الباء الموحدة.
۳۰- «ابْنِ الكُبَّهْ طِلِع القُبَّهْ وابْنِ اسمَ اللهْ خَدُهْ اللهْ»
- الكبة: يريدون بها الورم الحادث من الطاعون، أى لا عبرة إلا بالمكتوب والمقدّر، فإن الذى تهمل الاعتناء به وتعامله بالدعاء عليه بالطاعون والموت قد يبقى ويعلو شأنه، ومن تحافظ عليه وتحوطه باسم الله قد يموت، ومنهم من يرویه: (ولاد الكبة طلعوا) الخ وذكر فى الواو، وهو مثل قولهم فى مثل آخر: (ابن الهبله يعيش أكتر) وسيأتى.
۳۱- «ابْنِ الهَبْلَهْ يِعيش اَكْتَرْ»
- الهبلة (بفتح فسكون) البلهاء، وهى عادة لا تعتنى بولدها فينشأ مهملا فى كل شىء. يريدون مثله ربما عاش أكثر من الذى اعتنى به، فهو مثل قولهم فى مثل آخر: (ابن الکبه طلع القبه) الخ وقد تقدم.
۳۰- «ابْنِ الوِزّْ عَوَّامْ»
- أى يكون كأبويه فى السباحة، يضرب لمن يبرع فيما برع فيه فيه آباؤه، وفى معناه عندهم: (بنت الفاره حفاره) وذكر فى الباء الموحدة، ومثله أو قريب منه قول العرب: (ومن يشابه أبه فما ظلم). وفى الروضتين1 عن العماد الكاتب أنه قال: «من جملة تسمج المعلمين فى القول ما حكاه لنا شيخنا أبو محمد ابن الخشاب قال: وصلت إلى تبريز فأحضرني يوماً رئيسها فى داره وأجلس ولده ليقرأ بعض ما تلقنه علىّ فقلت: (فرخ البط سابح) فقال معلمه وكان حاضراً: نعم و(جرو الكلب نابح) فخجلت من خطإ خطابه».
۳۳ – «إِبْنْ يُومينْ مَا يِعِيشْ تَلَاتَهْ»
- أى الآجال محدودة فمن كتب له أن يعيش يومين لا يعيش الثالث.
۳٤ – «إبْنكْ عَلَى مَا تْرَبِّيهْ»
- أي ينشأ على ماعودته عليه إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وبعضهم يزيد فيه: (وحمارك على ما توخده) أي على ما تعوده. يقولون أخد على كذا، أي تعوده وألفه. وبعضهم يرويه بالخطاب للمؤنث فيقول: (إبنك على ما تربيه وجوزك على ماتوخديه).
۳٥ – «'إِبْنُهْ عَلَى كِتْفُهْ وِيْدَوَّرْ عَلِيهْ»
- أى يحمل ابنه على كتفه ثم يبحث عنه. يضرب في الذهول عن الشئ وهو قريب ممن يبحث عنه. وللشيخ عبد الغنى النابلسى من مواليا:
- وفى مجمع الأمثال للميدانی: من أمثال المولدين: «إبنه على كتفه وهو يطلبه».
۳۰ – «أَبُو أَلْفْ حَسَدْ أَبُومِيَّهْ»
- أي من العجيب أن يحسد صاحب الألف صاحب المائة وما عنده أكثر. ومثله: (أبو مية يحسد أبو تيه) وسيأتى. يضربان في المكثر يحسد المقل طمعاً وشرها.
۳۷ – «أَبُو بَا لِينْ كَدَّابْ»
- انظر: (صاحب بالين كداب) في الصاد المهملة.
۳۸ – «أَبُو الْبَنَاتْ مَرْزُوقْ»
- أي من رزقه الله بالإناث رزقه ما ينفق به عليهن. يضرب للتسلية.
۳٩ – «أَبُو جُعْرَانْ في بِيْتُهْ سُلْطَانْ»
- أبو جعران (بضم الجيم وسكون العين الهملة) كنية الجعل عندهم. ويروى: (في نفسه) بدل (في بيته) والمعنى واحد لأن المراد أن الوضيع مهما يكن محتقراً في نظر غيره فإن له عزة في نفسه وداره يحس بها. وانظر فى الكاف: (الكلب في بيته سبع). وقريب منهما قولهم: (كل ديك على مزبلته صياح).
٤٠ – «أَبُو جُوخَةْ وَأَبُو فَلَّةْ فِي الْقَبْرْ بِيِدَّلَّى»۔
- الفلة (بفتح الفاء واللام المشددة) نوع غليظ من نسيج الكتان يرتدي به الفقراء، أي أن الموت يساوى بين الغنى والفقير فصاحب الجبة عنده كغيره مصيرها إلى التراب.
٤١ – «أَبُوكْ البَصَلْ وأُمَّكْ التُّومْ مِنينْ لَكْ الرِّيْحَهْ الطَّيِّبَهْ يَا مْشُومْ»
- أي إذا كان هذان أصليك وهما كريها الرائحة فن أين تطيب رائحتك. يضرب للوضيع الأصل ينشأ كأبويه في الضعة والسفالة.
٤٢ – «أَبُوكْ خَلَّفْ لَكْ إيهْ قَال جِدْىْ وَمَاتْ»
- أي قيل: ما الذي ورثته من أبيك، فقال: جدی واحد وقد مات. يضرب فيمن يصيب القليل ثم يذهب منه فيكون كمن لم يصب شيئاً.
٤٣ – «أَبُوكْ مَا خَلَّفْ لَكْ عَمَّكْ مَا يِدِّيكْ»
- يديك، أي يعطيك محرف عن يؤدى لك، والمعنى إذا لم يخلف لك أبوك ما تعتمد عليه في عيشك فلا تطمع في نوال عمك. يضرب في عدم الاعتماد على صلة الأقارب.
٤٤ – «أَبُوكْ مَا هُو أَبُوكْ أَخُوكْ مَا هُو أَخُوكْ»
- يضرب للجمع الكثير يختلط فيهم الحابل بالنابل حتى لا يعرف المرء أباه ولا أخاه.
٤٥ – «أَبُو مِيَّهْ يِحْسِدْ أَبُو تْنِيَّهْ»
- أى صاحب مائة من الغنم يحسد صاحب شاة واحدة. ومعنى التنية (بكسرتين) عندهم التى أتى عليها سنتان. والعرب تقول: ثنية (بفتح فكسر للشاة فى الثالثة). يضرب فى المكثر يحسد المقر طمعاً وشرها ومثله: (أبو ألف حسد أبو مية) وقد تقدم.
٤٦ – «أَبُويَا وَطّانِى وِجُوزِی عَلَّانِى»
- الجوز: الزوج، يضرب للوضيعة الأصل يتزوجها من يرفع شأنها وينبه ذكرها.
٤٧ – «الْأَبْيَضْ فى الْكِلَابْ نِجِسْ»
- أى كلهم فى النجاسة سواء حتى الأبيض منهم فلا يغرنَّك حسن لونه. ويروى: (زى الكلاب: الأبيض فيهم نجس) وقريب منه قول القائل:
- وقال آخر:
٤٨ – «أَتَا بِيكْ يَا ضِيفْ مَااْنَتشْ صَاحِبْ مَحَلّْ»
- أتابيك، أى إذا بك، وهو محرّف عنه، والمعنى كنا نظنك يا ضيف كصاحب الدار كما كان يقول ويؤكد فإذا بك لم تزل ضيفاً، أي غريباً عن الدار وأهلها، وظهر ما كانوا يكذبون به عليك ويتملقونك به. يضرب فى أن الضيف غريب فلا ينبغي له الاغترار بالترحيب والتأهيل.
٤٩ – «إتْبَعِ الْبُومْ يُوَدِّيكْ الْخَرَابْ»
- لأن المكان الخرب مأواه ومسكنه فإن تبعته ذهب بك إليه. وقولهم: يودّيك أصله يؤدّى بك. يضرب لمن یقتدی بالمشئوم الفائل الرأى، وهو مثل قديم أورده الراغب الأصفهانى فى محاضراته في أمثال عامَّة زمنه برواية: (من كان دليله البوم كان مأواه الخراب)4. وفى معناه قول القائل:
- وانظر قولهم: (اركب الديك وانظر فين يودّيك) وسيأتى.
٥٠ – «إِتْبَعِ الكَدَّابْ لَحَدّ بابِ الدَّار»
- أى لا تكذبه حتى يكذبه الواقع لأنك إذا كذبته فى حديثه جادلك وعجزت عن إقناعه. ويروى: (تنك ورا الكدّاب) إلخ. وسيأتى فى حرف التاء المثناة الفوقية. ويروى: (سدّق الكدّاب). إلخ أى صدّق. وسيأتى فى السين المهملة.
٥١ – «إِتْحدِّتْ فِى الْمَجْلِسْ واللِّى يِكْرَهَكْ يِبَانْ»
- أى إذا كنت فى مجلس قوم وأردت أن تعرف من يبغضك منهم تحدث بينهم بحديث يظهر لك من الإقبال والإعراض ما تكنه قلوهم من حب وبغض.
٥٢ – «إِتْعِبْ جِسْمَكْ ولا تِتْعِبْ قَلْبَكْ»
- معناه ظاهر.
٥٣ – «اتْعَلِّمْ الْبَيْطَرَهْ فِى حْمِيرِ الأَكْرَادْ»
- يضرب للجاهل الذى لم يتقن عملا لأن القوم الرحل كالأكراد ونحوهم لا ينعلون دوابهم فإذا تعلم شخص البيطرة فيها فكأنه لم يتعلم شيئاً.
٥٤ – «إِتْعَلِّمِ الْحِجَامَهْ فى رُوسِ الْيَتَامَی»
- أى تعلم هذه الصناعة فى رءوس الأيتام لأنهم محتاجون لمن يحجمهم بلا أجر فهو آمن فيهم ممن يعترض عليه إذا أخطأ. يضرب لمن يحمل الضعيف وسيلة لنقعه ولو بالإضرار به. وقد نظمه ابن أبى حجلة يقوله ومن دیوانه نقلته:
- وعلى هذا فالمثل كان معروفاً حوالى القرن الثامن.
- ٥٥ - «إِتْعَلِّمْ السِّحْرْ ولا تِعْمِلْ بُوشْ»
- الشين فى الأواخر من علامات النفى عندهم أو تأكید له، وهى مقتضبة من لفظ (شیء) فمعنى بوش (به شیء) أى لا تعمل به شيئا. والمراد تعلم السحر ولاتعمل به لأنك ما دمت لا تضر به أحداً فعلمك به نافع لك فى اتقاء ضرره ودفعه عنك وهم يقصدون كل شر لا السحر بخصوصه. وفى كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة «من لم يعرف الشر كان أجدر أن يقع فيه»5 وأنشد لأبى فراس الحمدانى:
- ٥٦ - «إتْغَدَّی بُهْ قَبْلْ مَا يِتْعَشَّى بَكْ»
- أى افترسه قبل أن يفترسك. وأصله من قول العرب فى أمثالها: « تغدّ بالجدى قبل أن يتعشى بك» يضرب فى أخذ الأمر بالحزم. ومن أمثال المولدين الواردة فى مجمع الأمثال قولهم فى هذا المعنى: «خذ اللص قبل أن يأخذك» وأنشد ابن أبی حجلة فى ديوان الصبابة لبعضهم فى نظم هذا المثل:
- ٥۷ - «إِتْغَرِّبِى وِاكْدِبِی»
- أى إذا أردت أن تكذبى على الناس وتنسبى لنفسك ما ليس فيك فليكن ذلك فى غربتك بين أناس لا يعرفونك فإنك لا تستطيعين ذلك فى بلدك وبين من يعرفك. يضرب للمفتخر بما ليس فيه أمام من يعرفه.
- ٥٨ - «إِتْغَنْدَرِى وْقُولِى مقَدَّرِی»
- الغندرة عندهم ترادف فجور المرأة وتبرّجها وسلوكها المتهيج الردئ، أى إنك
- تفعلين ذلك فإذا لامك لائم أحلت على القدر وقلت ليس بيدى بل هو مقدرّ علىّ. يضرب لمن يفعل القبيح مرتکناً على مثل هذا العذر.
٥٩ – «إتْلَمِّت الْحَبَايبْ مَا بَقَاشْ حَدّ غَایِبْ»
- انظر: (تمت الحبايب) الخ.
٦٠- «إِتْلَمْ زَأْرُودْ عَلَى ظَرِيفَهْ»
- زأرود أو زقرود اسم مخترع. وقولهم: اتلم، أى اجتمع شملهما. والمراد «وافق شنّ طبقه» وهو من أمثال العرب وانظر أيضاً (جوّزوا زقزوق لظريفة) فى حرف الجيم فهو فى معناه. وانظر أيضاً: (جوّزوا مشكاح لريمه) الخ.
٦١ – «اتمَسْكِنْ لمَّا تِتْمَكِّنْ»
- أى أظهر المسكنة والتذلل حتى تتمكن من الأمر وتملك ناصيته فافعل بعد ذلك ما تريد، فليس من الحزم أن تظهر القوّة والعنف والأمر بعدُ فى يد غيرك
٦٢ – «إجْتَمَعِ المَتْعُوسْ عَلَى خَايِبِ الرَّجَا»
- يضرب للمتشابهين فى التعاسة وسوء الحظ يجتمعان.
٦۳ – «أَجْرَبْ وَاْنَفَتَحْ لُهْ مَطْلَبْ»
- المطلب: المال المدفون. يضرب لن يصيب خيراً لا يستحقه، أى لا يتوقف الغنى على قيمة الشخص. وبعضهم يرويه (كلب أجرب) الخ.
٦٤ – «أَجْرَبْ وِيْسلِّم بِالْأَحْضَانْ»
- أى هو أجرب ويعانق الناس عند السلام عليهم. يضرب لن يأتي بما يشمأزّ منه.
٦٥ – «الْأَجْرْ مُوشْ قَدِّ المَشقَّه»
- قدّ: يريدون به قدر. بضرب للأمر لا يوازى تيجته مشقة عمله أو السعى فيه.
٦٦ – «أُجْرِةِ الخَيَّاطْ تَحْتْ إِيدُهْ»
- أى أجرة خياط الثياب فى يده لا يخشى عليها لأنّ من أعطاه ثوباً ليخيط له منه ملبوساً
- كان كالمرهون عنده له ألا يسلمه إلا بعد تقد الأجرة. يضرب للحق المحموط بأسباب تحفظه. ولأبى الفضل أحمد بن محمد السكرى المروزی من أرجوزة ترجم فيها أمثالًا فارسية وأوردها البهاء العاملىّ فى الكشكول:
- ٦۷ - «إِجْرِی ومدّْ دَا شِئْ يِهِدّْ»
- هو مخاطبة بين اثنين يقول أحدهما: إجر وأسرع ومدّ خطاك، فيقول الآخر: هذا شئ يهدّ القوى. والمراد ليس من الصواب أن تكلفنى بما لا طاقة لى به.
- ٦٨ - «إِجْرِی یَا مِشْكَاحْ لِلِّى قَاعِدْ مِرْتَاحْ»
- المشكاح (بكسر فسكون) يریدون به کثير السعى والحركة، أى اسع وانصب يامن هذه صفته للذی قعد وارتاح من السعى. يضرب لمن يأتيه رزقه من سعى غيره بلا طلب منه فهو فى معنى «رب ساع لقاعد» وهو من أمثال العرب، يقال: إن أوّل من قاله النابغة الذبيانى وكان وفد إلى النعمان ابن المنذر وفود من العرب فيهم رجل من بنى عبس يقال له شقيق فمات عنده، فلما حبا النعمان الوفود بعث إلى أهل شقيق بمثل حباء الوفد فقال النابغة حين بلغه ذلك: (رب ساع لقاعد) وقال للنعمان:
- ومن أمثال العرب فى هذا المعنى أيضاً: «خير المال عين ساهرة لعين نائمة».
- ٦٩ - «أَجْوَدْ مِنَ الدَّهَبْ مِنْ يَجُودْ بِالدَّهَبْ»
- أى أحسن من الذهب من يجود به، وقد أرادوا التجنيس بين أجود ويجود. ومن أمثال العرب فى ذلك قولهم: «إن خيراً من الخير فاعله»، أورده ابن عبد ربه فى العقد الفريد.9
- ۷۰ - «أَحِبَّكْ يَا سَوَارِی زّىّْ زِنْدِى لَأْ»
- ۷۱ - «احْتَاجُوا الْيَهُودِی قَالَ الْيُومْ عِیدِی»
- يضرب لتعسر الأمور وقيام الموانع. والمعنى أنهم مستغنون عن اليهود ولكن لما احتاجوا للاستعانة بأحدهم اعتذر بأنه فى عيده أى لا يشتغل فيه، والمثل قدیم فى العامية أورده الراغب الأصفهانى فى محاضراته فى أمثال عوام زمنه برواية: (أحوج ما تكون إلى اليهودى يقول اليوم السبت)11.
- ۷۲ - «إِحْتَرْتْ یَا بَخْرَا أَبُوسِكْ مِنِينْ»
- أى حرت يا بخراء فى أي موضع أقبلك. يضرب للأمر تكتنفه الموانع فلا يعرف من أين يتوصل إليه.
- ۷۳ - «إِحْسِبْ حِسَابِ الْمِرِيسى وَإنْ جَاكْ طِيَاب مِنَ الله»
- المريسى نسبة للمريس: بلدة جنوبى القطر المصرى، وهى بفتح الأول والعامة تكسره وتريد به الريح الجنوبية لأنها تعطل سير السفن وهى مصعدة. والطياب عندهم بعكسها أى كن حازما فى تسيير أمورك واستعدّ للطوارئ فإن يسر الله وسهل فلايضرك تيقظك.
- ٧٤ - «احْضَرّ أَرْدَبَّكْ يِزِيْد»
- الإردب (بكسر فسكون ففتح مع تشديد الموحدة): مکیال معروف بمصر والعامة تفتح أوله. يضرب للحث على مباشرة المرء أموره بنفسه فهو كقول القائل:
- وقولهم: (يزيد) مبالغة فى الحث على ذلك، أى إنك إذا حضرت کیل إردبك
- فإنك لا تأمن عليه من السرقة فقط بل إنه يزيد بحضورك فهو كقولهم في مثل آخر: (اللي ولد معزته جابت اتنين) الخ وسيأتي وانظر في الميم: (ما يهرش لك إلا إيدك) والعرب تقول في أمثالها: «ما حكَّ ظهری مثل يدي» يضرب في ترك الاتكال على الناس.
- ۷٥ - «الْأَحْمَقْ يِنْصَحْ فِي الْوَقْتَ الدَّيَّق»
- معناه ظاهر، وهو دليل كاف على الحماقة ووضع الشيء في غير موضعه. والدیق يریدون به الضيق.
- ۷٦ - «إِحْنَا اتْنِينْ وِالتَّالِتْ جَانَا مِنِين»
- أي نحن اثنان من أين جاءنا هذا الثالث. يضرب للداخل بين شخصين في أمر لا يعنيه.
- ۷۷ - «إِحْنَا بِنِقْرَا فِي سُورِةْ عَبَسْ»
- أي هل نحن نقرأ في سورة عبس، يريدون إننا نخاطبك في شيء معلوم، ونكرره عليك فلا تتنبه لما تقوله ونطلبه منك كأننا نقرأ عليك سورة فأنت مستمع لها لا تتكلم أو تصرف كلامنا لغير وجهه. يضرب لمن لا يفهم ما يقال له بعد تطويل الكلام معه.
- ۷۸ - «إِحْيينِي النَّهَارْدَه ومِیتْنِی بُكْرَه»
- يضرب لمن لا ينظر لنده ولا يفكر في العواقب، أي إنما إلى الساعة التي أنا فيها فإن كنت تنوي قتلى فليكن غدًا ودعني ليومي هذا.
- ٧٩ - «أُخْتُهْ فِي الخَمَّارَهْ وَعَامِلْ أَمَارَهْ»
- الخمارة (بفتح الأول وتشديد الثاني) بائعة الخمر، والعامَّة تريد بها موضع بيعها أي الحانة، وعامل أي جاعل نفسه. والأمارة (بفتح الأول) جمع أمير عندهم، أي تكون أخته في هذه السفالة ويظهر هو نفسه بمظهر الكرام الماجدين يضرب للنذل المتعالی.
- ۸۰ - «الْأَخْد حِلْوْ وِالْعَطَا مُرّ»
- معناه ظاهر. ويريدون به في الغالب الاستدانة واستطابة الأخذ فيها وكراهة الوفاء. وفي معناه قولهم: (عند العطا أحباب وعند الطلب أعداء) وسيأتي في العين المهملة.
- ۸۱ - «أَخْرَسْ وَعَامِلْ قَاضِی»
- يضرب للعاجز يتصدر لما لا يستطيعه من الأعمال لأن الأخرس لا يستطيع سؤال الخصوم.
- ٨٢ - «أَخِّرهَا وَرَا آخْرِ النّهَارْ تِجِيبَكْ قُدَّامْ»
- أي أرح دابتك في أول السير واجعلها آخر الدواب فإنها تسبق في آخر الأمر لراحتها وتعب ما تقدمها بالعدو.
- ۸۳ - «أُخطُبْ لِبِنْتَكْ قَبْل مَا تُخْطُبْ لِابْنَك»
- العادة أن تخطب المرأة للرجل لا العكس. والمراد من المثل اهتم باختيار الزوج لبنتك طلبًا لراحتها فهي أولى بعنايتك من ابنك لأن أمر زوجته سيكون بيده متى شاء طلقها بخلاف البنت.
- ٨٤ - «إِخْلِصِ النِّيَّة وَبَاتْ فِي الَبَرِّيَّةْ»
- أي إذا أخلصت في نيتك نَم في البرية ولاتخش شيئًا. يضرب في الحث على الإخلاص.
- ٨٥ - «أَخُوكْ لَا يَحِبّكْ غَنِى عنه ولا تْمُوتْ»
- أي إن أخاك لا يود أن يراك أغنى منه كما إنه لا يحب موتك، أي مهما بحبك المرء ويود حياتك فإنه لا يود أن تعلو عليه.
- ۸٦ - «أَخَيَّطْ بِسِلَّايَهْ وَلَا الْمِعَلِّمَهْ تُقُولْ هَاتِی کِرَایَهْ»
- السلاية: (بكسر الأول): الشوكة من النخل وغيره، وصوابها سلاءة کرمانة. والمعلمة (بكسر الأول والصواب ضمه) من تعلم الخياطة والتطريز خاصة، أي خير لي أن أخيط ثوبي ولو بسلاية، وأدبر أمری بیدی بقدر ما أستطيع أن أنفق فيما لا داعى فيه إلى الإنفاق، والمراد بالمعلمة هنا من تخيط الثياب للناس. يضرب في الحث على الاقتصاد وحسن التدبير.
- ۸۷ - «إِدَّا يِنْ وِأزْرَعْ وَلَا تِدَّايِنْ وِتِبْلَعْ»
- أي إذا تداينت فليكن دينك للإنفاق على زرعك لأنه ينتج فتقضيه منه، وأما إذا
- تداينت لنفعتك وطعامك ذهب المال ولم تجد ما توفي به الدين وليس هذا من الحزم في شيء.
- ۸۸ - «ادَّلّعِى يَا عُوجَهْ فِي السَّنَهْ السُّودَهْ»
- أي تدللي يا معوجة القامة كما تشائين في السنة السوداء التي لم تبق على الملاح، فهو في معنى قولهم: (سنة الكبة يدلع الأمخط) وسيأتي في السين الهملة، وقريب من قولهم: (سنة شوطة الجمال جابوا الأعور قیده).
- ۸۹ - «أَدْعِى عَلَى وَلَدِي وَأَكْرَهْ مَنْ يَقُولْ أَمِيْن»
- يضرب في الشفقة على الأولاد، وأن الدعاء عليهم باللسان دون القلب.
- ۹۰ - «إِدِّی ابْنَكْ لِلِّى لُه أَوْلَادْ»
- إدي، أي أعط، يريدون إذا وهبت ابنك لأحد أو جعلته في حياطته فلا تعطه إلا أن يكون له أولاد لأنه يعرف شفقة الآباء على أبنائهم. والمراد لا توكل الأمر إلا للعارف به.
- ۹۱ - «إدِّی سِرَّك لِلِّى يَصُونُه»
- إدی، أي أعط. والمعنى لا تفش سرك إلا لمن يصونه.
- ۹۲ - «إدِّی الْعِيشْ لِخَبَّازِينُهْ وَلَوْ يَاكْلُوا نُصُّه»
- إدى بمعنى أعط، أي اخبز خبزك عند من يجيدون الخبز، ولو سرقوا نصفه وأكلوه، لأن الباقي منه ينتفع به لجودة خبزه، أما إذا خبزته عند أمين جاهل أفسده وضاع عليك كله، هو قريب من «أعط القوس باريها» ولكن فيه زيادة في المعنى.
- ۹۳ - «إِدِّينِى رِغِيفْ وِيْكُونْ نِضِيفْ»
- أي أعطني رغيفًا ولكن بشرط أن يكون نظيفا. يضرب لمن يستجدى ويتخير الصدقة فيقترح ويشترط.
- ٩٤ - «إِدِّینِی عُمْر وَاْرْمِینِی الْبَحْر»
- أي إذا كانت السلامة مكتوبة لي ولم يزل في عمري بقية فإن إلقائي باليم لا يضرني. يضرب لن ينجو من خطر لا تظن النجاة منه والعرب تقول في أمثالها: (أحرز امرأ أجله) قاله الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام حين قيل له: أتلقى عدوك حاسر الرأس؟ قال الميداني: يقال هذا أصدق مثل ضربته العرب. ومن الأمثال التي تروى عنه في هذا المعنى: «نعم المجن أجل مستأخر».
- ۹٥ - «إِدِّيْنِي الْيُومْ صُوفْ وِخُدْ بُكْرَهْ خَرُوفْ»
- إديني بمعنى أعطى، وأصله أدلى، يريدون أعطنى اليوم صوفا فإنى راض به على أن أعطيك غدا خروفا لأنى أفضل العاجل على الآجل وإن كان دونه فهو في معنى المثل الآخر: (بيضة النهارده أحسن من فرخة بكره) وسيأتي في الباء الموحدة.
- ٩٦ - «إِذَا اشْتدَّ الْكَرْب هَان»
- هو في معنى مطلع المتفرجة لابن النحوی:
- وأنشد جعفر بن شمس الخلافة في كتاب الآداب لإبراهيم بن العباس الصولى12:
- وأنشد لآخر:
- ولآخر:
- *وأضيق الأمر أدناه إلى الفرج*14
- ۹۷ - «إِذَا حَضَرَت المَلَائِكَهْ غَابَتْ الشّيَاطِيْن»
- أي لا يجتمع الصالح والطالح.
- ۹۸ - «إِذَا كَانْ فِيهْ خِيرْ مَا كَانْشْ رَمَاهُ الطِّيْر»
- أنظر: «لو كان فيه خير» الخ في اللام.
- ٩٩ - «إِذَا كِتْرِتِ الْأَلْوَانِ إِعْرَفْ إِنَّهَا مِنْ بُيُوتِ الْجِيرَان»
- أي إذا ظهر شخص بغير ما في طاقته فاعلم أنه معان فيه من غيره، والمراد بالألوان أصناف الطعام.
- ۱٠۰ - «أُرْبُطْ الْحُمَارْ جَنْب رْفِيقُهْ إِنْ مَا تَعَلَّمْ مِنْ شِهِيقُهْ يِتْعَلِّمْ مِن نِهِيقُه»
- أي إن الطباع تعدي، ولا بد للصاحب أن يتخلق ببعض أخلاق صاحبه إن لم يكن بها كلها فهو في معنى قول القائل: * وكل قرين بالمقارن يقتدي * وانظر قولهم (إن كان بدك تعرف ابنك وتسيسه إعرفه من جليسه) وسيأتي. وقولهم: (من عاشر السعيد يسعد ومن عاشر المتلوم يتلم) وسيأتي في الميم.
- ١٠١ - «أُرْبُطْ الْحُمَارْ مَطْرَحْ مَا يْقُولْ لَكْ صَاحْبُه»
- يريدون بالمطرح الموضع، أي اربطه في الموضع الذي يرشدك إليه صاحبه لأنه رُبَّما ضاع أو سرق فلا يكون اللوم عليك. يضرب في عدم التصرف في الشيء إلا برأي صاحبه لأنه أسلم للعواقب.
- ١٠٢ - «أَرْدَبٍّ مَا هُو لَكْ مَاتِحْضَر كيلُه تِتْغَبَّرْ دَقْنَكْ وِتِتْعَبْ فِي شِيلُهْ»
- الإردب (بكسر فسكون ففتح مع تشديد الموحدة): مكيال معروف بمصر (والعامة تفتح أوله) ويروى: (تتعفر) بدل تتغير وهو بمعناه. ورواه الموسوي في نزهة الجليس15 (أردب مالك فيه حدة لا تحضر) الخ وذكره في أمثال نساء العامة، والمعنى: الإردب الذي ليس لك لا تحضر كیله فإنك لا تجني منه غير التعب في حمله و تغيير لحيتك بغباره، أي ليس وراء التعرض لما لا يعني إلا ما يسوء. يضرب للتحذير من التعرض لما لا يعنى. وفي معناه: «من تعرض لما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه» ومن الحكم النبوية: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه». قال الميداني: هذا المثل يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقالت العامة أيضا:
- (اللى مالك فيه أيش لك بيه) وقالت: (اللى مالك فيه ما تنحشرش فيه) وسيأتيان. وقريب من هذا المعنى قولهم: (الشهر اللي مالكش فيه ما تعدش أيامه).
- ۱۰۳ - «إِرْشُوا تِشْفُوا»
- أي عليكم بالرشوة تبلغكم ما تريدون، والمراد الإخبار بالواقع لا الحث على الرشوة. ومن أمثال العرب: «عراضة توری الزناد الكائل» والعراضة: الهدية. والكائل: الكابي، يضرب في تأثير الرشا عند انغلاق المراد وانظر في الباء الموحدة (البرطيل شيخ كبير).
- ۱۰٤ - «الأَرْضْ تِضْرَبْ وَيَّا اصْحَابْهَا»
- ويا بمعنى مع، وأصله من نحو قولهم: راح وياه، أي ذهب وإياه، يريدون معه، والمقصود أن الإنسان في مكانه عزيز فإذا تعارك فيه أعانته أرضه ودافعت عنه، أي فيها من يعينه. وانظر: (إوعى تقاتل مطرح ماتكره).
- ۱۰٥ - «الأَرْضْ مُوشْ شَهَاوِی دِی ضَرْب عَ الكَلَاوِى»
- الكلاوي هي الكلى، أي ليست الزراعة بالشهوة إلى الزرع فحسب، وإنما زرع الأرض لا يكون إلا بالجهد الجهيد والتعب الشبه بالضرب على الكلى.
- ۱۰٦ - «أُرْقُصْ لِلْقِرْد فِي دَولتُةْ»
- ويروى: (في زمانه) أي جار الزمان فيه ما دام مقبلا عليه وارقص له لأن الرقص يسر القرود، والمراد افعل ما يوافق صاحب الدولة ما دمت مضطرًا إليه. والمثل قديم، يروى: أن شخصًا دخل على وزير يهنئه بالوزارة فصفق ورقص لإظهار سروره، فأمر الوزير بطرده وقال: إنما أراد الإشارة إلى هذا المثل. وقد نظمه على بن كثير من شعراء ريحانة الخفاجي فقال:
- قال الخفاجي: وفي معنى قوله: ويرقص للقرد الخ قول الأهوازی:
- قلنا: وأنشد صاحب قطف الأزهار في المعنى لبعضهم:
- ومما يدل على قدم المثل ما أنشده صاحب لسان العرب في مادة (قرا) عن ثعلب في القيروان بعنى الجيش:
- وفي كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة:
- ۱۰۷ -«إِرْكَبْ حُمَارْةِ الْعَازِبْ وِحَدِّتُه»
- أي اركب حمارة الرجل العزب وحدثه في أمر زواجه فإنه يرتاح لحديثك ويبلغك عليها مكانك. والمراد عالج كل شخص بما يوافقه ويميل إليه تبلغ مقصدك منه.
- ۱۰۸ - «إِرْكَبِ الدِّيْكْ وِانْظُر فِينْ يِوَدِّيكْ»
- ودَّی معناه ذهب به وأوصله أي إذا كان الديك ما يركب وركبته فانظر أين يذهب بك، والمراد أنه لا محالة ذاهب بك إلى خم الدجاج. يضرب في أن لكل شخص حالة ألفها وغاية يسعى إليها فإذا استرشدت فانظر بمن تسترشد وتخير من يهديك إلى سواء السبيل. وانظر قولهم: (اتبع البوم يوديك الخراب).
- ۱۰۹ - «إِرْكَبْ يَا أَبُو الرِّيشْ قَال بَسِّ إنْ فِضِلْ كَدِیشْ»
- يضرب للتكليف بأمر لا توجد له وسيلة. ولفظ بس (بفتح الموحدة وتشديد السين المهملة الساكنة) اسم فعل عندهم معناه كفى ويأتون بها في مثل هذا التعبير مقرونة بإن بمعنی لو أن، كأنهم يريدون يكفي الكلام فقد أطعت لو أن لي ما أركب فقد ركب الناس ولم يبقوا لي كديشًا، أى برذونًا. وأبو الريش كنية أتوا بها للسجع لايقصدون بها معينًا.
- ۱۱۰ - «إِرْمِيهِ الْبَحْر يِطْلَعْ وفي بُقُّةْ سَمَكَةْ»
- البق (بضم الموحدة وتشديد القاف) بمعنی الفم. يضرب للحريص المستفيد من كل حالة.
- ۱۱۱ - «إِرْمِيهْ فِي السُّطُوح وإنْ كَان لَكْ فِيه قِسْمَه مَا يرُوحْ»
- أي ما هو لك لا يكون لسواك ولو تهاونت في حفظه لأنه مقسوم لك، والمراد بالسطوح مفرده، أي السطح. وبعضهم يرويه: (إرمی جوزك) بالخطاب للمؤنثة، أي زوجك. وبعضهم يروى: (نصيب) بدل قسمة، يريد النصيب بفتح أوله.
- ۱۱۲ - «إِزْرَعِ اْبنِ آدَمْ يِقْلَعَكْ»
- ويروى: (ازرع الزرع تقلعه وازرع ابن آدم يقلعك) يضرب في إنكار بنی آدم الجميل ومقابلته بضده. ويرويه بعضهم: (كل شئ تزرعه تقلمه إلا أبو راس سوده تزرعه يقلعك) وسيأتي في الكاف. ونظم هذا المثل الشيخ حسن البدري الحجازی الأزهرى المتوفى سنة ۱۱۳۱ قال من قصيدة أوردها له الجبرتي في ترجمته:
- ۱۱۳ - «ازْرَع كلّ يُومْ تَاكُل كلّ يُومْ»
- أي وال العمل يتوال لك الكسب.
- ۱۱٤- «إِسْأَلْ قَبْلْ ما تْنَاسِبْ يِبَان لَكْ الرَّدِى والمِنَاسِبْ»
- أي اسأل واستخبر قبل أن تصاهر يظهر لك من يناسبك ومن لا يناسبك. يضرب في المصاهرة وغيرها من ضروب المعاشرة.
- ۱۱٥ - «إِسْأَلْ مِجَرِّبْ وَلَا تِسأَلْ طَبيب»
- ۱۱٦ - «أسْأَلُه عَن أَبْوه يَقُول لِي خَالِي شِعيبْ»
- يضرب للمخلط يجيب عن غير المسئول عنه. وقد وجدنا هذا المثل منظوما في بعض المجاميع في هذين البيتين:
- ۱۱۷ - «إِسْأَلِي عَلَى مَا تِفعَلِي»
- على هنا بمعنى عن، يستعملونها كذلك مع سأل، أي أسألي عما تعملين وتشتغلين به، ولا تسألي عما لا يعنيك.
- ۱۱۸ - «اسْتَوِدُّوا تِسْتَحِبُّوا»
- أي الوداد يجلب الوداد ويستدعيه كما قال الشاعر:
- ۱۱۹- «إِسْمَعْ ظُرَاطُهْ ولا تِسْمَعْ عِيَاطُهْ»
- أي إذا لم يكن بد من تحمل أذاه فاختر أخف الضررين، واصبر على سماع ظراطه فإنه أهون عليك من سماعك بكاء أو صياحه.
- ۱۲۰ - «إِسْمَعْ مِنْ هِنا وسَيِّبْ مِنْ هِنا»
- أي اسمع بهذه الأذن وأخرج ما سمعته من الأخرى. يضرب عند الاضطرار إلى سماع مالا يفيد أو لحث شخص على اطِّراح ما يقال وترك المعارضة فيه.
- ۱۲۱ - «إِسْمَكْ إِيهْ قالْ اسْمِي عَنْبَرْ، وصَنْعِتَكْ إيهْ قالْ سَرَبَاتي، قالُوا َخسَرْت الْإِسْم بِالصَّنْعَهْ»
- السرباتي مقصور عن السراباتی نسبة السرابات جمع سراب (بفتح الأول) وهو عندهم ما اجتمع في الأحشاش يطلقون ذلك على الكناف الذي ينقل ما في الكنف. أي ليته لم يشتغل بذلك وله هذا الاسم لأنه أتلفه بصنعته. يضرب لمن يجمع بين الحسن والقبيح في صفاته. وانظر أيضًا في حرف السين المهملة: (سرباتی واسمه عنبر). وانظر في الضاد المعجمة: (ضيع الاسم بالصنعة) فإن بعضهم يقتصر عليه في إيراد المثل. وهذا المثل قديم في العامية أورده الأبشيهي في المستطرف برواية: (واحد سموه عنبر وصنعته سرباتي قال الذي کسبه في الاسم خسره في الصنعة)23.
- ۱٢٢ - «الْإِسْمِ لِطُوبَةْ وِالْفِعْلِ لِأًمْشِيرْ»
- يضرب لمن يشتهر بشيء والعمل لغيره لأنه قد تأتي في شهر طوبة وهو شديد البرد أیام صحو كأيام أمشير.
- ۱۲۳ - «إِسْيَادِی وأَسْيَادْ أَجْدَادِى إِلِّلى يْعُولُوا هَمِّي وهّمَّ أَوْلَادِی»
- أي الذين يحملون همي وهم أولادي ويواسوننا ويعطفون علينا فهم سادتي وسادة جدودی.
- ١٢٤ - «إِشْتَرَی بِدَرْهِم بَلَح بَقي لُه في الْحَي نَخْلْ»
- أي اشترى بدرهم تمرًا فادَّعی بذلك أن له في الحي نخلا، يضرب لن يحوز القليل فيتذرع به إلى ادعاء الكثير.
- ۱۲٥ - «إِشْتِرِى الْجَار قَبْلِ الدَّارْ»
- وبعضهم يزيد فيه: (والرفيق قبل الطريق). والعرب تقول في أمثالها: «الجار ثم الدار» قال الميداني: «هذا كقولهم: الرفيق قبل الطريق، وكلاهما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو عبيد: كان بعض فقهاء أهل الشام يحدث بهذا الحديث ويقول: معناه إذا أردت شراء دار فسل عن جوارها قبل شرائها». وفي أخبار أبي الأسود الدؤلي من كتاب الأغاني24 أنه كان له جار من رهطه فأولع برمي أبي الأسود بالحجارة كلما أمسى ولم يفد فيه اللوم، فباع أبو الأسود داره واشترى دارًا في هذيل، فقيل له: أبمت دارك؟ قال: «لم أبع داری ولكن بعت جاری» فأرسلها مثلا. وانظر في الخاء قولهم: (خد الرفيق قبل الطريق).
- ۱۲٦ - «إشتِرى ما تِبعْش»
- معناه ظاهر، والمراد اكتم سرك وما تريده عن محدثك والتقط من حديثه ما تحتاج إلى الوقوف عليه فالحزم في ذلك.
- ۱۲۷ - «إِشْحَالْ ضَعِيفْكُم قَالُوا قّوِيِّنَا مَاتْ»
- إشحال: كلة منحوتة عندهم من أي شيء حال، أي ليس الموت بالضعف ولا الحياة بالقوة وإنما لكل أجل كتاب. وبعضهم يرويه: (إشحال عیانكم) أي مريضكم. وأنشد جعفر بن شمس الخلافة في كتاب الآداب لبعضهم في المعنى:
- ۱۲۸ - «إِشّرَّفُوا عَنَدِ الَّلى مَا يِعْرَفُوا»
- أي إذا أردتم ادِّعاء الشرف فادَّعوه أمام من لا يعرفكم يصدّقكم لجهله بكم. ومثله قولهم: (قال يا أبويا شرفني قال لما يموت اللي يعرفی).
- ۱۲۹ - «أَشْكِى لِمِيْنْ وِكلِّ النَّاسْ مَجَارِيح»
- أي لمن أشكو جرحي وكل الناس مجروحون مثلى. والمراد لا يخلو أحد من الهمِّ
- في الدنيا. وفي أمثال العرب: «إن يدم أظلك فقد نقب خفي»، ومعنى الأظلَّ: ما تحت منسم البعير، يضربه المشكو إليه للشاكي، أي أنا منه في مثل ما تشكوه»26.
- ۱۳۰ - «إِشْكِي لِي وَأَنَا أَبْكِي لَكْ»
- أي اشك لي أعنك ببكائي لأني أشكو مثل ما بك فكلانا في البلوى سواء.
- ۱۳۱ - «إِشْهَدْ لِي بِكَحْكَه أَشْهَدْ لَك برْغيف»
- أي من أعان شخصًا في شيء حق على الآخر أن يعينه فيما هو أعظم منه. والمراد بالكحكة الكعكة.
- ۱۳۲ - «إِصْبَاحْ الخِير يًا أَعْوَر قَالْ دَا شَرّ بَایِت»
- أي إذا كان صبحه بذكر عيوبه فهو دليل على تحفزه لمخاصمته ومنازعته ولا يكون ذلك إلا عن شر أضمره له من الليل وهو مثل قدیم عند العامّة أورده الأبشيهيّ في المستطرف بروايته: (صباحك يا أعور قال دي خناقة بايته)27. وقریب منه قول العرب في أمثالها: «بكرت شبوة تزبئر» وشبوة: اسم للعقرب لا تدخلها الألف واللام. وتزبئر: تنفش. يضرب لمن يتشمر للشرّ. وتقول العرب لما يبدو من أوائل الشرّ: «بدت جنادعه» والجنادع: دواب كأنها الجنادب.
- ۱۳۳ - «إِصْبَاحْ الْخِير يَا جَارِى قَال إِنْتَ في دَارَكْ وَأنَا فِي دَاري»
- أي فلنكن كذلك يقتصر على السلام ولا نختلط فيتجنب كلانا الآخر بلا خصومة. فذاك أبعد للشقاق وأدعى للراحة، أي لا صداقة ولا عداوة. وقد أورده الأبشيهيّ في المستطرف بروايته: (صباح الخير يا جاري أنت في دارك وأنا في داری)28.
- ۱۳٤ - «أُصْبُرْ عَلَى الْجَار السُّوءْ بَا يِرْحَلْ يَا تجي لهُ دَاهْيَهِ»
- أي لا تقلق من مثل هذا الجار بل اصبر على أذاه ولا تغير دارك فقد يرحل هو عن جوارك، أو تصيبه داهية ترديه وتريحك منه. ولفظ «یا» هنا يستعملونها بمعنی
- إمّا. وقد قالوا في الخلاص من الحالة المكروهة بالفرج، أو بموت الشخص الواقع فيها: «يا يموت العبد يا يعتقه سیده» وسيأتي في الياء آخر الحروف.
- ۱۳٥ - «أُصْبُرِی یَا ستِيتْ لَمَّا يِخلَى لِكِ البيتْ»
- ستیت ویریدون به ستيتة تصغير ستّ، أي سيدة وهو من أعلام النساء عندهم وجاءوا به هنا مرخمًا للسجع، أي تربصي قليلا ولا تتعجلى حتى يخلو لك الجوُّ فبیضی واسفرى كما تشائين. يضرب للتعجل في أمر لم يحن وقته.
- ١٣٦ - «أَصْحَابِ العِرْس مِشْتهييِّنِ المَرَق»
- أي إذا كان أصحاب العرس كذلك يشتهون المرق لفقرهم وعوزهم فماذا ينتظر من عرسهم.
- ١٣٧ – «أَصْحَابِ العُقُول في رَاحَه»
- يضرب للأحمق يجهد نفسه فيما لا يفيد. أما قولهم: (العاقل تعبان) فسيأتي الكلام عليه في موضعه.
- ۱۳٨ - «إِصْرِفْ مَا فِي الْجِيْبْ يِئْتِيكْ مَا فِي الْغيبْ»
- يضرب للحث على الإنفاق، أي أنفق وجد والله يخلفه عليك من حيث لا تحتسب. ومعنى الجيب: كيس يصنع في الثياب تحمل فيه النقود وغيرها.
- ١٣٩ - «الأَصْلِ الرَّدِن پِرْدِي عَلَى صَاحبُه»
- بردن، أي يرجع ويمت ويظهر، فمن كان رديء الأصل لم تغن عنه خلاله الطيبة بل لا بد للعرق أن يمتد يومًا ما ويظهر ما ستر بهذه الخلال.
- ١٤٠ - «أَصْلِ الرَّقصْ تَحَنْجِيلْ»
- التحنجيل عندهم: الحجل، وهو محرف عنه، أي أصل الشيء العظيم من الشيء الحقير، فإذا رأيت إنسانًا أولع بالحجل فاعلم أنه سيؤدي به إلى الرقص ويوقعه فيه. فهو قريب من قول بعضهم: «أول النار من مستصغر الشرر».
- ١٤١ - «أَصل الشَّر فِعلِ الخْيرْ»
- أي قد يكون ذلك فقد تحسن إلى شخص فيكون إحسانك إليه سببًا لإساءته لك. وقالوا أيضا: (خير ماعملنا والشر جانا منين) وسيأتي. وانظر قولهم: (خير تعمل شر تلقى). ومن أمثال العرب: «عارية أكسبت أهلها ذمًا» يضرب للرجل يحسن إليه فيذم المحسن.
- ١٤٢ - «إِضْحَكْ والضِّحْكْ رِخِيصْ قَبْلِ مَا يِغْلى ويِبْقَى يِتَلالِيسْ»
- أي اغتنم من الزمان ما جاد لك به من الصفو والسرور قبل أن يقلب لك ظهر المجن ويغلو من الضحك فلا تجده ولي بذلت فيه تلاليس من المال. وقد جمعوا فيه بين الصاد والسين في السجع.
- ١٤٣ - «إِضْرَب إِبْنَكْ وِاحْسِنْ أَدَبُهْ مَا يْمُوتْ إلَّا لَمَّا يِفْرَغْ أَجَلُهْ»
- يضرب في الحث على تأديب الأولاد وفيه الإتيان بالباء مع اللام في السجع وهو قبيح. وانظر في معناه: (اكسر للعيل ضلع) الخ. والمراد ليس من الشفقة عدم تأديب ولدك و تقويمه. ولله در العرب في قولها: «أشفق على ولدك من إشفاقك عليه» أورده جعفر ابن شمس الخلافة في كتاب الآداب29.
- ١٤٤ - «إِضْرِبْ الأَرْض تِطْرَحْ بَطِّيخْ»
- يضرب للأمر بالمستحيل، أي إنك بتكليفك لى عمل الشيء المستحيل كمن يأمر آخر بضرب الأرض لتنبت بطيخا وإذا كنت في شك فافعل واضرب ما تشاء.
- ١٤٥ - «إِضْرِبْ البَرِيء لّمَّا يقِرّ الْمَتْهُومْ»
- أي إذا ضربت البريء وشددت عليه فإن ذلك يرهب المتهم. أي صاحب الذنب فيعترف لك، و«لمَّا» هنا يستعملونها بمعنی حتی. والظاهر أنهم كانوا يرون هذا الرأي فيما مضى فهو مبني على ما كانوا يعتقدونه صوابًا وهو في معنی:
- أو قريب منه: والمثل قدیم رواه الميداني في أمثال المولدين بلفظ، «اضرب البريء حتى يعترف السقيم».
- ١٤٦ - «إِضْرَبِ الطَّاسَةْ تِجِي لَكْ أَلْف لحَّاسَةْ»
- يضرب لتهافت الناس على مافيه مغنم، أي إن قصدت اصطناع معروف ولم تجد من تسديه إليه انقر على طاس الطعام، أي نبه الناس لذلك يجبك ألف منهم. وانظر في الشين المعجمة قولهم: (شخشخ يتلموا عليك).
- ١٤٧ - «إِضْرَبِ الطِّينه في الحيطَةْ إِن مَا لِزْقِتْ عَلِّمت»
- أي لابد لكل شيء من أثر يتركه فيعرف به. والمعنى أنك إذا رميت قطعة من الطين على حائط، فإن عملك هذا لا يخفى لأنها إن لم تلتصق فتكون دالة على ذلك، فلا بد من أن تؤثر فيها بعلامة تدل على العمل.
- ١٤٨ - «إِضْرَبِ عَصَاتَكْ واجْرِى وَرَاها»
- يضرب لمن ليس له أهل وعيال يقعدونه، أي ليس لك إلا هذه العصا وهي لا تقعدك، فاضرب بها الأرض وسر حيث سارت، أي افعل ما تشاء.
- ١٤٩ - «إِضْرَبِ النّذْلْ واكْفِيه وِبُوسْ رَاسُهْ يِكَفِّيهْ»
- أي أن النذل إن أهنته بأشد أنواع الإهانات من ضرب أو بطح على وجهه أو غيرها يكفيه منك أن تقبل رأسه بعد ذلك فيرضى لا لشيء سوى أنه نذل.
- ۱٥٠ - «أُطْبُخِي يَا جَارْیَه كَلِّفْ یَا سِيدْ»
- أي إن الخادمة لا تستطيع الطبخ إلا إن أحضر لها السيد ما يتهيأ به الطعام. والمعنى لا يكون شيء من لا شيء أو بمقدار النفقة يكون الشيء. وقريب منه بعض القرب (قولهم: ما سيل إلا من كيل) وسيأتي في الميم.
- ۱٥۱ - «إطعِم الفُمّ تِسْتِحي العينْ»
- معناه أنك إذا حبوت إنسانا حياء استحي أن يعارضك فما تريد ونزل على حكمك.
- ولم يرفع نظره فيك لسابق فضلك عليه. وقد أورد البدري هذا المثل يلفظه في سحر العيون30.
- ۱٥٢ - «إِطْعِم مَطْعُومْ وَلا تِطْعِمْ محرُومْ»
- المراد بالمطعوم من تمورد رغد العيش ثم قعد به الزمان، وبالمحروم من تعود الحرمان من يومه، أي برُّك غنيًّا افتقر وعزيزًا ذل خير من برك فقيرًا نشأ على الفقر وتعوده.
- ۱٥۳ - «أُطلُبْ لِجَارَكْ الْخِيرْ إنْ مَا نِلْت منُّه تِکْتِفِی شَرُّهْ»
- أي تمن لجارك الخير فإنك إن لم تصب منه اكتفيت به شر طلبه منك.
- ۱٥٤- «إِعْرَفْ صَاحْبَكْ وِاتْرُكهْ»
- يضرب للصاحب يبدو منه سوء النية، أي اعرفه وقف على بواطنه واكتف بذلك ثم اتركه وشأنه فذلك أدعى للراحة وأولى من مشاغبته ومخاصمته بلا فائدة.
- ۱٥٥ - «أَعَزِّ الدِّرِّيَّةْ ممْلُوك وسِرَّيَّه»
- الملوك: الشخص الملوك إذا كان أبيض اللون، والغالب أن يكون من الجركس فإن كان من السودان قالوا فيه: عبد. والسرية: يريدون بها الحظية ملك اليمين، والمراد بهما في المثل الذكر والأنثى، أي أحسن الذرية وأعزها أن يكون للشخص ولدان ذكر وأنثى لأن كثرة الأولاد فيها ما فيها من تعب النفس وكثرة النفقة. ومن أمثال فصحاء المولدين في هذا المعنى: «قلة العيال أحد اليسارین».
- ١٥٦ - «إعْزِمْ وِأكْلِ العِيشْ نَصِيبْ»
- أي اعزم وأقدم في العمل وأما الرزق أوالنجاح فعلى ما قسم لك وكان من نصيبك، فهو في معنى قول القائل:
- وقول الآخر:
- ۱٥۷ - «أَعَزَّ الوِلْد وِلْد الولد»
- يضرب في عزَّة الأحفاد والأسباط عند الجدود.
- ۱٥۸ - «اعشَقْ غَزَالْ وإلَّا فُضَّهَا»
- أي وإلا فض هذه الحالة وارجع عنها، والمراد إن أقدمت على أمر فليكن على المستحسن المستحق للإقدام وإلا فالإحجام أولى بك وانظر: (إن عشقت اعشق قمر) الخ.
- ۱٥۹ - «أَعلى ما في خِيلَكْ اركَبْ»
- أی اظهر أمام الناس بحقيقتك ولا تظهر بالضعة وأنت على العكس، أو نفسك بأطيب ما وهبك الله من النعم. ويروى: (أعتی) بدل أعلى، والأكثر الأول. وانظر: (الجيدة في خيلك الهدها).
- ۱٦۰ - «أَعْمَشْ وعامِل صَرَّافْ»
- عامل، أي جاعل نفسه. والصراف: الصيرفي. والأعمش لا يستطيع نقد النقود حتى يشتغل بهذه المهنة. يضرب في وضع الشيء في غير موضعه ولن يشتغل بما لا يستطيعه.
- ۱٦۱- «اعمِلْ بِخَمْسَه وحَاسِبْ البَطَّالْ»
- يضرب الحث على العمل ولو بالأجر القليل. والخمسة: قطعة صغيرة من الفلوس النحاس كانت بمصر، أي اشتغل بهذا القدر الزهيد ولك أن تناقش وتحاسب الخالي من العمل لأنك أفضل منه وأقدر.
- ۱٦۲ - «أَعمِل حَاجْتِي بِإِيْدِى وَلَا أَقُولْ لِلكَلْبْ یَا سِیدِی»
- السيد (بكسر السين وسكون المثناة التحتية): السيد، أي تعبي في قيامي بنفسي فيما أحتاج إليه خير من الاستعانة باللئيم واضطراري إلى تعظيمه. ويروى: (بدال ما أقول للعبد يا سيدي أقضي حاجتي بأيدي) وسيأتي في الموحدة.
- ۱٦۳ - «إعملْ الطَّيِّبْ وارمِيْه الْبَحْرْ»
- هو مبالغة في الحث على عمل الخير ولو كان ضائعًا عند من صنع معه. وبعضهم يرويه:
- (اعمل الطيب وارميه في بحر جاری إن ضاع عند العبد ما يضعش عند الباری) وهو كقول الحطيئة:
- ١٦٤ - «إعمِلْ الْمَعْرُوفْ مَعَ أَهْلُهْ وَغِير أَهْلُهْ»
- يضرب للحث عمل الخير خالصا لوجهه تعالى من غير نظر إلى مستحقه وغير مستحقه.
- ۱٦٥ - «أَعمَى قَالِ لِأَعْوَر كَاسِ الْعَمَى مُرّ قَالَ نُصِّ الْخَبَرْ عِنْدِی»
- النص (بضم أوله) يريدون به النصف. يضرب للمشتركين في مصيبة أحدهما أخف بلاء فيها من الآخر، أي إني شاعر بما تشكو منه لأن نصف خبره عندي.
- ۱٦٦ - «أَعْمَى وِعَامِلْ مِنَجِّم»
- عامل، أي جاعل نفسه. يضرب للمشتغل بما لا يستطيعه لأن الأعمى يستحيل عليه التنجيم.
- ١٦٧ - «أَعْمَى ويَبْرجِس فِي النَّخْل»
- البرجسة عندهم: السباق بالخيل واللعب بها والأعمى لا يستطيع ذلك فإذا فعله وسط النخل فقد حاول المحال. يضرب للعاجز عن الشيء يأتيه في أصعب حالاته.
- ۱٦٨ - «أَعْمَى وِيسْرَقْ مِنْ مِفَتَّحْ»
- المفتح (بكسر أوله) وبصيغة اسم المفعول مع إرادة الفاعل وصوابه (ضم أوله وکسر ثالثه) ومعناه عندهم الذي يبصر. يضرب للتعجب من يحاول ما لا يستطيعه ولا سيما مع من في قدرته منعه وإحباط عمله.
- ۱٦۹ - «أَعْمَى وِيَقُولْ شُفْتْ بِعِینی»
- شفت بمعنى نظرت ورأيت. يضرب لمن يدعي ما لا يستطيعه.
- ۱٧٠ - «أَعمَی یُجُرَ أَعمَی وِيقُول لُه لِيلَهْ سَعِدَهْ إِللِّى اجْتَمَعْنَا وِمْكَسِّحْ یُجُرَ مْكَسِّحْ وِيقُول يا الله نِتْفَسِّحْ»
- أي أعمى يقود أعمی و يسرّ باجتماعهما ومقعد يجر مقعدًا ويقول: هيا نتنزه. هو قريب من قولهم: (شبيه الشيء منجذب إليه).
- ۱۷۱ - «الأَعْوَر إِنْ طِلعْ السَّما يفْسِدْهَا»
- هو مبالغة في وصف الأمور بالفساد والمكر السيء، وهم يرمونه دائمًا بذلك، بل يرمون به کل ذی عاهة من عرج أو كتع ونحوها.
- ۱۷۲ - «الأَعْوَر الْمَمْقُوتْ عنْد أَهْلُهْ أَحْسَنْ مَن الأَعمَی عَلَى كل حَال»
- لأنه مع ما يصيبه من أدى أهله أحسن حالا من الآخر، أي (بعض الشر أهون من بعض).
- ۱۷۳ - «أَعْوَرْ وِعَامِلْ قَيِّدَه»
- عامل، أي جاعل نفسه. والقيدة: الرئيس على الزراع وغيرهم. يضرب للناقص المتطاول.
- ١٧٤ - «افْتَكَرْ بَلدُه ونِسی وَلَدُه»
- يضرب فيمن يلهيه الاشتغال بشیء عما هو أهم منه وأعلق بالنفس.
- ١٧٥ - «أَفْتِكِرْلِكْ إِيهْ يَا بَصَلَهْ وكلّ عَضَّه بْدِمعَه»
- أي ماذا أذكر لك يا بصلة من الطيبات وكل عضة فيك كانت تدمع لها عيني. وذلك لأن البصل لذّاع حاد الرائحة تدمع عيني من يأكله. يضرب للمرء لم تعرف له حسنة أو معاملة طيبة يذكر بها.
- ۱۷٦ - «إِفْتَكَرنا القُطّ جَه يُنُطّ»
- يضرب للإنسان يذكر في مجلس فيحضر مصادفة، أي ذكرنا الهر فإذا به جاء يقفز ويثب. ويرويه بعضهم: (جبنا سيرة القط جه ينط) أي ذكرنا سيرته وأخباره. ومن أمثال العرب: (أذکر غائبًا يقترب) قال الميداني: «ويروى: أذكر غائبًا
- تره. قال أبو عبيد: هذا المثل يروي عن عبد الله بن الزبير أنه ذكر المختار يوما وسأل عنه والمختار يومئذ بمكة قبيل أن يقدم العراق، فبينا هو في ذكره إذ طلع المختار فقال ابن الزبير: «اذكر غائبَا … المثل».
- ۱۷۷ - «افْطَرْ عَلَى رَاسْ حَيَّةْ وَلَا تِفْطَرْ عَلَى فُولَهْ نَيَّهْ»
- افطر على كذا أي كله في فطورك، وهو عندهم طعام الصباح، وهو مبالغة في تجنب أكل الفول النيء، أي الذي لم يطبخ ولا سيما في الصباح لأنهم يبالغون في شدة ضرره.
- ۱۷۸ - «أَفْكَحِ الرِّجْلِين صَبِي وِكْبِيرِ الرَّاس فَارِسْ»
- وبعضهم يقدم: (كبير الراس فارس). والأفكح عندهم: معوج الساقين متباعدها في المشي مع إقبال طرف القدمين، وهو محرف عن الأفحج (بتقديم الحاءعلى الجيم) وفسر في اللغة بمن تدانى صدور قدميه وتباعد عقباه في مشيته. والعامة تزعم أن مثله يكون قويا، وهم يعبرون عن القوي بالصبي.
- ۱٧۹ - «أَفْلَسْ مِنْ يَهُودِی نهَارِ السَّبْتْ»
- لأن اليهود لا يتعاملون بالنقود فيه.
۱۸۰ - «إِقْبَلْ عذْرِ اللِّي يجي لَكْ لَحَدِّ بَابِ الدَّار»
- أي من المروءة وكرم النفس قبول عذر من جاءك معتذرًا وطرق بابك .
- ١٨١ - «أَقْرَب م الْمَعزَةْ للرُّباطْ»
- يضرب للقريب المأخذ المطيع.
- ۱۸۲ - «قْرَعْ بِيَاكُلْ حَلَاوَةْ قَالْ بِفْلُوسُهْ»
- أي لا عجب ولا اعتراض عليه في تطاوله لمساواة سواء متى لم يكلف أحدا بعقته. وانظر أيضا في معناه: (مكسح طلع يتفسح قال بفلوسه) وسيأتي في حرف الميم. وانظر أيضًا: (بفلوسك حتى دروسك)
- ١٨٣ - «الأَقْرَعْ مَا يِشْكِيشْ مِنْ قُوبَةْ»
- لأن القراع أشد من القوباء فإذا شكى فإنما يشكو منه لا مما لا يذكر بجانبه.
- ١٨٤ - «أَقْرَعْ وِدَقْنُه طَوِيلَةْ»
- أي أن ما أخذ من رأسه جعل في لحيته. يضرب للشيء يتعجب منه لعدم تناسب أجزائه وبعضهم يزيد في آخره: (قال قيم ده في ده) فيكون بمعنى: (قالوا يا مره أنت سمينة وعوره) الخ الآتي في القاف.
- ۱۸٥ - «أَقْرَعْ وِنُزَهِي»
- يريدون بالنزهي الذي يكثر التنزه ويحب أماكن اللهو، ولا يأتي ذلك عادة إلا الفتيان الحسنو الخلق المترفون لا الذين بهم عاهات تشوههم. يضرب لمن يضع نفسه في غير موضعها ويعمي عن عيوبه.
- ۱۸٦ - «اقسِمْ لِلأَعْرَج يغْلِبَكْ»
- المراد بالقسمة قسمة العمل على العمال ليقوم كل واحد بإنهاء جزء مخصوص إذا أتمه انصرف، وفي ذلك إنجاز العمل بخلاف ما إذا عملوا معًا فيه فإنهم يتواكلون. والمراد إذا بينت للعامل الأعرج قسمه فإنه يهتم بإنجازه ولا يمنعه من أن يغلبك أنت الصحيح. يضرب لبيان فائدة تقسيم العمل.
- ۱۸۷ - «أُقْصُدِ اللِّي يِعْرَفَك تُقضَى حَاجَتَك»
- لأن من يعرفك يهتم بأمورك.
- ۱۸۸ – «إِقْطَع العِرْقْ يِسيحْ دَمُّهْ»
- أي إذا كنت تنكر أمرًا خافيًا عنك فاشتد في البحث عنه يظهر لك، كما أن العرق إذا قطع سال منه الدم وظهر ما كان خافيًا فيه، وكذلك كل ما يكتمه المرء من خليقة ونحوها فإنها تظهر عند إحراجه وإيلامه.
- ۱۸۹- «إِقْطَعْ لِسَانْ عَدُوَّكْ بِسَلَامُ عَلِيكُمْ»
- أي كف شره وشر لسانه عنك بالسلام عليه. والمراد لا تظهر مقاطعته، وحيِّه إذا لقيته تغلق بابًا من أبواب شره وتقطع سببًا من الأسباب المثيرة لما في نفسه.
- ۱۹۰- «إِقْطَعْ وِدْنْ الْكَلْبْ وِدِلِّيهَا إللِّى عَنْدُه خِصْلَهْ مَا يْخَلِّيهَا»
- ۱۹۱- «أْقْعُدْ فِي عِشَّكْ لَمَّا الدَّبُّورْ يِنشّكْ»
- لما بمعنى حتى هنا. والدبور «بفتح الأول وتشديد الlوحدة المضمومة» الزنبور. والنش: الطرد، يريدون بهذا المثل النحل. والمراد ابق في مكانك أو فيما أنت فيه حتى يخرجك منه ما لا قبل لك بدفعه. وأورده الأبشيهي في المستطرف في أمثال النساء برواية: (أقعدي في عشك حتى يجي حد ينشك)33. وانظر (خليه في عشه) و(خليك في عشك) الخ.
- ۱۹۲ - «اقْلَعْ طَاقِيِّتِكْ وِفَلِّيْهَا كلُّه فوَتانْ في النهار»
- ويروى: (والبسها كله تلاهي في النهار) والمخاطب به الأجير في الزرع. والمراد بالطاقية الكمة، وهي قلنسوة خفيفة تعمل من البز معروفة بمصر، أي افعل ما شئت مما يلهيك ما دمت تريد قطع الوقت بلا عمل وترغب في الراحة حتى ينقضي النهار.
- ۱۹۳ - «أقَلْ بابْ يحُوش الْكِلَابْ»
- يضرب فيما لا يحتاج لعناية وشدة احتراس.
- ۱۹٤ - «أقَلْ بَصلةْ تِنَزِّلْ لِدَّمْعَه»
- لأن البصل إذا شم دمعت منه العين سواء في ذلك الصغير منه والكبير، وكذلك الخطوب والسائب يؤثر صغيرها وكبيرها.
- ۱٩٥ - «أّقْلّ الرِّجَالْ يِغْني النِّسَا»
- أي يقوم بشئون زوجته ويغنيها عن السعي على الرزق، يضرب في تفضيل تزوج المرأة ولو بالفقير على تعريض نفسها للكد أو الخدمة لأنه يقوم بذلك عنها. انظر أيضًا في معناه. (ضل راجل) الخ في حرف الضاد المعجمة.
- ۱۹۹ - «أّقْلّ زَادْ يِوَصَّلْ لِلبِلَادْ»
- يضرب في تيسير أمر الرحلة وتهوينه على الراحل.
- ۱۹۷ - «أّقْلّ عِيْشَةْ أَحْسَنْ مِنِ الْمُوتْ»
- يضرب لكراهة الناس الموت وتفضيلهم كل عيش عليه ولو كان ما، ومثله قولهم: (ألف عيشه بکدر ولا نومه تحت الحجر) وسيأتي ذكره.
- ۱۹۸ - «أَقَلُّهْ أًبْرَكُهْ»
- أي البركة في الشيء القليل لأن تدبيره والقيام عليه أيسر فينتج بحسن التدبير مالا ينتجه الكثير.
- ۱٩٩ - «أّقَلُّهَا مَوَّالْ يِنَزِّه صَاحْبُهْ»
- الموال: المواليا، وهو نوع من الشعر المولد ينظمونه من البسيط، أي أقل أغنية تلهي وتسر من يغنيها. يضرب في أن القليل مع القناعة به يغني عن الكثير.
- ۲۰۰ - «إِقْنَعْ بِالحَاضِرْ عَلَى مَا يِجِي الغَايِب»
- «على ما» هنا يراد بها «إلى أن» ومعنى المثل ظاهر، وهو قريب من قولهم: (إلعب بالمقصوص لما يجيك الديواني).
- ۲۰۱ - «أَقُول لُهْ أغا يِقُولْ وِلَادُه كامْ»
- يضرب لمن لا يفهم مايقال له، فإذا قلت هذا أغا، أي خصي قال لك: كم له من الأولاد.
- ٢٠٢ - «أَقُول لُهْ طُورْ يُقولْ احْلِبُه»
- يضرب للمتعنت الذي يأمر بالمحال ولمن لا يفهم ما يقال له فإذا قلت له: هذا ثور، قال لك: احلبه لي.
- ۲۰۳- «أَكْبَر مِنَّك بِيُومْ يِعْرَفْ عَنَّكْ بِسَنَه»
- يضرب في الاعتداد بكبير السن في الرأي، ومن حكم الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام: «رَأْيُ الشيخ خير من مشهد الغلام»34. ومن أمثال العرب: «زاحم بعود أودع» والعود: المسنّ من الإبل، أي لا تستعن إلا بأهل السنّ والتجربة في الأمور.
- ۲۰٤ - «أَكْتَر مِن الْهَمّ عَ الْقَلْبْ»
- يضرب لكثرة الشيء.
- ٢٠٥ - «إِکْتِم سِرَّكْ تِمْلِكْ أَمْرَكْ»
- يضرب في الحث على كتمان السر؛ أي إذا كتمت سرك ملكته وإن أفشيته ملكك. وهو من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه «من کتم سره كان الخيار في يده»35. ومن أمثال العرب في كتمان السر قولهم: «سرك من دمك» أي ربما كان في إضاعة سرك إراقة دمك، فكأنه قيل: سرك جزء من دمك. كذا في أمثال الميداني.
- ۲۰٦ - «إِکرَه وِدَارِی وحِبْ ووَارِی»
- ۲۰۷ - «إِکْسِرْ لِلعَيِّل ضَلْعْ يِطْلَعْ لُهْ اتْنينْ»
- العيل: الصبي، ويطلع: يظهر، والمراد هنا ينبت، والعنى أدب ولدك واضربه ولا تخش من أن نكسر له ضلعًا فإنه ينبت له ضلعان بدله وهو مبالغة. يضرب في الحث على تأديب الصييان. انظر (اضرب ابنك وأحسن أدبه ) الخ.
- ۲۰۸ - «إِکْفِي القِدْرَه عَلَى فُمَّها الْبنْتْ تِطْلَعْ لِأُمَّهَا»
- أي اقلب القدر على فمها. واعلم أن البنت تنشأ على ما عليه أمها من خير أو شر، أي لا تكثر الكلام في ذلك فالأمر كما أعلمتك ولو قلبت الدنيا عاليها سافلها. وبعضهم يرویه: (إكفي الوعايه) أي الوعاء. وبعضهم يقول: (إکفي الحله) أي القدر من النحاس وبعضهم يقول: (إكفي الزبدية) وبعضهم يروى: (مرجوع البت) بدل البنت تطلع أي نهاية أمرها أن تكون كأمها، وبعضهم يقدم تطلع على البنت.
- ٢٠٩ - «أكْلِ التَّمَرْ بِالنّظَرْ»
- التمر محركا يريدون به التمر (بفتح فسكون) أي من المادة في أكل التمر أن ينظر فيه الآكل ويتخير أجوده، أي إنما الغنم بحسن النقد.
- ۲۱۰ - «أكْلِ الْحَقْ طَبْعْ»
- أي طبع جبلت عليه بعض النفوس. وقد قالوا أيضًا: (الدناوه طبع) وقالوا: (الشحاته طبع). تضرب في تغلب الطباع الدنيئة إذا تأصلت في النفس.
- ۲١۱ - «أكْلِ الشِّعِير وَلَا بِرَّ الْعَويل»
- إن كانوا يريدون السجع فالجمع بين الراء واللام عيب، أي أكل الطعام المذموم كالشعير بدل القمح خير من بر تصيبه من اللئيم الوضيع النفس.
- ۲١٢ - «أَكَلْ فُولُه وِرِجِعْ لِأصُولًهْ»
- الفول الباقلاء، أي لما أكل ما كان تعوده في حاله الأول رجع لما كان عليه وبدا ما كان يستره الجاه من خسة أصله.
- ۲۱۳ - «الأِكْلْ فِي الشَّبْعَان خُسَارَة»
- أي لا ينبغي إعطاء شخص ما يزيد على استحقاقه وما لا حاجة به إليه.
- ٢١٤ - «الأِكْلْ مِكاتْفَهْ وِالنُّوم بالرَّاحةْ»
- أي المزاحمة بالأكتاف على الطعام مستطاعة ولكنها لا تستطاع في النوم لحاجة الإنسان فيه إلى الراحة. يقوله من حضر الطعام مع ضيوف كثيرين واعتذر عن المبيت معهم.
- ۲۱٥ - «أَكْلْ وَاحِد يِكْفِي عَشْرَةْ»
- أي طعام شخص واحد يكفي عشرة مع القناعة. وفي الحديث الشريف: «طعام الواحد يكفي الاثنين وطمام الاثنين يكفي الأربعة»37 وقالوا أيضًا: (اللقمة الهنية تقضي مية) وسيأتي في اللام.
- ۲۱٦ -«أَكْلْ ومَرْعى وقِلِّةْ صَنْعَه»
- أي رب أخرق في رغد.
- ۲۱۷ - «الأكلانَةْ تِوْلِدْ مِيَّه وِتقُولْ يَاقِلةْ الدِّرِّيّةْ»
- أنظر: (البقه تولد میه) الخ في حرف الباء الموحدة.
- ۲۱۸ - «أَكْلِةْ لِيلَة قُرّيِّبَةْ مِن الْجُوعْ»
- أي الأكلة الواحدة لا تغني ولا تثمر فهي قريبة من الجوع فلا معنى للتهافت عليها. يضرب للشيء لا يدوم نفعه. وبعضهم يروي فيه: (عشرة ليلة) بدل أكلة.
- ۲۱۹ - «أَكْلَةْ وِتْحَسَبِتْ عِليكْ كلْ وِبَحْلَقْ عِنِيكْ»
- أي ما دمت شرعت في الأكل فقد حسبت عليك الأكلة شبعت أو لم تشبع فاستوف ما تريده من الطعام واترك الحياء وافتح عينيك في وجه من تريد. ومعنى البحلقة عندهم: فتح العينين والتحديق بهما إظهارًا لعدم الحياء. يضرب في الأمر يقدم عليه الشخص ثم يتعفف عنه بعد تورطه فيه هربًا من تحمل المنة، وهو قديم في العامية أورده الأبشيهي في المستطرف برواية (عزومة حسبت)38 الخ. والعزومة عندهم: الدعوة.
- ۲۲۰ - «أَكْلَةْ وِالْوِدَاعْ»
- أي هي أكلة واحدة ثم أعقبها الوداع، فإن کنتم ممتنين علينا لم تمنوا بالشيء الكثير.
- ٢٢١ - «أَكَلُوا الهدِيَّة وكَسَرُوا الزِّبدِيَّة»
- أي أساءوا الجزاء بکسر الوعاء بعد أكلهم ما فيه. ويروى: (ياكلوا الهديه ویکسروا الزبديه) أي بصيغة المضارع.
- ۲۲٢ - «أَكَم لَبَانِي جِهْ وِرَاحْ وِالْكَبْش نَايِم فِي الْمَرَاحْ»
- «اللباني» (بفتحتين) يريدون به الصغير من الحملان، أي كم جاء حمل وذهب والكبش على حاله رابض في مراحه. يضرب للعظيم يظهر الصغير عليه فلا يؤثر ذلك في نفسه ولا قدره.
- ۲۲۳ - «إِكْمِنَّ أَبُوكْ جِنْدِی دَایِرْ تِهزّ وِسْطَكْ»
- إكمن، أي ألأنَّ والجندي (بكسر أوله والصواب ضمه) أحد الجنود. والمراد به العظيم من الترك لأن الأتراك كانوا حكام القطر المصرى وغالبهم ينتسبون إلى الجندية فأطلقت العامة على كل عظيم وجيه منهم لفظ الجندي وإن لم يكن حاكما ولا جنديا. وهز الوسط كناية عن المرح والاختبال. يضرب لن يتعاظم ويختال على الناس بلا مبرر وانظر (إكمن أبوك سنجق) الخ.
- ۲۲٤ - «إِكْمِنَّ أَبُوكْ سَنْجَقْ دَایِرْ في حّلّ شَعْرَكْ»
- إكمن، يريدون به ألأنَّ. والسنجق: العلم، ثم أطلق على أمير اللواء مدة الأمراء الجراكسة وكانوا عدة سناجق، وحل الشعر كناية عن خلع العذار وإطلاق العنان للنفس، والمعنى ألأن أباك أمير ذو سطوة أبحت لنفسك كل محذور وقلت ما تشتهي بلا مبالاة. يضرب للمقدم على أمر اعتمادًا على سبب لا يبررّ عمله. وانظر (أبوك جندی) الخ.
- ۲۲٥ - «أُكْنُسْ بِيتَك وِرُشُّه مَا تِعْرَفْ مِين يِخُشُّهْ»
- أي اكنس دارك ونظفها ورش الماء بساحتها لأنك لا تعرف من سيدخلها فلعله يكون ضيقة جليلا فليكن مكانك مهيئًا مستعدًا لمن يزوره يضرب في أن الكياسة الاحتياط في مثل ذلك.
- ٢٢٦ - «أَکِنِّنا یَا بدْرْ لَا رُحْنَا وَلَا جِينَا»
- ۲۲۷ - «العِين مَا تْغِتْشْ»
- مثل عامى أى العين لا تغيث فلا بد من إغلاق الأبواب والاحتراس ويكمل معناه قولهم (الباب المردود يرد القضا المستعجل).
- ۲۲۸ - «إِلْبسْ تِعْجِبْ اِمْرَأَتَكْ ولبِّس اِمْرَأَتَكْ تِعجِبْ النَّاس»
- أى إن تزينت باللباس أعجبت بك زوجتك فقط ولكن إذا زينتها هى أعجب الناس كلهم بك لعنايتك بها والمراد أن من المروءة عناية المرء بزوجته وإظهارها للناس فى مظهر المُعَزّ المكرَم.
- ۲۲۹ - «إِلْبسْ خُفّ وِاقلَع خُفّ لمَّا يجي لَكْ خُفّ»
- الخف معروف. ولما هنا بمعنى حتى، أى حتى تعثر على خف يوافق رجلك، والمراد لا تعجل ولا تتبرم مما لا يوافقك بل ابحث وبدّل حتى تظفر بمرغوبك. وقد يضرب فى استخدام الأشخاص لا يوافقون طباع سيدهم فيتبرم من هذه الحالة.
- ۲۳۰ - «أَلْحَسْ مِسَنِّي وَأَبَاتْ مِهني»
- وبعضهم يزيد: (ولا كَبَابَك إلِّلى قَتَلْنِى) وبعضهم يزيد فيه: (ولا سَمْنَكْ وَعَسَلَكْ إلِّلى قَتَلْنِى). ومرادهم بمهنی مهنی (بضم ففتح مع تشديد النون المفتوحة) بصيغة اسم المفعول، أى إنى أكتفى من الطعام بلحسي حجر الشحذ وأطوي ليلتى وأنا مهنی فذلك خير لى من طعام يتبعه مَنٌّ وأذى. يضرب فى مدح القناعة.
- ۲۳۱ -«إِلْعبْ بِالمَجرْ لّمَّا يجِيكْ البُنْدُقِىّ»
- لما هنا بمعنى حتى. والمجر والبندق ديناران من ضرب المجر والبندقية والثاني أعلى قيمة وأجود ذهباً من الأول، أي العب واله بالمجر وارض به حتى يأتيك ما هو أجود منه. والمراد ارض بما قسم لك ولا تنغص عليك عيشك حتى تأتيك السعة وانظر: (العب بالمقصوص الخ) وسيأتي.
- ۲۳۲ - «إِلْعبْ بِالْمَقْصُوصْ لمَّا يْجيكِ الدِّيوانى»
- وفى بعض نواحي الشرقية يقولون: (الدوّاني) بتشديد الواو. والمراد بالمقصوص الدينار يقص منه فينقص ولما هنا بمعنى حتى، أي العب به وارض ما دمت لا تجد سواه حتى يأتيك الدينار الديواني الكامل، اىارض بما قسم تأتيك السعة، وانطر قولهم: (العب بالمجر) الخ. وقولهم: (اقنع بالحاضر على ما يجى الغايب ). (تتمة) المعاملة بالدينار المقصوص وبالقطعة المقصوصة منه جرت بها العادة من زمن قديم في بعض البلاد، ذكر بن خلكان فى ترجمة المبارك بن أحمد المعروف بابن المستوفى الأربلي المتوفى سنة ٦۳۷ أن المثلوم عبارة عن دينار تقطع منه قطعة صغيرة كانوا يتعاملون بها في العراق ويسمونها القراضة ويتعاملون أيضاً بالمثلوم، وأن عبد الرحمن بن عيسى البوزجاني الشاعر لما وصل إلى أربل ابن المستوفى مثلومة على يد شخص اسمه الكمال لينفق منه حتى يجهر له ما يصلح فتوهم الشاعر أن يكون الكمال قد قرض القطعة من الدينار فكتب إليه:
- فأعجب ابن المستوفى بهذا المعنى وحسن الاتفاق وأجاز الشاعر وأحسن إليه.
- ۲٣٣- «أَلْفْ دَقْنْ وَلَا دَقْنِي»
- ۲۳٤ - «أَلْفِ رْفِيقهْ وَلَا لْزِيقَه»
- أي ألف خليلة ولا زوجة تلتصق بك.
- ۲۳٥ - «أَلْفِ طَقْطَقْ وَلَا سَلَامُ عَلِيكُمْ»
- ۲۳٦ - «أَلْفْ عِيْشَه بْكَدَرْ وَلا نُومَهْ تَحْتِ الْحَجَرْ»
- أي ولا نومة في القبر، يريدون الموت. ومثله قولهم: (أقلّ عيشه أحسن من الموت) وقد تقدّم.
- ۲۳۷ - «أَلْفْ كلْبْ يِنْبَح مَعَكَ وَلَا كَلْبْ يِنْبَحْ عَلِيكْ»
- أي دارِ السفهاء واجعلهم لك لا عليك.
- ۲۳۸ - «أَلْفْ كُوزْ وَلَا الْغَرَّازَهْ»
- الكوز یریدون به الثمرة، وهم في العادة يطلقونه على ثمرة الذرة. والغرّازة يريدون بها الشجرة لأن أصولها تغرز في الأرض. يضرب عند موت الأطفال للتعزية والتسلية، أي لا أسف على ذهاب الثمار ما دام الأصل باقياً، أي الأمّ. وانظر في الواو: (ولادی فدايا وانا مسامير عدايا).
- ٢٣٩ - «الله لَا يرجِعْ الْغَلَا وَلَا كَيَّالُهْ»
- يضرب للشيء الذاهب لا يتمنى رجوعه هو ومن له علاقة به، أي لو لم يكن غير هذا الكيَّال فإننا لا نريده فليذهب هو والغلاء لدى حيث ألقت رحلها أمّ قشعم.
- ۲٤۰ - «الله يحيّي أصْحَابِ النَّظَرْ يَالمُونْ»
- اللمون (بفتح فضمّ) الليمون، والمثل يقوله الفقير المتستر عن السؤال ببيع الليمون، أي حيّ الله أصحاب النظر الثاقب الذين تكفيهم الإشارة: يضرب في أن التعريض
- للكريم يغنى عن التصريح. والعرب تقول فى أمثالها: (عَرِّضْ للكريم ولا تُبَاحِتْ) والبحت: الصرف الخالص، أى لا تبين حاجتك له ولا تصرّح فإن التعريض يكفيه.
- ٢٤١ - «الله يِخَلِّيكْ يَا قَفَايَا إللِّى مَا حَدِّ سَكِّكْ»
- يضرب لمن يعاشر الناس بالحسنى ولا يعرض نفسه للإهانة فيعيش سالمًا من الأذى.
- ۲٤۲ - «إللِّى انْتَ خَايفْ مِنُّهْ هَلْبَتّْ عنُّهْ»
- هلبتّ يريدون بها لا بُدّ، وهي محرّفة عن هل بدّ، أى ما تخشى وقوعه لا بدّ أن يقع وذلك من نكد الدنيا، فهو قريب من قول أبي العلاء المعرّى:
- وانظر قولهم: (إللّى منّه هلبتّْ عنّه).
- ۲٤۳ - «إللِّى أّوَّلُهْ شَرْطْ آخْرُهْ نُورْ»
- معناه ظاهر، ويروى: (آخره سلامهْ) وهو بهذه الرواية قديم نظمه الشهاب المنصوري فى قوله من مقطوع:
- وانظر ما ورد بمعناه الأمثال العاميّة فى قولهم: (الشرط عند التقاوى) الخ فى الشين المعجمة.
- ۲٤٤ - «إللِّى إيدِی مَا هِي فِى مَرْجُونتُه لَا عَلَى بَالِى مِنُّه وَلَا مِنْ جُودْتُهْ»
- الإيد (بكسر الأوّل): اليد. والمرجونة (بفتح فسكون فضمّ) وعاء من خوص مجدول. والمراد من لا تمدّ يدي إلى وعائه، أى من لم أحتج إليه وإلى سؤاله فلست أبالى به وبجوده فلا يفخرنّ على بأنه الجواد الكريم. وقد يراد به من لم يحبنى لا أبالى بجوده. ويرويه بعضهم: (اللّى ما يدّى من مرجونته ما علىّ منّه ولا من جودته) ومعناه عندهم من لم يعط من ماله لا فضل له على أحد لأنه يجود بمال غيره
- فالفضل راجع لصاحب المال. والرواية الأولى أجود وهي المعروفة ويظهر أن الثانية محرفة عنها.
- ۲٤٥ - «إللِّى بِدَّكْ تِرْهِنُهْ بِيعُهْ»
- انظر: (إللِّي بدّك تقضيه) الخ.
- ۲٤٦ - «إللِّي بِدَّكْ تِقْضِيهْ إِمْضِيهْ وِاللِّي بِدَّكْ تِرْهِنُهْ بِيعُهْ وِاللِّي بِدَّكْ تِخْدِمُهْ طِيعُهْ»
- هي نصائح في هذه الأمور. والمراد بلفظ بدتك بودّك، أي إذا أردت قضاء أمر فأمضه ولا تتردد واخلص منه وخلّص غيرك من ذكره والكلام فيه، وإن أردت أن ترهن ملكا لك فالأولى أن تبيعه وتدبر أمورك بثمنه فقلّما يوفَّق الراهن لفكة المرهون، وإذا أردت أن تخدم إنسانًا عليك بإطاعته وإلا فاعدل عن خدمته. وانظر في الباء: (بيعه ولا ترهنه) وسيأتي في الميم (مَال تُودِعُهْ بِيعُه) وهو معنى آخر.
- ۲٤۷- «إللِّي بِعِيدْ عَنِ الْعِينْ بِعيدْ عَنِ الْقَلْبْ»
- يضرب لعدم الوفاء و نسيان المرء صاحبه إذا كان بعيدًا عنه لا يراه فهو لا يذكر إلّا من يقع عليه نظره وتلك خلّة غير حميدة. وانظر أيضًا: (الشيخ البعيد مقطوع ندره) في الشين المعجمة ففيه شيء من معناه، والأول من قول الشاعر:
- ٢٤٨ -«إللِّي بيتُهْ مِن قِزَازْ مَا يِرْمِيشْ النَّاسْ بِالحِجَارَةْ»
- أي من كانت داره من زجاج فمن الحكمة أن لا يرمي الناس بالحجارة لأنهم يقابلونه بمثلها فتتحطم داره والمراد أنه ينبغي للضعيف أن لا يتعرَّض لما لا يستطيع دفعه فيسبب لنفسه الضرر.
- ۲٤۹ - «إِللِّى بِيْرُوح مَا بْيِرْجَعْشْ»
- أي الذي يذهب لا يعود، وهو مبني على ما هو قائم في نفوس الناس من الولوع بمدح الماضي والحنين إلى ما انقضى من أحوالهم وإطراء من يموت منهم، وليس المراد مجرد الإخبار بأن الذاهب لا يعود لأنه أمر معلوم بالبديهة وإنما مرادهم لا يأتي مثله ولا يخلف في فضائله ومزاياه.
- ۲٥٥ - «إِللِّي بِيْغَايِرْ مَا عَلَى بَالُوشْ من إِللِّي دَايرْ»
- أي من يلوم على أمر ويراه سبّة لنا لا يعرف الحامل لنا عليه ولا يلقي باله إليه ولو عرفه ما أنكره علينا، ويضرب أيضًا في معنى أن من كان هذا دأبه لا يلقي باله لحقيقة الحال بل يأخذ بالظواهر فقط، هكذا يذهب بعضهم في معنى هذا المثل ويضربه فيه، ويذهب غيره إلى أن المراد بلفظ يعاير من ينظر عيار الدقيق في الطاحون أهو خشن أم ناعم، فهو منصرف لذلك لا يفكر في الدابة التي تدير الطاحون ولا في تعبها والمعنى من يقُم في أمر باليسير منه لا يشعر بتعب من يقوم بالصعب فيه.
- ۲٥۱ - «إِللِّي بِيْقُولْ حُهْ يسُوقِ العُجُول الْكُلّ»
- أي كلمة تكفي للجميع فلا عناء في الأمر ولا تهولنّك الكثرة، ومتى كنت قائلا هذه الكلمة فهي كافية ولا تخشى أن تكلف زيادة عن ذلك. وانظر: (قوله حاتسوق الحمير كلّهم).
- ۲٥۲ - «إِللِّي تْأَكِّلُه يشُوفَكْ يجُوعْ»
- ۲٥۳ - «إِللِّي تِتْغَيَّر مَحبَّتُهْ تِتْغَيَّر مِخَدِّتُهْ»
- أي من تغيرت محبته لزوجته غير وسادته والمراد فارقها وتزوج غيرها والفصحاء يعبرون عن ذلك بتجديد الفراش.
- ۲٥٤ - «إِلِّلي تِجْمَعُه النَّمْلَة في سَنَة يَاخْدُه الْجَمَل فِي خُفُّهْ»
- ويروى: (تحوّشه) بدل تجمعه وهو في معناه، أي الذي تقتصده وتجمعه.
- ٢٥٥ - «إِلِّلي تِحْبَل بِاللِّیلْ تِوْلِدْ بِالنَّهَارْ»
- أي لا سبيل إلى إخفاء مالا بد من ظهوره.
- ۲٥٦ - «إِلِّلي تِحْبَل فِي الفُرْنْ تِوْلِدْ فِي الْجُرْنْ»
- الجرن (بضم فسكون) الجرين، أي البيدر الدي تداس به الغلة. والمراد لابد للخافي الظهور أو ما بالغت في إحفائه بالغت الحوادث في إظهاره.
- ۲۰۷ - «إِلِّلي تْحُطّ رِجْلكْ مَطْرَحْ رِجْلُهْ مَا تْخَافْشْ مِنُّهْ»
- المطرح معناه المكان فمن استطعت أن تضع قدمك مكان قدمه، أي من استطعت أن تساويه لا ترهبه لأنك تفعل ما يفعله فلا مزية له عليك تخضعك له.
- ۲٥۸- «إِلِّلي تْخَافْ مِنُّهْ مَا يْحيشْ أَحْسَن مْنُّهْ»
- أي ما قدرت سوء مغبته قد تجده بخلاف ما قدرت، وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، ولعلي بن الجهم.
- في المعنى:
- وقال البحتری:
- ۲٥۹ - «إِلِّلي تخْرُج مِنْ دَارْهَا يِنْقَلَّ مِقْدَارْهَا»
- أي التي تتعود كثرة الخروج من دارها يقل مقدارها وقيمتها، بخلاف المخدرة المصونة التي لا تخرج إلّا لداع وسبب مقبول.
- ٢٦٠ - «إِلِّلي تْخَلِّفُهْ الْجُدُودْ تِفْنِيهِ الْقُرُودْ»
- يضرب للثروة يجمعها الآباء والحدود بجدهم وكدم فيفنيها الأبناء المسرفون بتفريطهم
- وسوء تدبيرهم، وجعلوهم قرودًا لأنهم يخربون ويفسرون ما يصل إليهم كما تفعل القرود.
- ۲٦۱ - «إِلِّلي تْخُوضُهْ إِنْتَ يغْرَقْ فِيْه غِيرَكْ»
- أي ما يهون عليك قد يعسر على غيرك.
- ۲٦۲ - «إِلِّلي تْدَارِيهْ تِغْلَبْ فِيهْ»
- تغلب (بفتح اللام) معناه عندهم تتعب، وأصله نغلب بالبناء للمجهول، أي تغلب فيه على أمرك فاستعملوه للتعب. والغُلْب (بضم فسكون) عندهم التعب، وقد يستعملونه في الغم والفاقة. والمراد الذي تضطر إلى مداراته وموافقته على ما يريد تتعب معه لأن إرضاءه في كل الأمور مستحيل فقد يعرض ما لا تستطيع مداراته فيه. يضرب في أن المداراة هناء ليس بعده عناء.
- ۲٦۳ - «إِلِّلي تْرَافْقُه وَافْقُه»
- أی من قدر لك أن ترافقه وتصاحبه فعليك موافقته وإلّا تعبت وأتعبته.
- ۲٦٤ - «إِلِّلي تِزْرَعُهْ تِقْلَعُهْ»
- أي إنما يجني الإنسان ما قدمت يداه إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر، فهو كالزارع لا يجني إلا نوع ما زرعه. والعرب تقول في أمثالها: (كل ما تزرع تحصد) أورده البهاء العاملي في الكشكول45.
- ۲٦٥ - «إِلِّلي تِسْتَهتَرْ بُهْ يِغْلِبَكْ»
- استهتر بفلان أو بكذا، أي لم يكترث له والمعنى الذي لا نكترث له وتستضعفه ربما غلبك إذا قارعته، أي كن على حذر من الناس ولا تحتقر كيد الضعيف.
- ۲٦٦ - «إِلِّلي تْسْقفْ لُهْ يِجي يُرْقُصْ»
- سقف محرف عن صفق، أي من تصفق له يأتك راقصًا. والمراد أن الإجابة على حسب السؤال والدعوة.
- ۲٦۷ - «إِلِّلي تِسْكَرْ بُهْ افْطَرْ بُهْ»
- أي إن الأولى بك وأنت فقير محتاج لمن الطعام أن تأكل بثمن ما تسكر به. يضرب في الإقدام على أمر غير ضروري والإنفاق فيه مع الاحتياج لما هو ألزم منه.
- ٢٦٨ - «إِلِّلي تْسَوِّدْ مَا تْزَوِّدْ»
- أصله في شي يقع من الوعاء فإذا أعيد إليه لوث ما فيه بما علق به من الأرض، أي ما يسوّد به الشيء بالتلوث لا يعدّ زيادة فيه إذا ضممته إليه، والضمير في الفعلين راجع لمؤنث يراد به القطعة ونحوها. والمراد ما يسبب التلف لا يعد زيادة بل هو في الحقيقة نقصان.
- ۲٦۹ - «إِلِّلي تِطَبِّلْ لُهْ يُرْقُصْ»
- أي الذي تطبل له يرقص فلا تلم أحدًا على عدم الرقص وأنت لا تطبّل. والمراد لا تلم أحدًا عن تقصيره في أمر لم تدعه لعمله ولم تهيء له أسبابه.
- ۲۷۰ - «إِلِّلي تُطْبُخُه الْعَمْشَهْ لِجوزْهَا يِتْعَشَّى»
- أي ما تطبخه العمشاء لزوجها يأكله على علاته. والمراد لكل فوله لافطة.
- ۲۷۱ - «إِلِّلي تِطْلَعْ دَقْنُهْ قَبْلْ عَوَارْضُهْ لَا تْمَاشِيهْ وَلَا تْعَارْضهْ»
- أي الذي تنبت لحيته قبل عارضيه لا تماشيه أي لا تصاحبه ولا تعارضه. والمرادالکوسج المسمّى عندهم (کوسة) لأهم يصفون كل كوسج بالخبث والحدّة، ومن كان كذلك لا تؤمن مصاحبته ولا تحسن معارضته فالأولى تجنبه وتجنب الكلام معه. وقد يكون معنى لا تعارضه إذا رأيته مقبلا بل تتجنب ذلك وحُدْ عن طريقه.
- ۲۷۲ - «إِلِّلي تْعَایِرْنِي بُهْ الْنهَارْدَهْ تقَع فِيهْ بْكْرَهْ»
- أي ما تعيرني به اليوم لست بآمن من أن تقع في مثله غدًا، فاترك التشفي والمعايية واسکت الناس يسكتوا عنك إذا وقعت فيما عبتهم به. وفي معناه: (مِنْ عاير
- ابتلى) إلخ وذكر في الميم. وفي كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة: (لا تظهر الشماتة لأخيك فيعاقبك الله ويبتليك)46.
- ۲۷۳ - «إِللِّي تِعْرَفْ دِيِّتُهْ إِقْتِلُهْ»
- أي متى عرفت قيمة الشيء هان عليك الإقدام علیه.
- ۲۷٤ - «إِللِّي تِعْرَفُهْ أَحْسَنْ مَن إِللِّي مَا تِعْرَفُوشْ»
- أي من عرفته على علاته خير لك في المصاحبة، أو الاستخدام ممن لم تعرفه لأنك قد خبرته وعرفت خيره وشره، بخلاف من لم تعرفه فربما يظهر لك منه ما لا يطاق فتندم على تفريطك في الآخر.
- ۲۷٥ - «إِللِّي تِعْطِيهْ الْوِشْ يُطْلُبْ الْبِطَانَةْ»
- الوش بالكسر وتشديد الشين؛ الوجه. والمراد به هنا وجه الثوب، أي ظهارته، أي من أعطيته الظهارة طمع في البطانة، فهو في معنى المثل العربي (لا تعطِ العبد التراع فيطمع في الذراع). يضرب لمن يطمع في الزيادة ويرويه بعضهم (مِنْ لَقَى الْوِشْ يِدَوّرْ عَلَى الْبُطَانَهْ) أي من وجد الظهارة لا يكتفي بها بل يأخذ في البحث عن البطانة.
- ۲۷٦ - «إِللِّي تِعْمِلُهْ المِعْزَهْ فِي القَرَضْ يِخَلَّصُهْ القَرَضْ مِن جِلْدَهَا»
- أي ما تفعله المعزى في القرظ بأكلها منه سيقتص منها فيه بما يفعله في أديمها عند دبغه، فهو في المثل العربي (كما تَدِين تُدَان). وقد أورد ابن إياس هذا المثل في موضعين من تاريخه (ج ۲ ص ۳۱۷ و ج ۳ ص ۱۰۲) بلفظ: (مثل ما تعمل شاة الحمى في القرظ يعمل القرظ في جلدها).
- ۲۷۷ - «إِللِّي تْعُوفُهْ تُعُوزُهْ»
- أي الذي تعافه ولا تريده ربما تحتاج إليه ذلك.
- ۲۷۸ - «إِلِّلي تِغْلِبْ بُهْ الْعَبْ بُهْ»
- أي الذي قمرت به وصارلك ألعب به، أي قامر به. والمراد ما صار لك وملكته افعل به ما شئت. وبعضهم يريد به الأمر، أو الطريقة التي غلبت بها الزمها والعب بها.
- ۲۷۹ - «إِلِّلي تُقْرُصُهْ الْحيَّة مِْن دِيلْهَا يْخَافْ»
- الذيل: الذنب، أي من قرصته الحية مرة فإنه يفزع إذا رأى ذنبها مرة أخرى. يضرب في أن الوقوع في الشيء يعلم الاحتراس الشديد والفزع منه. وانظر في الميم: (المقروص من التعبان يخاف من الحبل) وفيه مرادفه من أمثال العرب.
- ٢٨٠ - «إِلِّلي تْقُولْ عَلِيهْ مُوسَى تِلْتِقيهْ فَرَعُونْ»
- يضرب فيمن يُحسن الظن به ثم يظهر بالاختبار أنه بالعکس. والمراد التحذير من الاغترار بالظواهر الخداعة.
- ۲۸۱ - «إِلِّلي تِكْرَهْ وِشُّهْ يِحْوِجَكْ الزَّمَانْ لِقَفَاهْ»
- الوِشّ (بكسر أوله): الوجه، أي من تُعرض عن النظر في وجهه لبغضك إياه قد يضطرك تقلب الزمان إليه وإلى النظر في قفاه وهو معرض عنك وذلك من نكد الدنيا.
- ٢٨٢ - «إِلِّلي تِكْرَهُه إِنْتَ يِحِبُّه غِيرَكْ»
- لأن الأذواق والميول تختلف.
- ٢٨٣ - «إِلِّلي تِكْرَهُه النهَارْدَهْ تُعُوزُهْ بُكْرَهْ»
- أي ما تكرهه ولا تريده هذا اليوم ربّما تحتاج إليه غدًا نلا تفرّط فيه.
- ۲۸٤ - «إِلِّلي تِكْسَرْ بُهْ زَبَادِی هَادِی بُه الفَخَرَاني»
- الفخراني عندهم صانع أواني الفخار أو بائعها، أي ما تنفقه ثمنًا لهذه الأواني التي اعتدت تكسيرها أهده إلى صانعها لأن الفائدة عائدة إليه على الحالين ولكنك في الثاني تريحه من كثرة العمل وتريح نفسك من الاشتغال بالتكسير وتربأ بها عن العبث.
- ۲۸٥ - «إلِّلي تِمْلِكهْ الْيَد تِزْهَدُهْ النَّفسْ»
- معناه ظاهر، وهو كقول الشاعر:
- وسيأتي في الغين المعجمة: (غالى السوق ولا رخيص البيت).
- ۲۸٦- «إلِّلي تِوْلِدْ فِي مَكَّةْ تِجِيبْ أَخْبَارْهَا الحجَّاج»
- يضرب في أن ما خفي لبعده لابد من ظهوره متی حان الحين وتهيأت الأسباب.
- ۲۸۷ - «إلِّلي جَرَى لِي كَفّي خَلَّى خَلِيّ الْبَالْ يِتْشَفى»
- أي الذي وقع لي وأصابني كافي لا يقبل المزيد فدعوا عدوّي خلّي البال الخالي من المصائب يتشفي كما يريد فهذا وقت تشفّيه.
- ٢٨٨ - «إلِّلي جَرَى والِّلي مِشِي مَا رَاحْشْ مِنِ الدُّنْيَا بِشِي»
- أي من اجتهد في طلب الدنيا ومن لم يجتهد كلاهما لم يذهب منها بشيء عند الموت.
- ۲۸۹ - «إلِّلي حَبُّهْ رَبُّهْ جَابْ له حَبِيبُهْ عِنْدُهْ»
- أي من أحبه الله يسّر له الأمور. وانظر في الميم: (مِنْ حبّه ربّه واختاره) الخ.
- ۲۹۰ - «إلِّلي حَسَبْنَاهْ لِقينَاهْ»
- أي الذي قدرنا وقوعه وقع ووجدناه على ما ظننا. يضرب للأمر تقدر له عاقبة فيصدق فيها التقدير والغالب ضربه فيما يسيء.
- ۲۹۱ - «إلِّلي حَلَقْ رَاسُهْ بِرْدِتْ»
- أي من حلق شعر رأسه زال عنه ما كان يستدعي الحك وارتاح. والمراد متی زال السبب زال المسبِّب.
- ٢٩٢ - «إللِّي حَ يِعْرَفْ نَاسْ مَا يِعْرَفْشْ فْلُوسْ»
- الفُلوس (بضمتين): النقود. والمقصود بمعرفة الناس المعرفة التي تلصقه بهم وتجعلهم يعتمدون في أعمالهم، فالعامل أو صاحب الحرفة إذا عرف أناسا مثرين طيّبي المعاملة وتساهل معهم في بدء معرفته بهم ولم يطمع في ربح كبير فإنه يعوّض ما فاته مضاعفًا بعد ذلك إذا وثقوا به واعتمدوا عليه لأنهم يفضلونه على غيره في المعاملة. وقولهم: (حَ) مختصر من (رايح) ويستعملونها بدل سوف أو السين.
- ۲۹۳ - «إللِّي خَلَقْ لِشْدَاقْ مِتْكَفِّل بِلَرْزَاقْ»
- أي من خلق الأشداق متى تأكل تكفل بأرزاقها. والمراد من خلق الخلق. يضرب لعدم الاهتمام بالرزق والاتكال على الخالق عزّ وجلّ.
- ۲۹٤ - «إللِّي رَاجِع الدُّنْيَا يِبْكي عَلِيهَا»
- انظر: (قالوا للمخوزق استحى) الخ في حرف القاف.
- ۲۹٥ - «إللِّي رَبَّى أَخْيَر مِنِ إللِّي اشْتَرَی»
- لأنه يكون أعرف وأخبر بالذی ربّاه، وذلك خير من أن يشتري الإنسان ما لم يخبره. وهذا المثل هر عکس قولهم (شراية العبد ولا تربيته) ولكن لكل واحد منهما مقام يضرب فيه.
- ۲۹٦ - «إللِّي زَمَّرْنَاهْ رَاحْ لله»
- أي ذهب تعبنا سُدی، وبعضهم يرويه: (راح إللِّي زمّرناه لله) والصواب ما هنا.
- ۲۹۷ - «إللِّي سَتَرْهَا في الأَوِّل يُسْتُرْهَل في التّانِي»
- يضرب في دوام الستر منه تعالى. ولله درّ من قال:
- ۲۹۸ - «إللِّي سِلْم مِنِ الْموتْ إجَّنِّنْ»
- يضرب لهول المصيبة وعظم الأمر، أي من لم يمت من ذلك جُنّ.
- ٢٩٩ - «إللِّي شَافْ شيء يِحْكِي عَلِيهْ»
- أي إنما يطالب بالإخبار عن الشيء من رآه فن رأى شيئًا فليخبر عنه. يضرب عند مطالبة شخص بالإخبار عن أمر لم يره ولم يعلم عنه شيئًا.
- ٣٠٠ - «إللِّي شَايِل قِرْبَهْ تنِزِّ عَليْه»
- أي من يحمل القربة فلا بد من أن يقطر ماؤها عليه. ويروى: (تنِزِّ عَلَى ضَهْرُهْ) أي على ظهره، أي من تحمل عبء أمر أصابه رشاشه. وبعضهم يروى: (بِتْخُرْ عَلَيهْ) أو (تُخُرّ على ضَهْرُهُ) ويروى: (إللِّي يِشيل) بدل شایل. وانظر: (اللى شايل قفّة مخروقة تخرّ على راسه).
- ۳۰۱ - «إللِّي شَايِل قُفَّةْ مَخْرُوقَة تِخُرّ عَلَى رَاسُهْ»
- شايل: حامل. وتخرّ: يسيل ما فيها، وهو في معنى: (اللي شايل قربة تنزّ عليه) وتقدم قبله.
- ۳۰۲ - «إللِّي صْبَاعُهْ في المَيَّةْ مُوش زّىِّ إللِّي صْبَاعُهْ فِي النَّارْ»
- ويروى: (إللِّي إيده) بدل صباعه في الموضعين. والصُبَاع (بضم أوله) يطلقونه على الإصبع. والمية: الماء يريدون الذي إصبعه في الماء ليس كالذي إصبعه في النار، أي إن أحدهما لا يحسّ به يحس به الآخر فهو في معنى قول القائل:
- ۳۰۳ - «إللِّي ضِرِی عَ الْفِضِيحَة مَا يحْرِزُوشْ مِنْهَا»
- ضِرِی، أي تعوّد وتجرّأ وهو فصيح إلا أنّه من باب رَضِيَ. ومعنى ما يحرزوش منها لا يحذر منها. والمراد هنا لا يبالي بها. يضرب لمن صَفُق وجهه لتعوّده الفضيحة فأصبح لا يبالي بها. ٣٠٤ - «إلِّلي عَاوِزْ تِحَيَّرَهْ خَيَّرُه»
- العاوز هنا: المريد للأمر، أي الذي تريد أن توقعه في الحيرة والارتباك خيره بين شيئين فأكثر ليختار واحدًا لنفسه لأن النفوس طمّاحة فإذا ترك لها الخيار حارت فيما تختار. ومن أمثال العرب في ذلك: «قَتْلُ مَا نَفْسٍ مُخَيِّرُهَا» وما زائدة.
٣٠٥ - «إلِّلي عَطَاكْ يِعْطِينَا يا بابا»
- يريدون بالبابا هنا: الشيخ المسنّ من الأتراك. ومعناها في التركية الأب، أي لا تشمخ علينا بغناك أيتها الشيخ التركيّ فإن الذي أعطاك وأغناك قادر على أن يساوينا بك، وأما الجنس فلا فخر فيه وكلنا عبيد الله. يضرب للمتكبر المفاخر بغناه وجنسه.
۳۰٦ - «إلِّلي عَلَى الْبَرِّ عَوَّامْ»
- أي الذي لم ينزل الماء في حكم السابح الماهر وإن لم يكن به لأنه لا يخشى الغرق ما دام في البرّ، أو من كان في البرّ له أن يدّعي المهارة في السباحة فلا سبيل إلى تكذيبه ما لم يسبح، فهو على هذا قريب من قول القائل:
٣٠٧ - «إلِّلي عَلَى الْجِبينْ تَرَاهُ الْعُيُونْ»
- الأصحّ في الجبين (فتح أوّله) وهم یکسرونه كقاعدتهم في أكثر ما جاء على فَعِيل. والمراد ما كتب على الجبين ، أي الجهة ، أي ماقدره الله على شخص تراه عيناه، أی يقع له. ويروى: (اِلْمَكْتُوبْ عَلَى الجِبِينْ تراه العيون). وانظر: (المكتوب ما منّوش مهروب).
۳۰۸ - «إلِّلي عَلَى جْرَابُهْ عَوَّامْ»
- يريدون بالجراب هنا: الشكوة التي تنفخ ويعام عليها، وهو في معنى قولهم: (إلِّلي على البرّ عوّام) وقد نظمه الشيخ محمد النجار الشهير المتوفى سنة ۱۳۲۹ في قوله من زجل في شكوى الأيام49: الدهر من طَبْعُه غدَّارْلكن على العاقلْ أكثرْوالسعد يأتي بالأقداروالرزق مقسوم ومقدَّرْ
- ۳۰٩ - «إلِّلي عَلَى رَاسُه بَطْحَهْ يِحَسِّس عَلِيهَا»
- البطحة عندهم الشجة، ومعناه إذا خاض الناس في ذكر الشجاج يلمس المشجوج رأسه فيدل على مايخفيه، أي (كاد المريب بأن يقول خذوني). وانظر أيضًا في الحاء المهملة: (الحرامي على راسه ریشه).
- ۳۱۰ - «إلِّلي عَنْدُ أُمُّه مَا يِنْحِمِلْش هَمُّهْ»
- أي لا يخشى عليه لأنه في مأمن عند أرأف الناس به.
- ۳۱۱ - «إلِّلي عَنْدُهْ حِنَّهْ يِحَنِّي دِيلْ حُمَارُهْ»
- ويروى: (ديل جحشه) أي حماره الصغير، أي من ملك الحنَّاء فليخضب بها ذنب حماره إن شاء. والمراد من قدر على الشيء فليفعل به ما یرید.
- ۳۱۲ - «إلِّلي عَنْدُهْ عِيشْ وِبِلُّهْ غَنْدُهْ الْفَرَحْ كُلُّهْ»
- ويروى: (الخير كله) أي من كان عنده خبز جاف يبله ويأكله فعنده الخير والسرور. يضرب في القناعة باليسير والرضا به متى قام بالأوّد.
- ۳۱۳ - «إلِّلي عَنْدُهْ فَرْخَهْ مَاتضِيعْ لُهْ قَمْحَةْ»
- أي من كانت له دجاجة لا تضيع له حبّة بُرّ، وذلك لأن الدجاج يلتقط ما يسقط من الحب والفتات وينقر عنه فلا يدعه يذهب سُدّى ويوفّر على صاحبه بذلك بعض مؤونته. يضرب في هذا المعنى وقد يراد به الخادم اليقظ الحافظ المال سیّده.
- ۳۱٤ - «إلِّلى غِيطُهْ عَلَى بَابْ دَارُهْ هَنِيًّا لُهْ»
- أي هنيئًا لمن كانت مزرعته على باب داره يراقبها عن كثب ولا يتعب في الانتقال إليها. وانظر قولهم: (بارك الله في المره الغريبة والزرعة القريبة).
- ٣١٥ - «إلِّلي فَاتْ مَاتْ»
- أي ما مضى لا يعاد. وبعضهم يزيد فيه: (وِاحْنَا وِلَادْ دِى الْوَقْتْ) أي ونحن أولاد هذا الوقت فلندفن ما كان. وبعضهم يزيد فيه: (وِالْقَدِيمْ رِدِيْم وِاحْنَا ولاد دی الوقت) أي إنّ القديم ردم بالتراب وانقضى أمره فلتكن المؤاخذة على ما يقع الآن وفى معناه لبعضهم:
- ۳۱٦ - «إلِّلي في إِيدَكْ أَقْرَبْ مِنِ إلِّلي في جِيبَك»
- الجيب: مايصنع فى الثوب كالكيس، أي الذي في يدك أقرب إليك من المحمول في ثيابك. يضرب الشيء القريب وغيره أقرب منه.
- ٣۱۷ - «إلِّلي فِى إِيْدُهْ القَلَمْ مَا يِكْتِبْشْ نَفْسُهْ شَقى»
- أي من كان أمره بيده لا يختار الشقاء لنفسه على السعادة. وانظر في الحاء المهملة: (حدّ يبقى في ايده) الخ.
- ۳۱۸ - «إلِّلي فِى بَالْ أُمّ الخْيرْ تِحْلَمْ بُهْ بِالِّليلْ»
- ٣۱۹ - «إلِّلي فى الْبَزَيزَات تِرْضَعْهُ الْوَلِيدَاتْ»
- البزيزات جمع بزيز تصغير بزّ (بكسر الأوّل وتشديد الزاي) ويريدون به الثدي.
- يضرب للجود بالموجود. والعرب تقول في أمثالها (الجود بذل الموجود) رواه جعفر ابن شمس الخلافة فى كتاب الآداب52.
- ۳۲۰ - «إللِّي فى الدِّسْتْ تِطَلّعْهُ المَغْرَفَه»
- أي الذى في القدر من الطبيخ تخرجه المغرفة ولا تخرج سواه، فهو قريب من: (كل إناء بالذى فيه ينضح) ويقرب أيضاَ من قولهم: (ليس في الإمكان أبدع ممّا كان) وأورده الراغب الأصفهانى في محاضراته فى أمثال العامّة في زمنه برواية: (كلّ ما في القدر تخرجه المغرفة)53. وأصله من قول العرب في أمثالها: (مُخرج المِقْدحة ما في قعر البُرْمة)
- ۳۲۱ - «إللِّي في السَّنْدُوقْ عَ الْعُرُوقْ»
- السندوق (بفتح فسكون) يريدون به الصُنْدوق والعروق هنا المراد بها الجسد، أي ما في صندوقك من الثياب لا بد من ظهوره على جسدك لأنها اتخذت لتلبس لا لتخزن والمراد سيظهر عليك ما تدعيه ويتبين كذبك فيه من صدقك.
- ٣٢٢ - «إللِّي في طَعْمِ سْنَانَكْ بَطَّلُهْ»
- أي ما سبق لك أكله ولم يبق إلَّا توهّم طعمه في فمك لا تذكره وتطمع فيه فإنّه ذهب عنك ولا فائدة من ذكره. يضرب للشيء الذاهب وإن تذكره لا يردّه.
- ٣٢٣ - «إللِّي في الْقَلْبْ في الْقَلبْ يَا كْنِيسَهْ»
- أي إن سكتنا عنك يا كنيسة ولم تظهر لك البغضاء فإن ما في القلب لم يزل فيه والعبرة بما هو كامن لا بما هو ظاهر ويضربه بعضهم لمن يظهر الإسلام ويبطن خلافه، فمعناه عنده إننا إن تظاهرنا بالدخول في الإسلام فإن فى القلب لك يا كنيسة مازال على حاله لم نتحول عنه: وانظر في القاف: (قالو يا كنيسة اسلمى) الخ. ويروى: (يَا كْنِيْسْةِ الرّبْ إللِّي فِي الْقَلبْ في الْقَلبْ).
- ۳۲٤ - «إللِّي فِينَا فِينَا وَلَوْ حَجِّينَا وِجِينَا»
- هو ممَّا وضعوه على لسان هِرٍّ حجّ فلم يغير الحج من طباعه في قتل الفيران وأكلها. وانظر أيضًا: (الوِشْ وِشْ حَاجج) الخ في حرف الواو. يضرب للسيء الطباع المجبول على الأذى لا يعيّره النسك.
- ۳۲٥ - «إللِّي فِيْه عِيشَةْ تَاخْدُهْ أمّ الْخِيرْ»
- عيشة (بالإمالة) يريدون بها عائشة، أي إذا تزوج زوج عائشة بأمّ الخير فلن يصيبها منه إلا ما أصاب الأولى بلا زيادة فلا تطمعنّ بحال خير ممّا فيه عائشة. يضرب للشخص يطمع في أن ينال من آخر ما لم ينله غيره فيخطئ في ظنه. ومن أمثالهم: (جَمَعْ عيشَهْ عَلَى أمّ الخْيرْ) وسيأتي في الجيم.
- ۳۲٦ - «إللِّي فِيهْ مَا يْخَلِّيهْ»
- أي الخُلُق الذي في المرء لا يتركه، نهر في معنى من شب على شيء شاب عليه وبعضهم يرويه (إللِّي فِهْشِي مَا يخْلِّيهشْي) أي الذي فيه شيء. وانظر في التاء: (تسايس خلّك) الخ. وانظر: (اقطع ودن الكلب) الخ.
- ۳۲۷ - «إللِّي فِيهَا يْكَفِّيهَا»
- يضرب للكفاف من العيش والرضا به.
- ۳۲۸ - «إللِّي قَرَصُه التِّعْبَان يِخَافْ مِن الحَبْلْ»
- انظر في الميم (المقروص من التعبان) الخ.
- ۳۲۹ - «إللِّي قّيِّدْنِي بِيِفْتِل لَكْ»
- أي سيصيبك ما أصابني فلا تشمت بي ولا تظن من قيدني غافلًا عنك بل هو مشتغل بفتل الحبل ليقيّدك به. يضرب في المصائب لا ينجو منها إنسان، فإذا أصابت شخصًا شمت به مبغضه كأنه في أمان منها.
- ۳۳۰ - «إللِّي كَتَبْ غَلَبْ»
- أي ليس لأحد حيلة فيما كتبه الله وقدّره فهو الغالب على أمره.
- ۳۳۱ - «إِلِّلي كِسِبْ قَالِ الْمِسَاحَه صَحِيحَه وِاللِّي خُسُر قَالْ جَتْ عَلَى نَاسْ نَاسْ»
- أي من ربح يقول مساحة الأرض صحيحة، والذي خَسِر يقول جاءت أي أصابت أناسًا دون أناس. والمراد لا عبرة بقولها لأن الرابح مادح والخاسر قادح.
- ۳۳۲ - «إِلِّلي لا بُدّ مِنُّه لا غِنَى عَنُّهْ»
- أي لا يستغني الإنسان ما لا بد له منه وما هو في حاجة إليه.
- ۳۳۳ - «إِلِّلي لِكْ مِحَرَّمْ عَلَى غِيركْ»
- أنظر (اللي من نصيبك) الخ.
- ٣٣٤ - «إِلِّلي لُهْ أَوَّلْ لُهْ آخِرْ»
- أي الذي له أول لا بد له من آخر. والمراد لكل شيء نهاية.
- ٣٣٥ - «إِلِّلي لُهْ ضَهْرْ مَا يِنْضِرِبْشْ عَلَى بَطْنُه»
- المتبادر منه أن من كان له ظهر فإنه يضرب عليه لا على بطنه وليس فيه كبير أمر لأنّ لكل إنسان ظهرًا، وإنما يريدون بالظهر هذا الرجل الحامي لغيره، يقولون فلان له ظهر، أي له من يعتمد ويستند عليه. ومثله: (لا يتجرأ أحد على ضربه)، وذكروا البطن لترشيح التورية بالظهر.
- ٣٣٦ - «إِلِّلي لُهْ عينينْ وِرَاسْ يِعْمِل مَا تِعْمِلُه النَّاسْ»
- أي الذي يرى ويقل يتعلم من نظره لغيره.
- ٣٣٧ - «إِلِّلي لُهْ قِيْرَاطْ في الْفَرَس يِرْكَبْ»
- انظر: (صاحب قيراط في الفرس يركب)
- ۲۳۸ - «إِلِّلي لهْ قِيْرَاطْ فِي الْقِبَالَه يْدُوسّهَا»
- القبالة (بكسر الأول) في اصطلاح أهل الصعيد أحد الأجزاء التي تقسم إليها أرض القرية، وتسمى في الريف، أي الوجه البحريّ بالحوض، أي من ملك قيراطًا في
- قبالة له أن يدخلها ويمشي فيها لا يمنعه من ذلك ضآلة حقّه. وانظر في معناه: (صاحب قيراط في الفرس يركب).
- ۳۳۹ - «إِلِّلي لهْ كَفّ يَاخْدُه اتْنِينْ»
- المراد هنا بالكف كفّ الشُريك، وهو نوع من الخبز يعجن بالسمن ويفرق صدقة على الأموات في المواسم يجعلونه أصابع طويلة ثم يضمون كل ثلاث منها فتشبه الكفّ في الجملة ولهذا يسمونها بالكفّ. يضرب عند الاستعداد لإيفاء كل ذي حق حقّه وزيادة.
- ٣٤٠ - «إِلِّلي لَهَا طَرْحَهْ تخُش بْفَرْحَهْ»
- الطرحة (بفتح فسكون) الخِمَار سمّوها بذلك لأنها تطرح، أي تلقي على الرأس، والمتبارد من المثل أنّ التي تملك طرحة تزين بها رأسها تدخل الدور وهي جزلة بها، ولكنهم لا يريدون ذلك بل مرادهم من كان لها طرحة في دار، أي صاحبه طرحة، يعني من كانت صاحبة الدار من أقاربها اعتزّت فيها بها وقوبلت بسرور إذا دخلتها بخلاف قريبة الزوج فإنها تكون مبغضة من زوجته فلا تتلقّاها بذلك السرور. ويوضح معنى هذا المثل قولهم في مثل آخر: (إنْ كَانْ لِكْ مَرَهْ خُشِّي وإن كَانْ لِكْ رَاجل اخْرُجِيِ) وسيأتي.
- ۳٤۱ - «إِلِّلي مَاتِتْ عَشِيْرتُهْ يَا حِيرْتُهْ»
- قد يراد بالعشيرة القوم، وقد يراد بها الزوجة.
- ٣٤٢ - «إِلِّلي مَا تْرَبِّيهْ الْأَهَالي تِرَبِّيْه الْأَيَّامْ وِالَّليَالي»
- معناه ظاهر مشاهد في كل حين، فكم من مرفّّه دللَّه أهله حتى ساءت أخلاقه، فأدّ به الزمان واضطرّه لتقويم عِوَجه. وفي كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة: (الدهر أفصح المؤدّبين)54 وفيه لبعضهم:
- ۳٤۳ -«إللِّي مَا تْسِدْ بِرِجْلَهَا تِسِدْ بِقَرْنَهَا»
- تسدّ، أي تقوم بالأمر وتصلح، فكأنها سدّت ثلمة مفتوحة، أي لكل شيء نفع فإن ذات القرن أي التي من هذا الصنف إن لم تقم بما تقوم به ذات الحافر من الركوب والحمل فإنها تصلح لشيء آخر.
- ٣٤٤ - «إللِّي مَا تِشْبَعْ بَرْسِيمْ في كْيَاكْ إِدْعُوا عَلِيهَا بَالهَلَاكْ»
- ويروى: (الليّ ما تربَّع) والبرسيم: نبات معروف تأكله المواشي في ربيعها. وكياك (بكسر أوله وتخفيف الياء) بریدون به كيهك، وهو من شهور القبط وأكل البرسيم فيه يفيد الماشية. يضرب في الحث على ذلك. ويضرب أيضا لبيان فائدة الشيء وحسن تأثيره إذا عمل في أوانه.
- ٣٤٥ - «إللِّي مَاتِعْرَفْشْ تُرْقُصْ تقُول الأَرض عُوجَهْ»
- أي من لم تحسن الرقص تعتذر باعوجاج الأرض وهي مستوية يضرب لمن لا يحسن العمل فيختلق المعاذير.
- ۳٤٦ - «إللِّي مَا تِقْدَرْ تِوَافْقُه نَافْقُهْ»
- المراد إن اضطررت إلى موافقته لا مطلقًا، وأظهر منه قولهم: (إللِّي ما تقدر عليه فارقه وإلّا بوس إيده).
- ۳٤۷ - «إللِّي مَا تِقْدَرْ عَلِيهْ فَارْقُه وَإِلَّا بُوسْ إِیدُهْ»
- أي إن كنت مغلوبًا على أمرك مع شخص ليست لك قدرة عليه فارقه وأرح نفسك وإلّا فاخضع وقبّل يده واترك الشكوى ومحاولة ما لا يفيد من مشاکسته.
- ۳٤۸ - «إللِّي مَا تِمْسِكْ بُوصَهْ تِبْقَى بِين الصَّبَايَا مَتْعُوسَهْ»
- جمعوا فيه بين الصاد والسين في السجع وهو عيب. والبوصة (بضم الأوّل): القطعة من عيدان الذرة، ومعنى تبقى تصير وتكون. يضرب للأمر التافه يتوهّم الناس الكياسة في عمله والتظاهر به.
- ٤٣٩ - «إللِّي مَا تِوْلِدْه فِي الْحَيّ مَا تِوْجِدُه»
- أي من لم يكن من أولادك لصلبك لا تجده إذا احتجت إليه في الشدّة وإنما يلبّيك ويعينك أولادك. يضرب في عدم الاعتماد على الغريب.
- ۳٥۰ - «إللِّي مَا فَلَحْ الْبَدْرِي جَا الْمِسْتَأخِر يِجْرِي»
- أي إذا كان الأول لم يفلح في المشي فما يكون حال حديث الولادة وكيف يحاول الجري. يضرب للتشبت بأمر لم يفلح في بعضه من هو أقوى منه.
- ۳٥۱ - «إللِّي مَا فِيْهْ خِيرْ تَرْكُهْ أَخْيَرْ»
- أي الذي لا خير فيه تركه والإعراض عنه أولى.
- ۳٥۲ - «إللِّي مَا مَالَكْ فِيهْ إيشْ لُكْ بِيْه»
- أي الأمر الذي لا يعنيك أيّ شيء لك به والمراد تجنبه ولا تدخل نفسك فيه. وفي معناه: (إللِّي مالك فيه ماتنحشرش فيه) وانظر: (أردب ما هو لك) الخ.
- ۳٥۳ - «إللِّي مَالَكْ فِيهْ مَا تِنْحِشِرْشْ فِيهْ»
- أي لا تدحل نفسك فيما لا يعنيك. وقالوا في معناه: (إللِّي مالك فيه إيش لك بيه) وانظر: (أردب ما هو لك) الخ.
- ۳٥٤ - «إللِّي مَالهْ خِيرْ فِي أَخَاهْ الغَرِيبْ مَا يِسْتَرْجَاهْ»
- جاءوا بلفظ أخاه هنا للازدواج وإلا فهم يلتزمون فيه الواو في الأحوال الثلاث. ويروى: (إللِّي ماله خير في أباه مايسترجاه) أي من لا خير فيه لأبيه أو أخيه لا ترج خيرًا منه لأحد.
- ۳٥٥ - «إللِّي مَالُوشْ غَرَضْ يِعْجِنْ يُقْعُدْ سِتّ أیَّامْ يِنْخُل»
- أي من لم يكن قصده العمل يتهاون ويتلكأ في أسبابه ومقدماته.
- ۳٥٦ - «إللِّي مَالُوشْ غُلَامْ هُوَّ أَغْلَمْ لِنَفْسُهْ»
- أي الذي ليس له غلام يخدمه يصير هو غلام نفسه في قضاء حاجاته بل وأبصر من الخادم بها والمراد أن المرء أعرف بحاجاته وقضائها.
- ۳٥۷ - «إللِّي مَالوشْ قَدِيم مَالوشْ جِدِیدْ»
- المراد الذي لا يحافظ على صاحبه القديم ويرعی مودته لا يحافظ على الجديد ولا يرعاه. يضرب في عدم حفظ العهد.
- ۳٥۸ - «إللِّي مَا مَعُوشْ مَا يِلْزَمُوشْ»
- معناه ظاهر. يضرب لمن لا يملك المطلوب وأنه غير ملزم به.
- ۳٥۹ - «إللِّي مَاهُوشْ وَاخِدْ عَ الْبُخُور يِنْحِرِقْ دِيلهْ»
- واخد، أي متعود. يقولون: أخد على كذا، أي تعوده وألفه. والمعنى من لم يتعود البخور قد يحرق ذيله، أي طرف ثوبه لجهله بما يقتضيه ذلك. يضرب فيمن يحاول أمرًا يجهله فيضر بنفسه فيه.
- ٣٦۰ - «إللِّي مَا هُو عَ القَلْبْ هَمُّهْ صَعْبْ»
- انظر (إللِّي موش في القلب) الخ.
- ۳٦۱ - «إللِّي مَا هُو في إِيدَكْ يِكِيدَكْ وِإللِّي عَنْدِ النَّاسْ بِعِيدْ»
- أي ما في يد غيرك بعيد عنك لا تجني من الطلع إليه إلا القصص فاقنع بما عندك ترح نفسك وفي رواية (وإللِّي في إيدين الرجال بعيد) بدل وإللِّي عند الناس بعيد.
- ۳٦۲ - «إللِّي مَا هُوَ قَارِطْ رَابِطْ»
- يضرب في الحرص والتكاتف على إنجاز الشيء وعدم الإهمال فيه. والمراد به في الأصل اللصوص في الزارع ووصفهم بالبراعة في السرعة واشتغال كلّ واحد منهم بإنجاز ماشرع فيه، فمن تراه منهم لا يقرط القمح ونحوه وتظن به التهاون فإنه يكون قد أنجز عمله وربط غمره الذي قرطه أي أنهم جميعهم مشتغلون فهم بين قارط ورابط.
- ٣٦٣ - «إللِّي مَا هُوَ لَكْ كَمَانْ شُوَيَّهْ يِقَلّعُوا لَك»
- أي ما ليس لك لا يدوم وسيلجئك صاحبه إلى خلعه بعد حين. والمراد ثوب العارية ويروى: (يا مَحْلَى طُولَكْ في إللِّي ما هو لك كمان شوية يقلّعولك) وسيأتي في الياء
- آخر الحروف. ومعنى كمان بفتح الأوّل أيضًا) وهو هنا بمعنى بعد والمراد بشويّهْ هنا القليل من الزمن. وقالوا العارية أيضًا: (توب العِيرَه ما يدفِّي) وسيأتي في المثنّاة الفوقية. والعرب تقول في أمثالها: (شر المال القُلْعَة). بسكون اللام وفتحها. والمراد بها المال الذي لا يثبت مع صاحبه مثل العارية والمستأجر.
- ۳٦٤ - «إللِّي مَاهُوَ لَكْ يُهُونْ عَلِيكْ»
- ويروى: (إللِّي مِنْ مالَكْ ما يْهوُنْ عليك) والمعنى واحد لأن المراد الذي لغيرك لا تشفق حين إنفاقه بخلاف مالك. وانظر في الحاء المهملة: (حمار ماهو لك عافيته من حديد) وفي الميم:(المال إللِّي ماهو لك عضمه من حديد). وانظر أيضًا (الزعبوط العيره يبان من لمّ ديله) وقولهم: (زي مالك ما يصعب عليك).
- ۳٦٥ - «إللِّي مَا يَاخدْني کُحْلْ فِي عينُهْ مَا آخْدُه صَرْمَةْ في رِجْلي»
- الصرمة (بفتح فسكون) يریدون بها النعل ولا سيما البالية، أي من لم يوقرني لا أوقره.
- ٣٦٦ - «إللِّي مَا يِبْکي عَلَيَّ في حَيَاتي يِوَفَّرْ دُمُوعُه وَقْتِ الْمَمَاتْ»
- أي من لم يبك علي في حياتي إشفاقًا مما يؤلمني فليحبس دموعه عند موتي فليس فيها غير التظاهر بالوفاء الكاذب.
- ٣٦۷ - «إللِّي مَا يِجِي في العِلْبَة طَرْبِتُه طَرْبَهْ»
- العِلْبة (بكسر فسكون) يريدون بها الحُقَّة، أو الصندوق الصغير والطَرْبَة (بفتح فسكون) الفزعة، ولعلّها محرّفة عن الاضطراب، أي ما ليس في صندوقك، أي في يدك فإنّ الخوف من قوته عظيم لأنك لست على ثقة من نواله.
- ۳٦۸ - «إللِّي مَا يْحبِّني فِي خَلَقِي مَا يْحبِّني فِي مَرَقِي»
- أي من لم يحبني وأنا فقير ألبس أخلاق الثياب لا يحبني بعد غناي وكثرة مَرَقي، أي طعامي بل هو كاذب يجري وراء نفعه، ولو كانت محبته لشخصي لكانت سواء في الحالتين.
- ٣٦٩ - «إللِّي مَا يْخَاف مِن الله خَاف مِنُّه»
- معناه ظاهر لأن من لا يخشى الله لا يخشى أحدة فينبغي الحذر منه.
- ۳۷۰ - «إللِّي مَا يُرْبُطْ بِهِيمُهْ يِنْسِرِقْ»
- أي من أهمل ربط ماشيته وسيّبها تسرق. يضرب في الحث على عدم الإهمال في حفظ المال. وقالوا في ذلك: (قيد بهيمك يبقى لك نصّه أربطه بقي لك كله) وقالوا: (عقال البهيم رباطه) وقالوا: (البهيم السايب متروك عوضه) وذكرت كلّها في مواضعها.
- ۳۷١ - «إللِّي مَا يِرْضَى بِحُكْمْ مُوسَى يِرضَی بِحُكْمْ فَرَعُونْ»
- أي الذي لا يرضى بحكم الحاكم العادل بطرًا وطغيانًا لا بد له من الوقوع في حكم الجائر والرضا به قسرًا واضطرارًا، والصواب في فرعون (كسر أوّله وسكون ثانيه وفتح ثالثه) على اللغة المشهورة.
- ۳۷٢ - «إللِّي مَا يِرْضي بِالْخُوخْ يِرْضَى بْشَرَابُهْ»
- أي من بطر ولم يقنع بالشيء فإنّه سيضطر إلى الرضا بما هو دونه. وبعضهم يقول: (التوت) بدل الخوخ.
- ۳۷۳ - «إللِّي مَا يُرْقُصْ يِهِزّ أكمَامُه»
- أي من لم يرقص فليساعد الراقصين بهز أكمامه. يضرب في استحسان مساعدة الشخص لمن يجتمع بهم بحسب الطاقة والاشتراك معهم فيما هم فيه مجاملةً وتجنبًا للشذوذ. وقد يردون به من لم يستطع شيئًا فعل ما يقاربه. ويرادفه في هذا المعنى (مَن لم يُحسِن صَهیلًا نهق) رواه جعفر بن شمس الخلافة في كتاب الآداب56.
- ۳۷٤ - «إللِّي مَا يْرُوحْ الْكُومْ وِيِتْعَفَّرْ لَمَّا يْرُوحْ الحَلَّةْ يِتْحَسَّرْ»
- المراد بالكوم كوم السباخ، أي السماد. والمراد بالحلة بيدر الذرة خاصّة وهو يحتاج إلى سماد كثير في زرعه. والمعنى من لم يشتغل بنقل السماد من الكوم ويصبر على التعفير فسوف يدركه الندم والحسرة حينما يرى قلّة الحبّ في البيدر. يضرب في أن نوال الشيء
- لا يكون إلّا بالجدّ فيه فن جد وجد. وفي كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة: (من لم يحترف لم يعتلف)57.
- ٣۷٥ - «إللِّي مَا يِسْتِحِي يِفْعَل مَا يِشْتهِي»
- فيه الجمع بين الحاء والهاء في السجع وهو عيب، وهو في معنى الحديث الشريف: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) ولله درّ القائل.
- وقال آخر:
- وأنشد السفيريّ في مجموعه لبعضهم58:
- وقد ذكروا في تفسير الحديث وجوهًا أخرى تخالف هذا المعنى، منها: أن المراد إذا كنت تفعل ما لا يُستحى منه فافعل ما شئت، وهو تفسير الخليفة المأمون على ما في كتاب بغداد لطیفور59. ومن أراد الوقوف على ماذكروه فليراجع كتاب ألف باء (ج ۲ ص ۲۹۸) وشروح الأربعين النوويَّة فإنه الحديث العشرون منها.
- ۳۷٦ - «إللِّي مَا يِسْتَنَّاكْ اسْتَنَّاهْ»
- اسْتَنَّی مأخوذ من تأنَّى ويريدون به انتظر، أي من علمت أنه لا ينتظرك إذا تأخَّرت انتظره أنت واحضر قبل حضوره لئلا يفوتك ما تطلب.
- ۳۷۷ - «إللِّي مَا يِسْمَعْ يَاكلْ لمَّا يِشْبَعْ»
- الأكل هنا يريدون به نزول الأذى والمكروه، أي من لم يسمع النصح ونحوه يعرّض نفسه لما يكره. ولما معناها هنا حتّى.
- ٣٧٨ - «إللِّي مَا يْشُوفْ مِن الْغُرْبَالْ وَالَّا أعْمَى»
- وَالَّا، أي وإلّا، يريدون من لا يرى من خصاص الغربال فهو أعمى لا يرى شيئًا لأنها لا تحجب النظر. يضرب للأمر الواضح المستطاعة رؤيته ينكره بعضهم.
- ۳۷۹ - «إللِّي مَا يِعْرَفْ أَبُوه إبْنْ حَرَامْ»
- أي من أنكر أباه واطّرحه فليس لرِشْدَةٍ والمراد المبالغة في ذمّ إهمال الوالدين وعدم البرّ بهما. ومعنى ابن الحرام عندهم اىن الزِنْية.
- ۳۸۰ - «إللِّي مَا يِعْرَف السَّقْرْ يِشْوِيهْ»
- السقر: الصقر الجارح المعروف. والمعنى الذي لا يعرف الصقر يظنه ممّا يؤكل فيشويه. يضرب للجاهل بالشيء يضعه في غير موضعه ويفعل به ما يتلفه ويضيع الفائدة منه.
- ۳۸۱ - «إللِّي مَا يِعْرَفْشْ يُقُولْ عَدْسْ»
- أي من لا يدري يظنّ الطعام عدسًا وهو ليس كذلك. لمن يحكم على الشيء وهو لا يعرف حقيقته فيغترّ بظواهره ويبني حكمه عليها.
- ۳۸۲ - «إللِّي مَا يِعْرَفَكْ يِجْهَلَك»
- المراد من لم يخبرك يجهل قدرك وما أنت عليه فاعذره. وقد نظمه ابن الفحّام في مطلع زجل يقول فيه60:
- ۳۸۳ - «إللِّي مَا يِغَلِّبهَا جِلْدَهَا مَا يْغَلِّيهَا وِلْدَهَا»
- يغلّيها يجعلها غالية، أي يعزّها. والجلد معروف ويريدون به هنا الحسن والجمال. والولد (بكسر فسكون) الولد، أي ليست قيمة المرأة ومعزتها عند زوجها بمن تلده من الأولاد وإنّما يعزّها حسنها وجمالها في عيون الناس. يضربوه في مقابلة قولهم: (حطت عجلها ومدّت رجلها) أي وضعت غلامها فنالت مكانتها واطمأنت وسيأتي في الحاء المهملة.
- ۳۸٤ - «إللِّي مَا يْغيرْ وَالَّا مِنِ الْحِمِيرْ»
- يضرب للبليد الذي لا يدفعه تفوق سواه إلى مجاراته ويقصدون به غالبًا الغيرة على الزوجة أو القريبة.
- ۳۸٥ - «إللِّي مَا يِفْضَلْ مِنُّهْ جَعَانْ»
- يفضل: يبقى، أي من أكل ولم يُبق شيئًا في الوعاء دل على أنهُ جائع لم يشبع بعد. يضرب في حالة عدم الاكتفاء من الشيء وظهور ما يدل على ذلك.
- ۳۸٦ - «إللِّي مَا يْفِيضْ مِنُّه وَالَّا يُعُوزْ»
- والّا أي وإلّا، أي من لم يقتصد فيما ينفق ويبقى بعض ماله احتاج، ومعنى فاض عندهم بقى وزاد عن اللازم.
- ٣۸۷ - «إللِّي مَا يِقْدَرْشْ عَلَى الْحمْرَةْ وِعَلِيقْهَا يِخَلِّي مِنْ طَرِيقْهَا»
- يريدون بالحمرة: الفرس الحمراء. والعَلیق (بفتح فكسر) العَلَف، أي من لا يستطيع الإنفاق عليها فليتجاوز عنها ويتركها لمن يستطيع. وفي رواية: (البَقَرَة) بدل الحمرة. ويروى: (إللِّي ماهو قادر) بدل إللِّي مايقدرش والمعنى واحد. والمراد إذا لم تستطع شيئًا فدعه. ويضربونه في الغالب لمن لا يحسن القيام بشئون زوجته لفقره أو لسبب آخر.
- ۳٨۸ - «إللِّي مَا يِقْدَرْ عَلِيهْ القَدُومْ يِقدرْ عليه المِنْشَارْ»
- أي لكل شيء مايقوّمه ويصلحه فما لا يصلحه الشديد يصلحه ما هو أشدّ منه.
- ۳۸٩ - «إللِّي مَا يِكْفِيشْ جَمَاعَهْ وَاحِدْ أَحَقَّ بُهْ»
- أي ما لا يكفي جماعة فالأولى أن يخصّ به واحد لينتفع به لأنّه لو فرّق عليهم لأصاب كل فرد ما لا ينفعه.
- ۳٩۰ - «إللِّي مَا يْكُونْ سَعْدُهْ مِن جُدُودُه يَا لَطْمُهْ عَلَى خُدُودُهْ»
- وفي رواية: (إللِّي ما سَاعْدِتَهْ جُدُودُهْ) أي من لم تخلّف له جدوده شيئًا يعيش به
- غنيًا فهيهات أن يغتنى بل إنَّه يعيش فقيراً يلطم خدّيه. ومرادهم بالسَعْد هنا الغنى. ومثل هذا المثل منافٍ للحثّ على السعى، ولعل مرادهم به تنبيه الآباء لجمع الثروة لأبنائهم.
- ٣۹۱ - «إللِّى مَا يْمُوتْ مِنينْ يِفُوتْ»
- انظر (إن ما كنّا نموت) الخ.
- ۳۹۲ - «إللِّى مَا يْمُوتْ الْيُومْ يمُوت بُكرَهْ»
- بكرة، أي غداً والمراد لابدّ من الموت عاجلاً أو آجلاً يضرب للتذكير.
- ۳٩٣ - «إللِّى مَا يْنَامْ فِى جُرْنُه يِسْتِلفْ قُوتُهْ»
- الجُرْن: البَيْدر، أي من لم يلازم بیدره بالليل ويخفره يُسرق ويحتاج أن يتسلّف قوته من غيره. يضرب فى الحث على حفظ المال.
- ۳۹٤ - «إللِّى مَا يِنْفَع طَبْلَةْ يِنْفَعْ طَارْ»
- أي ما لا يصلح أن تَتَّخِذ منه طبلاً ربّما صلح لأن تتخِذ منه طاراً وهو عندهم الدُفّ الذي ينقر عليه. وانظر: (الّلى ما ينفع للجنَّهْ) الخ وسيأتي فى اللام: (لا طار ولا طبلة) وهو معنى آخر.
- ۳۹٥ - «إللِّى مَا يِنْفَع لِلْجَنَّهْ يِنْفَعْ لِلنَّارْ»
- أي ما لا يصاح لهذه يصلح للأحرى. يضرب في أن لكل شيء وجهاً يصرّف فيه. وانظر: (إللّى ما ينفع طبلهْ) الخ.
- ۳۹٦ - «إللِّى مَا يِنْفَع يِدْفَعْ»
- أي من لا تنال منه نفعاً ربمّا دفع عنك ما تكره فلا تتعجّل في مقاطعته. هكذا يرويه بعضهم: ويرويه آخرون: :(إللى ما ينفع ادفع) والمراد من يئست من نقمه ادفعه عنك فلا خير فيه.
- ٣۹۷ - «إللى مَا يِنْفَعَكْ رِضَاهْ مَا يْضُرَّكْشْ غَضَبُهْ»
- أي من لم ينلك منه نفع في حالة رضاه لا يضرك غضبه وإعراضه عنك فإنّك لم تفقد شيئاً.
- ۳۹۸ - «إللّى مَعَاهْ القَمَر مَا يْبَالِيشْ بالنُّجُومْ»
- أي من كان معتزًّا بالرفيع لا يبالى بمن هو دونه.
- ٣۹۹ - «إللّى مَعَاهْ الْكعُوبْ يلْعَبْ»
- أي إنّما يقدم على الأمر من ملك وسائله. والكَعْب: عظم يلعبون به لعبة معروفة.
- ٤٠٠ - «إللّى مِنْ مَالَكْ مَا يْهُونْ عَلِيكْ»
- أي ما كان من مالك تشفق عليه وتدبره بخلاف ما هو لغيرك، فهو كقولهم: (اللّى ما هو لك يُهُون عَلَيكْ) وانظر: في الحاء المهملة: (حمارِ ماهولك عافيته من حديد) وانظر فى الميم: (المال إللّى ما هو لك عضمه من حديد) وفى الزاى: (زىّ مالك ما يهون عليك). يضرب في حرص المرء واشفاقه على ما يملك.
- ٤٠١ - «إللّى مِنْ نَصِيبَك مِحَرَّمْ عَلَى غيِرَكْ»
- أي ما قسم لك فهو محرّم على سواك، أي في حكم ذلك لأنَّه لا يناله. ويروى: (إللّى لك) ويروى: (إللّى من نصيبك يِصِيبَكْ).
- ٤٠٢ - «إللّى مِنُّه هَلْبَتّ عَنُّهْ»
- مِنُّه، أي مِنْهُ، يريدون لا بد منه. وهَلْبَتّ أصلها هل بدَّ، أي لابُدَّ. والمراد ما لا بدَّ منه ومن وقوعه لا محيص عنه، أي ما قدَّر يكون:
- ويروى: (إللّى انت خايف منّه هلبت عنّه) وقد تقدَّم.
- ٤٠٣ - «إللّى مُوشْ فِى القَلْبْ عِنَايْتُهْ صَعْبْ»
- ٤٠٤ - «إللّى نْبَاتْ فِيْه نِصْبَحْ فِيْهْ»
- يضرب للمشغول بالشيء في جميع أوقاته، أو للاهج بذكره وفى معناه: (نموت ونحيى في فرح يحيى) وسيأتي في النون.
- ٤٠٥ - «إللّى هَوَّنْ عَلَى الصَّيَّادْ يِهَوَّنْ عَلَى الْقَلَّا»
- أي الذي هوَّن على الصيّاد وسهل له صيد السمك يهوِّن على القلَّاء ويعينه على قليه. والمراد إذا يسر الله تعالى أول الأمر فهو القادر على تيسير آخره.
- ٤٠٦ - «إللّى وَاخِدْ عَلَى أكلَك سَاعِةْ مَا يْشُوفَك يِتْمَلَّضْ»
- أي من تعود إطعامك إياه فإنه يَتَلَمَّظ إذا رآك، أي يشتاق لما عوّدته ويتهيأ له. وقولهم: واخد، أي متعوّد وآلف. يقولون: أخد عليه، أي تعوّده وألفه. وانظر (إللّى تأكّله يشوفك يجوع) وقد تقدّم.
- ٤۰۷ - «إللّى وَاكلْ لحَمَةْ نَيَّة تِوْجَعَهْ بَطْنُهْ»
- يريدون من أكل لحمًا نيئًا غير ناضج، أي من عمل سيئًا يظهر أثره فيه.
- ٤٠٨ - «إللّى وَرَاهِ الطَّلقْ مَا يْنَامْشْ»
- أي من كان متوقعًا ما لا بد له من معاناته لا يغمض له جفن، فهو كالمُقْرِب التي حان ولادها لا تستطيع النوم لما تتوقعه من ألم المخاض.
- ٤٠٩ - «إللّى وَرَاهِ الْمَشْي أَحْسَنْ لُهْ الْجَرْي»
- أي من كان لا بدّ له من المشي ليصل إلى غرض يريده فالأولى له أن يجري ليصل بسرعة ولا يضيع وقتًا بالمشي. يضرب في الحث على الإسراع إلى القصد متى كان لازب على المرء.
- ٤١٠ - «إللّى وِقِعْ يِصَّلَّحْ»
- أي ما وقع فكسر أو أصابه عيب يجير ويصلح، وكذلك الخطأ في القول أو العمل يتدارك بالرجوع والاعتذار وبإصلاح ما يتسبب عنهما. يضرب في المعنيين.
- ٤١١ - «إللّى وَلِّدْ مِعْزِتُهْ جَابِت اتْنِينْ وِعَاشوا وإللّى مَا وَلِّدْهَاشْ جَابت وَاحِدْ ومَاتْ»
- أى من يحضر نتاج عنزه ويعتني بها تلد له اثنين يعيشان، بخلاف من لم يحضرها فإنها تلد واحدًا ويموت، وهو مبالغة في الحث على قيام المرء بأموره والاعتناء بها كقولهم في المثل الآخر (إِحْضَرْ أَرْدَبَّكْ يِزِيدْ).
- ٤١٢ - «إللّى يَاخدِ الْبِيضَةْ يَاخدِ الْفَرْخَهْ»
- أى من يسرق البيضة يسرق الدجاجة. والمراد من اعتاد التجرّؤ على الصغير تجرأ على ما هو أكبر منه.
- ٤١٣ - «إللّى يَاكل بِالْخَمْسَة يُلْطُمْ بَالعَشَرَة»
- أى من أكل بأصابع يده الخمس في مأتم حُقّ عليه عند النوح واللطم أن يلطم بيديه. وانظر في معناه: (إللّى ياكل لقمة يلطم لطمة).
- ٤١٤ -«إللّى يَاكلْ بَلَاشْ مَا يِشْبَعْشْ»
- أى الذي يأكل مجّانًا لا يشبع. والمراد من ينفق من غير ماله لا يقنع بل يطلب المزيد.
- ٤١٥ - «إللّى يَاكلْ حِلْوِتْهَا يِتْحمِّل مُرَّتهَا»
- أى من ذاق حلو الأمر فعليه أن يذوق مرّه أى ضًا ولا يتململ منه.
- ٤١٦ - «إللّى يَاكلْ الرِّغِيفْ مَا هُوشْ ضَعِیفْ»
- يضرب فيمن يعتلّ بالمرض في العمل وهو صحيح يأكل ما يأكله الأصحّاء.
- ٤١٧ - «إللّى يَاكلْ الضَّرْبْ مُوش زَيِّ اللِّي يْعِدُّهْ»
- ياكل هنا: مرادهم به يُصاب، أى من يُضرب بحسّ بما لا يحسّ به الذي يعد الضربات، كما قال بعضهم:
- ومن أمثال الفصحاء من المولدين: (هانَ على النَظّارة ما يمرّ بظهر المجلود).
- ٤١٨ - «إللِّي يَاكلْ الْعَسَلْ يُصْبُرْ لِقَرْصِ النَّحْلْ»
- هو في معنى قول المتنبّي:
- ٤١٩ - «إللِّي يَاكلْ عَلَى دِرْسُهْ يِنْفعْ نَفْسُهْ»
- الدرس عندهم: الضرس أي إنّما ينتفع المرء بقيامه لنفسه بما يقوّمها لا بالاتّكال في ذلك على غيره.
- ٤٢٠ - «إللِّي يَاكلْ عيشْ النَّاسْ بَارِدْ يَِقمرُه لْهُمْ»
- يقرأ يقمرّوُلهم، الهاء غير موجودة. والتقمير محرّف عن التجمير، أي تسخين الخبز على الجمر، أي من ناله شيء من الناس بسهولة قضى عليه الحال أن يردّه لهم بتعب ومشقّة.
- ٤٢١ - «إللِّي يَاكلْ عيشْ النُّصْراني يضْرَبْ بِسِيفُة»
- أي من أصاب من نعم قوم ومعروفهم انتصر لهم وصال بقوّتهم.
- ٤۲۲ - «إللِّي يَاكلْ الْفَتَّهْ يِطلَعِ الصاري»
- أي من ياكل الثريد حُقّ عليه أن يقوم بما يُكلّف به ويصعد سارية السفينة لينشر القلع أو يطويه، أي من يفقد أجره فليقم بالعمل.
- ٤۲۳ - «إللِّي يَاكلْ فُولْ يِمْشِي عَرْضْ وْطُولْ وِاللّي يَاكلْ كَبَابْ يِبقَى وَرَا الْبَابْ»
- الفول: الباقلّاء. والكباب: نوع من الشواء، أي من يأكل الباقلاء يكلّف بالسير عرضًا وطولًا، ومن يأكل الشواء يظلّ وراء الباب، أي قاعدًا في الدار. يضرب للجور في المعاملة. ويضرب أيضًا للسيِّء الحظ وحَسَنه.
- ٤٢٤ - «إللِّي يَاكلْ قَدِّ الزبِيبَةْ لَا بُهْ عَيَا وَلَا نْصِيبَةْ»
- العَيَا. المرض. والنصيبة (بكسر النون): المصيبة، أي من كان يأكل ولو قليلًا فهو صحیح خالٍ من المصائب، فلا تصدّقوه في دعواه.
- ٤٢٥ - «إللِّي یَاكلْ لقْمَهْ يُلْطُمْ لَطْمَةْ»
- يراد باللطم هنا: ضرب الوجه في المآتم إظهارًا للحزن، أي من أكل لقمة من المأتم حق عليه أن يلطم لطمة. وفي معناه قولهم: (إللِّي یاکل بالخمسة يلطم بالعشرة).
- ٤٢٦ - «إللِّي يَاكْلُهْ السَّبْعْ وِيْطَهَّرُهْ أَحْسَنْ مِنِ اللِّي يَاكْلُهْ الْكلْبْ وِيْنَجِّسُهْ»
- يضرب في الشيء المنسوب الضائع. والمعنى إذا كان لا مندوحة عن فقده فالكريم أولى به من الخسيس، وهو مأخوذ من قول الشاعر: «فإن كنت مأكولًا فكن خير آكلٍ»، وتمامه: «وإلَّا فأدركني ولمّا أُمزَّقِ». وفي معناه قول الآخر:
- ٤۲۷ - «إللِّي يْبَرَّد لُقمَهْ بِيَاكلْهَا»
- ويروى: (بِيِلهَطْهَا) أي من يبرّد لقمةً ويهيّؤها، فالفائدة عائدة إليه لأنه إنّما يفعل ذلك ليأكلها. وانظر في حرف الكاف: (كلّ وَاحِدْ بِبرَّدْ لُقْمة عَلَى قَدِّ بُقُّهْ).
- ٤۲۸ - «إللِّي يْبُصِّ لْفُوقْ تُوِجْعُهْ رَقَبَتهْ»
- البصّ: النظر، أي من رفع رأسه ونظر إلى ما هو فوقه لا يجني إلا وجع العنق. والمراد من نظر إلى من هو أعلى منه مقامًا وأحسن حالًا لا يجني إلا تألّم نفسه، وهو من أحسن تعابيرهم في التمثيل. وأنشد جعفر بن شمس الخلافة في كتاب الآداب لأبي الفتح البستي في المعنى:
- ٤۲۹ - «إللِّي يْبُصِّ لِي بِعين أَبُصّ لُهْ بِلتنْنِينْ»
- يعني بالاثنين: يريدون بالعينين. والبصّ عندهم: يريدون به النظر، أي من أحبّني حبًا قليلًا ونظر إلى بعين واحدة أحببه حبًا جمًّا وأنظر إليه بعينيّ لأنّ الحبّ
- داعية الحبّ، وهو قريب أيضًا من : «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان» وقد أجادت عُليَّة بنت المهديّ في قولها:
- ٤٣٠ - «إللِّي يِبْكِي عَ الدُّنيَا يِدَوَّرْ عَلِيهَا»
- العين: تخفيف على. ويدور: يبحث وينقب، أي إنما يهتم بالبحث عن الدنيا وما فيها من يریدها ويبكيه فواتها. يضرب في أن الاهتمام بالشيء هو بحسب الرغبة فيه.
- ٤۳۱ - «إللِّي يْبِيع الطُّورْ مَا يِنَقِّیشْ قُرَادُهْ»
- أي من فرط في شيء لا يعتني به.
- ٤٣٢ - «إللِّي يُتْرُكْ شيءْ يِعِيشْ بَلَاهْ»
- انظر: (من ترك شيء عاش بلاه) في الميم.
- ٤٣٣ - «إللِّي يْتِفّْ تَفَّةْ مَا يِلْحَسْهَاشْ»
- التف: التفل. يضرب في أن من تكلم بكلمة أو وعد بوعد لا ينبغي له الرجوع عما قاله ووعد به.
- ٤٣٤ - «إللِّي يِتْفَكَّرْ يتْعَكَّرْ»
- أي من يتفكر في الأمور يتعب نفسه ويعكر صفاءه، ولقد أحسن من قاله:
- ٤٣٥ - «إللِّي يِتْنَقَّى مِنْ بينَاتِ الْحِجَارَةْ مَا يِغْنِي الْفَقَارَةْ»
- بينات: يريدون بها جمع بين. والفقارة - بفتح الأول: الفقراء، أي ما يجمع من الحب ونحوه من بين الحجارة لا يغنى ولا يشبع لقلته. يضرب الشيء الكثير المشقة القليل الفائدة.
- ٤٣٦ - «إللِّي يِتْوَضَّا قَبْلِ الْوقْتْ يِغْلِبُهْ»
- أي توضأ قبل دخول وقت الصلاة غلب الوقت ولم تفته الصلاة فيه. يضربه للحازم الذي يستعد للشيء قبل حلول وقته.
- ٤٣٧ - «إللِّي يِتْوِلِدْ فِي الْحَيّْ مَا يْضِعْشْ»
- أي من يولد بين أهله وعشيرته لا يضيع.
- ٤۳۸ - «إللِّي يِجَّوِّزْ اتْنِنْ يَا قَادِرْ يَا فَاجِرْ»
- يا هنا يستعملونها بمعنی إما، والمعنى من يقدم على التزوج بامرأتين فهو إما أن يكون قادرًا على التوفيق بينهما والإنفاق عليهما، وإما أن يكون فاجرًا، ويريدون به هنا الجريء على إتيان ما ليس في استطاعته القيام به.
- ٤٣٩ - «إللِّي يِجَّوِّزْ أُمِّي أَقُولْ لُهْ يا عَمِّي»
- أي من تزوج بأمي حقيق بأن أدعوه بعمي لأنه في منزلة والدي. وانظر بعده؛ (إللِّي يجوز ستي) الخ.
- ٤٤٠ - «إللِّي يِجَّوِّزْ سِتِّي أَقُولْ لُهْ يا سيدِي»
- أي من تزوج بسيدتي حق على أن أقول له يا سيدي وأعامله معاملتها لأنه أصبح مساويًا لها في السيادة عليّ. ويروى: (إللِّي ياخد ستي) وهو في معنى يتزوج. يضرب في عدم الاعتراض على تعظيم شخص لشخص ألجأته الضرورة إلى تعظيمه.
- ٤٤١ - «إللِّي يِجي فِي الرِّيشْ بَقْشِيشْ»
- البقشيش عندهم: الهبة والصلة. والمراد بالريش هنا الدواجن - أي إذا كانت المصيبة فيما نملك عددناها نعمة موهوبة وحمدنا الله على سلامتنا. ويرادفه من الأمثال العربية قولهم: (إن تسلم الجلة فالنيب هدر) أي إذا سلم الجليل من الإبل هانت النيب التي لا ينتفع بها وهي جمع ناب بمعنى الناقة المسنة64.
- ٤٤٢ - «إللِّي يْحَاسِبِ الطّيْرْ مَا يِقْنِيهْشْ»
- المراد من يحسب نفقات مؤونته لأن الدواجن كالدجاج والأوزّ ونحوها مما يربى في الدور لا توازي قيمة ما تأكله، وإنما يهون أمرها في القرى لأن أغلب قوتها من
- الكيمان والبيادر وبقايا ما انتثر من الحب في المزارع بعد الحصد. يضرب في أنّ بعض الأمور تستدعي التساهل وعدم التدقيق للحاجة إليها.
٤٤٣ - «إللِّي يِحِبّْ شِيءْ یِكَتَّرْ مِنْ ذِكْرُهْ»
- أي من أحب شيئًا أكثر من ذكره.
٤٤٤ - «إللِّي يِحِبّْ الكَمُّونْ يِتْمَرَّغْ فِي تُرَابُهْ»
- أي من أحب شيئًا هان علیه تحمل المشقة والذل فيه.
٤٤٥ - «إللِّي يِحِبّْ نَفْسُهْ تِكْرَهُه النَّاسْ»
- وليس في الخلق من لا يحب نفسه، فالمراد من يعجب بنفسه ويفضلها فيكون في معنى العربي: (ثمرة العُجب المقت) أي من أعجب بنفسه مقته الناس. وفي كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة: (من كثر رضاه عن نفسه كثر الساخطون عليه65) ولله در من قال:
- ومن الحكم المروية عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: (أوحش الوحشة العُجْب67) أي المعجب بنفسه يمقته الناس وينفرون من صحبته.
٤٤٦ - «إللِّي يُحْرُسْ مَقَاتْتُهْ يَاكُلْ خِیَارْ»
- المقاتة: المقْثَأة، أي مزرعة القثاء، والعامة تطلقها على مزرعة القثاء والبطيخ ونحوهما. والخيار (بكسر الأول): نوع من القثاء. والمعنى من حرس مقثأته ولم ينم عنها بقيت له وأكل منها والمغزى ظاهر.
٤٤٧ - «إللِّي يِحْسِبِ الْحِسَابَاتْ فِي الْهَنَا يْبَاتْ»
- يقولون: حَسَبْ حساب فلان بمعنى عرف قدره واحترز منه، وحسب حساب الأمور قدر عواقبها وهو المراد هنا، أي من يفعل ذلك يبت آمنًا مطمئنًا.
- ٤٤٨ - «إللِّي يْخَافْ مِنِ العِرْسَةْ مَا يْرَبِّيشْ كَتَاكِيتْ»
- أي من خشی من ابن عرس لا يحق له أن يربي الفراريج. يضرب الإقدام على أمر ليس في الطاقة حياطته.
- ٤٤٩ - «إللِّي يْخَافْ مِنِ الْعَفْرِيتْ يِطْلَعْ لُهْ»
- أي من عظم خوفه من العِفْريت يظهر له. يضرب لن يفكر في الأمر المكروه فيقع فيه.
- ٤٥٠ - «إللِّي يْخَافْ مِنِ الْعَقْرَبَةْ تِطْلَعْ لُهْ أُمَّ أَرْبَعَةْ وَأَرْبِعِينْ»
- أم أربعة وأربعين: حشرة مضرة كثيرة الأرجل. ومعنى تطلع تظهر. يضرب فيمن يخشى شرًا ويتقيه فيصاب بما هو أشد منه، ومعنى أم هنا صاحبة.
- ٤٥١ - «إللِّي يْخَافْ مِنِ الْقِرْدْ يِرْكَبُهْ»
- أي من خاف وجبن من القرد استضعفه وتجرأ على ركوب كتفيه. يضرب في أن إظهار الخوف مجلية للاستخفاف بالشخص والجراءة عليه.
- ٤٥٢ -«إللِّي يِخْرِزْ يِخْرِزْ عَلَى وِرْكُهْ»
- أي من أراد الخرز فليكن على ورکه لا على أوراك الناس، فهو أولى بتحملّ غرز الإبر، وهو في معنى (اللّي يدقّ يدقّ على سدره). وسيأتي.
- ٤٥٣ - «إللِّي يِدْفَعِ الْقِرْشْ يِزَمَّرِ أُبْنُهْ»
- أكثر ما يضرب هذا المثل في معنى من نقد الأجر حُقّ له اجتناء الثمرة. وقد يضربه بعضهم في الاعتزاز بالمال والقدرة به على كل مطلوب. وفي هذا المعنى قولهم: (معاك مال ابنك ينشال ما معاكشي ابنك يمشي) وسيأتي في الميم.
- ٤٥٤ - «إللِّي يْدُقْ سِدْرُهْ يِدْفَعِ اللِّي عَلِيهْ»
- السِدْر: الصدر، أي من تقدّم بين الناس ودقّ صدره مشيرًا بذلك إلى قدرته حُقّ عليه أن يدفع ما عليه من الدين، أو كان الأولى به أن يدفع ما عليه قبل دقة صدره وإظهار قدرته.
- ٤٥٥ - «إللِّي يُدُقّ يِتْعَبْ»
- الدقّ هنا: يريدون به التدقيق في المؤاخذة. يقولون: (ما تدقّش على فلان) أي لا تدقق فيما يقول أو يعمل وتؤاخذه عليه. يضرب في النهي عن ذلك لما فيه من العناء والتعب.
- ٤٥٦ - «إللِّي يُدُقّ يُدُقّ عَلَى سِدْرُهْ»
- السدر (بكسر أوله): يريدون به الصدر، أي من أراد الحق فعليه بصدره لا صدور الناس. وفي معناه قولهم: (إللِّي يخرز على ورکه) وقد تقدّم.
- ٤٥٧ - «إللِّي يِدِّي لَكْ كِتْفُهْ إِدِّي لُه ضَهْرَكْ»
- أي من تحوّل منك بعض التحوّل بغضًا أو احتقارَا تحول أنت منه جملة. ومعنى يدّي یعطي، والمراد هنا من أولاك كتفه أوله ظهرك وأعرض عنه.
- ٤٥٨ - «إللِّي يُرْبُطْ فِي رَقَبْتُهْ حَبْلْ أَلْفْ مِنْ يِسْحَبُهْ»
- أي من يربط حبلًا في عنقه يجد من يقوده. ويروى: (مِنْ يجرّه) بدل من يسحبه وهو في معناه. ويروى: (إللِّي يحط) بدل إللِّي يربط. يضرب لمن يعرّض نفسه للإهانة ولهم في هذا المعنى وفيما هو قريب منه أمثال انظرها فيما أوّله: (إللِّي يعمل) وانظر قولهم: (إللِّي يقدّم قفاه) الخ.
- ٤٥٩ - «إللِّي يْرُشَّكْ بِالْمَيَّة رُشُّهْ بِالدَّمّ»
- أي الذي يرميك بالماء ارمه أنت بالدم. والمراد من آذاك بالقليل كان جديرًا بأن تقابله بأكثر مما فعل فلا يلومنّ إلا نفسه.
- ٤٦٠ - «إللِّي يْرَقَّعْ مَا يْدَوِّبْش تِيَابْ»
- داب يعني بَلِيِ عندهم، أي من يتعهد ثيابه بالترقيع فإنه لا يبليها. والمراد من حسن تدبير أموره تستقيم. ويروى: (ما يْدُوبْش دایب وراه مرقّع) أي لا يبلى بالٍ ووراءه من يرقّعه وسيأتي في اليم.
- ٤٦١ - «إللِّي يِرْكَبْ السَّفِينَة ما يسْلَمْش مِنِ الْغَرَقْ»
- أي يكون معرَّضًا للغرق. يضرب لركوب الأمر يتوقع فيه الخَطَر.
- ٤٦٢ - «إللِّي يِرَيَّحَك مِ التُّوم قِلِّةْ أَكْلُه»
- الميم تخفيف من الجارة. والمعنى الذي يريحك من الثوم ويغنيك عن الشكوى من أذى رائحته إقلال من أكله وبعدك عنه ما استطعت. يضرب في استصواب البعد عن الشيء المكروه. ويروى: (عدم أكله) بدل قلة أكله.
- ٤٦٣ - «إللِّي يِزْرَعْ دُرَةْ فِي النَّارُوزْ يِبْقَى قُولَحَهْ مِنْ غِیزْ کُوزْ»
- أي من يزرع الذرة في النيروز القبطي زرعة متأخرًا فلا يجود ولا ينبت له حب وهو مبالغة. والقولحة: هي ما يكون في باطن كوز الذرة وعليها الحب.
- ٤٦٤ - «إللِّي يِزْرَعْ مَا يْخَافْشْ مِن الْعَصْفُورْ»
- أي من كان في قدرته زرع أرضه في قدرته أيضًا طرد الطير عنها، والمراد لا يثنيه عن الزرع خوفه من العصفور وإفساده. يضرب في أن القادر على أمره الماضي فيه لا يثنيه عنه ما في قدرته دفعه.
- ٤٦٥ - «إللِّي يْزَمَّرْ مَا يِغَطِّيشْ دَقْنُهْ»
- أي من أقدم على أمر علانية لا ينبغي له أن يستحي ويستر ما هو دونه، ويروى: (الزمار ما يخبيش دقنه) وسيأتي في الزاي.
- ٤٦٦ - «إللِّي يِسْتِحِي مِنْ بِنْتْ عَمُّهْ مَا يِحبْشْ مِنْهَا غْلامْ»
- أي من حمله الحياء على عدم المطالبة بحقه أو نحو ذلك فعاقبته الخيبة. وقد أورده الراغب الأصفهاني في محاضراته في أمثال عامة زمنه برواية: (من استحى من ابنة عمه لم يولد له منها)68.
- ٤٦٧ - «إللِّي يُسْتُرُهْ رَبُّه مَا يِفْضَحُوشْ مَخْلُوقْ»
- أي من كتب له الستر وأحاطه الله بعنايته فليس في مقدور مخلوق أن يفضحه.
- ٤٦٨ - «إللِّي يِشْبَعْ بَعْدْ جُوعَهْ ادْعُو لُه بِثَبَاتْ العَقْلْ»
- المراد ذكر ما يحدثه الغنى بعد الفقر من البطر والنزق في النفوس.
- ٤٦٩ - «إللِّي يِصَّبَحْ بُهْ يِبِيع أَوْلَادُهْ»
- يضرب لمشئوم الطلعة، أي من يراه في صباحه يحل عليه شؤمه فيبيع ما عنده حتى أولاده وهو مبالغة.
- ٤٧٠ - «إللِّي يِصَّدَقْ بُهْ الْعَوِيلْ يِلْحَسُهْ»
- أي ما يتصدق به العويل، وهو الوضيع الساقط الهمة العالة على الناس، هو أولى بلحسه أي به. يضرب لمن يظهر بما ليس في طوقه. ويضرب أي أيضا لعدم التصديق بما يروى عنه في ذلك، أي لو كان عنده ما يتصدق به كما تقولون لخص به نفسه لأنه أحوج الناس إليه. ويروى: (إللِّي يفرقه العويل يسبقه) وسيأتي، ويرويه آخرون: (إللِّي يصدق به العويل يِشَّدَّق به) أي ليجعله بين أشداقه يتلمَّظ به أي هو أولى بأكله.
- ٤٧١ - «إللِّي يِضْرَبِ الرِّجَالْ مَا يْعِدَّهُمشْ»
- أي من كان في مقدوره ملاقاة الرجال ومقاتلتهم لا يبالى بعددهم ولا تفزعه كثرتهم، فما بال هذا المدّعى الشجاعة أخذ يسأل عن عدد من سيلاقيهم حين اضطر إلى الملاقاة. يضرب للمدّعى يظهر كذبه وقت العمل.
- ٤۷۲ - «إللِّي يْطَاطى لْهَا تُفَوتْ»
- أي الذى لا يصادم حوادث الزمان ويطأطئ لها رأسه تمر عليه وتنقضى. ويرويه بعضهم: (طَاطِي لْهَا تْفُوتْ) بلفظ الأمر وذكر في حرف الطاء. ويرويه آخرون: (مِنْ طَاطَى لْهَا فاتت) وهو من قول العرب في أمثالها: (تطأطأ لها تخطئك) أي أخفض رأسك الحادثة تجاوزك. ومن أمثالهم أي أيضًا: (دع الشر يعبر) يضرب في ترك التعرض للشر.
- ٤۷۳ - «إللِّي يِطْلَعْ لِلْبَلَحْ يَا يِنْزِلْ يَا يُقَعْ يُمُوتْ»
- أي الذي يقدم على المخاطر ويعرّض لها نفسه فأمره بين السلامة والهلاك كالصاعد على النخل فإنه قد ينزل سالمًا وقد يقع فيموت.
- ٤٧٤ - «إللِّي يِطْلَعْ مِ الرَّاس يِوْصَلِ التَّاسْ»
- معنى يطلع يخرج والميم تخفيف (من) الجارّة، والمراد الحثّ على كتمان السر.
- ٤٧٥ - «إللِّي يْعَاشِرْ الحَكيِمْ يُمُوتْ سَقِيمْ»
- هو مبالغة في ذم الإفراط في العمل بالطبّ واتباع الطبيب لأنّه قد يؤدي إلى عكس المقصود والإفراط في كل شيء مضرّ حتى في المفيد، ولعله قريب المعنى من قولهم: (كُتْرِ الْهَرْشْ يِطَلّعِ البَلَا) لأن الهرش في حكم الاستشفاء بحكّ الجسم ولكنّ الإفراط فيه قد يسبب البثور الرديئة العواقب.
- ٤۷٦ - «إللِّي يْعَاشِرْ الْفَتَى يُصْبُرْ عَلَى ميطُهْ»
- لا يقولون فتى إلّا في الأمثال ونحوها. والميط (بالإمالة): يريدون به مطالبه وتكاليفه، وما يُعانَي منه، ولعله من قول العرب: أمر ذو مَيْطٍ، أي شديد، أو من قولهم: مَيّاط للَّعّاب البطَّال لأن معاشرة مثله متعبة، أي
من يعاشر إنسانًا فعليه أن يتحمل أخلاقه.
- ٤۷۷ - «إللِّي يِعْجِبُهْ دِي الْكُحْلْ يِكْتِحِلْ واللِّي مَا يِعْجِبُهْ يِرْتِحِلْ»
- معناه ظاهر، والمراد هذا ما في الإمكان فمن لم يقنع به فليكف عنه وليتركه.
- ٤۷۸ - «إللِّي يِعْرَفْ الشَحَّاتْ بَابُهْ يَا طُولْ عَذابُهْ»
- ويروى: (إللِّي يعرف البَدَوي طريق بابه) والأوّل أكثر. والمراد بالشحات
الشحّاذ، أي السائل. يضرب للملحف في الطلب الكثير الإلحاح.
- ٤۷۹ - «إللِّي يِعْطِيهْ خَالْقُهْ مِينْ يِخَانْقُهْ»
- يخانقه يتشاجر معه، أي من يعطيه خالقه ويخصه بنعمه من يستطيع دفع ذلك عنه وهل تفيد مقاتلته عليه.
- ٤٨٠ - «إللِّي يْعَفَّرْ تَعَافِيْر بِتِجي عَلَى دْمَاغُهْ»
- التعفير: إثارة التراب من الأرض ولا ريب في أن مَنْ يُثيره يهبط على رأسه ويصيبه لا محالة، يضرب لمثير الفتن والشرور وما يصيبه من عواقبها.
- ٤۸۱ - «إللِّي يُعقُدْ عُقْدَه يْحِلَّهَا»
- لأن عاقد العقدة أعرف بها ويحلها وهو المطالب بذلك قبل سواء لأنّه المتسبب.
- ٤٨٢ - «إللِّي يِعْمِلْ إيدُهْ مَغْرَفَهْ يُصْبُرْ عَلَى ضَرْبِ الْحِلَلْ»
- يعمل إيده، أي يجعل يده، والحلل (بكسر ففتح): جمع حلة (بفتح الحاء واللام المشددة) ويريدون بها القدور من النحاس، أي من يتعرض لأمر فليصبر على ما يصيبه منه. وقد نظمه بعض العصريّين فيزجل فقال:69
- ولهم في ذلك أمثال أخرى انظرها فيما أوله: (اللِّي يعمل) وانظر أيضاً: (اللِّي يربط في رقبته حبل) الخ.
- ٤۸۳ - «إللِّي يِعْمِلْ بُه الْجِدْيْ يِعَلَّق بُه الحُمَارْ»
- ويروى: (إللِّي يعمل به القرد ما يعَلَّقش على الحمار) ومعنى: (إللِّي يعمل به) ما يجمع من الأجر على العمل. وقولهم: يعلّق من العلِيق، وهو عندهم العَلَف. والمثل موضوع على لسان القَرَّاد، ومن عادته أن يكون معه حمار وجدي يدرّبهما على اللعب. والمراد الذى أكتسبه من لعب الجدى أو القرد أنفقه على علف الحمار ويذهب تعبي سُدّى. يضرب للأمر لا يفي الربح منه بما ينفق عليه. ويشبهه ما رواه الجبرتى70 في ترجمة افرنج أحمد أوده باشا، وكان من عادتهم أن يكون مركوب صاحب هذا المنصب الحمار، فلمّا ارتقى إلى الصنجقية ركب الفرس وأنفق ما جمعه من منصبه الأول على مظهر المنصب الثاني، فكان يقول: (الذي جمعه الحمار أكله الحصان).
- ٤٨٤ - «إللِّي يِعْمِلْ جَملْ مَا يْبَعْبَعْشْ مِنِ الْعَمَلْ»
- يعمل جمل معناه يجعل نفسه جملاً، أي من ظهر بمظهر العظماء ينبغي له أن لا يشكو من متاعب مظهره. ويروي بعضهم هذا المثل: (لَمَّا إنْتَ عامل جَمل بعبعت ليه أمَّال) وسيأتي في اللام.
- ٤۸٥ - «إللِّي يِعْمِلْ جِمِيلْ يِتِمُّهْ»
- لأن من صنع جيملًا ناقصًا كان كمن لم يصنع شيئًا.
- ٤٨٦ - «إللِّي يِعْمِلْ رُوحُهْ حِيطَه يُشُخُّوا عَلِيهِ الْعِيَالْ»
- أي من عرض نفسه للإهانة أهانه حتى الصغار، فهو من جعل نفسه حائطاً تكون عرضة لبول الصبيان عليها، فهو في معنى: (ومن لا يكرّم نفسه لا يكرّم). وانظر: (إلِّلى يعمل نفسه نخاله تبعتره الفراخ).
- ٤٨٧ - «إللِّي يِعْمِلْ رَيِّسْ يِجِيبِ الرِّيحْ مِنْ قُرُونُهْ»
- الريس ربّان السفينة ، أي من تصدّر للرئاسة حُق عليه أن يأتي بالريح من قرونه، يريدون رأسه، أي يحتال بعقله ويتوسّل بالوسائل التي تسير السفينة فيعطى بذلك الرئاسة حقّها.
- ٤٨٨ - «إللِّي يِعْمِلْ ضَهْرُهْ قَنْطَرَةْ يِسْتَحْمِل الدُّوسْ»
- أي من جعل ظهره قنطرة فعليه أن يتحمل دوس الأرجل. يضرب فيمن يعرّض نفسه لأمر ثم يشكو منه والغالب ضربه فيمن يتعرض للإهانة، ولهم في هذا المعنى أمثال أخرى.
- ٤۸۹ - «إللِّي يِعْمِلْ نَفْسُهْ نُخَالَةْ تِبَعْتَرُهْ الفِرَاخْ»
- أي من يعرض نفسه للإهانة وينزلها في غير منزلها من الكرامة فإنه يهان فلا يلومنّ إلّا نفسه. والمراد بالفراخ الدجاج لأنها مولعة ببعثرة ما تأكله بأرجلها. وانظر: (إللِّي يعمل روحه حيطة يشخوا عليه العيال). ومن أمثال فصحاء المولدين: (من طلى نفسه بالنخالة أكلته البقر) وفي معناه قولهم: (من لم يصن نفسه ابتذله غيره) وقولهم: (من لا يكرم نفسه لا يكرم).
- ٤٩٠ - «إللِّي يِعْمِلُهْ الدِّيبْ يِلِدْ عَلَى الرَّخَمَهْ»
- يلدّ: يلذ لها وترتاح إليه لأن الذئب يفترس الفريسة فتنال هي من فضلاته. والمرء إنما يلذّ للمرء ما يستفيد منه وإذا كان في نفسه قبيحاً مضرًّا بغيره.
- ٤۹۱ - «إللِّي يِعْمِلُهْ الضِّيفْ يِكْلِّمْ بُهْ الْحِلِّي»
- أي ما يفعله الضيف يذيعه صاحب الدار. المراد لا شيء يخفي. وبعضهم يعكس فيقول: (الِّلي بعمله الحلّي يتحاكى به الضيف).
- ٤٩٢ - «إللِّي يِعْمِلُهْ الْفِقي فِي الْبِنَيَّة يِلْتِقِي»
- الفقى (بكسرتين): الفقيه، ويريدون به التالي لكتاب الله، وقد أتوا به هنا للسجع. والبنيَّة (بكسر الأول) عندهم تصغير بنت. والمعنى: ما تفعله الآباء من صالح أو طالح ستلقاء الأبناء، أي يجازى المرء به في أبنائه. والمراد الحث على العمل الصالح.
- ٤۹۳ - «إللِّي يِعيشْ يشُوفْ كِتِيرْ قَالْ والِّلي يِمْشِي يْشُوفْ أَكْتَرْ»
- المراد الضارب في الأرض يرى ما لا يراه المعمَّر القاعد. وقد نظمه بعضهم في مطلع زجل فقال:71
- ونظمه أيضا صاحبنا محمد أكمل أفندي المتوفي سنة ۱۳۲۱ في زجل نظمه لمَّا حلَّ الوباء بمصر سنة ۱۳۲۰ يقول في مطلعه:
- ٤٩٤ - «إللِّي يِغْزِلْ كُلّْ يُومْ مِيَّةْ يِعْمِلْ فِي السَّنَةْ زَعْبُوطْ وِدِفِّيّةْ»
- أي من يغزل كل يوم مائة خيط يصنع منها في السنة هذين الثوبين. والمراد من داوم على العمل ولو كان تافها جنى منه مع الزمن الشيء الكثير.
- ٤۹٥ - «إللِّى يِفْتَحْ بَابْنَا يَاكُلْ لِبَابْنَا»
- اللباب (بكسر أوله وصوابه الضمّ) يريدون به لباب الخبز، أى من برّنا بالزيارة والسؤال عنّا كان حقيقًا بالإكرام. وفى رواية: (مِن زَق بابنا أكل لباينا) وسيأتي فى الميم.
- ٤۹۹ - «إللِّى يِفَتِّشْ وَرَا النَّاسْ تِفَتِّشْ النَّاس وَرَاهْ»
- أى من ولع بالبحث فى أمور الناس والتنقيب عن نقائصهم دعاهم إلى مقابلته بمثل ذلك ولو کف کفوا. والعرب تقول فى أمثالها: (مَن غربل الناس نخلوه) أى من فتَش عن أمور الناس وأصولهم جعلوه نخالة، كذا فى أمثال الميدانى.
- ٤۹۷ - «إللِّى يِفْتِنْ لَكْ يِفْتِنْ عَلِيكْ»
- الفتنة يريدون بها الوشاية، أى من ينقل إليك ينقل عنك فحاذر منه ولا تركن إليه. وفى معناه قول أبي الأسود الدؤلى:
- ٤۹۸ - «إللِّي يِفَرَّقُهْ العَوِيلْ يِسِفُّهْ»
- العويل عندهم الساقط الهمة الدنيء الذى يعيش من فضل غيره ويرضى أن يكون عالة على الناس. والمعنى أن ما عند هذا الرجل قليل هو أولى بأكله من أن ينفقه على غيره. يضرب لمن يظهر بما ليس فى طوقه. ويضرب أيضا لعدم التصديق بما يروى من كرم مثله. وبعضهم يزيد فى أول المثل: (شىء اسمُهْ هِفه) والظاهر أنها زيادة لا معنى لها سوى إرادة السجع. وبعضهم يرويه: (عَويلْ قَالْ لهْ كَفَّةْ اللي تْفَرّقهْ سِفه) وسيأتي ذكره في حرف العين المهملة. وانظر: (إللي يصدّق) الخ وهو رواية أخرى فيه تقدمت.
- ٤۹۹ - «إللِّي يْقَدِّمْ قَفَاهْ للسَّكْ يِنْسَّكْ»
- أى من عرّض نفسه للإهانة يهان. وفى معناه قولهم: (لولَاك يا لسانى ما انسكّیتْ يا قفايا) وسيأتى فى حرف اللام. وانظر: (اللِّى يربط فى رقبته حبل) الخ.
- ٥٠٠ - «إللِّى يُقُولْ أَبُويَا وِجِدِّي يِوَرِّينَا فِعْلُهْ»
- أى من يفخر بآبائه وأجداده كان عليه أن يرينا فعله هو ليدل به على أنه ابن هؤلاء الأمجاد وإلا فالاقتصار على الفخر بالعظم الرميم لا يفيد.
- ٥٠١ - «إللِّى يُقُولْ لِمْرَاتُهْ يَا عُورَةْ تِلْعَبْ بَهَا النَّاسِ الكورَةْ»
- أى من أهان زوجته وعيرها بعيوبها أهانها الناس واستخفوا بها.
- ٥٠٢ - «إللِّى يُقُولْ لِمْرَاتُهْ يَا هَانِم يِقَابلوهَا عَلَى السَّلَالِمْ»
- أى من يكرم زوجته ويعظمها يعظمها الناس.
- ٥۰۳ - «إللِّى يُقُولْ مَا أَعْرَفْشْ مَا تِتْعَبْشْ مِنُّه واللِّى يُقُولْ مَا أَقْدَرْشْ تِتْعَبْ مِنُّهْ»
- لأن من قال لا أعرف جاهل فيمكن تعليمه، وأما الذى يقول لا أقدر ضعيف لا قوة له فلا حيلة فيه.
- ٥٠٤ - «إللِّى يُقُولْ نَارْ يِنْحِرِقْ بُقُّهْ»
- البق (بضم الأول وتشديد القاف) يريدون به الفم، والمراد التحذير مما يضر بالعبد عنه وعدم التفوه باسمه، وهو من المبالغة. ويقعدون بالمثل النهى عن اللغط والخوض فيما لا تؤمن مغبته من الكلام.
- ٥٠٥ - «إللِّى يْكبَّرِ الْحَجَرْ مَا يْصِيبْ»
- وذلك لأن الحجر الكبير ثقيل لا يستطاع به إحكام الرمي وإصابة الهدف. يضرب فى أن الكيد للعدو لا يكون بالتهويل وإنما يكون بالرأى الدقيق النافذ.
- ٥٠٦ - «إللِّى يِكْدِبْ نهَارِ الْوَقْفةْ يِسْوَدْ وِشُّهْ نَهَارِ الْعِيدْ»
- الوش (بكسر أوله مع تشديد الشين) يريدون به الوجه. والوقفة: وقفة الحجاج بعرفات وتكون فى اليوم الذي قبل يوم عيد الأضحى، أى من يكذب اليوم يظهر كذبه فى غده. والمراد أن الكذب لا بد من ظهوره.
- ٥٠۷ - «إللِّى يِكْرَهَكْ يقُولْ كلْ منْ قُدّامَكْ»
- أى من يبغضك يقول لك كل مما يليك ولا يتركك تتخير ما تشاء من الطعام، أى من يبغضك يحاول صرف النفع عنك حتى فى هذا.
- ٥٠٨ - «إللِّى يِكْرَهُهْ رَبِّنَا يِسَلَّطْ عَليْه لِسَانُه»
- أى إذا أبغض الله عبدًا ابتلاه بلسانه، أى بذم الناس فيكثر بينهم مبغضوه.
- ٥٠٩ - «إللِّى يْلَاعِبِ التِّعْبَانْ لَا بُدَّ له مِنْ قَرْصَهْ»
- لأن من طبعه اللدغ. والمراد من يعرض نفسه للمتعود على الأذى فلا بد من أن يصاب. وانظر: (اللِّي يلعب بالقطة) الخ. ومن أمثال المولدين فى مجمع الأمثال للميداني: (الحاوي لا ينجو من الحيات).
- ٥۱۰ - «إللِّى يْلَاقِي مِنْ يِطْبُخْ لُهْ ليهْ يِحْرَقْ صَوَابْعُه»
- أى من وجد من يكفيه مؤونة الطبخ لماذا يتعرض له ويعرض أصابعه لما قد يصيبها من الحرق. يضرب المكفى المؤونة فى أمر غير مأمون الضرر يتعرض له بنفسه لحماقته. وهو كقول بعضهم: (إذا رزقك الله مغرفة فلا تحرق يدك) أورده الميداني فى أمثال المولدين وقال: يضرب لمن كفى بغيره. وفى المخلاة لبهاء الدين العاملى: (لا تتكلف ما كُفيت)73.
- ٥۱۱ - «إللِّى يِلْزَمْ لِلبيت يِحْرَم عَ الْجَامِعْ»
- أى ما تحتاج إليه الدار يحرم على المسجد. والمراد لا صدقة إلا بعد الكفاية. وسيأتى فى الحاء المهملة: (حصيرة اليت تحرم ع الجامع) وقولهم: (الحسنة ما تجوزش إلا بعد كفو البيت) وانظر فى الزاي: (الزيت إن عازه البيت حرام ع الجامع).
- ٥۱۲ - «إللِّى يِلْعَبْ بِالْقطْة مَا يِسْلَمْشْ مِنْ خَرَابِیشْهَا»
- أى من يلاعب الهرة لا يأمن من أذى أظفارها، والمراد من يعرض نفسه لما يتوقع
- منه الأذى لا يأمن من أن يصيبه. ويروى: (الِّلى يمسك القطة تخربشه). وانظر: (الِّلى يلاعب التعبان لا بد له من قرصه).
- ٥۱۳ - «إللِّى يْمِدّ رِجْلُهْ مَا يْمِدِّشْ إيدُهْ»
- أى من مد رجله ولم يعبأ بالناس لا يحق له مد يده لسؤالهم لأنه بذلك ظهر بمظهر المستغنى عنهم فكيف يصح له استجداؤهم بعد ذلك . ومن طريف ما يروى فى زيارة السلطان عبد العزيز العثمانى لمصر سنة ۱۲۷۹ أنه كان بها رجل مجذوب يقال له على بك كِشْكِش، ولفظ كشكش تستعمله العامة لدعاء الكلاب لقّبه الصبيان به فلزمه، فلما زار السلطان المشهد الحسينى مر فى خان الخليلى على فرس والأمراء مشاة حوله وزين له التجار حوانيتهم، وكان علي بك كشكش جالساً فى حانوت أحدهم، فلما مر به السلطان مد رجليه قال له بالتركية: (هل أعطيك ثمن القهوة) وأفهموا السلطان حالته فأمر له بصلة فأبى أخذها وقال لحاملها: قل لسيدك من مد رجله لا يمد يده.
- ٥١٤ - «إللِّى يِمْسِكِ الْقُطّةْ تْخَرْبِشُهْ»
- انظر: (إللِّى يلعب بالقطة) الخ.
- ٥١٥ - «إللِّى يِنْزِلِ الْبَحْرِ يِسْتَحْمِلِ الْمُوجْ»
- أى من زج بنفسه فى المخاوف فليوطنها على تحمل شدائدها والصبر عليها.
- ٥١٦ -«إللِّى يِنْشِحِتْ بِالْبُقّ يِتَّاكلْ بإِيهْ»
- البُق (بضم الأول مع تشديد القاف): الفم. وأيه (بالإمالة) أى شىء. والمراد أن الهدية تهدی ولا تطلب. وانظر فى التاء: (التمر ما يجيبوش رسائل).
- ٥١٧ - «إللِّى يِنْشِرِي مَا يِنْشِهِى»
- أى المعروض للبيع لا يشتهى. والمراد لا تقلق النفس به وتتمناه ما دام الحصول عليه ميسراً، وإنما تتعلق بالممنوع أو المفقود.
- ٥۱۸ - «إللِّى يِنْوِي عَلَى حَرْقِ الأجْرَانْ يَاخْدُهْ رَبِّنَا فِى الْفِرِيكْ»
- الأجران جمع جرن (بضم فسكون) وهو البيدر بداس فيه القتّ. والفريك (بكسرتين وصوابه بفتح فكسر): القمح بلغ أن يفرك وهو زمن يكون بعده الحصد، أى من نوى إحراق بيادر القمح يميته الله قبل الحصد، أى يجازيه على نيته ويكفى الناس شره. يضرب للسيء النية ينال جزاءه قبل إدراك بغيته.
- ٥١٩ - «إلْهِى الْكلْبْ بِعَضْمَةْ»
- أى ارم له عظماً يلهو به عن عقرك. يضرب للوضيع النفس يسكته القليل التافه ويلهيه.
- ٥۲۰ - «أُمُّ الأخْرَسْ تِعْرَفْ بِلُغى أبْنَهَا»
- أى إن أم الأخرس لتعودها على إشاراته تعرف لغته وتفهم مايريد. ويروى: (الخرسة تعرف بلغى ابنها) وسيأتى فى الخاء المعجمة.
- ٥۲۱ - «أُمُّ الأَعْمَى أَخْبَرْ بِرْقَادُهْ»
- انظر: (يا أم الأعمى رقدى الأعمى) الخ.
- ٥۲٢ - «أُمّْ بَرْبُورْ تِجِيبِ الشَّابَّ الغَنْدُورْ»
- البربور (بفتح فسكون فضم) المخاط السائل من الأنف. والغندور بهذا الضبط المعجب بحسنه، المتأنق في هيئته. ومعنى تجيب تجيء بكذا. والمراد هنا تلد، أى قد تنجب البلهاء.
- ٥۲۳ - «الأُمُّ تْعشِّشْ والأَبِّ يْطَفِّشْ»
- تعشش: تحوط العش. والمراد تحوط الصغار وتحنو عليهم. ومعنى يطفش يجملهم يطفشون، أى يشردون. يضرب لبيان حنان الأمهات.
- ٥٢٤ - «أُمّْ عَبَرْ جَلَّابِة الْخَبَرْ»
- المراد بالعبر (بفتحتين) العبر (بكسر ففتح) وإنما فتحوا أوله ليزاوج الخبر. يضرب للمرأة القتاتة المولعة بالوقوف على أخبار الناس والتحدث بها القديرة على الوصول إلى الخافي المكتوم منها.
- ٥۲٥ - «أُمّ الْقُعُودْ فِى الْبِيتْ تُعُودْ»
- القعود: الصغير من البعران. والمراد بأمه هنا من كان لها ولد من النساء ومثلها إن غاضبت زوجها وفارقته لا تلبث أن تعود شوقاً لولدها. يضرب لكل مفارق ترجی عودته لسبب قاهر.
- ٥٢٦ - «أُمّ قْويقْ عَمَلِتْ شَاعْرَةْ فِى السِّنِينِ الْوَاعْرَةْ»
- ٥۲۷ - «إمْتَى طِلِعْتِ الْقَصْرْ قَالِ امْبَارِحْ الْعَصْرْ»
- أى قيل له، متى صعدت إلى القصر؟ فقال، أو قال لسان حاله: أمس وقت العصر، أى لم يمض على ذلك غير ليلة واحدة ومن كان هذا شأنه لا يعد من المعرقين فى المعالى. يضرب لحديث العهد بالنعمة. وفى معناه قولهم: (نام وقام لقی روحه قايممقام) وسيأتى فى النون.
- ٥۲۸ - «إِمْسَكِ البَاطِلْ لَمَّا يْجِيكِ الْحَقّ»
- أى تمسك به حتى يظهر لك الحق فتتبعه.
- ٥٢٩ - «إِمْسَكِ الْحَبْلْ يِدِلّكْ عَلَى الْوَتَدْ»
- أى اتبع أثر الشىء أو ما له ارتباط به تدلك عليه ويرشدك إلى مكانه.
- ٥٣٠ - «إِمْسَكِ صُبَاعَكْ صِحيحْ لَا يِدْمِى وَلَا يْقِيحْ»
- أى احفظ أصبعك ولا تعرّضه لما يتلفه يظل سليمًا لا يصيبه دم ولا قيح. والمراد احفظ نفسك أو عرضك أو صيتك وسمعك ولا تلوّثها بما يشين تعش بعيداً عن الدنس سليماً من العيوب.
- ٥٣۱ - «إمْشِى دُغْرِى يِحْتَارْ عَدُوَّكْ فيكْ»
- دُغرى (بضم فسكون) كلمة دخيلة عندهم من التركية، وأصلها طغْرِي. ومعناها الاستقامة فى السير. والمراد هنا الزم الاستقامة فى أمورك تحيّر عدوك وتسد فى وجهه سبل الطعن فيك والنيل منك.
- ٥۳٢ - «إمْشِى سَنَهْ وَلَا تْخَطِّى قَنَهْ»
- وفى رواية (لفّْ سَنَهْ) والقَنَة عندهم ويسمّونها بالقَنَاية أيضاً محرفة عن القناة. والمراد الجدول الصغير للماء. والمعنى لا تجازف بعبور الأنهر ولو كان النهر قناة صغيرة، بل خير لك أن تسير مقدار سنة على قدميك حتى تصل للمكان الذى تريده من أن تعرّض نفسك لخطر الغرق بركوب الماء ولو كان الوصول منه قريباً، ومن رواه (لفّ) يريد دُرْ وطُفْ. وفى معناه: (ظراط البِل ولا تسبيح السمك) وسيأتى فى الظاء. وانظر: (امشى يوم ولا تطلع کوم).
- ٥۳۳ - «إمْشِى عَلَى عَدُوَّكْ جَعَانْ وَلَا تِمْشِى عَلِيهْ عِرْيَانْ»
- أى لا تظهر له حالك فيشمت بك.
- ٥٣٤ - «إمْشِى فِى جَنَازَةْ وَلَا تِمْشِى فِى جَوَازَةْ»
- الجواز عندهم: الزواج، والمراد النهى عن التوسط فى الزواج لما يقع على الوسيط من اللوم إذا تنافر الزوجان.
- ٥۳٥ - «إمْشِى يُومْ وَلَا تِطْلَعْ كُومْ»
- الكوم: التلّ، أى إذا اعترضك فى طريقك لا تصمد عليه فربما زلّت قدمك وأنت صاعد واجعل سيرك فى السهل المنبسط ولو بَعُد الطريق. يضرب فى الحثّ على عدم المجازفة. وفى معناه: (امشى سنه ولا تخطى قَنَه).
- ٥٣٦ - «إِمْلَا إيدَكْ رَشّ تمْلَاهَا قَشَّ»
- الرش بریدون به الشيء المرشوش، وهو مصدر وُصف به. والقش عندهم العيدان،
- أى أملأ يدك من البزر وأكثر منه تملأها بعد ذلك من النبات. وانظر فى حرف الميم (ما حشّ إلّاّ بن رشّ).
- ٥٣٧ - «أًمُّهْ عَيَّاشَهْ وِعَامِلْ بَاشَا»
- الباشا: من ألقاب الرتب العالية. وعامل، أى جاعل نفسه. والمعنى أمه تبيع الخبز لفقرهم وهو متعاظم. يضرب لن يتظاهر بالعظمة الكاذبة.
- ٥۳۸ - «أَمِيرْ وِعَاقِلْ لَا يْهِشْ وَلَا يْنِشّ»
- الهَشْ يريدون به طرد الدجاج ونحوها. والنشّ أكثر ما يستعملونه فى طرد الذباب. والمراد التهكم، أى أمير وعاقل رزين لا يتحرّك ولا يعمل عملا. بضرب للعديم النخوة المستضعف.
- ٥۳٩ - «إنْ أَتَاكْ الْمَطَرْ إِدِّى لُهْ ضهْرَكْ وِإنْ أَتَاكِ المَرِيسِى اِدَّارَى مِنُّه»
- إدّى بمعنى أَعْطِ، وأصله من أَدَّى له كذا يؤديه. والضهر: الظهر. والمريسى (بكسرتین والصواب فتح أوله): الريح الجنوبيّة نسبة إلى المَرِيسى بلدة جنوب القطر المصرى. أى إذا أتاك المطر أوله ظهرك حتى لا يصيب وجهك وإدا أتاك المريسى توَارَ منه جملة. يضرب فى ذم هذه الريح.
- ٥٤٠ - «إنِ اتْعَانْدُوا الْحَمَّارَةْ بِسَعْدِ الرُّكابْ»
- لأنهم بذلك يتبارون فى تنقيص الكراء، وهو من حظ الراكبين. والمراد بالحمارة المكارية اللذين يکرون حمير، والأكثر فى رواية هنا المثل: (خِنَاق الحمارة بسعد الركاب) وقد ذكر فى الخاء المعجمة.
- ٥٤١ - «إِنْ اتْفَرَّقِتْ الْحمْلَة انْشَالِتْ»
- انشال، أى رُفع وحل، والمعنى ظاهر. وفى معناه قولهم: (فرق شِمله يخف حمله) وسيأتى فى الفاء. وللسرى الموصلى:
- ٥٤٢ - «إنِ اْتهَدّمْ بيتْ أخُوكْ خُدْ مِنُّهْ قَالِبْ»
- أى إن هدم بيت أخيك فخذ منه ولة آجُرَّة. والقالب معناه الآجرة، ويقولون فيه: قالب طوب، والمراد متى كانت الغنيمة نهبًا مقسمًا فلا تخل نفسك منها ولو كانت لأقرب الناس إليك لأنها ذاهبة على كل حال. ويرويه بعضهم: (إن خرب أبوك خد لك منه قالب).
- ٥٤٣ - «إنَ أسْعَدَكْ إِوْعَدَكْ»
- يريدون بالإيعاء الوعد، أى إن كتب الله لك أن تكون سعيداً فقد قدّر ذلك من الأزل فكأنك موعود به قديما. والعامة تقول: فلان موعود بكذا، أى مقدّر له وانظر فى معناه: (السعد وعد).
- ٥٤٤ - «إنِ أسْمَاكْ غَنَاكْ»
- أى إن رزقك الله إسمًا، أى صيتًا وشهرةً فقد يسر لك الغنى لأنك تناله بذلك.
- ٥٤٥ - «إِن أَطْعَمْت إِشْبَعْ وِإنْ ضَرَبْتْ إِوْجِعْ»
- المراد كن عظيما فى الخير والشرّ. ومن أمثال العرب فى المعنى الثانى: (إن ضربت فأوجع وإن زجرت فأسمع).
- ٥٤٦ - «إنِ أَعْجَبَكْ مَالَكْ بِیْعُه»
- أى لئلا تصيبه بالعين فيتلف. والمراد بالمال ما يملك من صامت أو ناطق وفى معناه من أمثال الفصحاء المولدين: (بع الحيوان أحْسَنَ ما يكون فى عينك).
- ٥٤٧ - «إن أَقبَلِت نَامْ وِالنُّومْ فِيهَا تْجَارَة وِإنِ ادْبَرِت نَامْ وِالْجَرْىْ فِيهَا خْسَارَةْ»
- نام، أى نم، أى لا يضر السكون مع الإقبال، ولا يفيد السعى مع الإدبار.
- ٥٤٨ - «إنْ تّفِّيتْ لِفُوقْ جَتْ عَلَى وِشِّى وِإنْ تّفِّيتْ لِتَحْتْ جَتْ عَلَى حِجْرى»
- أى إن تفلت إلى فوق عادت التفلة إلى وجهى وإن تفلت إلى تحت أصابت حُجرْ ثيابى
- فأنا مصاب فى الحالتين بما أفعل. يضرب للقريب لا يستطيع إساءة أقاربه بمثل إساءتهم إليه لأن ما يصيبهم من أذى أو شين يصيبه كما قال الشاعر:
- ومثله للمتلمس:
- وقال آخر:
- وانظر فى معناه قولهم: (عيبك يعيبنى ياردىّ الفعايل) وسيأتى فى العين المهملة.
- ٥٤٩ - «أَنَا أَخْبَرْ بِشَمْسْ بَلَدِي»
- أى إن كانت تضرّ أو تنفع، والمراد صاحب الدار أدرى بالذى فيها. وانظر فى معناه: (كل واحد عارف شمس داره تطلع منين) وسيأتى فى الكاف: وفى كتابات الجرجانىّ78: (ويقولون أعرف بشمس أرضه كناية عمّن تزداد معرفته بالشىء عن معرفة صاحبه) انتهى. ونظمه ابن أبى حجلة بقوله ومن دیوانه نقلته:
- ٥٥٠ - «أَنَا رَايحْ مِنْ حَدَاكْ قَالْ تِرِيّحْنِى مِنْ فِسَاكْ»
- حداك محرف عن حذائك. والمراد من عندك. والمعنى إذا كان عزمك على الرحيل عنّى هو مبلغ تهديدك لى فبها ونعمت لأنّه يريحنى من فسائك، أي
من أذاك وقبائحك. يضرب للمهدّد بأمر تكون فيه المصلحة.
- ٥٥١ - «أَنَا غَنِيَّةْ وَاحِبِّ الْهِدِيَّةْ»
- هو على لسان الطَمِعة الشرهة لما فى أيدى الناس مع ماهى فيه من
السعة. يضرب فى ذم هذا الطبع.
- ۲ه٥ - «أنَا فيكْ بَدَادِى وِانْتَ بِتْقَطَعْ أوْتَادِى»
- بدادى أى بأدادى بادخال الباء على أدادى. ومعناه أواسيك وأعتنى بك كما تعمل الدَادَة، وهى المربّية، وأنت تجازينى بقطع أوتادى وتقويض خیامي. يضرب فى مقابلة الخير بالشرّ.
- ٥٥۳ - «أَنَا كْبِير وِأنْتَ كْبِيرْ وِمِينْ يُسُوقِ الحمِير»
- أى ما دام كلانا متعاظماً عن العمل تعطّلت مصالحنا. والصواب فى هذا المثل: (لَمَّا أنا أمير وأنت أمير مين يسوق الحمير) وسيأتى فى اللام.
- ٥٥٤ - «أَنَا مَابارِيدُهْ وِإِبنِى يمدّ إِيدُهْ»
- أى أنا لا أريد هذا الشيء وولدى يمدّ يده إليه. والمراد يتظاهر بذلك ويقوله ثمّ يسلّط ابنه عليه. يضرب لن يتظاهر بكف يده عن الشىء ويحوزه بوسيلة أخرى.
- ٥٥٥ - «أنَا مَا بَجِيكُمْ وِابْنِى يِجِى يْهَنِّيكُمْ»
- يضرب للمعرض من قوم فإذا وقع ما يدعو إلى زيارتهم أرسل من ينوب عنه، فكأنّ لسان حاله يقول هذا ممتنًّا عليهم بصلة الود.
- ٥٥٦ - «أنَا وْحَبِيبِى رَاضِى وِأنْتَ مَالَكْ يَا قاضى»
- أى إذا كان من يعنيهما الأمر قد تراضيا فيه واتَّفقا ما شأن هذا الثالث الداخل بينهما بالاعتراض. وهو من قولهم فى الأمثال القديمة: (اصطلح الخصمان وأبى القاضي). أورده ابن شمس الخلافة فى كتاب الآداب79. والمثل العامّى قديم من أمثال النساء التى أوردها الأبشيهى فى المستطرف ولكن برواية: (إذا كان زوجى راضى أيش فضول القاضى)80.
- ٥٥٧ - «أنَا وَخُويَا عَلَى ابْنِ عَمِّى وَأَنَا وِابْنِ عَمِّى عَلَى الْغَرِيبْ»
- أى أخى أقرب إلى من ابن عمى فأنا مساعد له عليه، وابن عمى أقرب إلى من الغريب
- فأنا له كذلك. ومثله ما روى عن بعض الأعراب وقد سئل عن ابن العم فقال: (عدوك وعدو عدوك)81.
- ٥٥۸ - «إنتَ تْرِيدْ وَأَنَا أُرِيدْ وَرَبِّنَا يَفْعَلْ مَا يُرِيد»
- أى ليس الأمر بإرادتى وإرادتك بل بإرادته تعالى فهو الفعّال لما يريد.
- ٥٥٩ - «إنتَ شِيخْ وَاْلَّا حَدْ قَالْ لَكْ»
- يضرب فى الاستغراب من معرفة المخاطب بأمر لم يخبره به أحد، أى أأنت ولىّ يعلم الغيب حتى عرفت ما فى نفسى أم أخبرك أحد به. ويروى: (إنت عارف) بدل إنت شيخ والأول أكثر.
- ٥٦٠ - «إنْتَ غْلِيتْ وِالرُّزّْ رُخُصْ»
- يضرب فى عتاب الصديق الهاجر المبتعد عن أصحابه، وليس المراد تخصيص الأرز بالرخص بل المعنى هل كان ابتعادك عنا لأنك غلوت الآن فعلوت عن زيارتنا مع أن کل شىء رخص.
- ٥٦١ - «إنْتَ نَبِى وَاْلَّا كَوَالِينِى»
- الكوالينى: بائع الكوالين أو صانعها، وهى عندهم الأقفال. يضرب للمتعرض لما ليس من شأنه الخالط بين عمل وعمل.
- ٥٦٢ - «إِنْ جَا الْحَقْ فِى الْحَقْ قَتَلُهْ»
- يضرب لمن يطالب شخصاً بحق وعليه له مثل ما يطالبه به، أى لا معنى للمطالبة وهذا الحق يمحو ذاك.
- ٥٦٣ - «إِنْ جَارْ عَلِيكْ جَارَكْ حَوِّلْ بَابْ دَارَكْ»
- ٥٦٤ - «إِنْ جَاعُمْ زَنُّمْ وَإِنْ شِبْعُمْ غَنُّمْ»
- أى إن جاعوا صاحوا وأجلبوا وإن شبعوا أكثروا من الغناء فهم فى جلبة على كل حال. يضرب للكثيرى الجعجعة والصخب فى الرضا والغضب الذين لا يرضيهم إلا إقلاق الناس.
- ٥٦٥ - «إِنْ جَاكِ الْقِرْدْ رَاقِصْ طَبِّلُّهْ»
- أى أعنه على عمله فذلك لا يضيرك فإن ضلاله عائد عليه، ولو عارضته مع تشبثه به لا تستطيع إرجاعه.
- ٥٦٦ - «إِنْ جَاكِ النِّيْلْ طُوفَان خُدْ إبْنَكْ تَحتْ رِجْلِيكْ»
- يضرب للمبالغة فى محبة المرء نفسه، والمراد اجعل ولدك تحت قدميك لتعلو به فلا يغرقك الماء، أى نفسك مفضلة على كل شىء حتى الولد. ويروى: (إن جاك البحر) بدل النيل. ويروى أيضاً: (إن جاك الهم طوفان حُط وِلْدَك تحت رجليك) أى اطرحه واهتم بنفسك، وهو فى معنى قولهم: (فؤادى ولا أولادى) وسيأتى فى الفاء. وفى معناه ما أنشده ابن الفرات فى تاريخه لابن حمدان:
- ٥٦٧ - «إِنْ جَتْ تِسْحَبْ عَلَى شَعْرَهْ وِأنْ وَلِّتْ تِقْطَّعِ السَّلاسِلْ»
- أى إن أقبلت الدنيا يسّرت لك العظيم، حتى تقوده إليك بشعرة، وإن ولّت وأدبرت عسّرته وقطعت سلاسلك دونه، وله قصة يروونها عن السلطان حسن بن محمد بن قلاوون أحد ملوك الدولة التركية بمصر خلاصتها أنّه لمّا خلع من الملك هرب مع غلام له وأوقر بغلاً يوقر من المال علّقه على ظهره بسلاسل من ذهب، فلمّا عبرا النيل تقطعت السلاسل وغرق المال ثم طوّف فى البلاد ما طوّف وعاد يتجسّس الأمور، فمرّ بذلك المكان الذى كان عبر منه وقعد يصطاد فعلق الشصّ بحمل المال وأخرجه من الماء، فنطق السلطان بهذا المثل واستدّل بذلك على الإقبال بعد الإدبار
- وسعى في طلب ملكه فأعيد إليه. والقصة لا أصل لها في التاريخ. وانظر في معناه: (المولْيّة تقطّع السلاسل).
- ٥٦٨ - «إِنْ حَبَّتَكْ حَيَّةْ اطَّوَّقْ بَهَا»
- أي أن أحبّتك حيّة لا تخش من أذاها وتطوق بها مطمئنًا. يضرب في أن المؤذي إذا أحبّ وأخلص لا يؤذى من يحبّ. ويذهب بعضهم إلى أن المراد منه كافئ على المحبّة بالمحبّة ولو كان المحب مؤذيًا طبعًا.
- ٥٦٩ - «إِنْ حَضَرْ العِيشْ يِبقَى الْمِشّ شَبْرَقَةْ»
- المشّ (بكسر الميم وتشديد الشين المعجمة): الجبن القديم المخزون، وهو طعام رديء. والشبرقة يريدون بها التمتع بلذائذ الأطعمة الزائدة عن حاجة الشبع. والمراد إذا حصل المرء على الخبز، أي على الضروري من طعامه كفاه حتى يعدّ المش و نحوه زائدًا لا حاجة إليه أي في حكم ما يتفكه به. يضرب القناعة بما يقيم الأوّد.
- ٥٧٠ - «إِنْ حَلَقْ جَارَكْ بِلّ أنْتَ»
- أي إذا حلق جارك شعره أو لحيته بل أنت شعرك بالماء استعدادًا لحلقه. يضرب في وجوب الاعتبار بالغير والتنبه للنذُر. وفي معناه قولهم: (إن شفت المزيّن بيحلق لحية جارك صبّن لحيتك) وسيأتي.
- ٥۷۱ - «إِنْ حِلِي لَكْ زَادَكْ كُلُهْ كُلُّه»
- انظر: (إن طاب لك عيشَكْ كُلُهْ كُلُّه).
- ٥۷۲ - «إنْ خَانِقتْ جَارَكْ إِبْقِيهْ وِإِنْ غَسَلْتْ تُوبَكْ إِنْقِيهْ»
- خانقت، أي شاجرت، وأصله من الأخذ بالخناق عند المشاجرة. والمراد إذا أغضبت جارك لا تبالغ إبقاء على مودتّه للجوار، وأما ثوبك فبالغ في إنقائه وتطهيره من الدنس إذا غسلته، أي كن حكيمًا في وضع الأمور مواضعها.
- ٥۷۳ - «إِنْ خُرُبْ بيتْ أَبُوكْ خُدْ لَكْ مِنُّهْ قَالِبْ»
- انظر (إن اتهدّم بيت أخوك) الخ.
- ٥۷٤ - «إِنْ خَسِّ الْمَلِيحْ يِسَاوِي النَّاسْ وِأنْ دِبْلِتْ الْوَرْدَةْ رَوَایِحْهَا فيها»
- انظر: (إن دبل الورد ريحته فيه).
- ٥٧٥ - «إِنْ خَسَّعِ الْحَجَرْ يكُونِ الْعيبْ مِنِ الْقَاعْدَةْ»
- الخِسِع (بكسرتين) يريدون به الرخو الذي لا يتحمَّل، ثم اشتقّوا منه فعلًا فقالوا خَسَّع. والمراد إن اختل البنيان فالعيب من قاعدته، أي أسّه. وفي معناه: (إن كان في العمود عيب) الخ.
- ٥٧٦ - «إِنْ خَفِّ السَّقِيلْ يِبِقَى طَاعُونْ»
- السقيل: الثقيل يريدون إذا خفت روحه فغاية أمره أن طاعونًا يصيب الناس، وهو مبالغة في ذمّه، وهم يكنون عن الثقيل بالطاعون وبالحمّى فيقولون: فلان طاعون، وفلان حُمّى، أي ثقيل جدًّا.
- ٥۷۷ - «إنْ خُفْتْ مَا تْقُولْ وِإنْ قُلْتِ مَا تْخَافْ»
- أي إذا كنت تخشى مغبة قولك فمن الحزم أن تسكت وتدع القول، وأمَّا إذا سبق السيف العذل وقلت فمن العجز أن تظهر الخوف بعد ذلك.
- ٥٧٨ - «إِنْ دِبِلْ الْوَرْدْ رِيْحْتُه فيهْ»
- أي مهما يذبل الورد تبق رائحته فيه. ويرويه بعضهم: (إن خّسّ المليح يساوي الناس وإن دبلت الوردة روايحها فيها) ومعنى خسّ عندهم ضعف وهزل لأنّ المليح يفوق غيره في الملاحة فإذا هزل لم يشنه مزاله، وغاية ما يصيبه أن يكون في مستوى غيره من الناس. ويروى: (تدبل الوردة وريحتها فيها) وسيأتي في المثنَّاة الفوقية.
- ٥٧٩ - «إِنْ دَخَلْتْ بَلَدْ تِعْبِدْ عِجِلْ حِشّْ وِاطْعِمُهْ»
- أي لا تتجاهر بالإنكار على قوم أجمعوا على أمر بل وافقهم فيه وساعدهم عليه فإنك لا تأمن شرّهم إن خالفتهم وجهتهم بالإنكار. وفي معناه قول فتح الله البيلونيّ من شعراء القرن الحادي عشر84: إذا ابتُليت بسلطان يری حسنًاعبادة العجل قدّم نحوه العلفا
- أي لا تتجاهر بالإنكار على قوم أجمعوا على أمر بل وافقهم فيه وساعدهم عليه فإنك لا تأمن شرّهم إن خالفتهم وجهتهم بالإنكار. وفي معناه قول فتح الله البيلونيّ من شعراء القرن الحادي عشر84:
وفي كتاب الآداب لابن شمس الخلافة: (قارب الناس في عقولهم تسلم من غوائلهم85).
- ٥٨٠ - «إِنْ دِرِي جُوزِكْ بِغَيبْيِك كّمِّلي يُومِكْ وِليْليِكْ»
- أي متى علم زوجك بغيبتك فقد قضي الأمر فاستمري فيما أنت فيه لأنّ حضورك لا يبرّئك عنده. يضرب للأمر وضح و ظهر ولم يعد التستر يفيد فيه.
- ٥٨١ - «إِنْ رَأَيتْ أَعْوَرْ عَبَرْ إِقْلِبْ حَجَرْ»
- أي اقلب وراءه حجرًا حتى لا يعود وكأنهم يريدون سدّ عليه الطريق، وذلك لأنهم يرمونه بالخبث والمكر تحكما تحكمًا كما يصفون كلّ ذي عاهة بالتجبّر.
- ٥۸۲ - «إِنْ رُحْتْ لِلْمِشّنَّة خُدْ عَصا ويَّاكْ»
- المشنة (بكسر ففتح مع تشديد النون): طبق للخبز كبير يصنع من العيدان. ومعنى وياك معك، أي لا تدع الاحتراس ولو كنت ذاهبًا لطبق الخبز مع قربه منك في دارك وعدم وجود من يقاتلك عليه.
- ٥٨٣ - «إِنْ رُخْصِتْ اللَّحْمَةْ رُخْصِتِ الكُرُوشْ»
- معناه إذا رخص سعر الجيّد رخص كذلك سعر الرديء، أي هما متفاوتان على كل حال.
- ٥٨٤ - «إِنْ رِدْتْ يِظْهَرْ غِشّكْ مَا تِغْسِلشْ وِشّكْ»
- الوش: الوجه. والمراد من المثل أنَّ النظافة تجمّل المنظر.
- ٥٨٥ - «إِنْ زَعَقِتْ الْكرْكِيَّة إِرْمِ الحَبّ وِعَلِّي»
- ٥٨٦ - «إنْ سَبِّ النَّذْلْ فِي أَهْلُهْ لَا خِيرْ فِيهْ وَلَا فِي أَهْلُهْ»
- أي إن سب النذل أهله لم يأت شيئًا فريًّا فإنهم أنذال مثله لا خير فيهم جميعًا.
- ٥۸۷ - «إنْ سَبَقكْ جَارَكْ بِالْحَرْتْ إسْبَقُهْ بِالمُحَاياهْ»
- المحاياة عندهم السقية الأولى يُسقاها الزرع، أي إذا سبقك جارك بحرث أرضه وبذرها فاسبقه أنت بالسقي يبکّر زرعك ويصحّ. والمراد إذا سبقك بوسيلة فاسبه أنت بأخرى ولا تتوانَ في أمورك.
- ٥٨٨ - «إِنْ سِلِمِ الْمَارِسْ مِنِ الْحَارِسْ فَضْلْ مِنَ الله»
- المارس: الخط من الزرع. والمعنى قبل أن نفكر في سلامته من اللصوص ينبغي لنا التفكّر في سلامته من حارسه فإنه إن سلم منه فذلك فضل من الله. يضرب في ضياع الأمانة. وانظر: (حاميها حراميها). وأنشد ابن قتيبة في عيون الأخبار87 لعبد الله بن همام السّلُوني:
- الفلاقس: البخلاء اللئام. وفي ماده (ح ر س) من اللسان: «وفي المثل محترس من مثله وهو حارس يقال ذلك الرجل الذي يؤتمن على حفظ شيء لا يؤمن أن يخون فيه»، ومن أمثال العرب في هذا المعنى: (حِفْظًا من كالئك) أي احفظ نفسك ممّن يحفك. ومن طريف ما رأيته في كتاب الوزراء والكتّاب للجهشیاري أن عمر بن مهران كان يأمر الوكلاء والمال الذين يعملون معه أن يكتبوا على الرواشم التي يرشمون بها الطعام: «اللهم احفظه ممّن يحفظه». والمراد بالطعام البُرّ. والروشم: خشبة مكتوبة بالنقر بختم بها كدس البُرّ وتسميها العامة الآن: (خِتم الجُرن).
- ٥۸۹ - «إِنْ سَمُّوكْ حَرَامِي شّرْشَرْ مَنْجَلَكْ»
- الحرامي: اللص، أي إن رموك بالسرقة زورًا وبهتانًا فعليك بشحذ منجك واغتنام ما عندهم، فإن تعفّفك لايبرئك ما داموا على هذا الاعتقاد. يضرب لمن يرمى بأمر ليس فيه فتضطره كثرة اللجاجة إلى ركوبه.
- ٥۹۰ - «إِنْ شَاءَ الله إللِّي خَدْهَا يِنْدِبِحْ بِهَا قَالْ إيشْ عَرَّفَكْ إنَّها سِكّينَة»
- يروون فيه أنَّ لصًّا سرق سكينًا وسمع صاحبها يقول: قد سرق منّي شيء، فقال لنفسه: عسى أن يذبح بها من سرقها، فدلّ على أنّه السارق. يضرب في قبح زلّات اللسان، وقد يختصرونه ويقتصرون على قولهم: (أيش عرّفك إنّها سكّينةْ) وسيأتي ولكن لا يتّضح معناه إلّا بما هنا.
- ٥٩١ - «إِنْ شُفتْ أَعْمَى دِبُّهْ وِخُدْ عَشَاهْ مِنْ عِبُّه مَانْتَش أَرْحَمْ مِنْ رَبُّه»
- الشوف: الرؤية، والدبّ هنا: الضرب. والعبّ (بكسر الأوّل): جيب القميص، أي ما يلي الصدر منه، وكثيرًا ما يحملون فيه بعض الأشياء فيكون لهم كالعيبة، وليس المقصود الحض على الأذى ولكن بيان ما يعتقدونه في أن ذوي العاهات يستحقونها.
- ٥۹٢ - «إنْ شُفْت الْمِزَيِّنْ بِيِحْلَقْ لِحْيِة جَارَكْ صّبِّنْ لِحْيَتَكْ»
- لا يعبّرون باللحية إلّا في الأمثال ونحوها. ويقولون في غيرها: دَقْن. ومعنى شفت رأيت. والمزين (بكسر أوله والصواب ضمّه): يریدون به الحلّاق. والمعنى: إن رأيت الحلّاق يحلق لحية جارك تهيّأ أنت لحلق لحيتك واغمرها بالصابون، فقد يقع لك ما وقع له. يضرب في وجوب الاعتبار بالغير والتنبه للنُذُر. وهو كقول القائل:
- وفي معناه قولهم: (أن حلق جارك بِلّ انت) وقد تقدّم.
- ٥۹۳ - «إنْ شُفْت مِنْ جُوَّهْ بِكِيتْ لَمَّا عْمِيتْ»
- جُوّه أو جوا (بضم الأوّل): داخل الشيء. والعرب تطلق الجَوّ (بفتح الأوّل) على داخل البيت وتقول فيه: الجَوَّاني أيضًا. والمراد لا يغرّنّك الظاهر فإنّك لو رأيت
- داخل البيت لبكيت لأهله شفقةً ورحمةً لما هم فيه من سوء الحال. وانظر في معناه: (ما يعجبك الباب وتزويقه) الخ.
- ٥٩٤ - «إِنْ صُبُرْتُمْ نُلْتُمْ وِأَمْرَ الله نَافِذْ وِأنْ مَا صْبُرتُمْ قُبُرْتُمْ وِأَمْرِ الله نَافِذْ»
- أي أمر الله نافذ على كل حال فالصبر على ما قدّره والرضا به أولى.
- ٥٩٥ - «إِنْ ضِحكْ سِنّي حَيَا مِنِّي وِأنْ ضِحِكْ قَلْبِي عَتَبِي عَليهْ»
- أي إن ضحك فمي في مصيبتي فذلك حياء منّي ومجاراة الناس لا سرورًا وانشراحًا، وإنما العتب على القلب لأنّه موضع السرور والحزن ولا عبرة بالظواهر. وانظر في الباء الموحدة: (البقّ أهبل) وفي الضاد المعجمة: (الضحك عَ الشفاتير) الخ. وانظر في الواو: (الوشّ مزيّن والقلب حزيّن).
- ٥٩٦ - «إِنْ طَابْْ لَكْ طَابْ لَكْ وإنْ مَا طَابْ لَكْ حَوِّلْ طَبْلَكْ»
- يريدون التجنيس بين طاب لك وطبلك، أي إن طاب لك الشيء واستقام لك فيها ونعمت وعليك أن تلتزم حالتك وترضى، وإن لم يطب لك اقرع طبلك لغيره، أي حوّل اهتمامك لجهة أخرى.
- ٥٩٧ - «إِنْ طَابْْ لَكْ عشَكْ كلُهْ كلُّهْ»
- يضرب لاغتنام الفرصة تستح في الشيء. ويروى: (إنْ حِلي لَكْ زَادَك) والأكثر الأول، أي إذا استطبت خبزك كلْهُ واغتنم الفرصة فيه فإنها لا تتاح لك في كل وقت، فهو في معنى قول القائل:
- هكذا يروى البيتين بعضهم، وأوردها الراغب في باب (حثّ الوالي على ادّخار الإحسان) من محاضراته، فروى البيت الثاني:
- وروي عجز البيت الأوّل: (فإن لكلّ خافقة سكون) قال الخفاجيّ في شفاء الغليل: «اسم إنّ فيه ضمير شأن مقدّر»88.
- ٥٩٨ - «إِنْ طَارْ قَدّْ مَا طَارْ يِفْضَلْ مِنُّهْ قِنْطَارْ»
- أي مهما يذهب منه وينقص فإن الباقي كثير. يضرب للمرأة الجميلة تشيخ وفيها بقية.
- ٥۹۹ - «إِنْ طُلْتْ برِدْ إِلْحَسْ»
- أي إن نالت يدك الطعام البارد إلحسه ولا تنتظر السخين فريما فاتك هذا وذاك. يضرب لاغتنام ما تهيأ على علّاته.
- ٦٠٠ - «إِنْ طُلْتَهَا قَطَّعْ إزارهَا قَالْ رَكَّكْ عَلَى لَمّ الشِّمْلْ»
- انظر: (إن لقيتها قطّع إزارها) الخ.
- ٦٠١ - «إِنْ طِلِعْ مِنِ الْخَشَبْ مَاشَةْ يِطْلَعْ مِنِ الفَلَّاحْ بَاشَا»
- الماشة: شبه كلبتين تقتبس بهما النار، وتعمل عادة من الحديد أو النحاس ، فإن الخشب لا تصلح لأنها تحترق أي لا يصلح الفلاح لأن يكون باشا، كما لا يصلح عمل الماشة من الخشب، وهو من تندير أهل المدن بالفلاحين والواقع خلافه. وانظر قولهم: (عمر الفلاح إن قلح) و(الفلاح مهما اترقّی ما ترحش منّه الدقّة).
- ٦۰۲ - «إِنْ عَادِتْ تُعُودْ حُطّ فِيهَا عُودْ»
- أي إن عادت هذه الفعلة منَّا مرة أخرى اغرز فيها عودًا. يريدون عاقب بما يبدو لك وافعل ما تشاء.
- ٦۰۳ - «إِنْ عَاشِتْ الرَّاسْ تِعْرَفْ غَرِيْمهَا مِينْ»
- المراد إذا عاش المرء فسوف يعرف غريمه. يضرب في المكروه يصيب الشخص ويخفى عليه مسببه.
- ٦٠٤ - «إِنْ عَاشِ الْعُودْ الْجِسْمِ يْعُودْ»
- المراد بالعود هيكل المرء وجثمانه، أي إن كتب الله له الحياة فلا عبرة بالهزال فسيعود له جسمه وسمنه إذا برأ من مرضه وخلص.
- ٦٠٥ - «إِنْ عَاشُوا أَكلُوا الدِّبَّانْ وَإنْ مَاتُوا مَا يْلَاقوشْ الْأَكْفَانْ»
- أي في حياتهم لا يجدون من الطعام غير الذباب، وفي موتهم لا يجدون الأكفان. يضرب في شرح حال الفقير المعدم في حياته وموته.
- ٦٠٦ - «إِنْ عِشْقِتْ اعْشَقْ قَمَرْ وَأنْ سَرَقْتِ أسْرَقْ جَمَلْ»
- الإتيان بالراء واللام في السجع من العيوب المذكورة في علم القوافي والمعنى إذا كنت مرتكبًا ما تلام عليه فليكن إقدامك فيه على العظيم الذي يستحقّ أن تتحمل فيه الملام. وانظر: (اعشق غزال وإلّا فُضّها).
- ٦۰۷ - «إِنْ عَضِّنِي الْكَلْبْ مَالِيش نَابْ أَعُضُّهْ وَأنْ سَبِّنِي النّدْلْ مَالِيشْ لِسَانْ أَسِبُّهْ»
- معناه ظاهر. والمراد إنّي عاجز عن مقابلة السفه بمثله، فليقل السفيه ما شاء ولينهش في عرضي كما يشاء.
- ٦۰۸ - «إِنْ عَمَلْتْ خيرْ مَا تْشَاوِرْ»
- حكمة جرت مجرى الأمثال، أي إذا عزمت على عمل الخير فأقدم ولا تستشر أحدًا في عمله.
- ٦۰۹ - «إِنْ عَمَلْتْ خيرْ النُّومْ أَخْيَرْ»
- يضرب في الحالة التي يفضل فيها النوم. وقد قالوا أيضًا: (الأيام الزفت فأيدتها النوم) وهو أوضح معنى.
- ٦۱۰ - «إِنْ عَمَلْ وَلَّا مَا عَمَلْ مَتْعُوسْ وِخَايْبِ الْأَمَلْ»
- أي إن عمل أو لم يعمل فهو في نظرهم مذموم غير مرضي عنه لا يجني من عمله إلا
- التعاسة وخيبة الأمل. يضرب لسيء الحظ عند قوم لا يقيمون له وزنًا قام بما عليه أو لم يقم.
- ٦۱۱ - «إِنْ غَابْ مِرْسَالَكْ إِسْتَرْجَاهْ»
- المرسال (بكسر أوله): المرسل في أمر أي الرسول. والمعنى إذا أبطأ رسولك فارج الخير من إبطائه فقد يكون لإتمام المقصود. ولبعض المولدین:
- ٦۱۲ - «إِنْ فَاتِتَكِ الْوسِيَّةْ إتْمَرَّغْ فِي تْرَابْهَا»
- الوسية: محرقة عن الأوسية، وأصلها من اللغة المصرية القديمة، وتطلق الآن على دسكرة صاحب المزرعة ومن فيها من المستخدمين، وما فيها من الماشية ونحوها، وكانت بمنزلة الحكومة للزراع، ولا يكاد هذا المثل يضرب الآن لتغير الأحوال.
- ٦۱۳- «إِنْ فَاتَكْ الْبَجُورْ إِرْكَبْ صِعِیدي»
- ٦١٤ - «إِنْ فَاتَكْ البَدْرِي شَلَّحْ وِاجْرِي»
- أي إن سبقك من بكّر بالذهاب فلا تيأس بل شمّر ثيابك وأسرع فإنك تدركه. يضرب للجدّ في الأمر.
- ٦١٥ - «إِنْ فَاتَكْ عَامْ إِجَّي غيرُهْ»
- يضرب لعدم اليأس عند فوات المقصود، أي إن لم يقبل عامك عليك بخيره فلا تيأس وارجُ الخير في سواه.
- ٦١٦ - «إِنْ فَاتَكْ لَبَنِ الْكَنْدُوزْ عَلِيكْ بِلَبَنِ الْكُوزْ»
- الكندوز (بفتح فسكون): عندهم الأنثى من الجاموس التى لم تحمل فى سنتها، أى إن فاتك اللبن منها فعليك بلين كوز الذرة فإنه يغنيك عنه ويقوم مقامه فى غذائك، يقصدون بذلك مدحه. يضرب للشيء يقوم مقام الشيء وإن يكن دونه.
- ٦١٧ - «إِنْ فَاتَكْ الْمِيرى إِتْمَرَّغْ فِى تْرَابُهْ»
- الميرى صوابه الأميري، ويريدون به الدولة ومناصبها، أى إذا فاتك الاستخدام فى هذه المناصب فلا تفتها أنت ولو بالتمرغ فى ترابها فإنّ العز فيها لا فى سواها، وهو ما قيل فى زمن كانوا لا يكبرون به إلا الحكام لسطوتهم واستبدادهم.
- ٦١٨ - «إِنْ كَانْ لَكْ دَفّة خُشّ وِادَّفى90»
- ٦۱۹ - «إِنْ فَعَلْتْ مَا تْقُولْ وِإنْ قْلتْ مَا تِفْعَلْ»
- أى ما تظهره خلاف ما تبطنه. يضرب فى هذا المعنى.
- ٦۲۰ - «إِنْ قَالْ لَكْ الْحَرَامِى عَ الْبَابْ نَامْ وطَرْطَرْ رِجْلِيكْ»
- يضرب للكذوب لا يصدق فى شيء، أى إن قال لك إن اللص على بابك فلا تصدّقه ونم آمنًا رافعًا قدميك، أى غير مكترث.
- ٦۲۱ - «إِنْ قَرْقَضْ الْكَلْبْ عَصَاتُهْ ليسْ بِالنِّعَمْ يُجُودْ»
- أى إن قرض الكلب من جوعه عصا هذا البخيل فما هو بمشفق عليه لأن الجود ليس من طبعه، وهم لا يستعملون ليس إلا فى الأمثال ونحوها. يضرب للشديد البخل.
- ٦۲۲ - «إِنْ كانِ اللِّى بْيِكَّلِّم مَجْنُونْ يكُونْ الْمِسْتِمعْ عَاقلْ»
- أى ينبغى أن يوزن الكلام بميزان العقل فلا يؤخذ كل ما يقال على عواهنه، فإن كان المتكلم مجنونًا فليكن السامع عاقلًا ناقدًا.
- ٦۲۳ - «إِنْ كَانْ بِدَّكْ تِشُوفِ الدِّنْيَا بَعْدِ عَينَكْ شُوفْهَا بَعْدْ غَيْرَكْ»
- بدك يريدون به بودّك أى إذا أردت أن ترى ما يُفعل بعد موتك فانظر إلى ما فعل بعد موت غيرك تعلم.
- ٦۲٤ - «إِنْ كَانْ بِدَّكْ تُصُوْن الْعِرْضِ وِتْلِمُّه جَوِّزْ الْبِنْتْ لِلِّى عينهَا مِنُّهْ»
- فيه الجمع بين الميم والنون فى السجع وهو عيب. ومعنى بدّك: بودّك، أى زوّج بنتك بمت أرادته تصنها.
- ٦٢٥ - «إِنْ كَانْ بِدَّكْ تِضْحَكْ عَلَى الأسْمَرْ لَبِّسُهْ أَحْمَرْ»
- بدّك: أصله بودّك، أى إن كنت تريد الضحك على أسمر اللون ألبسه ثوبًا أحمر لأنه لا يوافق لونه فيصير به سخرية وهُزُأً.
- ٦۲٦ - «إِنْ كَانْ بِدَّكْ تِعْرَفْ إِبْنَكْ وِتُسِيسُهْ إِعْرَفُهْ مِنْ جَلِيسُهْ»
- بدّك: يريدون به بودّك، أى إن كنت تود أن تعرف ما عليه ولدك فانظر إلى من يجالسه ويصاحبه تعرف أخلاقه منه. وانظر فى معناه قولهم: (من عاشر السعيد يسعد ومن عاشر المتلوم يتلم) وسيأتى فى الميم: وقولهم: (اربط الحمار جنب رفيقه) الخ وقد تقدّم. وهو كقول القائل:
- رواها له ابن شمس الخلافة فى كتاب الآداب91، وروى لآخر:
- وفي المخلاة لبهاء الدين العاملي: (الأخ مرآة أخيه)93 ومن أمثال فصحاء المولّدين رواها الميدانيّ: (يُظنّ بالمرء مثل ما يُظنّ بقرینه) وقال عنه: «مثل قولهم: عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه*»
- ٦۲۷ - «إِنْ كَانْ بِدَّكْ تْنكِيْهْ اسْكُتْ وِخَلِّيهْ»
- تنكيه، أى تغيظه وتغلبه، فإن أردت ذلك بالسفيه فاسكت عنه واتركه ولا تجبه، فهو كقول القائل:
- ٦۲۸ - «إِنْ كَانْ بَيَاضى عَ اللِّيفَةْ دِى تَعْنِيفَة وِإنْ كَانْ بَيَاضى عَ الصَّابُون دَا حَالْ يُطُولْ»
- الجمع بين الصابون، ويطول عيب فى السجع، أى إن كان بياض لونى متوقفًا على تنظيف جسمى بالليفة ففيه ما فيه من التعنيف، أى المشقّة، وإن كان متوقفًا على الصابون والغسل به فهو شيء يطول بلا نتيجة، وإنّما اللون خلقة. يضرب للاشتغال بأمر لا ينتج المقصود.
- ٦۲۹ - «إِنْ كَانْ جَارَكْ بَلَا حُكّ بُهْ جِسْمَكْ»
- يضرب فى الحث على محاسنة الجار، أى إن كان جارك فى رداءته كالمرض فلا تجتنبه وعاشره على علّاته.
- ٦۳۰ - «إِنْ كَانْ جَارَكْ فِى خِيرْ إفْرَحْ لُهْ»
- أى من المروءة أن تسرّ من ذلك، وقد يزيدون بعده قولهم: (إنْ مَا جَاكْ مِنُّهْ كفَاكْ شَرُّهْ) فیكون المراد سرّ من ذلك لأنك إن لم تصب من خيره كُفیت به شرّ الطلب.
- ٦۳۱ - «إِنْ كَانْ الدُّعَا بِيْجُوزْ مَا خَلّى صَبِى وَلَا عَجُوزْ»
- أى ليست الأمور موقوفة على دعوات الناس ولو أن الدعوات كلّها مستجابة ما بقى على الأرض دَیَّار. ويروى بلفظ: (لو) بدل إنْ وهو الأكثر. وانظر: (الدعا زيّ الطوب) الخ.
- ٦٣٢ - «إِنْ كَانْ الرَّاجِلْ بَحْرْ تكُونِ الْمَرَةْ جِسْرْ»
- المراد بالبحر. النهر العظيم. وبالجسر: الجرف يقام بجابى النهر، أى إن كان الرجل فى طغيانه وسوء خلقه النهر يخشى منه فلتكن المرأة العاقلة المدبّرة كالجسر له تمنع أذاه وتكبح جماحه بحسن سياستها، كما يمنع الجسر مياه النهر من الفيضان وإغراق الحقول.
- ٦٣٣ - «إِنْ كَانْ الرَّاجِل غُولْ مَا يَكلْشِ مْرَاتُهْ»
- أى إذا كان الرجل غولا لايأكل زوجته. والمراد مهما يكن فظًّا شريراً مع الناس لا يضرها.
- ٦۳٤ - «إِنْ كَانْ زَرْعَكْ اسْتَوَى بَادِرْ بِحَصْدُهْ»
- أى لا تفرط ولا تهاون فيما تهيأ من أمورك.
- ٦۳٥ - «إِنْ كَانْ زِيَارْتُهْ خَصّْ لَا جَهْ وَلَا بَصْ»
- الخصّ: الخسّ، وهو نوع من البقول، والمراد بالزيارة الزيارة بالهدية. وبصّ: أي نظر. والمعنى: إن كانت هديته خسًّا فلسنا في حاجة إلى مجيئه ونظره إلينا. يضرب في الهدية التافهة.
- ٦٣٦ - «إِنْ كَانْ صَاحْبَكْ عَسَل مَا تِلْحَسُوشْ كلُّهْ»
- ٦۳۷ - «إِنْ كَانْ طَبَّاخَكْ جِعِيصْ لَا تِئْمَنْ مِنِ القَرَفْ»
- الجعيص: العظيم. والقرف: التقزّر، أي مهما يكن طبّاخك عظيمًا كبير العناية بنظافة المأكول فإنك لا تأمن من أن تجد في طعامك ما تتقزّزّ منه نفسك. يضرب في أن الخطأ أو السهو ليسا ببعيدين عن أحد وإن اشتهر بإتقان عمله.
- ٦۳۸ - «إِنْ كاَنْ فِى إِيدَكْ حِنَّةْ أجْلُفْهَا لأقْرَبْ النَّاسْ إليكْ»
- الإيد: اليد والحنة: الحنّاء التى تخص بها الكفوف. والجلط: الكشط وهو فصيح، أى صل أقاربك حتى بخضاب كفك إذا استطعت كشطه، وهو مبالغة فى الحث على برّهم. والمراد الأقربون أولى بالمعروف.
- ٦۳۹ - «إِنْ كَانْ فِى العَمُودْ عَيبْ يُكُونْ الْأَسَاسْ فِى الْقَاعْدَهْ»
- أى إذا احتلّ العمود وظهر فيه عيب فإن السبب فى قاعدته فإنها لو كانت متينة لا اختلّ بناؤه. والمراد بالأساس أساس العيب وأصله أى سببه، أى الشىء تابع لأصله ومشبه له لأنه يرتكز عليه. وانظر: (إن خسَّع الحجر يكون العيب من القاعده).
- ٦٤٠ - «إِنْ كاَنْ فِى وَسْطَكْ حِزَامْ حِلُّهْ»
- أى إن كان فى وسعك فعل أمر فافعله. ويروى: (لِبَاسْ) بدل حزام ومعناه عندهم السروال لا مطلق ما يلبس.
- ٦٤١ - «إِنْ كَانْ الْكِدْبْ حُجَّةْ يُكُونِ الصِّدْقْ أَنْجَی»
- يضرب فى التحذير من الكذب والحث على الصدق، وهو من قول العرب فى أمثالها: (إنْ كذبٌ نَجَّی فصدقٌ أخلق) أى إن نجی کذبٌ فصدقٌ أجدر وأولى بالتنجية.
- ٦٤٢ - «إِنْ كَانْ لِجَارِى مَا يِهْنَالِى»
- أى إذا كان الشىء لجاري، أى لأقرب الناس منى فإنه لا يهنأ لى وإنما أهنأ بما أملك.
- ٦٤٣ - «إِنْ كَانْ لقَلْعَكْ رِيحْ أُنْفُضُهْ»
- أى أنت أبصر بمصلحتك وأعرف بأمورك فإن صادفت ريحاً تسيّر سفينتك فانشر قلعك لها وافعل ما فيه مصلحتك.
- ٦٤٤ - «إِنْ كَانْ لَكْ حَاجَةْ عَنْدْ كَلْبْ قُولْ لهْ يَا سِيدْ»
- السيد (بكسر أوله): يريدون به السَيِّد، أى إن كانت حاجتك عند وضيع فخاطبه
- بالسيادة وعظّمه لأنّك مضطر لذلك. ويرويه بعضهم: (إنْ كان لك عند الكلب حاجة) الخ وفي رواية: (إن كان له عند العويل حاجه قول له يا عم).
- ٦٤٥ - «إِنْ كَانْ لَكْ عِمَامَةْ طَرِيقِ السْلَامَة95»
- ٦٤٦ - «إِنْ كَانْ لَكْ عَنْدِ الْعَوِيلْ حَاجَةْ قُولْ لُهْ يَا عَمّْ»
- انظر: (إن كان لكْ حاجه عند كلب تول له يا سيد).
- ٦٤٧ - «إِنْ كَانْ لَكْ قَرِيبْ لَا تْشَارْكُهْ وَلَا تْنَاسبُه»
- وذلك إبقاء على مودته لأن المشاركة والمصاهرة لا يؤمن فيهما من الخلاف. وفي معناه قولهم: (خد من الزرايب ولا تاخد من القرايب) وقوله: (الدخان القُريّب يعمي). وقالوا في عكسه: (آخد ابن عمى واتغطّى بكمي) وقالوا: (نار القريب ولا جنّة الغريب).
- ٦٤٨ - «إِنْ كَانْ لِكْ مَرَةْ خُشِّي وِإِنْ كَانْ لِكْ رَاجِلْ أخْرُجِي»
- أي إذا كان لك في الدار قريبة فادخليها، أي إن كانت صاحبة الدار قريبتك فادخلي فإنك تجدين الرحب والسعة، وأما إذا كنت قريبة الرجل، أي الزوج فلا تدخلي بل إذا كنت فيها بادری بالخروج لأنّ الزوجة تبغض أقارب زوجها ولا تسر بزيارتهم. ويروى بالخطاب للمذكر والمعنى واحد. وانظر في معناه: (إللّي لما طَرْحة تخشّ بفرحة) وقد تقدم.
- ٦٤٩ - «إِنْ كَانْ يُطُولْ شِبْرْ يِقْطَعْ عَشَرَةْ»
- أي إن استطاع أن ينال من جسمي شبرًا فليقطع عشرة أشبار ولكنه عاجز ليس في مقدوره غير التهديد والوعيد والتعلق بالمال البعيد. يضرب لمن يتوعّد بالأذى وهو عاجز عنه.
- ٦٥٠ - «إِنْ كَانِتْ الْبيضَةْ لَهَا وِدْنِينْ يِشِيلوهَا اتْنينْ»
- الودن عندهم بكسر فسكون: الأُذن. يضرب في مدح التعاون وکونه أحكم
- للأمور، أى لو كانت البيضة على صغرها وخفّة حجمها لها أذنان كأذنى الجوالق لحق أن يرفعها اثنان ويتعاونا على حملها. ويرويه بعضهم: (لَوْ كَانْ البيضَة ودنينْ كَانْ يِشِيلها اتْنينْ).
- ٦٥١ - «إِنْ كَانَتْ المَيَّة تْرُوبْ تِبْقَى الْفَاجْرَة تْتُوبْ»
- أى إن كان الماء يصح أن يروب كاللبن، وهو مستحيل، فإنا نصدق بتوبة الفاجرة. وتبقى عندهم: تصير.
- ٦٥٢ - «إِنْ كَانَتْ نَدِّتْ كَانَتْ نَدِّتْ مِنِ الْعَصْرْ»
- التعدية عندهم: أن تمطر السماء رذاذًا. والمعنى لو كانت أمطرت ليلا لكانت ظهرت مقدمات ذلك أو علاماته من العصر. يضرب فى أن لكل أمر مقدمات وعلامات يستدل منها عليه. وفى رواية: (لو كانت) بدل (إن كانت).
- ٦٥٣ - «إِنْ كبِر ابْنَكْ خَاوِيهْ»
- أى آخ ولدك إذا كبر وعامله معاملة القرين. وقد قالوا فى معناه: (مسير الابن مايبقى جار) وسيأتى فى الميم.
- ٦٥٤ - «إِنْ كُتُرْ شُغْلَكْ فَرَّقُهْ عَلَى الْأَيَّامْ»
- لأن ما لا تستطيع عمله فى يوم تستطيع عمله فى أيام إذا فرّقته عليها.
- ٦٥٥ - «إِنْ كلْتِ الرُّمَّانْ افْرِدْ حِجْرَكْ وِإِن كَلْتِ البَطِّيخْ لِمّ هدُومَكْ»
- المعنى: انشر حُجزتك، أى طرف ثوبك عند أكل الرمّان ولا تخشى منه عليه لأن ما يتفرط منه لا يتلفه، وأما إذا أكلت البطيخ فاخش منه وضم إليك ثوبك لأنه كثير الماء، فإذا أصابه أتلفه والمراد لاتخش من الصالح واخش من الطالح. والهدوم (بضم الأول): جمع هِدْمة بالكسر ومعناها عندهم: الثوب.
- ٦٥٦ - «إِنْ كُنْتْ عَ الْبِيرْ إصْرفْ بِتَدْبيْر»
- أى اقتصد ولا تغترّ بالسعة ولو كنت مستمدًا من بئر لايغور ماؤها. ويروى: (الميّة فى البير تحب التدبير) والمعنى واحد.
- ٦٥٧ - «إِنْ كُنْتْ فلَّاحْ وِلَكْ مَقْدَرَةَ عَلِّى عَلَى فَحْلَكْ مِنْ وَرَا»
- أى إن كنت فلاحاً قتدراً متقناً لفلاحتك فاجعل أول الجدول فى مزرعتك أعلى من آخره ليسهل انحدار الماء فيه. والفحل (يفتح فسكون): الجدول فى المزرعة، وهو من أمثال الريف.
- ٦٥٨ - «إِنْ كُنْتْ كَدَّابْ افْتِكِرْ»
- معناه ظاهر ولله درّ من قال:
- وقال آخر96:
- ومن أمثال العرب: (إن كنت كذوبًا نكن ذكورًا) قال الميدانى: يضرب لرجل يكذب ثم ينسى فيحدّث بخلاف ذلك.
- ٦٥٩ - «إِنْ كُنْتُم أخْواتْ إتْحاسْبُمْ»
- أى تحاسبوا على ما بينكم ولو كنتم أخوة فذلك أدعى لرفع الشقاق بعد ذلك. وفى معناه من أمثال العامة القديمة: (تعاشروا كالإخوان وتعاملوا كالأجانب) رواه البهاء العاملىّ فى الكشكول97 والأبشيهى فى المستطرف98.
- ٦٦٠ - «إِنْ كُنْتُم سَکارَی عِدُّوا الْجُرَرْ»
- الجُرَر (بضم ففتح) يريدون بها جمع جَرَّة للوعاء المعروف. يضرب عند الاختلاف فى شىء وفى اليد عدّه والاهتداء إلى حقيقته.
- ٦٦١ - «إِنْ كُنْتُم نِسِيتُمْ إللِّى جَرَى هَاتُوا الدَّفَاتِرْ تِنْقَرَا»
- أى إن كنتم نسيتم ما وقع وتجاهلتموه فانظروا قليلا فى دفاتر الماضى تجدوه فيها. والمراد إن نسيتم أنتم فإنّ غيركم لم ينس.
- ٦٦۲ - «إِنْ لِبِسْتْ خِیشَهْ بَرْضَهَا عيشَهْ»
- بِرْضَه: كلمة يستعملونها بمعنى أيضاً وبمعنى لم يزل. والخيش (بالإمالة): نسيج غلیظ تعمل منه الغرائر ومخالى الدواب ونحوها. وعيشة (بالإمالة): عائشة، أى إن لبست الثياب الرديئة بحكم تقلُّب الدهر فإنها لم تزل عائشة التى كنا نعرفها بمجدها وسجاياها لم تشبها هذه الثياب ولم يزر بحسبها الفقر. وانظر فى معناه: (إن ليسوا الرديه) الخ. وقولهم: (الفرس الأصيلة ما يعيبها جلالها).
- ٦٦٣ - «إِنْ لِبْسُوا الرِّدِيَّةْ هُمَّا الْعُرُنبِيِّهْ وِإنْ لِبْسُوا المَخَالِى هُمَّا الْعَوَالِى»
- الرديّه (بكسرتين): الرَدِيئَة. والمراد الثياب البالية. والعرنبيّة (بضمتين فسكون): جمع عرنبى، وهو عندهم العظيم الماجد. والمخالى (جمع مٍخْلَة): وهى المخلاة التى تعلف بها الدوابّ وتكون عادة من نسيج دُونٍ غلیظ لايصلح للثياب، أى لم تزر ثيابهم البالية بنفوسهم العالية. وفى معناه قولهم: (إن لبست خیشه برضها عيشة) وقولهم: (الفرس الأصيلة ما يعيبها جلالها). ولابن بسّام فى المعنى99:
- وقال أبو عثمان الخالدى100:
- ٦٦٤ - «إِنْ لَبِّسُوا الْكَلْبِ الْكَشْمِيرْ وِمَشُّوهْ فِي النَّقَّارةْ مَا يِنْسَاشْ قولِةْ كِشْكِشْ وَلَا نْيَامُهْ فِى الْخَرَّارَةْ»
- الكشمير، أى المطرف من صنع بلاد الكشمير، وهو من أجود أنواع المطارف وأغلاها. والنقاّرة: يريدون طبول الموكب. وكِشْكِشْ؛ دعاء للكلب. والخرّارة: كالبركة للقاذورات، أى مهما يعلُ الوضيع فإنه لا ينسى ما كان فيه.
- ٦٦٥ - «إِنْ لَقَاكْ الْمِلِيحْ تَمِّنُهْ»
- يريدون البهيم الجيّد، أى إذا رأيته قوّمه بقيمته ولا تخف من غلاء ثمنه لانه أنفع لك من الضعيف الرخيص، فهو فى معنى المثل الآخر: (الْغَالِى تمنه فيه) وسيأتى فى الغين المعجمة. وانظر فى الميم: (ما يغرّك رخصه ترمى نصّه) وانظر: (إن لقيت الغالي) الخ. وانظر أيضاَ: (حد المليح واستريح).
- ٦٦٦ - «إِنْ لَقِيتْ الْغَالِي فِي السّوقْ تَمِّنُهْ وِالْبِيعَة الرِّخِيصَة مَا فِيهَاشْ مَکْسَبْ»
- ويروى: (زَوِّدُهْ) بدل تمّنه، أى زد فى ثمنه ولا تحجم عن شرائه فهو مطلوب تريح فيه إذا بعته، بخلاف الرخيص الرديء. وفى معناه قولهم: (الغالى تَمِّنُهْ فيه) وسيأتي فى الغين المعجمة. وانظر: (إن لقاء المليح تمّنه). ومن أمثال العرب فى هذا المعنى: (إذا اشتريت فاذكر السوق) يعنى إذا اشتريت فاذكر البيع لتجتنب العيوب. وقالوا أيضاً: (اشترِ لنفسك وللسوق) أى اشتر ما ينفق عليك إذا بعته.
- ٦٦٧ - «إِنْ لَقيتهَا قّطَّع إِزَارْهَا قَالِ الدُّورَةْ عَلَى لَمِّ الشَّمْلْ»
- الدورة من الدوران، أى السعى للبحث والمراد إنِّى أدور وأبحث عنها لأن تقطيع إزارها متوقف على اجتماعي بها، ولكن أين هي حتى أفعل بها ذلك. يضرب لمن يُكلّف بأمر ليس فى يده ولم يصل إليه بعد. ويروى: (إن طُلْتَهَا قطّع إزارها قال رَکكْ على لَمِّ الشمل) والمعنى واحد. ومعنى طلّتها: أدركتها. والرّك (بفتح الأوّل وتشديد الثاني): الشىء يستند عليه.
- ٦٦٨ - «إِنْ لَقِيتِي بَخْتِكْ فِى حِجْرُ أُخْتِكْ خُدِيهْ وِاجْرِى»
- البخت: الحظ. والمراد به هنا الزوج. يقولون: (فلان أوّل بخت فلانة) أى أول زوج تزوجته. والمعنى لا تضيّعى حظك من الزواج واختطفى الزوج الذى تهيّأ لكِ ولو كان زوج أختك واحرصي عليه. ومعنى الحجر (بكسر فسكون): حجزة الثوب ثمّ استعملوه فى مكان جلوس الصبيّ على الرجلين. وبعضهم يروي فيه: (حُضْن) بضمّ فسكون بدل حجر، وهو الألصق بالمعنى أى خذيه ممّن تحتضنه. وبعضهم يقتصر فى المثل على قوله: (خُدي بختك من حضن أختك).
- ٦٦٩ - «إِنْ مَاتْ أَبُوكْ وانْتَ صْغَيَّرْ عَلِيكْ بِزَرْعِ الْبَاقْ شِعِيرْ»
- مثل ريفى يضرب لبيان جودة الأرض الباق وقوّتها، وهي التي زرعت فولًا أو برسيمًا. والمعروف عن الشعير أنه ينبت فى الأرض الضعيفة ولا يحتاج نموّه إلى عناية، فإذا زرع فى الباق جاء جودة لا مثيل لها. والمراد إدا مات أبوك وأنت صغير فافعل ذلك يقم لك مقام عنايته بك وتكثر غلّتك بلا مشقّة، ولو أنهم أتوا يلفظ (صغير) غير مصغّر لكان الثر مسجّعاً، ولعله قيل كذلك فى البلاد التى لا يصغر أهلها هذا اللفظ كبعض بلاد الشرقية، ثم لما نقله عنهم غيرهم نطقوا به مصغراً على لغتهم.
- ٦۷۰ - «إِنْ مَا شَكَا الْعَيَّانْ حَالُهْ بَيِّنَهْ»
- العيّان (بفتح أوله وتشديد ثانيه): المريض، أى إن سكت المريض عن الشكوى فحاله ظاهرة لا تحتاج للكلام. ومن حكم الإمام عليّ بن أبى طالب عليه السلام: (إن من السكوت ما هو أبلغ من الجواب)102.
- ٦۷۱ - «إِنْ مَا كَانْش لَكْ أَهْلْ نَاسِبْ»
- أى إن لم يكن لك أهل وعشيرة تفزع إليهم فعليك بمصاهرة الطيّبين فإنهم يكونون لك أهلًا. وانظر قولهم: (النسب حسب وإن صح يكون أهلية) وانظر (النسب أهلية).
- ٦٧٢ - «إِنْ مَا كُنَّا نْمُوتْ مِنينْ نُفُوتْ»
- فات هنا بمعنى: نقد. يقولون: (فات المسمار من الخشب) أى نفذ إلى الوجه الآخر ويروى: (اللّى ما يموت منين يفوت)، والمعنى ليس لنا طريق إلى الآخرة ننفذ منه
- ونمر إلا الموت فلا بد لنا من المرور منه، وهو من قول أبي العلاء المعري في لزوم ما لا يلزم:
- وقد يفسره بعضهم معنى قول الشاعر:
- ٦٧٣ - «إِنْ نَامْ لَكْ الدَّهْرْ لَا تْنَامْ لُه»
- أي لا تأمن الدهر في سكونه.
- ٦٧٤ - «إِنْ نَطَرِتْ ع السِّلَاحْ یَا سَعْدِ الْفَلّاحْ»
- نطرت: بمعني أمطرت. والسلاح هنا: سكة المحراث، أي حديدته التي تشق الأرض، والمعنى: إذا أمطرت وقت الحرث فذلك من سعد الزارع. والمراد مدح المطر المبكر.
- ٦٧٥ - «إِنْ وَقْعِتْ البَقَرَةْ تِكْتَرْ سَكَاكِينهَا»
- انظر: (لا تقع البقرة) إلخ.
- ٦٧٦ - «إِنْحَرَقْ الوِشِّ وِالْقَفَا والعَدَو لِسَّهْ مَا اشْتَفَى»
- ويروى: (بَان الوشّ والقفا والعدو ما اشتفى) أي أحاطت بنا المصائب وكشفت ماكنا نستره بالتجمل ولم يشتف بعدُ عدوّنا منّا. وقولهم: لِسَّه (بكسر اللام وفتح السين المهملة المشددة) أصله للساعة، أي إلى الآن. والوشّ (بكسر الأوّل وتشديد الشين المعجمة) الوجه.
- ٦٧٧ - «انْخُلي يَا أُمّْ عَامِرْ»
- أي قد وضح الأمر ولم يبق سبيل إلى الكتمان وإخفاء الدقيق الذي سرقته فانخلي يا زوجتي واعجني. ويوضح معناه قولهم في مثل آخر: (قالوا لحرامي الدقيق احلف قال يا مرة انخلي) أي لا داعي للحلف وها أنا ذا أمر زوجتي بنخله، هذا أصل انخلي يا أم عامر، ثم توسعوا في معناه فصاروا يضربونه لن نال حظًا وتوفيقًا في أموره، يدعو إلى التبسط والتوسع في المعيشة. ويروى بعضهم مكانه: (والله وانخلي)
- وسيأتي في حرف الواو. وقد يخرجه بعضهم مخرج التهكم والتندير، كما فعلت الأديبة المغربية إحدى أديبات الصعيد في العصر الماضي الذي أدركناه، وكانت نزلت على عربي بالشرقية اسه عامر ولم تحمد ضيافته، فنظمت المثل في زجل من النوع المعروف في الصعيد بالواو تقول فيه:
- والمدبات عندهم: جمع مدب، وهو الرجل الفخور المتمدح بما ليس فيه.
- ٦٧٨ - «إِنْصَحْ صَاحْبَكْ مِنِ الصُّبْحِ لِلضُّهْرْ ِوأنْ مَا انْتَصَحْشْ بَقِيَّةِ النَّهارْ ضِلُّهْ»
- أي انصح صاحبك من الصباح إلى الظهر فإن رأيته لا ينتصح بعد ذلك أضلله لأنه غير جدير بالنصح بل حقيق بالإضلال. وقريب منه قول العرب: (أَعْطِ أخاك تمرة فإن أبى فجمرة).
- ٦٧٩ - «أَنْضَفْ مِنِ الصِّينِي بَعْدْ غَسِيلُهْ»
- لأن الخزف الصيني أملس الظاهر لا يتعلق به قذر إذا غُسل. يضرب غالبًا للمفلس، أي أصبح نقيًا من المال نقاء الصيني بعد غسله.
- ٦٨٠ - «أَنْفَكْ مِنَّكْ وَلَوْ كَانْ أَجْدَمْ وِصْبَاعَكْ صُبَاعَكْ وَلوْ كَاْن أَقْطَمْ»
- لا يستعملون الأنف إلا في الأمثال ونحوها، وفي غيرها يقولون: مناخير. والصباع (بضم أوله): الإصبع. وانظر معنى هذا المثل في قولهم: (العضمة النتنة لأهلها) وسيأتي في العين المهملة. وقالت العرب في أمثالها: (أنفك منك وإن كان أجدع) يضرب في القريب السوء103. وقالت أيضًا: (عيصك منك وإن كان أشبًا) والعيص: الجماعة من السدر. والأشب: (من الشجر الملتف) والالتفاف عيب لأنه يذهب بقوة الأصل يضرب في أن الأقارب لابد منهم وإن كانوا على خلاف ما تريد.
- ٦٨١ - «إِهْرِي فُولِكْ فِي كَشْكُولكْ»
- الفول: الباقلاء، والكشكول (بفتح فسكون فضم): يطلق في الريف على وعاء من الفخار يشبه ما يسمى عندهم بالطاجن، أي هیّئ طعامك في وعائك. والمراد
- ينبغي للمرء أن يكون له من الأداوّي ما يقوم بحاجاته ويغنيه عما عند غيره، وقد يكون المراد اصنع ما شئت بما تملك ولا تستعمل ما لغيرك فتطالب بصيانته وتلام على امتهانه.
- ٦٨٢ - «أَهْلِ السَّمَاحْ مَلَاحْ»
- يريدون بالسماح: الصفح عن الذنوب. يضرب لمدح الصفح وأهله.
- ٦٨٣ - «أَهْلِ الْمَيِّتْ سِكْتُوا وَالْمِعَزِّيِّينْ كَفَرُوا»
- يريدون بالمعزيين (بتشديد الياء الأولى): المعزين في المصيبة. ومعنى كفروا هنا: أجهدوا أنفسهم بالبكاء والصياح، وهم يعبرون بالكفر عن بلوغ الغاية القصوى من الجهد، أي بلوغ حالة من الجهد تحمل على الكفر. وفي رواية: (أهل الميت صبروا) الخ ويروى: (أصحاب) بدل أهل. يضرب للمبالغ في الرياء.
- ٦٨٤ - «أَهْلِ الْمَيِّتْ نَامُوا وَالْمِعَزِّيِّينْ قَامُوا»
- أي أن المعزين فعلوا مالم يفعله أهل الميت وقاموا مقامهم في الحزن رياء. يضرب في معنى ما تقدمه.
- ٦٨٥ - «أَهِيَ أَرْضْ سُودَهْ وِالطَّاعِمْ الله»
- أي ليست العبرة في الرزق بجودة السلعة بل الرازق هو الله، ينبت لك من الأرض وهي سوداء ما تحيى به.
- ٦٨٦ - «إِوْعَى تْقَاتِلْ مَطْرَحْ مَا تِكْرَهْ»
- أوعى فعل أمر من الوعيان، وهو عندهم بمعنى الاحتراس، ومنه فلان واعي، أي يقظ محترم، والمطرح: المكان. والمعنى: إياك والمقاتلة أو المخاصمة وأنت بين أعدائك ومبغضيك فتخذل لعدم المعين. وانظر قولهم:(الأرض تضرب ويَّا أصحابها).
- ٦٨٧ - «أَوَّلْ بَيْضَةْ لِلغُرَابْ»
- يضرب غالبًا للتسلّي عن أول طفل من الأولاد يموت.
- ٦٨٨ - «أّوِّلْ بَيْعَةْ مِنْ دَهَبْ»
- أي أوّل ثمن يُعطى لك في سلعتك بعها به فهو من ذهب فإنك غير آمن من كساد السوق ورخص الأسعار. وفي معناه أمثال فصحاء المولدين: «بع المتاع من أول طلبه تُوفَّق فيه».
- ٦٨٩ - «أَوَّلْ شيلَةْ فِي الحّجِّ تِقيلَةْ»
- الشيلة (بالإمالة): الحملة، وإنما تستثقل أول حملة عند تحميل قافلة الحج لأن كل أمر صعب في مبدئه ثم يهون بالتعود على العمل فيه. وفي معناه: (كل شيء أوله صعب) وسيأتي في الكاف.
- ٦٩٠ - «أَوَّلْ الْقَصِيدَةْ كُفْرْ»
- يضرب للأمر الشنيع يظهر أشنع ما فيه في أوله.
- ٦۹۱ - «أَوَّلْ مَا شَطَحْ نَطَحْ»
- شطح: انطلق. والمراد هنا أول ما شرع في العمل وبدأ فيه أساء. يضرب لمن تكون باكورة أعماله الإساءة، وقد وضعوا لأصل هذا المثل قصة للتندير بأهل قاو وبني يحيى بالصعيد ونسبهم للغفلة، وهي أنهم اجتمعوا يتساءلون عن بزر الجاموس الذي ينبت منه فاتفقوا على أنه الجبن، ودفن أحدهم قطعة منه ثم تعهّدها بعد أيام لينظر ما أنبتت فعثر بحجر آلمه فظنه قرن العجل الذي نبت من الجبن وقال متعجبًا: أول ما شطح نطح.
- ٦۹۲ - «إيَّاكْ عَلَى الطَّلْقْ دَهْ يكُون غُلامْ»
- إياك هنا لترجَّى. والعني عسى أن يكون المولود غلامًا بعد هذا الطلق الشديد، أي عسى أن يكون الأجر بمقدار المشقة. وانظر في الياء آخر الحروف قولهم: (يا ريت الطلق كان ملَانْ).
- ٦۹۳ - «الأيَّاْم الزِّفْت فَايْدِتْهَا النُّومْ»
- أي الأيام النكدة الشبيهة بالقار في السواد لا يفيد فيها إلا النوم لأنه ينسي المرء همه. وقد تقدم قولهم: (إن عملت خير النوم أَخْيَرْ).
- ٦٩٤ - «الإيدِ الْبَطَّالَةْ نِجْسَةْ»
- أي اليد التي لا تعمل في حكم اليد النجسة. يضرب في الحث على العمل وتقبيح الكسل. وانظر (اللعب بالقطط ولا البطالة) في حرف اللام.
- ٦۹٥ - «الإيدِ التَّعْبَانَةْ شبْعَانَةْ»
- أي اليد التِعبة من العمل شَبْعَى. والمراد العمل يدفع الحاجة.
- ٦٩٦ - «إِيدْ عَلَى إِيدْ تِسَاعِدْ»
- ٦۹۷ - «إِيدْ عَلَى إِيدْ تِكيِدْ»
- هو في معنى: (إيد على إيد تساعد) إلا أنهم يضربوه في الغالب لبيان أن كيد الجماعة أنكى من كيد الفرد.
- ٦۹۸ - «إِيدْ عَلَى إِيدْ تِرْمِي بِعِيدْ»
- هو في معنى: (إيد على ابد تكید).
- ٦٩٩ - «إِيدْ فَرَّغِتْ فِي أُخْتَهَا»
- يضرب للشيء الذاهب بحوزه الصاحب من صاحبه فلا يؤسف على فقده، أي هو في حكم الباقي المنتقل إلى اليمين إلى الشمال.
- ۷۰۰ - «الإِيدْ اللِّي تَاخُدْ مَا تِدِّيشْ»
- الإيد: اليد، أي من تعوَّد السؤال لا يرجى منه الإعطاء.
- ٧٠١ - «الْإِيدِ اللِّي تِمْتَدْ وَلَا تِضْرَبْشْ تِسْتَاهِلْ قَطْعَهَا»
- أي اليد التي تمد ولا تقرب تستحق القطع. يضرب للجبان يحجم بعد الإقدام.
- ۷۰۲ - «الْإِيدِ اللِّي مَا تِقْدَرْ تِقْطَعْهَا بُوسْهَا»
- بوسها، أي قبّلها. ويروى: (تسعفها) بدل تقطعها. والمراد حاسن القوي واخضع له ما دمت عاجزًا عنه. والعرب تقول في هذا المعنى: (لَاين إذا عزَّك من تخاشن).
- ۷۰۳ - «إِيدْ وَاحْدَةْ مَا تْسَقَّفْشْ»
- التسقيف عندهم: التصفيق، وهو محرّف عنه، أي يد واحدة لا تصفّق وإما تصفق اليدان. يضرب للأمر لا يستطيع الشخص القيام به وحده.
- ٧٠٤ - «إيشْ إِنْتَ فِي الْحَارَةْ يَا مَنْخُلْ بَلَا طَارَهْ»
- ۷۰٥ - «إِيشْ تِعْمِلْ الْمَاشْطَةْ فِي الْوِشَّ الْعِكِرْ»
- ٧٠٦ - «إِيشْ جَابْ التِّيْن لِلتِّنْتينْ وإِيشْ جَابِ التِرْعَةْ لِلبَحْرِ الْكَبِيرْ وإِيشْ جَابِ الْعَبْدِ لْسِيدُهْ قَالْ لِدَهْ طَلْعَةْ وَلِدَهْ طَلْعَةْ»
- يضرب لن يساوي نفسه بمن هو أعلى منه وأفضل مع ظهور الفرق بينهما للناس، وكلمة التنتين لا معنى لها وإنما أتوا بها في معنى شيء يشبه التين وليس به. والترعة:
- يريدون بها الخليج، وهما مقدمتان لبيان الفرق بين العبد وسيّده وأنه مهما يتطاول لمساواته فإن لهذا طلعة تدل عليه كما للآخر طلعة تدل عليه كما للآخر طلعة تخالفها. والعرب تقول في أمثالها: (ما جُعل العبد کربّه) وتقول أيضًا: (ما أُمامةُ من هند). يضرب فى البون بين كل شيئين لا يقاس أحدهما بالآخر. وفي کتاب الآداب لابن شمس الخلافة: (كم بين الدر والحصى والسيف والعصا)108.
- ۷۰۷ - «إيشْ جَابْ طُوخْ لِمْلِيجْ»
- ۷۰۸ - «إيشْ جَابْ لِجَابْ»
- جاب، أى جاء بكذا. والمراد بأيش جاب لجاب أين هذا من ذاك، أى شتَّان بين من ذكرتهما. يضرب عند مقارنة شخص أو شىء بآخر أحسن منه.
- ۷۰٩ - «إيشْ جَمَعِ الشَّامِى عَلَى المَصْرِى»
- يضرب في اجتماع المتباينين، وهو كقول عمر بن أبى ربيعة:
- وقال أبو الطيب المتنبّي:
- ۷۱۰ - «إيشْ حَايْشَكْ عَنِ الرَّقْصْ قَالْ قُصْرْ الأكْمَامْ»
- الأكثر فيه: (مو شى حایشك عن الرقم إلا قصر الأكمام) وراجعه في الميم.
- ۷۱۱ - «إيشْ حَدَا فِيما بَدَا يَا اللِّى كلَامَكْ ضَرِّنى منينْ شَمِّتِ النَّاسْ وِمْنِينْ صَالحْتِنِى»
- معناه ما الذى حدث فصرفك عن الوقيعة بى إلى مصالحتى بعد ما أشمتَ الناس بى.
- والمراد التعجب من هذه الحالة واستنكارها. وقولهم: (أيش حدا قيما بدا) أصله (ما عدا ما بدا) ومعناه فى الأصل: ما منعك مما ظهر لك أوّلًا، قال الميدانىّ: «قاله علي بن أبي طالب للزبير بن العوام رضي الله عنهما يوم الجمل، يريد ما الذى صرفك عما كنت عليه من البيعة وهذا متصل بقوله عرفتنى بالحجاز وأنكرتنى بالعراق فما عدا مما بدا» انتهى. ومن شاء التفصيل فعليه بمراجعة شرح ابن أبى الحديد على نهج البلاغة (ج ۱ ص ۱۹۹ طبع مصر).
- ۷۱۲ - «إيشْ خَيَّرَكْ عَنُّهْ قَالِ ابْنْ عَمُّهْ»
- المراد بابن عمه هنا من يشاكله، أى إنك بعدولك عنه واختيارك من لا يفضله لم تصنع شيئًا بل حاولت عبثاً. يضرب فيمن يعدل عن شخص أو شىء لآخر يشبهه. وانظر: (أيش كبرك عنه وأنت ابن عمه).
- ۷۱۳ - «إيشْ شَيّلُهْ وإيش حَمِّلُهْ وإيش عَمَلُهْ حَمَّارْ الأُجْرَةْ اللِّى تِجْرِي لهْ مُوش قَدِّ المِشْوَارْ»
- أى ما الذى ألجأه وحمله على هذا العناء وجمله مکارياً يحمل أمتعة الناس على حماره مع علمه بطول الثقة وبأن الأمر ليس على قدر المشقة. والمراد إنه جنى على نفسه فليتحمل تبعة ما فعل.
- ۷۱٤ - «إيشْ عَرَّفِ الْحِمِيرْ بِأكلِ الجَنْزَبيلْ»
- يضرب لمن يتعرض لما لا يعرفه فلا يحسنه لجهله به.
- ۷۱٥ - «إيشْ عَرَّفَكْ إِنَها سِكِّينَهْ»
- انظر: (إن شا الله اللِّي خدها يندبح بها) الخ.
- ۷۱٦ - «إيشْ عَرَّفَكْ إنَّهَا كِدْبهْ قالْ كُبرَهَا»
- المراد إن المبالغة فى الخبر تحمل على الشك فيه وتكذيبه، حتى إنهم فضلوا الكذب المعقول على الصدق المبالغ فيه فقالوا فى مثل آخر: (کدبٍ مساوى ولا سدق مبعزق) وقالوا: (كدبٍٍ موافق ولا سدقٍ مخالف) وسيأتيان فى حرف الكاف.
- ۷۱۷ - «إيشْ عَلَى بِالِ الْقِرْدْ مِنْ سَوَادْ وِشُّهْ»
- (على بال) يراد به هنا يبالي: والوش: الوجه، أي ما الذي يباليه القرد ويكترث له من سواد وجهه. يضرب للمستهتر يأمر يصل حاله فيه إلى عدم المبالاة بالفضيحة.
- ۷۱۸ - «إيشْ غَرَضْ الأَعْمَى قَالْ قُفَّةْ عُيُونْ»
- أي لكل شخص أمنية بحسب حاله. ويروى: (خاطر الأعمى قفة عيون) وذكر في الخاء المعجمة، والمثل قديم في العامية أورده البدري في سحر العيون برواية: (قال أيش مراد الأعمى قال قفة عيون).
- ۷۱۹- «إيشْ قُلْتُمْ فِي جَدَعْ لَا عِشِقْ وَلَا اتْمَعْشَقْ قَالُوا يْعِيشْ حُمَارْ وِيْمُوتْ حُمَارْ»
- الجدع: يريدون به الشاب. واتمعشق: تعلق بالعشق وتظاهر به، وكثيرًا ما يأتون بهذه الصيغة في هذا المعنى كقولهم: أتمشيخ، وقد تكلّمنا عليها في القواعد بمجم العامية. يضرب في وصف من لا يعشق بالبلادة، وهو من قول الشاعر:
- ويروى: فكن حجرًا من يابس الصخر جلمدًا109. وأنشد صاحب الأغاني لعمر بن أبي ربيعة110:
- والرواية في نسخة تغلب عليها الصحة من دیوانه:
- ۷۲۰ - «إيشْ كَبَّرَكْ عَنُّهْ وِأنْتَ ابْنْ عَمُّهْ»
- أي لا فرق بينك وبينه فعلام هذا التعاظم عليه وأنت مثله لا تمتاز عنه بشيء. يضرب للمتعاظم على أنداده بلا مسوّغ. ويرويه بعضهم: (أيش خيرك عنّه قال ابن عمّه) ويقصد به معنى آخر تقدّم الكلام عليه.
- ۷۲۱ - «إيشْ لَكْ فِى الْحُبُوبْ یَا جَعْبُوبْ»
- الجعوب (بفتح فسكون ففم): فى معنى الصعلوك الوضيع عندهم، أى أى شىء لك فيما استغله القوم من مزارعهم حتى تزج بنفسك بينهم وتتعرض لما لا يعنيك من أحاديثهم فى ذلك. وقريب منه قولهم: (أيش نايبك فى القيراط با ظراط) الآتي بعده.
- ۷۲۲ - «إيشْ نَايْبَكْ فِي الْقِيرَاطْ یَا ظَرَّاطْ»
- نايبك: يريدون به مُصيبك. يقولون: باب فلان كذا فى القسمة، أى أصابه. والمراد بالضراط هنا الثرثار - يضرب للشريك يكون أقل أصحابه نصيبًا وأكثرهم کلامًا عند المحاسبة. وقرب منه قولهم: (إيش لك فى الحبوب با جعبوب) المذكور قبله.
- ۷۲۳ - «إيشْ یَاخُدِ الرِّيحْ مِنِ الْبَلَاطْ»
- أىلا يجني الغريم من المفلس إلا الخيبة فخير له أن لا يقاضيه.
- ۷۲٤ - «إيشْ يِعْمِلِ التَّرقِيعْ فِى التُّوبِ الدَّايِبْ»
- أى ماذا يفيد الترفيع فى الثوب البالى يضرب فى محاولة إصلاح أمر قد فسد جملة. وفى معناه من أمثال العرب: (ثكلتك أمك أيَّ جَردْ تَرْقَعْ) والجردْ الثوب الخلق. وقريب منه قولهم: (كدابغة وقد حَلِمَ الأديم) أى وقع فيه الحلم، وهو دود يقع فى الجلد فيأكله فإذا دُنغ، وهى موضع الأكل، يضرب للأمر الذي انتهى فساده و تعذّر إصلاحه.
- ٧٢٥ - «إيشْ يِعْمِلِ الْحِزِقْ فِي الْمزِقْ»
- يريدون الحزق هذا الذى يحزق فى كلامه، وهو عندهم بمعنى يجهد نفسه فى الصياح، ويريدون بالمزق السريع الغضب الضيق العطن، وهو محرّف عن النزِق. ويضرب فى تعشر التفاهم مع مثله.
- ٧۲٦ - «إيشْ يِعْمِلِ الْحَسُودْ فِى الْمَرْزُوقْ»
- أى من رزق السعادة لا يضره حسد الحاسد. ويروى: (أيش يعمل الحاسد فى الرازق).
- ۷۲۷ - «إيهْ رَمَاكْ عَ الْمُرّْ قَالْ أَمَرّْ مِنُّهْ»
- أيه (بالإمالة) أيّ شىء. والمعنى أى شىء دفعك إلى مذاق المر فقال: ماهو أمر منه، أى لم يوقعى فى الشدة إلا أشد منها. ومن أمثال العرب فى هذا المعنى: (حر الشمس يلجىء إلى مجلس السوء).
- ۷۲۸ - «إيهْ (…) النِّسَا قَالْ بُعْدِ الرِّجَالْ عَنْهُمْ»
- أى بعد الرجال عنهنّ أصون لهنّ.
- ↑ الروضتين ج ٢ ص ٢٨
- ↑ الشرح الجلى رقم ٢٠٥ شعر ص ٢٦
- ↑ المحاضرات والمحاورات للسيطوى رقم ٥٦٣ أدب أول ظهر ص ١٠٧
- ↑ المحاصرات ح ٢ ص ٤١٨
- ↑ ص ٦٥
- ↑ ص ٩٩
- ↑ ديوان الصبابة رقم ١٤٧ أدب أواخر ص ١٣٢
- ↑ الكشكول ص ١٦٩
- ↑ ج ١ أواخر ص ٣٤١
- ↑ ج ١ ص ٤٧
- ↑ ج ٢ ص ٤١٨
- ↑ ص ٧٠
- ↑ ص ١٠٧
- ↑ ص ١٤٣
- ↑ نزهة الجليس ج ٢ ص ٢٤٥
- ↑ الريحانة ص ٢١٠ - ٢١١
- ↑ قطف الأزهار رقم ٦٥٣ أدب ص ٤٢٣
- ↑ ص ١٥٤
- ↑ الجبرتي ج ١ ص ٨٢
- ↑ ج ١ ص ٤٤
- ↑ المستطرف ج ١ ص ٤٩
- ↑ الآداب لابن شمس الخلافة ص ١٣٥
- ↑ ج ١ ص ٤٧
- ↑ ج ١١ ص ١١٦
- ↑ ص ١١٤
- ↑ نهاية الأرب للنويرى ج ٣ آخر ص ٩ ومجمع الأمثال
- ↑ ج ١ ص ٤٥
- ↑ ج ١ ص ٤٥
- ↑ ص ٦٢
- ↑ ص ١٣٣
- ↑ نهاية الأرب للنويري ج ٣ ص ٧١
- ↑ ج ١ ص ٤٦
- ↑ ج ١ ص ٤٨
- ↑ نهاية الأرب للنويري ج ٣ ص ٦ وج ص ٧٥
- ↑ نهاية الأرب للنويري ج ٣ ص ٥ س ٩
- ↑ ج ١ ص ٤٣
- ↑ ج ١ ص ٤٥
- ↑ نهاية الأرب للنويري ج ٣ ص ٣٣٦ س ٣
- ↑ ج ١ ص ٤٣
- ↑ الطراز المنقوش رقم ١٩٥٩ تاريخ ص ٩٠.
- ↑ الآداب لابن شمس الخلافة ص ١٤٢
- ↑ ج ١ ص ٤٦
- ↑ نهار الأرب للنويري ج ٣ ص ٩٣
- ↑ نفس المصدر ص ٩٨
- ↑ ص ١٧٠
- ↑ ص ٦٣
- ↑ الآداب لابن شمس الخلافة ص ١٣٠
- ↑ الآداب لابن شمس الخلافة ص ١٠٧
- ↑ مجموعة أزجاله رقم ٦٧٥ شعر ص ١٥
- ↑ الآداب لابن شمس الخلافة ص ١١٦
- ↑ ج ١ ص ٧٤
- ↑ ص ٥٢
- ↑ المحاضرات ج ٢ أوائل ص ٤١٨
- ↑ ص ٥٣
- ↑ ص ١١٧
- ↑ ص ٦٧
- ↑ ص ٦٧
- ↑ ص ١١٠
- ↑ ص ١٧٥
- ↑ أول ظهر ص ١١٨ المجموع رقم ٦٦٦ شعر
- ↑ ج ١ ص ٤٥
- ↑ كامل المبرد ج ١ ص ١١ و١٢
- ↑ ص ١٠٠
- ↑ نهاية الأرب للنويري ج ٣ أول ص ١٠
- ↑ ص ٦٥
- ↑ ص ١٤٠
- ↑ شرح أحكام الإمام رقم ٧٢٠ أدب ص ٣٢
- ↑ ج ٢ ص ٤١٨
- ↑ في ظهر ص ١٢٦ من المجموع رقم ٦٦٦ شعر
- ↑ ج ١ ص ١٠٦
- ↑ أول ص ١٩١ من المجموع رقم ٦٦٧ شعر.
- ↑ نهاية الأرب للنويري ج ٣ ص ٣٠٢
- ↑ ص ٨٦
- ↑ ج ١ ص ٤٩
- ↑ نهاية الأرب للنويري ج ٣ ص ١٠٧ .
- ↑ نهاية الأرب للنويرى ج ٣ ص ٦٤ .
- ↑ الآداب لابن شمس الخلافة ص ١١٣ .
- ↑ قبل آخر ص ١٣٤ .
- ↑ ص ٥٣
- ↑ ج ١ ص ٤٨ .
- ↑ العقد الفريد ج ٢ ص ١١٨ والتبريزي على الحماسة ج ١ ص ١٢٣ .
- ↑ المستطرف ج ١ ص ٤٢ .
- ↑ تاريخ ابن الفرات ج ١٦ أواخر ص ١١ .
- ↑ خلاصة الأثر ج ٣ ص ٢٥٧
- ↑ ص ٦٢
- ↑ ج ١ ص ٢٧٠
- ↑ طبعة دار الكتب ج ١ ص ٥٧ - ٥٨
- ↑ شفاء الغليل أول ص ١٢٧
- ↑ ص ٧٦ من المجموع رقم ٦٤٨ شعر
- ↑ هكذا ورد في الأصل بدون شرح
- ↑ ص ٩٧
- ↑ ص ١٢٢ .
- ↑ ص ٨٦.
- ↑ ج ١ ص ٤٢
- ↑ هكذا ورد في الأصل بدون شرح
- ↑ نهاية الأرب للنويري ج ٣ ص ٣٧٢ س ٧ .
- ↑ ص ١٧١.
- ↑ ج ١ ص ٣٦.
- ↑ ص ٥١ من مجموع منتخبات من بعض الدواوين.
- ↑ نهاية الأرب للنويري ج ٣ ص ١٠٨
- ↑ نهاية الأرب ج ٣ آخر ص ٧٨
- ↑ نهاية الأرب للنويري ج ٣ ص ٦
- ↑ نهاية الأرب للنويري ج ٢ ص ١٢٠ ص ١٤
- ↑ ص ٢٥٥ من المجموعة رقم ١٩٩ مجاميع
- ↑ ج ١ ص ٤٢
- ↑ ج ١ ص ٤٧
- ↑ ج ٢ ص ٢٤٥
- ↑ ص ٦١
- ↑ انظر نهاية الأرب للنويري ج ٢ أواخر ١٤٨ وفي ج ٥ ص ٥٨ إذا أنت الخ.
- ↑ الأغاني ج ١٧ ص ٩٤