انتقل إلى المحتوى

إن وجها رأيته ليلة السبت

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

إن وجهاً رأيته ليلة السبت

​إن وجهاً رأيته ليلة السبت​ المؤلف إبراهيم عبد القادر المازني


إن وجهاً رأيته ليلة السب
تِ رماني بحبه وتولى
عجبٌ كيف يرتضي البعد عنا
من عبدنا في حسنه اللَه جلا
هل حباك الإله بالحسن إلّا
لنرى فيك آيهُ تتجلى
أنت أفسدتني وعلمتني ال
حب فهلا أصلحت مني هلا
نظرةٌ منك لو رحمت تعيد الر
روح فينا كالروض جيد وطلا
ما لنا غير ذلك الصدر مأوى
أو معاذ وجل ذاك وقلا
لم أكن أحسب الزمان يريني
موضعاً لست فيه جنبي حلا
أجدر الناس بانعطافٍ وأولى
أنت أن تتبع القطيعة وضلا
بعد العهد غير ذكرى ليالٍ
قد تقضت وما شفت لي غلا
وقفة العيش بغي غير أني
أجد الدهر ما يثقل رجلا
ليت شعري ما حجة الزمن الجا
ئر أم كيف عذره حين زلا
ثقلت وطأة البعاد على كا
هل صبري وآذنت أن تظلا
أتأناك كي ترق وما تز
داد إلّا على المؤمل بخلا
كان خيراً من السهاد رقادي
في حمى ظلك الوريف وأحلى
غير أني في الحب أقنع بالذك
ر إذا ما الحبيب لم يك سهلا
إن لي مهجةً يصدعها الشو
ق وما إن أخال إلّا مبلا
لم تلمني أني هويتك لكن
لمت أني رعيت عهداً وإلّا
لست تأبى على حبيك لكن
أنت تأبى الحفاظ ظلما ودلّا
بأبي أنت مغضباً ولعمري
ما أقل الفداء مني وأغلى
لكم الدل والتجني علينا
وعلينا الحفاظ أحسنت أم لا
ليت شعري متى تشق بنا الني
ل جوارٍ ويا عسى ولعلا
محقباً خمرةً لنطرب كالبح
ر ونغدو لصحبه البحر أهلا
أي شيءٍ ألهاك عن مركب الن
نيلِ وقد كنت لأتني عنه قبلا
ما برحنا نرجو قدومك حتى
قد مللنا خلف الرجاء وملا
إن لي مجلساً على النيل فيّا
حاً فالا وافيتني فيه إلّا
متعة العين من ملاحة مرأىً
ومني النفس من صباحة مجلى
حيث لا نرهب الزمان ولا نر
قب سحّاً من الملام ووبلا
وهي الراح لا نشعشع منها
وعلي الإكثار نهلاً وعلّا
نقطع الليل في احتساء شرابٍ
ليس أنفى للهم منه وأجلى
بين أقداحنا حديثٌ هو السح
ر يناجيك فيه قلبٌ تملى
ليس تستعذب المدامة إلّا
بنديمٍ أرق منها وأحلى
صاحبٌ مؤنسٌ وكأنسٌ دهاق
ذاك حسبي لو يجعل الدهر فعلا
هل أرى نجح ما وعدن ظنوني
أم ترى باعها يعود أشلا
لست بالمملحف الملح ولا بالطا
مع العين إن وهبت الأقلا
إن تجودوا سحبت ذيلاً وفلا
أو تضنوا فلست أعدم خلا