إن ضاع وترك يابن حامي الدين
المظهر
إن ضاع وترك يابن حامي الدين
إن ضاع وترك يابن حامي الدين
لاقال سيفك للمنايا كوني
أَولم تُناهض آلَ حربٍ هاشمٌ
لا بشّرت علويّةٌ بجنين
أَمعلّلَ البيضِ الرقاق بنهضة
في يوم حرب بالردى مشحون
كم ذا تهزُّك للكريهةِ حنّةٌ
من كل مشجية الصهيل صفون
طال انتظار السمر طعنتك التي
تلد المنون بنفس كل طعين
عجباً لسيفك كيف يألف غمدَه
وشباهُ كافلُ وِتره المضمون
لله قلبُك وهو اغضبُ للهدى
ما كان أَصبرَه لهتك الدين
فيما اعتذارك للنهوض وفيكم
للضيم وَسمٌ فوق كلِّ جبين
ايمينكم فقدت قوائم بيضها
أم خيلكم اضحت بغير متون
لا استكّ سمع الدهر سيفُك صارخاً
في الهام فاصل محده المسنون
إن لم تقُدها في القتام طوالعاً
فكأنّها قِطعُ السحابِ الجون
ماإن سطت يحماة ثغر تهامة
إلاّ ذَعرن حماةَ ثغر الصين
يحملن منك إلى الأعادي مخدراً
يرمي المنون لقاؤه بمنون
غضبان إن لبس الضواحي مصحراً
نزعت له الآساد كل عرين
فمتى أراك وأنت في اعقابها
بالرمح تطعن صلب كل ركين
حيث الطريد أمام رمحك دمعه
كغروب هاضبة القطار هتون
لم يمسِحنَّ جفونَه إلاّ رأى
شوك القنا الأهداب رأي مطعون
والموتُ يسأم قبض أرواح العدى
تعباً لقكعك حبل كل وتين
فتمهد الدنيا بإمرة عادل
وبنهي علام وقسط أمين
ومُضاءِ منصلتٍ وعزمِ مجرّبٍ
وأناتِ مقتدرٍ وبطشِ مكين
اتشيم سيفك عن جماجم معشر
وتروكم بالذحل في صفين
وحنين بيضهم الرقاق بهامكم
ملأَ الزمانَ برنّةٍ وحنين
وكمينُ حقد الجاهليةِ فيهم
أنى طلعتم غالكم بكمين
غصبوكم بشبا الصوارم أنفساً
قام الوجود بسرها المكنون
كم موقفٍ حلبوا رقابكم دماً
فيه وأعينكم نجيع شؤون
لا مثل يومكم بعرصة كربلا
في سالفات الدهر يوم شجون
قَد أرهفوا فيه لجِدكَ أنصلاً
تركت وجوهكم بلا عرنين
يوم أبي الضيم صابر محنة
غضب الإلهُ لوقعها في الدين
سلبته أطرافُ الأسنّةِ مهجةً
تفدى بجملة عالم التكوين
فثوى بضاحية الهجير ضريبةً
تحت السيوف لحدها المسنون
وقفت له الأفلاكُ حينَ هويّه
وتبد لت حركاتها بسكون
وبها نعاه الروح يهتف منشداً
نفذت وراءَ حجابه المخزون
وتصك جبهتك السيوف وإنها
لولا يمينك لم تكن ليمين
ما كنتَ حين صُرعتَ مضعوف القوى
فاقول لم ترفد بنصر معين
وأما وشيبتك الخضيبة إنها
لأبر كل إليه ويمين
لو كنتَ تستامُ الحياةَ لأرخصت
منها لك الأقدارُ كلّ ثمين
أو شئتَ محوَ عداك حتّى لا يُرى
منهم على الغبراء شخص قطين
لأخذت آفاق البلاد عليهم
وشحنت قطريها بجيش منون
حتّى بها لم تُبق نافخَ ضرمةٍ
منهم بكلّ مفاوزٍ وَحصون
لكن دعتك لبذل نفسك عصبة
حان انتشارُ ضلالِها المدفون
فرأيتَ إنّ لقاءَ ربِّك باذلاً
للنفس أفضلُ من بقاء ضنين
فصبرت نفسك حيث تلتهب الضبا
ضرباً يذيب فؤادَ كلّ رزين
والحربُ تطحن شوسَها برحاتِها
أضمير غيب الله كيف لك القنا
والسمر كالأضلاع فوقك تنحني
والبيض تنطبق انطباق جفوني
وقضيتَ نَحبَك بين أظهر معشرٍ
حُملوا بأخبث أظهُرٍ وبطون
وأجلُّ يومٍ بعد يومك حلّ في
الإسلام منه يشيبُ كلُّ جنين
يوم سرت اسرى كما شاء العدى
فيه الفواطمُ من بني ياسين
ابرزن من حرم النبي وإنه
حرمُ الإله بواضحِ التبيين
من كلّ محصنةٍ هناك برغمها
أضحت بلا خدر ولا تحصين
سُلبت وقد حجبَ النواظرَ نورُها
عن حر وجه بالعفاف مصون
قذفت بهن يد الخطوب بقفرة
هيماء صالية الهجير شطون
فغدت بهاجرة الظهيرة بعدما
كانت بفياح الظلال حصين
حرّى متى التهبت حشاشتُها ظماً
طفقت تروح قلها بأنين
وَحَدَتْ بها الأعداءُ فوق مصاعبٍ
ترمي السهول من الفلا بحزون
لاطاب ظلك يازمان ولاجرت
أنهار مائك للورى بمعين
ماكان أوكسها لكفك صفقة
فيها ربحت ندامةَ المغبون
فلقد جمعت قواك في يوم به
ألقحت أمَّ الحادثات الجون
وبه مُذ ابتكرت مصيبةُ كربلا
عقُمت فما لنتاجها من حين
احماة ثغر الدين حيث سيوفكم
شَرِعت محجّةَ نهجهِ المسنون
صلّى الإلهُ عليكم ما مِنكم
هتفَ الصوامعُ باسم خير أمين