انتقل إلى المحتوى

إن الوجود لعين الحكم والذات

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

إنَّ الوجودَ لعينِ الحكمِ والذاتِ

​إنَّ الوجودَ لعينِ الحكمِ والذاتِ​ المؤلف محيي الدين بن عربي


إنَّ الوجودَ لعينِ الحكمِ والذاتِ
تحققُّ آلامي ولذَّاتي
وحكمها صور بالذاتِ ظاهرةٌ
للعين في الحالِ لا ماضٍ ولا آتي
نقولُ ذا فلكٌ نقولُ ذا ملك
في أيِّ كونٍ من أرضٍ أو سموات
فالصورُ مختلفٌ والعينُ واحدةٌ
وإنّ فيه لما يدري لآيات
وهو الذي ينتفي إنْ كنت تعقله
وحكم أعياننا عينُ الدلالات
فما ترى صوراً في العين قائمة
إلاّ بوجهين من نفيٍ وإثباتِ
إنّ الامورَ لتجري نحو غايتها
وعزةِ الحقِّ ما أدري بغايات
الأمرُ كالدورِ أو كالخطِّ ليسَ لهُ
في الامتداد انتهاء كالكميات
بالفرضِ كانتْ لهُ الغاياتُ إنْ نظرتْ
عقولنا ليس هذا فيه بالذات
إنَّ الوجودَ لدارٌ أنتَ ساكنها
بالوهمِ في عينِ ما يحويَ منْ أبياتِ
وما هنالكَ أبياتٌ لذي نظرٍ
وإنَّها صورُ أولادِ علاتِ
إنَّ الذي أوجدَ الأعيانَ في نظري
لصانعٌ صنعُه بغيرِ آلات
لو لمْ يكنْ صنعهُ لمْ يدرِ ذو نظرٍ
بأنه صانعٌ جميعَ ما يأتي
وإنها صورٌ للحسِّ ظاهرةٌ
لكنها بين أحياءٍ وأمواتِ
والكلُّ حيٌّ فإنَّ الكلَّ سبحهُ
بذاك أعلمني قرآنه فاتِ
بمثله إن تكن دعواك صادقةٌ
وإن عجزتُ ذاكَ العجزُ من ذاتي
لولا معارضةٌ قامتْ بأنفسهم
له فأعجزهم برهانُ إثبات
الصدقُ أصلك في الإعجاز أعلمني
بذاكَ في مشهدِ ربِّ البرياتِ
فاصدقْ ترى عجباً فيما تفوهُ بهِ
للسامعينَ لهُ من الخفياتِ
ذاك الهدى للذي قدْ باتَ يطلبُه
وليسَ يدري بهِ أهلَ الضلالاتِ
فاعكف بشاطىء واديه عساك ترى
ولا تقل إنه من المحالات
وانهض به طالباً ما شئت من حكم
ولا تعرجْ على أهلِ البطالاتِ
وقم به علماً في رأسِ مَرقبةٍ
فإنَّ فيه لمنْ يدري علاماتِ
واحذرْ جهالةَ قومٍ إن همُ غضبوا
فالله يهلكُ أصحابَ الحميَّات
يا طالبَ الحقِّ والتحقيقِ من كلمي
أودعت ما تبتغيه طيَّ أبياتي
صغر وكبرٌ وقل ما شئتَ من لقبٍ
مثل اللتيا إذا صغرتَ واللاتي