انتقل إلى المحتوى

إني ومن وسج المطي له

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

إِنّي وَمَن وَسَجَ المَطِيُّ لَهُ

​إِنّي وَمَن وَسَجَ المَطِيُّ لَهُ​ المؤلف خلف الأحمر


إِنّي وَمَن وَسَجَ المَطِيُّ لَهُ
حُدبَ الذُرى أَذقانُها رُجُفُ
يَطرَحنَ بِالبيدِ السِحالَ إِذا
حَثَّ النَجاءَ الرَكبُ وَاِزدَهَفوا
وَالمُحرِمينَ لِصَوتِهِم زَجَلٌ
بِفِناءِ كَعبَتِهِ إِذا هَتَفوا
وَإِذا قَطَعنَ مَسافَ مَهمَهَةٍ
قَذَفٍ تَعَرَّضَ دونَها شَرَفُ
وافَت بِهِم خوصٌ مُحَزَّمَةٌ
مِثلُ القِسِيِّ ضَوامِرٌ شُسُفُ
مِنّي إِلَيهِ غَيرَ ذي كَذِبٍ
ما إِن رَأى قَومٌ وَلا عَرَفوا
في غابِرِ الناسِ الَّذين بَقوا
وَالفُرَّطِ الماضينَ إِذ سَلَفوا
أَحَداً كَيَحيى في الطَعنِ إِذا
اِفتَرشَ القَنا وَتَضَعَضَعَ الحَجَفُ
في مَعرَكٍ يُلقى الكَمِيُّ بِهِ
لِلوَجهِ مُنبَطِحاً وَيَنحَرِفُ
وَإِذا أَكَبَّ القِرنُ يُتبِعُهُ
طَعناً دوَينَ صَلاهُ يَنخَسِفُ
لِلَهِ دَرُّكَ أَيُّ ذي نُزُلٍ
في الحَربِ إِذ هَمّوا وَإِذ وَقَفوا
لا تُخطِئُ الوَجعاءَ أَلَّتُهُ
وَلا تَصُدُّ إِذا هُم زَحَفوا
وَلَهُ جِيادٌ لا يُفَرِّطُها
الإِحلالُ وَالمِضمارُ وَالعَلَفُ
جُردٌ يُهانُ لَها السَويقُ وَأَل
بانُ اللِقاح كَأَنَّها نُزُفُ
مُردٌ وَأَطفالٌ تَخالُهُم
دُرّاً تَطابَقَ فَوقَهُ الصَدَفُ
فَهُم لَدَيهِ يَعكِفونَ بِهِ
وَالمَرءُ مِنهُ اللِيَنُ وَاللُطُفُ
وَمَتى يَشا يُجنَب لَهُ جَذَعٌ
نَهدٌ أَسيلُ الخَدِّ مُشتَرِفُ
يَمشي العِرَضنَةَ تَحتَ فارِسِهِ
عَبلَ الشَوى في مَتنِهِ قَطَفُ
رَبِذٌ إِذا عَرِقَت مَغابِنُهُ
ذَهَبَ السُكونُ وَأَقبَلَ العُنُفُ
فَأَعَدَّكَ ذاكَ لِسَرجِهِ وَلَهُ
في كُلِّ غادِيَةٍ لَها عُرُفُ
في حَقوِهِ عَرِدٌ تَقَدَّمَهُ
صَلعاءُ في خَرطومِها قَلَفُ
جَرداءُ تَشحَذُ بِالبُزاقِ إِذا
دُعِيَت نَزالِ وَهَبَّ مُرتَدِفُ
أَوفى عَلى قَيدِ الذِراعِ شَدي
دُ الجَلزِ في يافوخِهِ جَوفُ
خاظٍ مُمَرٌّ مَتنَهُ ضَرِمٌ
لا خانَهُ خَورٌ وَلا قَضَفُ
عَردُ المَجَسِ بِمَتنِهِ عُجَزٌ
في جِذرِهِ عَن فَخذِهِ جَنَفُ
فَلَو أَنَّ فَيّاضاً تَأَمَّلَهُ
نادى بِجُهدِ الوَيلِ يَلتَهِفُ
وَإِذا تَمَسَّحَهُ لِعادَتِهِ
وَدَنا الطِعانُ فَمِدعَسٌ ثَقِفُ
وَإِذا رَأى نَفَقاً رَبا وَنَزا
حَتّى يَكادُ لُعابُهُ يَكِفُ
لا ناشِئاً يُبقي وَلا رَجُلاً
فَنِداً وَهَذا قَلبُهُ كَلِفُ
يا لَيتَني أَدري أَمُنجِيَتي
وَجناءُ نادِيَةٌ بِها شَدَفُ
مِن أَن تَعَلَّقَني حَبائِلُهُ
أَو أَن يُواري هامَتي لُجُفُ
وَلَقَد أَقولُ حِذارَ سَطوَتِهِ
إيهاً إِلَيكَ تَوَقَّ يا خَلَفُ
وَلَو أَنَّ بَيتَكَ في ذُرى عَلَمٍ
مِن دونِ قُلَّةِ رَأسِهِ شَعَفُ
زَلِقٍ أَعاليهِ وَأَسفَلُهُ
وَعرُ التَنائِفِ بَينَها قُذُفُ
لَخَشيتُ عَردَكَ أَن يُبَيِّتَني
إِن لَم يَكُن لي عَنهُ مُنصَرَفُ