إقبالهن بشارة الإقبال
المظهر
إقبالهن بشارة الإقبال
إقبالُهُنَّ بشارةُ الإقبالِ
وحضورُهنَّ حضورُ حُسنِ الحالِ
هُنَّ الغواني بالجمال عن الحُلى
فجمالُهنَّ يفوق حَليَ الحالِِ
إنعامُهنَّ لنا طليعة نعمةٍ
موصولةٍ بمقدّماتِ وصالِ
شُبنَ الملاحةَ بالدلال وأُشرِبَت
بقلوبهن حلاوةُ الإدلالِ
ذُلُّ اليَسير بطرفهنَّ وفوقه
عَقدُ الحواجب فيه تِيهُ الغالي
واذا اهتزَزنَ لنا تهزُّ قلوبَنا
هيفُ الخصور ورُجَّحُ الأكفالِ
يُشفى العليلُ بأُنسهن كمثل ما
تُشفى العِطاشُ ببارد السلسالِ
فالشَّيب أسخطهنَّ من بعد الرضا
والعُدم علَّمهنَّ صفح الحالِ
قد يُستَفاد المالُ بعد نفاده
والشَّيب أعيا حيلةَ المحتالِ
فطمعتُ في نصف الرضا ويئستُ من
نصفٍ لإعدامي وشيب قذالي
قُم يا غلام فسلِّ قلبي بالتي
فيها السلوُّ عن الملول السالي
كيف الصلاح وقد بُليتُ بشادنٍ
في الحسن منفردٍ بغير مثال
لم أُنصِف المعشوقَ إذ شَبَّهتُه
قَدَّ القضيب وصورةَ التمثال
فإذا تلفَّت أو رنا فارغب به
عن جيد مُغزِلةٍ وعين غزال
وطراز طُرَّتِه ونور جبينهِ
يُنسيكَ كلَّ دجىً وكلَّ هلال
وتشعشع الخدَّين من ماء الحيا
كرحيق خمرٍ مُشرَبٍ بزلال
نزه العيون جلاؤهنَّ من الحيا
ولكل قلبٍ في البصيرة خالِ
تَبلى الرياضُ وكلُ روضٍ وافرٍ
وندى البَريديينَ ليس ببال
عزُّ البريديين أحسن منظراً
للناس فيه حدائق الآمال
إقبالُ دولتهم على كلِّ الورى
مُتَتابِعٌ بعوائد الإقبال
قد كادت الأرزاق تُقفَل فانبرت
بركاتُهم بمفاتح الأقفالِ
وهُمُ الثلاثة شَبَّ فيهم رابعٌ
من ذي المعالي وهو جدٌّ عال
أيّامُكم في العالمين كأنَّها
من حسنها مصقولة بصقال
عظمت كفايتُكم وجلّ غَناؤكم
فبكم تسير سوائرُ الأمثالِ
في الأرض ذلك في السماوات العُلى
تُدعَونَ سادةَ سادةِ العُمّالِ
ما قلتُ زوراً إنَّ بَسطَ نوالكم
في الأرض أفضلُ صالح الأعمالِ
مَن شاء فليقتل لذلك نفسَه
أسفاً وربَّ تأسُّفٍ قَتّالِ
فليرغم الحسّادُ إنَّ خدودهم
حُطَّت لمَوطَأكم نِعَالَ نِعَالِ
هلا أتوا بخلائقٍ كخلائق
فيكم مبرزة بكل كمالِ
لم ينقموا إلا التيقظ منكمُ
وتحفُّظ الغَفَلات والإغفالِ
فرأوا مساعيَهم قرارةَ وهدةٍ
ورأوا مساعيَكم سماءَ معالِ
فبمثل ذا عنَد الحسود وإنما
بسَخى القلوبِ تفاوُتُ الأحوالِ
أوَ ما ترى رجلاً يقوم مقامةً
ما إن يقوم بها ألُوفُ رجالِ
هذا أبو عبد الإله يمدُّه
شكرُ الإله بفضله المتوالي
لو ضُمَّت الدنيا إليه بأسرها
لاقتادها من نعله بقِبالِ
ما ذاك في القرطاس نِقساً إنما
هو كشف كربٍ أو حلول وَبالِ
وإذا سمعتَ صرير أقلامٍ له
فزئير أُسدٍ في حمى الأشبالِ
ويبعثر الجيش العرمرم واصفاً
كيداً يصاول صولةَ الأبطالِ
ما أشرف القلم المشرِّفَ أهله
ضخم المَريرة وهو نِضو هُزالِ
يمشي مُكِبّاً والخُطا من مشيه
طُرق الغنى وطوارق الأهوال
ويمجُّ رَعفاً لا يملُّ لسانُهُ
ويفيض بالآمالِ والآجالِ
يا أحمد بن محمدٍ حمداً لمن
جعل الفضائلَ في ذوي الإفضالِ
قال النَّبيُّ يدُ الذي يعطي هي ال
عليا وأنت على الأنام العالي
ويداك قد عَلَتا على أيدي الورى
بجلال قدرك فوق كلِّ جلالِ
ولقد حرستَ مواهبَ اللَه التي
أُوتيتَ بالإحسانِ والإجمالِ
فاللَه بالبركات خصَّك إذ رأى
نعماك قد كَلِفَت بهَدِّ جِبالِ
فمؤمَّل العافين أنت وأنت ذخ
ر الأولياء وكنز بيت المالِ
واللَه يحمل ذاك عنك بأسره
شكراً لأنك حامل الأثقالِ
واللَهُ يؤتي فضلَه ومزيدَه
من شاء غير مُدافَع الأفعالِ
لا زلتَ في نعمٍ تُزاد بشكرها
مدداً من الإعظام والإجلالِ