إذا طلع البدر المنير عشاء
المظهر
إذا طلعَ البدرُ المنيرُ عشاءً
إذا طلعَ البدرُ المنيرُ عشاءً
رأيتَ لهُ في المحدثاتِ ضياءَ
وليسَ لهُ نورٌ إذا الشمسُ أشرقتْ
وقد كان ذاك النورُ منه عشاء
فما النورُ إلا من ذكاءٍ لذاكَ لمْ
يكن يغلب البدرُ المنير ذكاء
فإنَّ لها محلين في ذاتها وفي
صِقالةِ جسمٍ غدوةً ومساء
ألمْ ترَ أنَّ البدرَ يكسفُ ذاتَها
إذا كانَ محقاً غيرةً ووفاءض
ولكن عن الأبصار والشمسُ نورها
بِها لمْ يزلْ يُعطي العيونَ جَلاءَ
وإدراكيَ المرئيَّ بيني وبينها
وقدْ جعلَ اللهُ عليهِ غِطاءَ
وهذا من العلمِ الغريبِ الذي أتى
إليكمْ بهِ الكشفُ الأتمُّ نداءَ
وكلُّ دليلٍ جاءكمْ في معاندِ
يخالفُ قولي فاجعلوهُ هباءَ
خُصصتُ بهذا العلم وحدي فلم أجد
لهُ ذائقاً حتَّى نكونَ سواءَ
وبالبلدِ الجدباً طعمْتُ مذاقَهُ
لذا لم أجدْ عنْ ذا المذاقِ غناءَ
أتاني بهِ أحوى ولمْ يأتني بهِ
إذا سالَ وادٍ بالعلومِ غثاءَ
فزدتُ به لُطفاً وعلماً ولم أزد
بهِ في وجودي غلظةَ وجفاءَ
وأعلمنَي فيهِ بأنَّ مهيمني
معي مثله فابنوا عليه بناء
علياً رفيعاً ذا عماد وقوّة
بلا عمدٍ حتّى يكونَ صماءَ
مزينة بالأنجم الزهرِ واجعلوا
قلوبكمُ فرشاً لها وغطاء
فيغشاكمُ حتى إذا ما حملتمُ
بدت زينةٌ تعطي العيونَ رواء
معطرةَ الأعرافِ معلولةً للحمى
يمدُّ بها كوني سناً وسناءَ
ليعجز عن إدراكه كلّ ذي حجى
ويقبلُه منهُ حياً وحياءض
سينصرُنُا هذا الذي قدْ سردتُهُ
إذا كشفَ الرحمن عنك غطاء