إحدى الغواني إلى الزوراء
المظهر
إحدى الغواني إلى الزوراءِ
إحدى الغواني إلى الزوراءِ
جاءتكَ تمشي على استحياءِ
جميلةٌ من بناتِ الفكر
مكنونةٌ في حِجاب الصدر
حيَّتك تبدي جميلَ العذر
فحيّ منها أَلوفَ الخدر
سيَّرتُها في سماء الحمدِ
زهرةَ مدحٍ لبدر السعدِ
لمن أياديه جلّت عندي
قد خفَّفت في ثقيلِ الرفدِ
معشوقةً أقبلت للوصل
لسانُها ناطقٌ بالفصل
تغنيك عن غيرها بالنقل
غناءَ كفّيك لي بالمحل
كم رقَّ ديباجُ نظمي وشيا
وراقَ صوغي القوافى حُليا
كجوهرٍ زان نحر العليا
ذاك الذي لم تلد في الدنيا
ذو طلعةٍ وهي أمُّ البشر
من شامَها قال بنتُ البدر
وراحةٍ وهي أختُ البحر
كم قلَّدت للورى من نحر
سماؤها لم تزل مُنهلّةَ
بها رياضُ المُنى مخضلَّه
وغيرُها ليس يشفي غُلّة
عن الندى لم تزل معتلَّه
محمَّدُ الطيبُ الأخلاقِ
الحسنُ الماجدُ الأعراقِ
تباركت قدرةُ الخلاّق
إذ أطلعت منكَ للأشراقِ
سبحانه ناشراً إحسانا
في حسنٍ طاوياً سحبانا
أنسى أخاها به ذبيانا
نسيانَه لي لأمرٍ كانا
يا هل ترى مخلفاً للوعد
من لم يجد غيرَ بذلِ الجهد
إن كنتُ أبطأتُ عما عندي
فأنت يا مسرعاً بالصدّ
لا تشمتَن هجرنا بالوصل
ولا تسمّ عقدنا بالحلّ
فمثلُك اليوم خلاًّ مَن لي
ومَن لك اليوم خِلاًّ مثلي
أنت على النفس منها أغلا
وأنت في العين مِنها أحلى
وأنت أولى بقلبي كلاّ
ذاك الهوى لا تخله ملاّ
لسانُكم للمقالِ الفصلِ
وكفُّكم للندى والبذلِ
فما لكم في الورى من مثلِ
هيهات مثلاً لروح الفضلِ