انتقل إلى المحتوى

أَحْسنْتَ شكْرَكَ لِلَّذِي أَعْطَاكَا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أَحْسنْتَ شكْرَكَ لِلَّذِي أَعْطَاكَا

​أَحْسنْتَ شكْرَكَ لِلَّذِي أَعْطَاكَا​ المؤلف خليل مطران


أَحْسنْتَ شكْرَكَ لِلَّذِي أَعْطَاكَا
قَامَ الأَساسُ وَلمْ يقُمْ لَوْلاَكَا
دَارُ الشَّفَاءِ هِيَ الثَّنَاءُ عَلَى الَّذِي
لِسلاَمَةِ المسْتَضْعِفِينَ شَفَاكَا
الله بِالنَّيَاتِ أَعْلَمُ وَهْوَ قَدْ
أَبْدَى مَحَاسِنهنَّ حِينَ بَلاكا
آتَاك خَيْراً بِالمُحَصَّنَةِ الَّتِي
كانَتْ بِقُرْبِكَ حَافِظاً ومَلاَكَا
وَأَرَاكَ مِنْ حُبِّ الأَنامِ وَعَطْفِهِمْ
مَا عَزَّ يَوْماً أَنْ يَرَاه سِوَاكا
فشكَرْتَ لِلْمَولَى يَداً أَوْلاَكَهَا
وَتَنَافَسَتْ فِيمَا بَذلَتَ يَدَاكا
وَبَنَيْتَ بِالإِحْسَانِ فَوْقَ الأَرضِ مَا
أَرْضَى السَّمَاءَ وَقَرَّبَ الأَفْلاَكَا
كَمْ أُسْرَةٍ أَدْرَكْتَهَا وَكَفَلْتَهَا
وَمَبَرَّةٍ أَحْيَيْتَهَا بِجَداكَا
لَمْ أَدْرِ أَنَّ عَزِيزَ قَوْمٍ مَسَّهُ
ضُرٌّ وَلَمْ تُسْعِفُهُ حِينَ رَجَاكَا
بِالْمَالِ كَانَ غِنَاكَ إِذْ أَثَّلْتَهُ
وَالْيَوْمَ بِالحَمْدِ العَمِيمِ غَنَاكَا
لَيْسَ النَّدَى سَرَفاً إِذَا مَا كانَ فِي
مِثْلِ الَّذِي صَرَّفْتَ فِيهِ نَدَاكا
كَمْ دُونَ إِدْرَاكِ الَّذِي تَسْخُو بِهِ
كَابَدْتَ تَذْلِيلَ الصِّعَابِ دِرَاكَا
جُبْتَ المَوَامِيَ وَالصَّحَارَى طالِباً
مَا تَبْتَغِيهِ ومَا ادَّخَرْتَ قُوَاكَا
مَا إِنْ تَكِلَّ وَلاَ تَمَلُّ مُكَافِحاً
حَتَّى تُحَقَّقَ بِالكِفَاحِ مُنَاكَا
هَلْ يَبْلُغُ الأَخْطَارَ إِلاَّ مُخْطِرٌ
جَازَ السِبيلَ وَقَدْ تَكُونُ هَلاَكا
فِي كلِّ مَا زَاوَلْتَ مِنْ عَمَلٍ بَدَا
لكَ سِرُّهُ وَخَطَا النَّجَاحِ خُطَاكَا
مَا تَنْثَنِي مُتيَقِّظَاً وَمُعَالِجاً
عِلَلَ الجَنَى حَتَّى يَصِحَّ جَنَاكَا
لاَ فرْقَ بَيْنَ دَقِيقَةٍ وَجَلِيلَةٍ
مِمَّا بِأَحْوَالِ الحَيَاةِ عَنَاكَا
وَلقَدْ تُلاَحَظُ فِي مِرَاسِكَ جَفْوَةٌ
فيُقَالُ ذُو بَأْسٍ وَأَنْتَ كَذَاكَا
الْبَأْسُ شِيمَةُ ذِي الْمَضَاءِ وَإِنَّهُ
لَيَعِيبُ لوْ عَانَاهُ غَيْرُ عِدَاكَا
إِنِّي خَبَرْتُ صَدَاقَةً بِكَ حُلْوةً
وَوَرَدْتُ أَصْفى مَوْرِدٍ بِهَوَاكَا
وَفَهِمْتُ مَا مَعنى الإِخاءِ حَقِيقَةً
لَمَّا فَهِمْتُ حَقِيقَةً معْنَاكَا
مَعْنَى المُرُوءَةِ فِي الهُمَامِ وَحُسْنُهُ
حُسْنُ الفَرِيدَةِ فِي نِظَامِ حِلاَكَا
شَرَفاً لويس فَإِنَّ قَوْمَكَ بُلَغوا
مَا يَبْتَغونَ مِنَ العُلَى بِعُلاَكَا
مَجَّدْتَ فِي الأَقْوامِ ذِكْرَاهُم فَلاَ
عَجَبٌ إِذا مَا خَلَّدُوا ذِكْرَاكَا
فَاسْلمْ عَلَى الأَيامِ وَلْيَكُ كلُّ مَنْ
حَبَسَ الحُطَامَ عَنِ الزُّكَاةِ فدَاكَا