أين أقطاب مصر والاعلام
المظهر
أين أقطاب مصر والاعلام
أين أقطاب مصر والاعلام
ايقظا مصر للحياة وناموا
عوجلوا بالحتوف فيها فبانوا
لاحقا بالهمام منهم همام
لا تكاد الاعلام ترفع بعد الخطب
حتى تنكس الاعلام
طعنة إثر طعنة فيحشاها
آه مما جنى عليها الحمام
أكرم الله مصطفاه وما الدنيا
مقام لو طاب فيها المقام
فاز فيها بما ترجيه نفس
من علو فلم يفته سنام
وبلا من ثمارها كل مر
ذاقه قبله الرجال العظام
فتولى عنها ومن ارضعته
ذلك الصاب لم يضره الفطام
وبماذا كانت تعالج أسقام
ثقال تمدها أسقام
قيض الحظ ماهرا للمداواة
فخف الأذى وكف الملام
وتولى الإصلاح ما اسطاع أن يبرم
حبل الرجاء وهو رمام
يرقب الله في الضعاف ولا يثنيه
خوف ولا يعوق صدام
مبصرا موضع الصواب وإن عشى
عليه الغموض والإبهام
ممضيا ما مضى به الشرع والخصم
به شرة وفيه عرام
فأصاب الجزاء عزلا ولكن
رضي الله عنه والإسلام
وزكا الريع ما زكا وأتت ما
لم يكن في حسابها الارقام
رجل لم يهمه الزرع والضرع
ولا البيع فيهما والسوام
همه نعمة يعيشون فيها
بصفاء ويؤمن الإجرام
فإذا استمتعوا بها لم يخلها
كملت أو تثقف الأفهام
ضحك النور في القرى وتغنى
بعد نوح على الغصون الحمام
وجرى الماء رائقا وأضيئت
شهب للظلام منها انهزام
وإلى جانب المصانع شيدت
لعلوم الصروح والآطام
ذاك عهد تسامع القطر فيه
قول من قال هكذا الحكام
وعلا فيه رأي من رأيه الاعلى
وإلزامه هو الإلزام
فدعاه للاضطلاع بأمر
يتقيه الممرض المقدام
كان أمر الاوقاف نكرا وبالاوقاف
داء من الجمود عقام
لا ترى العين في جوانبها إلا
ثقوبا كأنهن كلام
إن جرى ذكرها غلا الناس في الذم
وما كل قائل ذمام
كيف لا تكثر المثالب والحالة
فوضى وللحقوق اهتضام
نصر العاملين فيها فتى دل
عليه النبوغ وهو غلام
دائب في ابتغاء ما يبتغيه
ساهر الليل واللذات نيام
يدرك الشأو بعد آخر يتلوه
وفي أول المجال الزحام
كلما شطت المناصب أدناها
وقد راض صعبها الاعتزام
ذلكم مصطفى تنقل فيها
وله اليمن حيث حل لزام
أوطأته علياءها فعنت بالطوع
للحاكم النزيه الهام