أهلا بمقدمك السني ومرحبا
المظهر
أهلا بِمَقْدمِكَ السَّنِّي ومرْحبا
أهلا بِمَقْدمِكَ السَّنِّي ومرْحبا
فلقد حباني اللهُ مِنْك بما حبا
وافيت والدُّنيا عليَّ كأنها
سَمُّ الخِياط وطِرْفُ صبري قدْ كبا
والدَّهرُ قد كَشَف القِناع فلَمْ يَدَعْ
لي عُدَّةً للرَّوع إلا أذْهبا
صَرَفَ العِنانَ إليَّ غير مُقَصّرٍ
عنّي وأثْبَتَ دُون ثَغْرتي الشَّبا
خطْبٌ تأوّبني يضيق لهوْلِه
رَحْبُ الفَضا وتهي لموْقِعهِ الرُّبا
لو كان بالوُرْقِ الصَّوادِحِ في الدُّجى
ما بي لَعَاق الوُرْق عنْ أنْ تَنْدُبا
فأنَرَتْ مِنْ ظلْماء نفسي ما دجا
وقَدَحْتَ مِنْ زِنْدِ اصْطباري ما خَبا
فكأنني لَهَبَ الهجيرُ بمُهْجتي
في مَهْمَه وبعثتَ لي نَفَس الصَّبا
لا كانَ يوْمُكَ يا طريفُ فطالما
أطْلَعْت للآمال بَرْقاً خُلَّبا
وَرَمَيْتَ دينَ الله مِنْكَ بفادِح
عَمَّ البسيطَةَ مَشْرِقاً أو مَغْرِبا
وخَصَصْتَني بالرُّزْء والثُكْل الذي
أوْهى القُوَى منّي وهَدّ المَنْكِبا
لا حُسْن للدُّنيا لديَّ ولا أرَى
في العَيْشِ بعدَ أبي وصِنْوي مأرَبا
لولا التَّعَلُّلُ بالرّحيل وأننا
نُنْضي من الأعمال فيها مَرْكَبا
فإذا ركَضْنا للشَّبيبةِ أدْهُما
جالَ المشيبُ به فأصْبَح أشْهَبا
والمُلْتَقَى كَثَبٌ وفي وِرْدِ الرّدَى
نَهَلَ الورَى من شاء ذلك أوْ أبا
لَجَرَيْتُ طوْعَ الحُزْنِ دُون نهايةٍ
وذَهَبْتَ من خَلْعِ التَّصَبُّرِ مَذْهبا
والصّبرُ أولى ما اسْتكانَ لَهُ الفَتَى
رُغْماً وحَقًّ العبدِ أن يتأدّبا
وإذا اعْتَمَدْتَ الله يوماً مَفْزَعا
لمْ تُلْف منه سِوى إليه مَهْرَبا