انتقل إلى المحتوى

أنجد إذا شئت في الأرزاق أو أغر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أنجدْ إذا شئتَ في الأرزاق أو أغرِ

​أنجدْ إذا شئتَ في الأرزاق أو أغرِ​ المؤلف الشريف المرتضى


أنجدْ إذا شئتَ في الأرزاق أو أغرِ
فلستَ تأخذُ إلاَّ من يدِ القدَرِ
و ما أصابك والأقدارُ كافلةٌ
بأَنْ يُصيبَكَ لاتَلْويه بالحذَرِ
و قد رأيتُ الذي تذوى القلوبُ به
لولم يكنْ ليَ قلبٌ صِيغَ مِن حَجَر
فكِّرْ بقلبك فيما أنت تُبصرُهُ
فالأرضُ مملوءةُ الأقطارِ بالعِبَرِ
و لا تبتْ جذلاً بالشيء يتركهُ
عليكَ خطبٌ جَفا عَمْداً ولم يَذَرِ
ولاتقلْ: فاتتِ الأخطارُ إنْ عَزَبَتْ
فلم يَفُتْ خَطَرٌ إلاّ إِلى خَطَرِ
كيف القرارُ لمن يمسي ويصبح في
كلِّ الذي هو آتيهِ على غَرَرِ
يبيتُ إما على شوك القتادِ له
جنبٌ، وإما على فرشٍ من الإبرِ
أجلْ لخاظكَ في الأقوامِ كلهمُ
فلستَ تُبصرُ إِلاّ سَنْحَةَ البَصَرِ
أما ترى ما أراهُ من عيوبهمُ
وليسَ فيها لهمْ عذرٌ لمعتذِرِ
في كلَّ يومٍ تراني بين أظهرهمْ
أحتال في نفعِ من يحتال في ضروري
قالوا: اصطبرْ قلتُ: قد جُرِّعتُ قبلكُمُ
من التصبرِ كاساتٍ من الصبرِ
وما انتفعتُ وطولُ الهمِّ يَصحبُني
عمرَ الحياةِ بما قد طال من عمري
وقد غرستُ غُروساً غيرَ مُثمرةٍ
و عاد بالكدَّ من لم يحظَ بالثمرَ
من أين لي في جميع الناس كللهمُ
حلوُ الشمائل منهم طيبُ الخبرِ؟
أحلى لقلبيَ من قلبي وأعذبُ في
مَذاقِهِ ليَ مِن سمعي ومن بَصَري
وكلَّما غَمزَتْ كفِّي جوانبَه
غمزتُ منه أنابيباً بلا خورِ
أبثهُ عحرى حتى يكون لها
كفيلَها وأُقضِّي عنده بُجَري