انتقل إلى المحتوى

أنت للمسلمين حصن وحرز

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أنْتَ لِلْمُسلِمينَ حِصْنٌ وحِرْزُ

​أنْتَ لِلْمُسلِمينَ حِصْنٌ وحِرْزُ​ المؤلف ابن الخياط


أنْتَ لِلْمُسلِمينَ حِصْنٌ وحِرْزُ
وَلِراجِي نَداكَ ذُخْرٌ وَكَنْزُ
أبَداً ما تَزالُ عطْفاً عليهِمْ
ودِفاعاً عَنْهُمْ تَحُجُّ وَتَغْزُو
أصْبَحَتْ هذه الرعيةُ منْ عدْ
لِكَ فِي ظِلِّ نِعْمَةٍ لا تُبَزُّ
سكنَتْ معْقِلاً منَ الأمنِ لا تُزْ
عَجُ يَوْماً بهِ وَلا تُسْتَفَزُّ
ما لَها منْ مُزِيلِ خطْبٍ ولا كا
شِفِ كرْبٍ سواكَ حِينَ تُلزُّ
فَهْيَ مِنْ بَعْدِ حَمْدِها اللَّه لا يُسْـ
ـمَعُ مِنْها بِغَيْرِ حَمْدِكَ رِزُّ
لا تَرى إنْ دعتْ إلى الله أولى
منْ دُعاءٍ تَبقى بهِ وتعِزُّ
ومعَ الرأفةِ التي ألفَتْ منْـ
ـكَ ففي اللينِ شدَّةٌ ومَهَزُّ
رُضْتَها لمْ تجُرْ مُقِيماً لميْلٍ
رُبَّما صَدَّعَ المُثَقَّفَ غَمْزُ
كَيْفَ يُبْطِي عَنْكَ الثَّناءُ وقَدْ أسْـ
ـرَعَ جُودٌ يحدوهُ حثٌّ وحفْزُ
غَرَّقَ السّائِلِينَ والنَّجْدَ غَوْرٌ
وحَمى العائذينَ والوهْدَ نَشْزُ
لا كَجُودٍ يُعيي ويُعْنِفُ إدْلا
ءٌ إلى جَفْرِهِ العمِيقِ ونهْزُ
ما رأَيْناكَ نابِياً عَنْ مَرامٍ
مُذْ هَزَزْناكَ والحُسامُ يُهَزُّ
لا وَلا غَيَّرَتْكَ عَنْ طِيبِ أعْرا
قِكَ هذي الخُطُوبُ والبَزُّ بَزُّ
فَمَنِ المُرْتَجى لِلَهْفَةِ حُرٍّ
باتَ فِي صَدْرهِ مِنَ الهَمِّ وَخْزُ
يَتَحامَى الشَّكْوى إذا أعْلَنَ النَّجْـ
ـوى وحَسْبُ الكَرِيمِ لَمْحٌ ورَمْزُ
قَدْ نَحَتْ عَظْمِي الخُطُوبُ فَفِيهِ
بينَ جلْدِي والنَّحْضِ حزٌّ وجَزُّ
كيفَ يُغْضِي علَى النوائِبِ مُغْضٍ
ولأنْيابِهِنَّ نَهْشٌ ونَكْزُ
في زَمانٍ بهِ الرَّئيسُ وجِيهُ الـ
ـدَّولَةِ الأوْحَدُ الأَجَلُّ الأعَزُّ
الذي بينَنا وبينَ الليالِي
أبداً منْ نداهُ حسْمٌ وحجْزُ
يا هُماماً ما شانهُ قطُّ لُؤْمٌ
يا غَماماً ما شابَهُ قَطَّ رِجْزُ
أنْتَ أحَميتَ مشرَبِي وهْوَ مطْرُو
قٌ وأغْزَرْتَ مَطلَبِي وهْوَ نَزُّ
أنتَ أنْهَضْتَنِي وقدْ خرِقَ الخَطْـ
ـبُ فَلَمْ يُغْنِ فِيهِ رَكْلٌ وَهَمْزُ
أنتَ ألبَسْتَنِي ملابِسَ نُعْمى
خَشِنٌ عندَهُنَّ خَزُّ وقَزُّ
قدْ هجَرْتُ الوَرى إليكَ ولمْ أظْـ
ـلمْ وَمَدْحِي سِواكَ لِلْمَدحِ وَهْزُ
لا تُقِلُّ الرِّكابُ رَحْلِي ولا يَحْـ
ـمِلُ رِجْلِي إلاّ لِقَصْدِكَ غَرْزُ
مُشْيُها القَهْقَرى إليْهِمْ وَإنْ أمَّـ
ـتْكَ يَوماً فالمَشْيُ وَثْبٌ وَجَمْزُ
وإذا البَحْرُ عنَّ لِي وهْوَ طامٍ
فقُعُودِي معَ الصَّدى عنْهُ عجْزُ
ليسَ أيامُكَ المُنِيرةُ للأيـ
ـامِ إلاّ حُلًى تَزِينُ وَطَرْزُ
أنتَ أعْلى منْ كُلِّ ما يَنْسِبُ النّا
سِبُ مِنْ سُؤْدُدٍ إلَيْكَ ويَعْزُو