أم تحن على بينها القصر
المظهر
أمّ تحنّ على بينها القّصر
أمّ تحنّ على بينها القّصر
لتصونهم من كلّ عاةٍ مفتر
غذّتهم والثدّي طاب لبانه
بأرق عاطفةٍ وأعذب عنصر
وتحوطهم بيدين طاهرتين
قادرتين تدفع كلّ أمرٍ منكر
والثغّر لا يتلو سوى آي الهدى
عن خير قلبٍ بالنهى متسّعر
والقصد أسمى ما تضمّن خاطرٌ
والذّهن أصفى من مياه الكوثر
أمّ السّنا ركن الكرامة والعُلى
والعلم والأدب الصّحيح المثمر
لولا الصحافة ما تلألأ كوكب
حيّ ولا ظهرت نباهة عبقري
لولا الصّحافة ما تناقلت الورى
حدثاً ولا ذاعت رواية مخبر
لولا الصّحافة ما درى ابن الشّرق
ما في الغرب من مستنبط مستكبر
لولا الصّحافة ما عرفنا الفرق
ما بين الوليّ العدل والمتأثر
لولا الصّحافة ما تهيبّ خائن
من سوء عقبي فعله المستنكر
لولا الصّحافة ما دفعنا الحاكم
القاضي بقسوته على الشّعب البري
لولا الصّحافة ما انجلى لذوي
النّهى العرض المنمّق عن نقيّ الجوهر
هي للشّعوب وللحكومة نورها
الهادي وإن تبطش فبطش القيصر
فالنّار في صفحاتها مشبوهة
للحاكم العاتي وللمستعمر
إنّ اليراع بكفّه لا يثني
يروي لك الدّنيا ببضعة أسطر
يسعى وذخر دماغه متوافرٌ
والنّقد في الكفّين غير موفّر
واللّيل يطويه على سهدٍ ولا
يدري به غير العليّ الأكبر
كالشّمعة الصّفراء يوقدها الفتى
فتذوب والدّنيا بها لم تشعر