أمل بهذا الدهر خائب
المظهر
أملٌ بهذا الدهرِ خائبْ
أملٌ بهذا الدهرِ خائبْ
ما إن قضيتُ به المآربْ؛
وحسامُ عزمٍ باترٌ
ما إن بلغتُ به المطالبْ؛
سيفي يكلُّ عن الضرا
ب به وسهمي غير صائبْ
كم ذا أشاهدُ في الزمانٍ
من النوادرِ والعجائب؛
كلبٌ يسودٌ على ألسودِ؛
ويرتقي أعلى المراتبْ
ويظلّ يخدم تائهاً؛
والليثُ مضطهدُ الجوانبْ؛
يا دهرُ ويحك كم تجورُ
وكم تهددُ بالنوائبْ.
وإلامَ ترشقني سهامكَ
بالمكائدِ والمصائب
لا غروَ إنْ فقد الوفاءُ
من الأباعدِ والأقاربْ؛
فلكمْ رجوتُ بذي إخاً
صدقَ العهودِ فكانَ كاذبْ
ولمنْ وكمْ أمل غدا
مني به قد عاد خائبْ؛
كم ذا الإساءةَ يا زمانُ؛
أما تخاف أما تراقبْ
مولاي؛ صبراً للقضا؛
فالصبرُ محمودُ العواقبْ؛
إنّ الزمانَ وأنت أدرى
بالزمانِ ابو العجائبْ؛
يضعُ العزيزَ ويرفعُ النذلَ
الخسيسَ على الكواكبْ؛
ونوائبُ الأيامِ عنْ
بيض الظبى أبداً نوائبْ
وإذا أعانَ كمالكَ الدهرَ
فمن تحارب
إنّ الكمالَ لقلّ ما...
تصفو لصاحبه المشاربْ؛
تاللهِ لا يلقى المنى
وينالُ غايات الرغائبْ؛
ويسودُ أربابَ المكارمِ؛
حاضراً منهمْ وغائبْ؛
ويفوتُ طالبه ويدركُ
حينَ يطلبُ كلَّ هاربْ؛
إلاّ فتىً ماضي العزيمةِ
لا يفكر في العواقبْ
كالسيفِ قد صقلتْ صفيحةَ
عزمه أيدي التجاربْ؛
يبدي من الآراء نجماً
في بهيم الخطبِ ثاقب؛
ويمدّ للراجين كفاً؛
لا تدانيه السحائبُ؛
ويقدّ هامات الليوثِ
بصارمٍ عضب المضارب
أبدا يجوبُ الأرض في
طلب العلى معَ كلّ جائب.
يعلو أموناً جسرةً
يفري بها مهجَ السباسبْ؛
تسمو به نفسٌ عصا
ميةٌ؛ إلى أعلى المراتب؛
ظامى الفؤادِ إلى الطراد
على المطمهةِ السلاهبْ
ما انفكَّ في صهواتها
كالليثِ؛ مطلوباً وطالبْ
يلقى العدى بعزيمةٍ
تعنو لها البيض القواضبْ؛
في كفه متلهب الصفحات
مشحوذُ الجوانبْ
كالبرقِ يعجبُ صورةً..
لكنه للحتفِ جالبْ.
ومثقفٌ ماضي
السنانِ لأنفسِ الأبطال سالبْ؛
ويراعةٌ تأتيكَ منْ
طرفِ البراعةِ بالغرائبْ.