انتقل إلى المحتوى

أمردود لنا زمن الكثيب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أمردود لنا زمن الكثيب

​أمردود لنا زمن الكثيب​ المؤلف البحتري


أمردود لنا زمن الكثيب
وغرة ذلك الرشإ الربيب
وأيام الشباب معقبات
على إبداء آثام المشيب
إذا ابتسمت تألق عارضاها
على ضرب يصفق في ضريب
متى يوشك غروب الشمس يردد
سناها من سنا تلك الغروب
أبى الواشون إلا أن يعدوا،
وما أذنبت، حبك من ذنوبي
فمن عرفوا براءته، فإني
ظنين الجهر متهم المغيب
مريب في هواك، رأوا سبيلاً
عليه، والسيبل على المريب
فلا يزد العذول على دعاء
بنأي الدار أو هجر الحبيب
صبابات الدموع تزاد سكباً
ببرح من صبابات القلوب
وصرف بين صرفي كل دهر
زيادات الخطوب على الخطوب
إلى ابن أبي محمد استقــ
ــلت بنا قصد السرى ميل السروب
ترامى من جنوب الأرض مرمى
بعيداً وهي مجفرة الجنوب
يكلفهن سهباً بعد سهب،
ويجشمهن لوباً بعد لوب
إلى ملك تظن ندى يديه
وفيض البحر ساحاً من قليب
وكان، وكنت، والحالان شتى،
بمثن بالإثابة أو مثيب
غريب سجية، وغريب أرض
فما أكدى الغريب على الغريب
ينولنا حمولة من بعيد،
ويحرمنا رجال من قريب
سحاب الجود منهل العزالي
وريح منه صادقة الهبوب
مطرنا بالشمال الشرد منها،
وكنا قبل نمطر بالجنوب
لنا من جاهه وندى يديه
عطاء غير محظور السيوب
بلونا حالتيه، فما نبالي
ضربت بذي الفقار أو الرسوب
له حسب سما في بيت مجد
قليل المثل مفقود الضريب
له في مارج النار انتساب
بأمات نقيات الجيوب
سراة الإنس والجنان أدت
إلى جوذرز نجدتها، وبيب
تطول لها الأعاجم حين تثنى
وتعرفها القبائل للشعوب
وما خلت الفخار يكون يوماً
نصيبك فيه أعلى من نصيبي
إذا سومت شذان القوافي
عدلت بها عن المرعى الجديب