أمدام عن حباب تبتسم
المظهر
أمُدامٌ عن حباب تبتسمْ
أمُدامٌ عن حباب تبتسمْ
أمْ عقيقٌ فوقه دْرٌّ نُظِمْ
أعَلى الهمّ بعثنا كأسنا
أم بنجمِ الأفقِ شيطانٌ رُجمْ
أظلامٌ لضياءٍ طبقٌ
أم على الكافور بالمسك خُتِم
أندًى في الزهرِ أم ماءُ الهوى
حارَ في أعينِ حُورٍ لم تنم
أعمودُ الصبح في الغيهب أمْ
غُرّةُ الأشقرِ في الغيمِ الأحَمْ
أمِراةٌ أم غديرٌ دائمٌ
مقشعرّ الجلد بالقرّ شبمْ
قَدَرَتْ منه الصَّبا سردا فما
رفعتْ عنه يداً حتى انفصم
كلّ ذا يدعو إلى مشمولةٍ
فذر اللوم عليها أوْ فلُمْ
واغتنِمْ من كلّ عيشٍ صَفْوَهُ
فألَذّ العيش صفوٌ يُغْتَنَمْ
واشكلِ الأوتار عن نغمتها
لا تسوغُ الخمرُ إلاّ بالنّغَمْ
ومدامٍ قَدُمَتْ فهْيَ إذا
سُئلتْ تخبرُ عن عاد إرمْ
سكنتْ أجوفَ في جوف الثرى
نَسَجَ الدهرُ عليه ورقمْ
خالفتْ أفعالها أعمارها
فأتت قوتُها بعدَ الهرمْ
فهي في الرّاووقِ إن روّقتها
لهبٌ جارٍ وماءٌ مُضطرم
أفْنَتِ الأحقابُ منها جوهرا
ما خلا الجزءَ الذي لا ينقسم
فهي مما أفْرطتْ رقّتُها
تجدُ الريّ بها وهيَ عدمْ
لا ينالُ الشَّرْبُ من كاساتها
غيرَ لونٍ يُسرع السكرَ وشمْ
وكأنَّ الشمسَ في ناجودِها
من سواد القارِ في قُمصِ ظلمْ
فأدِرْ للروح أُخْتاً والزرا
جينِ بنتاً وسرورِ النفس أُم
فهي مفتاحٌ للذّاتِ لنا
ويدُ المنصور مفتاحُ الكرم
حلّ قصرَ المجد منه ملكٌ
بُدىءَ المجدُ به ثمّ خُتِم
يحتبي في الدّستِ منه أسدٌ
وهلالٌ وسحابٌ وعَلَم
يتركُ النقمةَ في جانبهِ
وإذا عاقبَ في الله انتقمْ
وإذا قال: نعم، وهي له
عادةٌ، اسبغ بالبذل النِّعيمْ
ذو أيادٍ بأيادٍ وصلَتْ
كتوالي دِيَمٍ بَعْدَ ديم
وإذا ما بَخِلَ الغيمُ سخا
وإذا ما عبسَ الدهرُ بسمْ
تنتحي السادات عزّاً فإذا
قَرُبَتْ من عنده صارتْ خدم
لست أدري أيمينٌ قُبّلَتْ
منه في تسليمها أمْ مستلمْ
يذعرُ الجبّارُ منه فعلى
شَفَةٍ يمشي إليه لا قدم
فالقُ الهامِ، إذا كرّ سطا
مِسْعَرُ الحرْبِ، إذا همّ اعتَزَم
كلما أوطأ حرباً سبكاً
حميَ الرّوع وشبّ المقتحمْ
وإذا حاول في طعن الكُلى
صَرّفَ اللهذَمَ تصريف القلم
يطأُ الهامَ التي فلقها
بلُهامٍ للأعادي مُلتهِمِ
يُرجعُ الليلَ نهاراً بالظّبا
ويعيدُ الظُّهرَ بالنقع عَتَمْ
فضياءُ الشهب في قسطلهِ
ويعيدُ الظهر ديال في نيم كذا
إنّما حميرٌ أسدٌ لم تزلْ
من قناها ساكناتٍ في أجَم
كلّ شَهمِ القلبِ مرهوبِ الشبا
مُرْتضى الأخْلاَقِ محمودِ الشيم
يستظلّون بأوراق الظبا
وأُوَارُ الرّوْعِ فيهم مُحْتَدم
وعروسٍ لك قد أهديْتُها
تُكْلَمُ الحُسّادُ منها بالكَلِم
في تقاصيرَ من الدّرّ إذا
حاولوا تحصيلها فهيَ حكم
يضربُ الأمثالَ فيها بِكُمُ
أممٌ في المدح منْ بعد أممْ
أسكنتْ ذكرَك حُكْماً خالدا
أبداً بُنيانهُ لا ينهدم