انتقل إلى المحتوى

ألف التذكر مبدئا ومعيدا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ألفَ التذكرَّ مبدئاً ومعيداَ

​ألفَ التذكرَّ مبدئاً ومعيداَ​ المؤلف البرعي


ألفَ التذكرَّ مبدئاً ومعيداَ
أملاً لبعدِ الظاعنينَ بعيداَ
دنفٌ يبيتُ يحنُّ في آثارهمْ
ويظلُّ يندبُ دمنةً وصعيداَ
ذكرَ الفريقَ المنجدينَ فباتَ منْ
ذكرِ الفريقِ المنجدينَ عميدا
رحلوا عشيةَ فارقوهُبعقلهِ
و قضوا عليهِ بأنْ يموتَ شهيدا
يسقى الغرامَ بعبرةٍ مسفوحةٍ
جعلتْ محاجرَ خدهِ أخدودا
لو حملتْ هوجُ المطيِّ غرامةً
ما جاوزتْ وادي الأراكِ وجودا
يا صائدَ الظبياتِ باعكَ قاصرٌ
كمْ رامَ غيركَ أنْ يصيدَ فصيدا
تمسي سميرَ النجمِ وحدكَ ساهراً
والركبُ دونكَ في الرحالِ هجودا
و تظلُّ تنشدهمْ فؤاداً لمْ يكنْ
معَ غيرِ غزلانِ الحمى منشودا
فتعالَ نسمعكَ السجوعَ برامةٍ
سحراً ونذكركَ النقا وزرودا
و اسنحْ نقصُّ عليكَ منْ أنبائها
ما كانَ منها قائماً وحصيدا
يا ليتَ شعري هلْ لعيشٍ بالحمى
زمنٌ تألفَ شملهُ فيعودا
وطنٌ عهدتُ بهِ حبيباًزائراً
و هوىً يطيبُ ومعهداًمعهودا
و زمانُ أنسٍبالوصالِ وجيرةٍ
كانوا فبانوا منزلاًو صدودا
نزلوازبيدَ فليتَ كلَّ غمامةٍ
تسقى منازلَ نازلينَ زبيدا
أرضٌغدا روضَ المروءةِ ناضراً
فيها وطلعُ المكرماتِ نضيدا
و بلادٌ اشتملتْ جوانبهاعلى
أملِ العناةِ صوادراً وورودا
قمرُ الفتوةِ عصمةُ العربِ الذي
لولاهُ لمْ يكنِالجداموجودا
إنَّ ابنَ إسماعيلَ أحمدَلمْ يزلْ
في سلكِ أربابِ الوفامعدودا
زرهُتجدهُ العالمينَ ودارهُ ال
دنياو سائرَ منْ لقيتَ وفودا
متفيئينَ ظلالَ كلِّ كرامةٍ
في ريفِ رأفةِ منْ سمافيسودا
أعلى الورى شرفاًو أطولهمْ يدا
و أمدهمْ ظلاًو أصلبَ عودا
ما زالَ في شرفِ الولايةِ جوهراً
يسموبهِ شرفُ الوجودِوجودا
يا ظاميءَ الآمالِ في طلبِ الغنى
قفْ حيثُ تلقى الطالعَ المسعودا
وانزلْعلى الكرمِ العريضِفربما
أغنتكَ دجلةَ عنْ ثمادِ ثمودا
بموطإِ الأكنافِ تمطرُ كفهُ
للسائلينَ ملابساًو نقودا
خلقٌ أرقُّمنَ النسيمِ ونفحةٌ
تغنى العديمَ وتنجدُ المجهودا
و سريرةٌ مرضيةٌو عزيمةٌ
علويةٌسمتِ السماءَ صعودا
اللهُ أكبرُ ذاالذي منْ أمهُ
لنداهُ وليَ الفقرُعنهُ شريدا
ذا البحرُعلماًذا النجومُ طلائعاً
ذا الصخرُ حلماًذا الغمامةُ جودا
ذا العالمُ السنيُّ ذا العلمُ الذي
بالعلمِو الحلمِاستقامَ رشيدا
قسطاسُ قسطِ حقيقةٍو شريعةٍ
قبسُ الرضا قبسُ الهدى توحيدا
كنزُ المعارفِ منبعُ الحكمِ الذي
آراؤهُ شهبٌ يقدنَ وقودا
حبرُ المناظرةِ المحيطِ فراسةً
بالعلمِ علماً منهُلا تقليدا
في سيرهِ سيرٌ وفي تبريزهِ
إبريزُمكرمةٍ يلوحُ فريدا
عشقَ المعاني الغرُّ وهوَ مراهقٌ
فاقتضَّ أبكارَ الفنونِ وليدا
مولايَ جئتكَ والخطوبُ وجوهها
سودٌو لولا الفقرُ لمْ تكُ سودا
وافيتُ منْ أرضِ المذابِ ولمْ أزلْ
في الأرضِ نحوَ زبيدَ أطوى البيدا
أنا من علمتَ رهينُ فضلٍفائضٍ
و حليفُ ودٍ يبتغى تجديدا
أنهى إليكَ صروفَ دهرٍ خانني
ومودداًبالصدقِ عادَ حسودا
و خصاصةً تفنى النفوسُ لها وإنْ
تكنِ النفوسُ حجارةً وحديدا
فانظرْ إليَّ بعينِ عطفكَربما
ألفى بكَ الحظَّ الشقيِّ سعيدا
فلأنتَ بعدَ أبي أبٌأحببتني
في اللهِ حبَّ الوالدِ المولودا
و قرنتني بعلاَ علاكَو رشتني
منْ فيضِ فضلكَ طارفاً وتليدا
فاسلمْ ودمْ في أرفعِ الدرجاتِ يا
ركناً لمنْ يأوى إليهِ شديدا