ألا انعم صباحا أيها الوارد الذي
المظهر
ألا انعم صباحا أيها الوارد الذي
ألا انعم صباحا أيها الوارد الذي
أتانا فحيانا من الحضرةِ الزلفى
فقلت له أهلاً وسهلا ومرحبا
بواردِ بشرى جاءَ من موردٍ أصفى
فقال: سلامٌ عندنا وتحية
عليكم وتسليم من الغادة الهيفا
من اللاءِ لمْ يحجبنَ إلا بقيةً
فقلت له القنوى فقال هي الذلفا
لقد طلعت في العين بدراً مُكملا
وفي جيدنا عقداً وفي ساعدي وقفا
فقلت لها: من أنت؟ قالت: جهلتني
أنا نفسكَ الغرا تجلتْ لكمْ لطفا
فأعرضتُ عنها كيْ أفوزَ بقربها
وطأطأتُ رأسي ما رفعتُ لها طرفا
وقد شغفتُ حباً بذاتي وما درتْ
وقد مُلئت تيهاً وقد حُشيَتْ ظرفا
وثارتْ جيادُ الريحِ جوداً وهمةً
وما سبقتْ ريحاً تهبُّ ولا طرفا
وجاء الإله الحقُّ للفصل والقضا
على الكشفِ والأملاكُ صفاً لهُ سفا
عنِ الحكمِ عنْ أعياننا وهوَ علمهُ
وما غادروا مما علمتُ به حرفا
لذلك كانت حجة الله تعتلي
على الخصمِ شرعاً أو مشاهدةً كشفا
وهبَّ نسيمُ القربِ منْ جانبِ الحمى
فأهدى لنا من نشرِ عنبرهِ عُرفا
حبستُ على من كان مني كأنه
فؤادي وأعضائي لشغلي به وقفا
وما برحتْ أرسالهُ في وجودنا
على حضرتي بما أرسلتْ عرفا
وأرواحهُ تزجي سحائبَ علمهِ
إلى خلدي قصدا فيعصفها عَصفا
يشف لها برق بإنسانِ ناظري
وميضُ سناه كاد يخطفه خطفا
ويعقبهُ صوتُ الرعودِ مسبحاً
ليزجرها رحمي فيقصفُها قصفا
يخرجُ ودقُ الغيثِ من خللٍ بها
فتصبحُ أرضُ اللهِ كالروضةِ الأنفا
شممتُ لها ريحاً بأعلامِ رايةٍ
كريَّا حمياها إذا شربت صرفا
ولما تدانتْ للقطافِ غصونُها
تناولتُ منها كالنبيّ لهم قطفا
ولما تذكرتُ الرسول وفعله
على مثلِ هذا لمْ أزلْ أطلبُ الحلفا
وراثة من أحيى به الله قلبَه
ولو كنت كنتُ الوارثَ الخلف الخلفا
ألا إنني أرجو زوال غوايتي
وأرجو من اللهِ الهدايةَ والعطفا
إذا ما بدا لي الوجهُ في عينِ حيرتي
قررتُ بها عيناً وكنتُ بها الأحفى
تبينُ علاماتٌ لها عندَ ذي حجىً
وأعلامها بين المقاماتِ لا تخفى