أكان لقلبه عنك انقلاب
المظهر
أَكانَ لقلبِه عنكَ انقلابُ
أَكانَ لقلبِه عنكَ انقلابُ
أمالَ به إلى الغَيِّ العتابُ
أشأنُ دموعِه إلا انسكابٌ
أذابَ ضلوعَه إلا التهابُ
يُجابُ الشَّوقُ فيكإذا دعاه
ويُمتَهَنُ العذولُفلا يُجابُ
ورفَّعْتَ القِبابَ ضُحىًفقُلْنا
أَزُهْرٌ ما تضمَّنَتِ القِبابُ
ظعائنُ أشرقَتْ بالدمعِ عيني
وقد شَرِقَتْ بها تلك الشِّعابُ
محاسنُها لأعيُننا نِهابٌ
وأنفسُنا لأعيُنِها نِهابُ
نَشيمُ لها بوارِقَ جاوَزَتْنا
كما يجتازُ شائمَه السَّحابُ
أَآنسةَ الدُّمى لولا التثنِّي
ونافرةَ المَهى لولا السِّخابُ
صفا لك وُدُّنا من كلِّ شَوبٍ
وأحلى الودِّ ودٌّ لا يُشابُ
ومن عجبٍ ثَناي على رُضابٍ
تَضِنُّ به ثناياكِ العِذابُ
أجَدَّ وقوفُنا بالدارِ شوقاً
إليكَ وجِدَّةُ الشَّوقِ اكتئابُ
وحنَّت في رُباكِ العِيسُحتى
كأَنَّ طُلولَهُنَّ لَها سِقابُ
سأُبرزُها سَوافرَ لا يُواري
محاسِنَهاإذا برزَتْنِقابُ
مُكرَّرَةً على راووقِ فِكرٍ
مُرَوَّقَةًكما راقَ الشَّرابُ
محبَّبةًلها في كلِّ قلبٍ
وإنْ بَعُدَتْ مَناسِبُهااقترابُ
هي الكَلِمُ اللُّبابُ صَفاً وحُسْناً
وسيفُالدَّولةِ الملكُ اللُّبابُ
لأُدنى من غرائِبِها إليه
وكان لهنّ في الأرضِ اغتِرابُ
فها هي لا تَزَحْزَحُ عن ذَراه
ولا ترجوسواه ولا تَهابُ
هوالليثُ الذي إنْ يَحْمِ أرضاً
فكلُّ فِجاجِ تلك الأرضِ غابُ
مُهنَّدُهإذا ما زارَ ظِفرٌ
وعاملُه إذا ما صاب نابُ
وأينَ الليثُ من طَلْقِ المُحيَّا
يجُدُّ ثوابُه ويَني العقابُ
وسَهْلٍ حينَ يسألُ غيرِ صَعْبٍ
وقد زلَّتْ له العُربُ الصِّعابُ
له في كلِّ أُنمُلَةٍ سَحابٌ
يَسُحُّ وكلِّ جارحةٍ شِهابُ
وحظُّ عُداتِه ومُؤَمِّليه
حَرائبُه النفائسُ والحِرابُ
وقد خضعتْ له كَعْبٌ وخافَت
سَطاه حينَ خوَّفَها كِلابُ
وريعَتْ مصرُ إذ وثب العِفَرْنا
بحَدِّ السَّيفِ وانسابَ الحُبابُ
وآفاقُ البلادِ له جميعاً
تراخَى العزمُ أوجدَّ الطِّلابُ
خلالٌ يحرُسُ العلياءَ منها
سَماحٌ أو طِعانٌ أو ضِرابُ
إذا دعَتِ الملوكُ إليه يوماً
فإذعانُ الملوكِ له جَوابُ
مقامُكَ حيثُ تتَّصلُ المعالي
وذِكرُكَ حيثُ ينقطعُ التُّرابُ
فداؤُكَ يا ابنَ عبدِ اللّهِ قَومٌ
يمينُكَ لُجَّةٌ وهم سَرابُ
إذا عُدَّتْ جبالُكَ من عديٍّ
تطأطأَتِ الرُّبا لك والهِضابُ
ملوكٌ ذُلِّلَت بهمُ رقابٌ
كما عزَّت بعزِّهِمُ رقابُ
عِذابُ القَولِ إن قالوا أصابوا؛
غِزارُ الجودِإن جادوا أطابوا
إذا نَزَلوا فأقمارٌ بليلٍ؛
وإن ركبوافآسادٌ غِضابُ
هوالحسبُ الذي لا رَيبَ فيه؛
وهل في الصُّبحِما وضحَارتيابُ
لئن سارَ الرِّكابُ بحُرِّ مَدحي
فقد سارت بجَدواك الرِّكابُ
ولي في ساحَتَيْكَ غديرُ نُعمى
صفا مَتناه واطَّرَدَ الحُبابُ
وظِلٌّ لا يُمازِجُه هَجيرٌ
وشَمسٌ لا يُكَدِّرُها ضَبابُ
وأيامٌ حَسُنَّ لديَّحتى
تساوى الشَّيبُ فيها والشَّبابُ
فإن تُلحِقْ ثوابَك بي ثياباً
فأيسرُ ما تجودُ به الثِّيابُ
إذا احتفلَ النَّدِيُّفأنت أَرْيٌ؛
وإن حَمِيَ الحديدُفأنتَ صَابُ
وإن خفي الصوابُ على ملوكٍ
فإنَّ جميعَ ما تأتي الصَّوابُ