أعـاذل ما على وجهي قتوم
المظهر
أعـاذِلَ ما على وجْهِي قُتومُ
أعـاذِلَ ما على وجْهِي قُتومُ،
و لا عِـرْضي لأوّلِ من يسومُ
يُفَـضّـلني على الفتيانِ إنّي
أبِيتُ فَلا أُلامُ، وَلا أُليمُ
أعاذِلَ إنْ يكُنْ بُرْدايَ رَثّـاً،
فلا يعْـدَمْكِ بينهما كريمُ
شُـقِـقْتُ من الصّبا، واشْتُقَّ منّي
كما اشْتُقّتْ من الكرمِ الكرومُ
فلستُ أسَوّفُ اللّـذّاتِ نفسي،
مُياوَمَةً كَما دُفِعَ الغَريمُ
ولا بمُدافعٍ بالكَأسِ حتى
يُهَيّجُني على الطّرَبِ النديمُ
ومتّـصـلٍ بأسبابِ المعالي،
لهُ في كلّ مكْرُمَةٍ قَديمُ
رفَـعْتَ له النـداءَ: بِقُـمْ، فخذْها،
وقد أخَذَتْ مطالعَها النّجومُ
بتَفدِيَةٍ تُذالُ النّفْسُ فيها،
وتمْـتَهَـنُ الخُؤولَـةُ والعُمـومُ
فقامَ، وقُمتُ من أخَوَينِ هاجا،
على طَرَبٍ، وليْلُهما بهيمُ
أجُـرُّ الزّقّ، وهو يجُرُّ رِجْلاً،
يجورُ بها النّعاسُ، ويستقيـمُ
سَلِ النّدْمانَ ما أوْلَتْهُ مِنها،
وسَلْها ما احتَوَى منها الكَريمُ
كِلا الشّخصَينِ منتَصفٌ، ولكنْ
قضَتْ وَطَراً، وذا منها سَقيمُ