انتقل إلى المحتوى

أعد الوداع فما أراك تراني

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أعدِ الوداعَ فما أراكَ تراني

​أعدِ الوداعَ فما أراكَ تراني​ المؤلف البرعي


أعدِ الوداعَ فما أراكَ تراني
و أطلْ بكاكَ لبينِ أهلِ البانِ
فغدا يفارقكَ الفريقُ فتنثني
متحسراً لتفرقِ الخلانِ
و أراكَ تنكرُ حبَّ زينبَ بعدما
شهدتْ عليكَ مدامعُ الأجفانِ
و لمَ اختدعتَ فبعتَ قلبكَ يومَ ذي
سلمٍ بلا ثمنٍ فهلْ لكَ ثاني
لولاَ النسيمُ الحاجريُّ وروحهُ
ما بتَّ تندبُ روضةَ الريحانِ
و بأبرقِ الحنانِ منزلُ زينبٍ
أفلاَ تحنُّ لأبرقَ الحنانِ
نزلوا على الريانِ منْ سفحِ اللوا
فإذا بنا ظمأٌ إلى الريانِ
و ها لهمْ منْ جيرةٍ ما طابَ لي
زمنُ الصباإلا وهمْ جيراني
و أنا الفداءُ لهاجرٍ متعتبٍ
نسخَ الوصالَ بمحكمِ الهجرانِ
أكرمتهُ فأهانني وحفظتهُ
فأضاعني وأطعتهُ فعاصني
ليتَ الذي كتبَ الفراقَ يعيدُ لي
زمني وجيراني بشعبِ زماني
و يهبُّ روحُ الأنسِ منْ قبلِ الحمى
و أرى خييماتِ الحمى وتراني
و إلى الجنابِ الأهدلي رمتْ بنا
نجبٌخلطنَ السهلَبالأحزانِ
و نزلنَ منْ كنفي سهامِ بساحةِ ال
قمرِ المنيرِ سنا سما الإيمانِ
سيفُ الهدايةِ أحمدُبنُمحمدٍ
علمُالعنايةِقارئُالقرآنِ
هوَ في المراوعةِ الخصيبةِآيةٌ
بشريةٌشهدتْبه الثقلانِ
و دلائلُ الخيراتِ فيهِ فإنهُ
كالشمسِِلا تخفى بكلِمكانِ
لا تقصدنَّ سواهُفهوَخليفةُ الرحم
نِ وابنُ خلائفِ الرحمنِ
وانزلْ عليهِ فما نزلتْ بسوحهِ
إلا نزلت على أبي الضيفان
أبا محمدٍ أنتَ غايةُمطلبي
في النائباتِو صارمي وسناني
و بنورِو جهكَ رفعتي وكرامتي
و أمانُخوفي بعدَ خوفِ أمانِ
صورتَ منْ حسبٍ ومنْ نسبٍ ومنْ
أدبٍو منْيمنٍو منْ إيمانِ
خلقتَ منْ شرفٍ ومنْ كرمٍ ومنْ
ملكٍ ومنْ قمرٍ ومنْ إنسانِ
مزجتْ طباعكَ بالسماحةِ والوفا
فحوتْجميعَالحسنِ والإحسانِ
شرفٌأنافَإلى منافٍ وانتهى
كرماً فما داناهُ بعدُمدانِ
منْدوحةٍنبويةٍعلويةٍ
في أصلها الزهراءُ والحسنانِ
و الأهدليونَ الكرامُ فروعها
و ثمارُ ذاكَ المنصبِ الصنوانِ
لولاَ علىُّ الأهدليُّالسامي الذرى
ما افترَّ نورُ جواهرِ الأكوانِ
منْأينَيدركُمدحهُهيهاتَلا
و اللهِما قاصٍإليهِو دانى
و هوَالمصفى منْ ذؤابةِهاشمٍ
فردُالزمانِو فردُ كلِّزمانِ
و أبوهُحيدرةٌو أحمدُجدهُ
و أخوهُعبدُالقادرِالجيلاني
أضحى مراراً في سهامٍبتربةٍ
مزجتْبسرِّالبيتِذي الأركانِ
شهدتْ مشاهدهُاو أشرقَنورها
و علتْمراتبهاعلى كيوانِ
فيهِالإمامُابنُالأئمةِإنهُ
في الناسِ مثلُالزهرِفي البستانِ
سلفُ أبو خلفٍغدتْآئارهمْ
في الجودِمثلُشرائعِالاعيانِ
ملأٌبنوملإٍبحورُنوافلٍ
و بدورُ أنديةٍو حلوُمجانِ
ماذاتعاملُيا شهابَالدينِمنْ
بالرغمِباعَ الربحَ بالخسرانِ
فقرٌ وإفلاسٌُ ودهرٌ خائنٌ
و همومُعائلةٍو ضيقُمكانِ
و عظيمُدينٍلا يقومُبحملهِ
رضوىو لا الصخراتُمنْثهلانِ
و حواسدٌ وصوامتُ قدْ قطعوا
نسبي وباعوني بسوقِ هوان
هلْ منكَ لي يا ابنَ الأهيدلِ عطفةٌ
تغنى بها فقري وتصلحُشاني
و تقيلني منْ عثرتي وتريحني
بالجودِ منْ همي ومنْ أحزاني
فوَ حقِّ منْ تعنو الوجوهُ لوجههِ
ذي العزةِ الباقي وكلٌّفاني
مالي إلى أحدٍ سواكَ علاقةٌ
ترجى ولا سببٌيقودُعناني
و سمعتُمنْأمِّالعيالِتوعداً
و تهدداً ما كانَ في حسباني
رجبٌو شعبانٌقطعتُمداهما
صبراً وعزَّالصبرُفي رمضانِ
فبحقِّحقكَ برني وأمدني
بعورفٍو عواطفٍو حنانِ
فلقدْقصدتكَمادحاً لكَلائداً
بكَمستجيراً منْعنادِزماني
فقنيبجاهكَ منْ همومِالفقرِ في
الدنيا وفي الآخرى منَ النيران
و بقيتَ يا قمرَ الكمالِ مكرماً
و منعماً بالروحِ والريحانِ
ماهبَّ نجدىُّالنسيمِو ماشدتْ
و رقاءُ ساجعةٍعلى الأغصانِ
و تقولُيا سبوحُيا قدوسُيا
رباهُيا غوثاهُ يا منانِ