أعدي بغيركم دمع المحبينا
المظهر
أعدي بغيركُم دمع المحبينا
أعدي بغيركُم دمع المحبينا
حتى تلّون يوم البين تلوينا
يا هاجرين بلا ذنبٍ سوى شجنٍ
بين الجوانح لا ينفك يشجينا
لا تسألوا ما جرى من فيض أدمعنا
فيكم وما قد جرى من غدركم فينا
أما الرجاء فما راعيتموه لقد
غرّت بدوركمُ آمال سارينا
كيف السبيل الى إنصاف قصتنا
إذ خصمنا في سبيل الحكم قاضينا
يجني علينا ويجني للأسى ثمراً
شتان ما بين جانيكم وجانينا
كونوا كما شئتموا نأياً ومقترباً
إن لم تكونوا من الدنيا كما شينا
إنا وإن غدرت فينا عهودكمُ
من الذين همُ للعهد راعونا
في قبلة العشق أو ميدان حليته
نحن المصلون أو نحن المجلونا
لا يقبس الوجد إلا من جوانحنا
ويستقي الدمع إلا من مآقينا
حمرٌ مدامعنا صفرٌ مناظرنا
سودٌ مذاهبنا بيضٌ نواصينا
لو كان في الألف منا واحد فدعوا
من عاشقٌ ظنهم إياه يعنونا
مذ اشتغلنا بتكرار الغرام بكم
لم ينس خوف دروس العهد ماضينا
لكنكم وجلال الله يكلؤكم
تسترفضون جميلاً من توالينا
وتصرفون لأقوام عنايتكم
عنا وما قصرت عنكم مساعينا
هي الحظوظ فعش منها بما وهبت
ولا تقل عالياً عزمي ولا دونا
يعني بذا دون هذا مع تماثله
وقس على ما تراه السين والشينا
همنا فإن يسلُ عن أسداء أنعمه
كفّ الفلان فإن الدهر يسلينا
لله در فلان الدين من رجلٍ
يسرّ دنيا ويرضى بالتقى دينا
فتى يضاعف أثمان الرجاء لمن
سعى له ويراه بعدُ مغبونا
جذلان تحذف جمع المال راحته
حذف الاضافة في الأسماء تنوينا
نستمنح المال مكيولا بأنعمه
وننظم القول في علياه موزونا
ويصبح المدح إلا في مناقبه
كالبكر زوّجها الأهلون عنينا
نعم الملاذ بجاهٍ أو نوال يدٍ
في حادث الدهر يحمينا ويروينا
كادت عطاياه أن تبقى معطلة
لأن نائلها لم يبق مسكنا
وكاد من لطف ألفاظٍ محررةٍ
يردّ سائله المفتن مفتونا
يا جائل الطرف فسي السادات قف بحمى
من ليس يحتاج تعريفاً وتبيينا
لسنا نسميه إجلالاً وتكرمةً
وقدره المعتلي عن ذاك يغنينا
شمه تجد حاجباً من نور طلعته
لكنه لم يزل بالنجح مقرونا
وآمراً بنوال القاصدين فما
يزال فيهم رشيد الرأي مأمونا
تريك أقلامه في بحر راحته
فلكاً بما يمنع الآمال مشحونا
كأنها وهيَ بالألفاظ مطربةٌ
قضبٌ تجيد عليها الورق تلحينا
في كفّ أبلج يلقى الجود مفترضاً
لدى علاه وحدّ العزم مسنونا
له نجومٌ من الآراء نعرفها
بصحة السعد لا حدساً وتخمينا
وفكرة ذات ألفاظ منوّرة
يكاد سامعها يجني البساتينا
من مبلغ العرب عن شعري ودولته
أنّ ابن عباد باقٍ وابن زيدونا
حبرتها فيه زهراء المعاطف من
أعلى وأنفس ما يهدي المجيدونا
اذا رأيت قوافيها وطلعته
فقد رأت مقلتاك البحر والنونا
كأن ألفاظها في سمع حسدها
كواكب الرجم يحرقن الشياطينا
يا ماجداً فاز بادينا وحاضرنا
به وأنجح قاصينا ودانينا
إن كان يزداد شيءٌ بعد غايته
فزادك الله في العلياء تمكينا