أشارت غداة البين من خلل السجف
المظهر
أشارت غداة البين من خلل السجف
أشارت غداة البين من خلل السجف
بناظرتي ريم وسالفتي خشف
وأبصرت التوديع حقا فلم تطق
غداتئذ كتما لبعض الذي تخفي
أماطت عن الخد اللثام فأطلعت
هلالا على غصن وغصنا على حقف
وقالت لأتراب لها قمن دونها
فقائلة سحي وقائلة كفي
أخلاي هل طعم أمر من النوى
وأفظع خطبا من مفارقة الإلف
ولم تك إلا ساعة وتسنمت
ظهور المطايا كل فاتنة الطرف
ودارت على الركب الصوارم والقنا
وجرد المذاكي من أمام ومن خلف
أمالوا السرى قصد العراق وأزمعوا
على مهمة تسفي به الريح ما تسفي
ودل عليهم من تخلف منهم
بما أودعوا طيب النسيم من العرف
فلا عهد إلا بالخيال وبالمنى
ولا وصل إلا بالرسائل والصحف
بكيت دما حتى توهم صاحبي
بأني غداة البين أرعف من طرفي
وكم رمت أن يجدي البكاء فلم يكن
ليجدي ورجعت الحنين فلم يشف
أيا قاتل الله الغواني فإنما
طلاب الردى وقف على ربة الوقف
تغادو ذا الجأش القوي جفونها
ضعيف انتصار وهي بينة الضعف
إذا ما غرسن الوعد في روضة الهوى
جنيت على أغصانه ثمر الخلف
ترى من أحل الغدر وهو محرم
وحرم غصن الأقحوان على الرشف
سأصرف عن قلبي مساعدة الهوى
فقد كان في حولين من ذاك ما يكفي
وأذهب من صبري إلى كل مذهب
وكل كريم لا يقيم على خسف
وأفزع من دهري إلى ظل يوسف
فلله من ركن منيع ومن كهف
زجرت القوافي والمطايا شواردا
إلى واحد في الروع يغني عن الألف
وقور إذا الأبطال طاشت حلومها
وأقدم في الهيجاء صفا إلى صف
إذا ذكر الأملاك يوما فيوسف
لما شئت من جود وما شئت من عطف
وبالسيف سفاح وبالهدي مهتد
وبالرعب منصور وبالله مستكف
هو الدهر لكن عدله وسماحه
يرد صروف الدهر راغمة الأنف
هو البدر إلا أنه الدهر كامل
إذا صيب نور البدر بالنقص والخسف
من العرب الشم الأنوف إذا احتبوا
تبوأت في جار مجير وفي حلف
كرام إذا ما الغيث في الأرض لم يكف
بصوب حيا كانت أكفهم تكفي
فإن حملوا أقنوا أو استصرخوا حموا
وإن بذلوا أغنوا عن الديم الوطف
وإن مدحوا اهتزوا كما هبت الصبا
على كل ممطور من البان ملتف
وأن سمعوا اللغو فروا بأنفس
كرام السجايا لا تفر من الزحف
لعمري لئن هاجت عزائمك العدا
كما بحثت عن حتفها ربة الظلف
وغرتهم الحرب السجال وقلما
يدل غرور القوم إلا على الحتف
فقد آن أخذ الدين منهم بثأره
وما كان جفن الدين في مثلها يغف
ودون مهب العزم كل مهند
وخطية سمر وفضفاضة زغف
وأسد غضاب إن تذكرن يومها
عضضن بأطراف البنان من اللهف
أمولاي زارتك القوافي كأنها
هدايا تهادتها القيان إلى الزف
عليها عقود من ثنائك نظمت
مناسبة التأليف محكمة الرصف
أتاك بها النيروز معترفا بما
لملكك فيه من نوال ومن عرف
فهنيته والدهر طوعك والمنى
توافي بما تهواه ضعفا على ضعف
تمهدت الدنيا بملكك بعدما
أقامت زمانا لا تفر من الرجف
ورضت صعاب الدهر وهي شوامس
فذللتها من غير جهد ولا عنف
وكم صرف التأميل نحوك آمل
فصيرته بالعدل ممتنع الصرف
وكم من يد أوليتنيها كريمة
يقل لها نظمي ويعي بها وصفي
فأسبابك الوثقى وصلت بها يدي
ونعمتك الكبرى ملأت بها كفي
فإن أنا لم أمحضك مني بخالص
من الود صاف في قراراته صرف
وآت ببحر المدح فيك لغاية
ترى دونها الأبصار حاسرة الطرف
فلا ضاع معنى يستضاء بنوره
جناني ولا خطت بناني في حرف