من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
|
(أبداً تحنّ إليكُمُ الأرواحُ
ووصالكم ريحانُها والرّاحُ)
يا بنتَ مَنْ مَلك المسالِكَ بيننا
كيف السبيلُ وهل هناكَ نجاح؟
إني خطبتُكِ مِن أبيك فقال لي
أرني قفَاك ففي الحِزام سِلاح
ماذا التجاسرُ كيفَ تخطبُ مثلَها
أم هل يجوزُ مع العِظام مِزاح؟
هل أنت يا رأسَ الحمارِ موظّفٌ
بإدارة الأموال أم فَلاَّح؟
أم ذو عقاراتٍ تعيش بدخْلها
وتقول كمْ في حوزتِي مفتَاح
هذا جنونٌ. كيف تُؤخَذُ ابنتي
ما لم تجرَّ لـ (كاسِتي) أرباح
كم قد فرضتَ من الألوف لمهرها
ولكُل ما تستلزم الأفراح
إنِّي أراكَ عن اللَّوازم عاجزًا
فانبحْ فما ضرَّ النّجومَ نباح
أكذَا أبوكِ بما سمعتِ يُهينُني
بين الرّجال وما عَليه جُناح؟
ألأنّني في النّاسِ لستُ موظفاً
أو مالكًا، شتْمي لديه يُباح؟
كيف الوصولُ إلى الزّواج وهكذا
كلٌّ إلى ذي ثروةٍ طمّاح؟
وإذا بقيتُ على العزوبةِ عاكفًا
قالُوا سفيهٌ طائش سَفّاح
إنِّي أطير إلى السَّماء وأختفِي
لو كانَ لي مثلُ الحَمام جَناح
جارَ الآباء على البنات فيا تُرى
كيف الطريقُ لأن يُردَّ جِماح
قد صرنَ في هذا الزمان كسِلعةٍ
تُرجى لهم من بيعِهَا الأرباح
يا بنتَ من سدَّ المسالك بيننا
إن جئتُكُم قولي له "الطّرّاح"
أما الزواجُ فسوف يجْري عندما
يمضِي أبوكِ بقبْرِه يرتَاح
|
|