أرى القلب أمسى بالأوانس مولعا
المظهر
أرى القلبَ أمسى بالأوانسِ مولعاً
أرى القلبَ أمسى بالأوانسِ مولعاً
وإنْ كَان مِنْ عَهْدِ الصِّبا قَدْ تَمَتَّعَا
ولما سرى الهم الغربي قريتهُ
قَرِى مَنْ أزالَ الشَّكَّ عَنْهُ وأزْمَعَا
عزمتُ فعجلتُ الرحيل ولمْ أكنْ
كَذي لَوْثَةِ لاَ يُطْلِعُ الهَمَّ مَطْلَعَا
فَأمَّتْ رِكَابي أرْضَ مَعْنٍ ولم تَزَلْ
إلى أرضِ معنٍ حيثما كانَ نزعا
نجائبُ لولاَ أنها سخرتْ لنا
أبَتْ عِزَّةً مِنْ جَهْلَها أنْ تُوزَّعا
كسونا رحال الميس منها غوارباً
تَدَارَكَ فيها النَّيُّ صَيْفاً ومَرْبَعاً
فما بلغتْ صنعاء حتى تواضعتْ
ذراها وزال الجهل عنها وأقلعا
وما الغيثُ إذ عم البلادَ بصوبهِ
على الناس منْ معروفِ معنٍ بأوسعا
تَدَارَكَ مَعْنٌ قُبَّةَ الدِّينِ بَعْدَما
خَشِينَا عَلَى أوْتَادِها أنْ تُنَزَّعَا
أقام على الثغر المخوفِ وهاشمٌ
تَسَاقَى سِمَاماً بالأسِنَّةِ مُنْقَعَا
مقامَ امرئ يأبى سوى الخطه دنيةً
بها العارَ أبقى والحفيظةَ ضيعا
وَمَا أحْجَمَ الأعْداءُ عَنْكَ بَقِيَّةً
عليكَ ولكنْ امْ يروا فيكَ مطعما
رأوْا مُخدِراً قَدْ جَرَّبُوهُ وَعايَنُوا
لدى غيله منهم مجرا ومصرعاً
إذا عَجَمْتُهُ الحَرْبُ لَمْ تُوهِ عَظْمَهُ
وفل شبا منها فأسرعا
وَلَيْسَ بِثَانِيه إذا شَدَّ أنْ يَرَى
لدى نحره زرقَ الأسنةِ شرعا
لهُ راحتان الحتف والغيثُ فيهما
أبَى الله إلاَّ أنْ تَضُرَّ وَتَنْفَعَا
لَقَدْ دوَّخَ الأعْدَاءَ مَعْنٌ فأصْبَحُوا
وامنعهم لا يدفع الذل مدفعا
نجيبُ مناجيبٍ وسيدُ سادةٍ
ذُرَا المَجْدِ مِنْ فَرْعَى نِزَارٍ تَفَرَّعَا
فَبَانَتْ خِصالُ الخَيْرِ فيه وأُكْمِلَتْ
وما كملت خمس سنوه وأربعا
لقد أصبحت في كل شرق ومغرب
بسيفك أعناق المربين خضعا
وطئت خدود الحضرميين وطأة
لها هُدَّ رُكْنَا عِزِّهِمْ فَتَضَعْضَعَا
فأقْعَوْا عَلى الأذْبابِ إقْعَاءَ مَعْشَرٍ
يَرَوْنَ لُزُومَ السِّلْمِ أبْقَى وأوْدَعَا
فلو مدتِ الأيدي إلى الحربِ كلها
لكفوا وما مدوا إلى الحرب إصبعا
رأيت رجالاً يوم مكة أجلبوا
عَلَيْكَ فَرامُوا مِنْكَ طَوْداً مُمَنَّعَا
غَلَى غَيْرِ شَيْءٍ غَيْرَ أنْ كُنْتَ مِنْهُمُ
أعَفَّ وأعْطَى للجَزيلِ وأشّجَعَا
فأصبحت كالعضب الحسام وأصبحوا
عَبادِيدَ شَتَّى شَمْلُهُمْ قَدْ تَصَدَّعَا
أخَذْتُ بِحَبْلٍ مِنْ حِبَالك مُحصَدٍ
متينٍ أبتْ منهُ القوى أنْتقطعا