أرى الأيام لي حربا
المظهر
أرى الأيام لي حربا
أرى الأيام لي حربا
ودهري كله صعبا
أدانيه فما يزدا
د مني أبدا قربا
ألاينه ليذعن بالـ
ـمراد فينثني وثبا
أجاذبه وقيت علا
فيتعب قوتي جذبا
أعاتبه فلم يسمع
لشهم أبدا عتبا
هجرت الصالحين قلى
ولم تجعلهم صحبا
وما اجترحوا سوى أن حا
ولوا نيل العلا ذنبا
وشرفت الغواة عمى
وصيرت العلا نهبا
وما كان الغواة أولي
مقام يحمد العقبى
فكشر نابه غضبا
كما أغضبتم الكلبا
وقال لقد طمعت بأن
تلين القاسي الصعبا
بأقوال مزخرفة
يخال أجاجها عذبا
ألم تعلم بأن الدهـ
ـر عما شئته يأبى
ولو رمت العلا جدا
سلكت طريقها الرحبا
بفرسان مدرعة
تذوب بها العدا رعبا
أسود في الوغى لكن
تجيد الطعن والضربا
ذوو علم بما جهل الكما
ة وحير اللبا
تخالهم وقد حروا
على أقرانهم شهبا
وتحسبهم وقد كروا
وأبدوا في الوغى عجبا
جبال وغى تصادمها
جبال مثلها حربا
يرون العار إن فروا
وولوا للعدا العقبى
وإن كثر العدا عددا
وفاقوا الرمل والتربا
يخافون المنية قبـ
ـل أن يعطوا العدا عضبا
يغادر هامهم فلقا
وطعنا ينفذ القلبا
بهذا إن تشا فاطلب
مقام العز أو فأبى
فأما بالجلوس مع الـ
ـخوالف لم تجد قربا
وأنت فتى حليف العجـ
ـز والنومات منكبا
أيرجو أن ينال علا
فتى في راحة شبا
يحيد عن الشدائد والـ
ـبلى والحرب والنكبا
ويجزع أن يفارق من
يود ومن له حبا
ولم يصغ إلى داع
ولم يسمع له ندبا
ولم يك مثل أن يدعى
إلى مكرمة لبا
يرى الأقوام أقوالا
فيظهر صدقها كذبا
لبئس فتى عددناه
ليكشف ذلك الخطبا
ألا فليبك ذو رمق
منار الدين إذ جبا
ولم يبق سوى من ليـ
ـس يهجس للعلا حبا
بني دهري عدلتم عن
سبيل هداكم نكبا
وخلفتم جميع المكـ
ـرمات وراءكم جبا
هدمتم دينكم طمعا
وعز العرب العربا
فهلا أنتم لدنيا قد
عرفناها ولا عقبى