انتقل إلى المحتوى

أرنى العجائب يا أباها

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أرنى العجائبَ يا أباها

​أرنى العجائبَ يا أباها​ المؤلف الشريف المرتضى



أرنى العجائبَ يا أباها
 
فكَبَخْصِ عيني أنْ أراها
وأجل بعينى ثمّ قلـ
 
ـبى ذا جواهُ وذى قذاها
أرنى فبين جوانحى
 
ممّا تُرينِيهِ لَظاها
فى كلِّ يومٍ من نوا
 
ئِبَ طارقاتٍ لي سُراها
مالي أُقيمُ على منا
 
زلَ أوحشتْ ممّنْ ثواها
وتبدّلتْ غيرَ الّذى
 
قد كنتُ أعهدُ من حلاها
آوى هواها بعد ما
 
ـما كنتَ تبغي في سِواها
دمنٌ إذا مرّ اللّبيـ
 
ـبُ على نواحيها طَواها
وكأنَّه يأتي الحُتو
 
فَ أوِ الخسوفَ إذا أتاها
وإذا الفتى ملكَ اختيا
 
راً في مآربهِ عَداها
لكَ عِبرَة ٌ فيمنْ عَرَتْـ
 
ـهُ وعبرة ٌ فيمن عراها
هيهات منك إذا نَزَلْـ
 
ـتَ بها على سغبٍ قراها
في قفرة ٍ فَقدتْ بها
 
عيني، وقد تاهتْ، ضِياها
عرِّجْ على الأبواءِ منْ
 
عيسٍ نجوتَ به خطايا
وكأنَّها في قَفرة ٍ
 
عصفٌ تصفّقهُ صباها
ولقد عَفَتْ من قبلِ أنْ
 
أوفتْ فقلْ لى من عفاها
قلْ للقطين بعقرها
 
وهو المواصِلُ لِمْ جَفاها؟
لِمْ ملَّها من غيرِ جُر
 
مٍ كان منها لمْ قلاها؟
من بعد ما كان المعرّ
 
سَ والمحبّسَ لمْ نآها؟
سَلْهُ لتعرفَ غَيْبَهُ
 
لِمْ باعَها لمّا اشتراها؟
ولقد لبستُ بها الغَضا
 
رة َ والنّضارة َ فى دماها
وعقيلة ٍ مالى إذا
 
ما زرتها إلاّ هواها
وإذا تمنّتْ لم يَجُزْ
 
خَلْقي وأخلاقي مُناها
مالي مَقيلٌ عند حَسْـ
 
ـناءِ اللَّمَى إلاّ حشاها
ولى َ الغصونُ من الشّيبـ
 
ـبة ِ لا أُحاذرُ مِنْ ذَواها
وإذا سخطتُ فليس لى
 
من كاعبٍ إلاّ رضاها
فالآن أدعى شيخها
 
من بعد أنْ أدعى فتاها
لا أطْعَمَ الرَّحمانُ دا
 
راً للهوانِ ولا سقاها
وافتَرَّ عنها كلُّ فا
 
تحة ٍ بماءِ المزنِ فاها
فالفقرُ فيها للغنى
 
خيرٌ كثيرٌ من غناها
فإذا رهنتَ القربَ منـ
 
ـها والدُّنوَّ على نَواها
آمنتَ نفسك طولَ عمـ
 
ـرك من شجاها أو أساها
ومعاشرٍ قبلوا بها
 
عن عِزِّ أنفسهمْ رُشاها
وتعوَّدوا أنْ يأخذوا
 
بضراعة ٍ منها جداها
والذّلُّ فى الدّنيا لمنْ
 
إمّا اتَّقاها أوْ رجاها
خفيتْ فما تدرى لحيـ
 
ـرتنا خَساها مِنْ زَكاها
 
سِ وليس يقنعها شواها
ما للعيونِ عيوننا
 
فيهنّ حَظٌّ مِن كَراها
وكأنّما عَشِيَتْ ولمْ
 
يلممْ بها هرماً عشاها
وبِنًى يقولُ خبيرُها:
 
شلّتْ أناملُ من بناها
وأهاضبٌ ما كان إلاّ
 
فى الحضيضة ِ من علاها
وأكاذبٌ دَنِسَتْ مَدا
 
رعُ من تلاها أوْ رواها
كم غُطِّيَتْ بتجمُّلٍ
 
للسّامعين فما غطاها
أينَ الذين تبوَّؤوا
 
مِن هذه الدُّنيا عُلاها؟
ولهمْ أناملُ لم يفضْ
 
فى المجدِ بين سوى حباها
ما أمسكتْ يومَ الوغَى
 
إلاّ ظباها أوْ قناها
ولهمْ إذا اجتنبتْ شرا
 
رُ الحربِ منها مصطلاها
وكأنّما أحداقهمْ
 
حنقاً على حنقٍ جذاها
 
لِ معاشرٍ ألقتْ عصاها
أرْوَوْا صَداها بالنَّجيـ
 
ـعِ وأشبعوا لحماً طواها
لم يَسكنوا إلاّ قِلا
 
لاً ليس يرقى مرتقاها
وإذا الوغى دارتْ بمكـ
 
ـروهٍ ومحبوبٍ رَحاها
لم يأخذوا لنفوسِهمْ
 
إلاّ مناها أوْ رداها
من كلِّ وضّاحٍ إذا
 
عرضتْ له ريبٌ أباها
بلغَ النَّهاية َ في الورى
 
وكأنّه ما إنْ تناهى
وإذا تولَّى خُطَّة ً
 
عن قومِه فَرْداً كفاها
ولَطالما أَكْدى الرِّجا
 
لُ الحافرون إذا أَماها
وعموا عن العلياءِ شا
 
هقة َ المحلِّ وقد رآها
ما كان يومَ عظيمة ٍ
 
إلاّ أباها أوْ أخاها
كانوا نجومَ الأرضِ سا
 
مقة ً وهمْ موتى ثراها
طُرحوا بحالِكة ٍ جَوا
 
نبُها دَحاها مَن دَحاها
يمحوهمْ بالرّغمِ منْ
 
آنافهمْ منها بلاها
دَرَجوا فما للعينِ بَعْـ
 
ـدَ فراقِهم إلا بُكاها