أراني ما ذكرت لك الفراقا
المظهر
أراني ما ذكرتُ لكَ الفراقا
أراني ما ذكرتُ لكَ الفراقا
و دمعكَ واقفٌ إلا هراقا
بلحظكَ لا هجرتَ وأيِّ لحظٍ
أراقَ دمي وأيِّ دمٍ أراقا
لقدْ طالَ المطالُ علىَّ لولا
خيالكَ زارَ مضجعي استراقا
و ما شيٌْ بأعظمَ منْ جسوم
مفرقةٍ وأرواحٍ تلاقى
فكمْ سمحَ الهوى بدمي ودمعي
و كلفني بكمْ ولهاً وشاقاً
و أمرضني وأضرمَ نارَ وجدي
و ذلكَ مذهبُ الحبِّ اتفاقا
و لوْ كانَ الهوى العذريُّ عدلاَ
لحملَ كلَّ قلبٍ ما أطاقا
إذا هبَّ الصبا النجديُّ وهناُ
بريحِ الرندِ أطربني انتشاقا
و لمْ أهوَ الكثيبَ وساكنيهِ
و لا مصرَ الخصيبِ ولا العراقا
و لا شوقي لكاظمةٍ ولكنْ
إلى منْ سادَ أمتهُ وفاقا
محمدٍ المخصصِ باسمِ أحمدْ
منَ المحمودِ كانَ لهُ اشتقاقا
إمامِ المرسلينَ ومنتقاهمْ
و أكرمهمْ وأطهرهم نطاقا
نبيٌّ أنزلْ الرحمنُ فيهِ
تباركَ والضحى والانشقاقا
كتاباً ذا صراطٍ مستقيمٍ
مبينِ لا افتراءَ ولا اختلاقا
فلا برحَ الغمامُ يجودُ أرضاً
نرى لضياءِ قبتها ائتلاقا
بها شمسٌ تفوقُ الشمسَ نوراً
و بدرٌ يلبسُ البدرَ المحاقا
هوَ الكرمُ الذي ملأ البرايا
هوَ العلمُ الذي ركبَ البراقا
نبيٌّ لمْ يزلْ يسمو علواً
إلى أنْ جاوزَ السبعَ الطباقا
نضاهُ اللهُ للإسلامِ سيفاً
أزالَ بهِ الضلالةَ والنفاقا
فكانَ لأهلِ دينِ اللهِ عزاً
و للهيجاءِ حينَ تقومُ ساقا
أبادَ المشركينَ بكلِّ ثغرٍ
و قادَ الخيلَ شاذبةً وساقا
و فرَّقَ شوكةَ الفرقِ الطواغي
و أروى منهمُ القضبُ الرقاقا
و أقدمَ والصوافنُ صافناتٌ
و قدْ ضربَ العجاجُ لها رواقا
و عادتْ شامخاتُ الفكرِ وهداً
و أمشى فوقهُ الخيلَ العتاقا
و منَّ على الأساري يومَ بدرٍ
وفادى بعدَ ما شدَّالوثاقا
و عمَّ الخلقَ مكرمةً وجوداً
فلماجادَ فارقَ ما أذاقا
أتقبلُ يا محمدُ عذرَ عبدٍ
يحنُّ إليكَ منْ برعِ اشتياقا
حججتُ ولمْ أزركَ لسوءِ حظي
و عبدُ السوءِ يعتادُ الإباقا
و منْ لي أنْ أسلمَ منْ قريبٍ
و ألتثمُ الترابَ ولوْ فواقا
و أنظرُ قبةً ملئتْ جمالاً
و أشبعُ منْ جوانبها عناقا
أتاكَ الزائرونَ منَ النواحي
يحثونَ السوابقَ و النياقا
و عاقتني ذنوبي عنكَ فاعلمْ
بأنَّ الذنبَ أوقفني وعاقا
فصلْ عبدَ الرحيمِ بحبلِ جودٍ
تعمُّ بهِ الأحبةَ والرفاقا
أتيتكَ سيدي بالعذرِ فاعطفْ
علىَّ إذا الفضاءُ عليَّ ضاقا
قصرتْ خطاي عنكَ منَ الخطايا
و ذنبي لمْ أطقْ معهُ انطلاقا
فكنْ ظلي غداً و شفيعَ ذنبي
و حوضكَ فاسقني منهُ دهاقا
و آنسْبالقبولِ غريبَ لفظي
و نفسْ عنْ مؤلفهِ الخناقا
فقدْ ملكتني الأوزارَ عبداً
و لكني رجوتُ بكَ العتاقا
و كيفَ يخافُ لفحَ النارِ مثلي
وجارُ حماكَ لمْ يخفِ احتراقا
عليكَ صلاةُ ربكَ ما تبارتْ
رياحُ الجوِّ تستبقُاستياقا