أرأيت نهج الحق كيف يبين
المظهر
أرأيت نهج الحق كيف يبين
أرأيت نهج الحق كيف يبين
ومطالع الوزراء كيف يكون
والدرّ كيف يغيب في أدراجه
ويعاود التقليد وهو ثمين
والعضب يعرف قدره وعناءه
إن سلّ أو غمضت عليه جفون
لله أيّ بشارة سيارةٍ
قرت عيونٌ عندها وظنون
دعت الوزارة أن يعود لشملها
كفءٌ فقال لها الزمان أمين
ما زال داجٍ أفقها حتى بدا
من حضرة القدس السنا المكنون
وسرى الوزير الى البلاد كما سرى
للجدب منبجس الغمام هتون
وتلقفت إفك الغواة يراعةٌ
ألقت عصاها في الأمور يمين
محمرة فكأنها مخضوبة
مما تقدّ من العدى وتبين
حلفت فبرّت أن ستكشف ما دجى
ولنعم مخضوب البنان يمين
أعظم بهاتيك اليراعة إنها
حصنٌ لأقطار البلاد حصين
تفدي لقاصدها وتحفظ سرح ما
وليتَ فتبذل ما تشا وتصون
كم أطربت سمعاً لرافع قصةٍ
فكأن رجعَ صريرها تلحين
ولكم جنت حرباً لطالب فتنة
فكأنّ صفّ سطورها صفين
نشأت بغيل الأسد يرضعها الحيا
فلذاك تقسو تارةً وتلين
يا حبذا باب الوزير وحبذا
بالقاصدين جنابه المشحون
يلقاك من نور المهابة حاجبٌ
لكنه بنواله مقرون
وأغرّ لا يشكو النزيل ببابه
ضرراً ولا يتظلم المسكين
فرضت مواهبه وأرهف عزمه
فتوافق المفروض والمسنون
ذو راحة من برّها وعقابها
من كلّ شارقةٍ مني ومنون
تجري بما نفع الورى أقلامها
فكأنها بحرٌ وهن سفين
وتنال ما أعيى الرجال كأنها
جدٌّ وأبناء الزمان مجون
أمعيد سرح الملك يزهى شأنه
من بعد ما مرّت عليه سنون
ألله جارك ما أبرّ شمائلاً
تعنو الخطوب لامرها فتهون
جن الذي يبغي مقامك في العلى
ويروم شأوك والجنون فنون
وفعائلاً تمضي إرادتها إذا
ما صاحب الأفعال قد والسين
لازال بابك ظله وفق الرجا
ونزيله التأييد والتمكين
وفرت مواهبه ورق مديحه
فتشابه المكيول والموزون