أخا الحزم نبئني أفارقت عن حزم
المظهر
أخا الحزم نبئني أفارقت عن حزم
أخا الحزم نبئني أفارقت عن حزم
مكانتك الشماء من منصب الحك
وقد كنت ذاك العادل الفاضل الذي
عفا أو جفا لم يقض الأعلى الظلم
أجدك بعد الفصل في الناس تبتغي
مقاما وماذا بعد منزلة النجم
ألا إنها العلياء في النفس كنهها
وما هي في دست ولا في اشتهار اسم
ونيل الاماني كلها دون هفوة
يسوء بها قاض مسوءا بلا جرم
على أنها الاحداث تعرض للنهى
فتخفي ضياء الحق عن ثاقب الحلم
إذا المرء لم يمنح شهادة ما اختفى
وأمنا من البلوى وتما من العلم
فقد يخطيء الحق الصريح إذا قضى
ويأخذ بالاثم البريء من الإثم
رحت سماء للقضاء إذا صفت
فأحيت فقد ترمي بمردية الرم
وآثرت ميدان المحاماة دونها
مجالا رحيبا للمروءة والعزم
ففي كل يوم أنت صانع رحمة
وفي كل يوم غانم أجر ذي غرم
ومتهم في غفلة العدل واقف
من الموت بين الامر والخشب البك
نهضت لدفع الويل عنهي همة
هي الوثب في الارياح والوقر في الشم
وناضلت عنه مستجيرا ملاينا
شفيعا ضليعا نافي الريب بالجزم
بزارة رئبال وتطريب ساجع
وعطفة مهتز ولهفة مهتم
ورقة محتال وشدة مفحم
ينسم عن روض ويغدق عن يم
وتقليب شبه البرق وريا ورونقا
من الرأي في أدجى من السحب الدهم
فلم يلبث المنكود حتى تحولت
به حالة من حرب دهر الى سلم
لو الناس أرقى فطنة وسليقة
لما كان من قاض ولا كان من خصم
فأما وهم ما قد عهدت ولم تزل
بهم حاجة الأفراس للسرج واللجم
فإن ولي الذود عنهم لجهلهم
أحب إلى الرحمن من موقع الحكم