أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة/01
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين منتهى أمل الآملين الذي نوَّر قلوب الأنبياء والمرسلين بأنوار العلم واليقين وجعل ورثتهم العلماء العاملين وفضل مدادهم على دماء الشهداء والمجاهدين وأعلى رتبتهم بين الخلائق أجمعين وقرن في كتابه المبين وخطابه المتين شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته المقربين وأوجب طاعتهم على المكلفين وأفضل الصلوات وأكمل التحيات على خاتم النبيين جدنا محمد المصطفى الأمين والأئمة الإثني عشر من آله وعترته الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائه وأعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين.
أما بعد فيقول العبد الفقير المحتاج إلى رحمة ربه الغني المغني ابن الحاج ميرزا محمد الموسوي الخوانساري الأصفهاني الكاظمي أطال الله بقاه ومن كل مكروه وقاه (محمد مهدي) أسكنه الله مع أجداده الهداة في روضات الجنَّات قد أتيتكم يا إخواني ومعاشر خلاني بهذا الكتاب الشريف والسفر اللطيف وقد وضعته بعد التتبع التام والتصفح التمام لكتب تراجم علماء الإسلام من غير سبق سؤال من أحد أرباب الكمال وأصحاب الفضائل والأفضال لبيان أحوال علمائنا الأبرار وفقهائنا الكبار وقد جعلت كتابي هذا كالتتمة لكتاب روضات الجنَّات لآية الله العلَّامة عم أبي السيِّد محمد باقر الموسوي الخوانساري أعلى الله مقامه إلا أني لم أسلك منهجه المألوف في إيراء الأسماء على ترتيب الحروف بل أذكر العلماء والسادات على ترتيب الطبقات ولذا ربما قدمت الفاضل على الأفضل والكامل على الأكمل ومعرفة ما قلته موقوف على إمعان النظر في أحوال كل واحد منهم وترجمته ففيه يظهر مقدار فضله ودرجته فإنِّي ذكرت كلا على حسب مرتبته وأسأل الله أن يعصمني عن الخلل والخطأ والخطر والسهور والزلل في القول والعمل والمرجو من العلماء الأعلام والفقهاء العظام والأدباء الكرام إن وقفوا على خلل في الكلام أو زلَّة من الأقلام أن يحضروا قلمهم أن لكل جواد كبوة ولكل صارم قسوة ولكل صارم نبوة ولكل نار خبوة.
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها * * * كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
على أنِّي لا أنزله منزلة البيع بشرط البراءة من كل وصمة وعيب ولا أدَّعي أنه جمع سلامة كيف والإنسان محل السهو والنسيان بلا ريب ثم المرجو من المتصفحين من هذا المؤلف الشريف والمصنف اللطيف أن يذكروني حين المطالعة والانتفاع بها بفاتحة وتوحيدات في أيام أتى وبعد الممات وسميته (أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة) وإن شئت فسمِّه بالباقيات الصالحات في تتميم روضات الجنَّات.