أجلهو الفتح لا فتح يشاكله
المظهر
أَجَلْهُوَ الفَتْحُ لا فَتْحٌ يُشاكِلُه
أَجَلْهُوَ الفَتْحُ لا فَتْحٌ يُشاكِلُه
أفادَ عاجِلُه عِزّاً وآجِلُه
تَفَتَّحَتْ فيه أبوابُ السَّماءِ على
أَغَرَّ مِفتاحُ بابِ البِشرِ نائلُه
أشاحَ للحَرْبِ لا كُتْبٌو لا رُسُلُ
إلا الوَشيجَ الذي تَدْمى عَوامِلُه
و أَضحَكَ الثَّغْرَ إلاّ أنَّ مَبسِمَه
إذا تَبَسَّمَ مَسْروراًمَناصِلُه
غَزْوٌ إذا العامُ أبقَى منه باقيةً
أتاه يُزْجي لحَتْفِ الثَّغْرِ قَابِلُه
بكاهلِ المَلْكِ سيفِ الدَّوْلَةِ اطَّأَدَتْ
قَواعِدُ الدِّينِو اشتدَّتْ كَواهِلُه
من الرِّماحِو إن طالَتْ مَخاصِرُه
كما الدُّروعُو إن أَوْهَتْ غَلائِلُه
مُظَفَّرُ الغَزوِ لم تُحْرَمْ صَوارِمُه
ما أمَّلَتْهو لم تُخْفِقْ عَواسِلُه
أمضَى منَ القَدَرِ المَحتومِ صارِمُه
إلى النُّفوسِو أمضى منه حامِلُه
مُجَرِّدُ العَزْمِ في طاغٍ يُقارِعُه
عن حُرْمَةِ الدِّينِأو باغٍ يُناضِلُه
حُصُونُ خَرْشَنَةَ العُليا فَرائِضُه
إذا غَزاو ضَواحيها نَوافِلُه
فليسَ يَنفَكُّ من عَيْشٍ يُقاطِعُه
في طاعَةِ اللّهِأو سَيْرٍ يُواصِلُه
زارَ البحيرةَ بَحْرٌ من كَتائبِه
تُخْفي سواحِلَها القُصْوى سَواحِلُه
كالسَّيلِ تَحفِزُ أُولاهُ أَواخِرهُ
حتى أسالَ دُروبَ الرُّومِ سَائِلُه
تَضَايَقُ الأَرْضُ ما سارَتْ جَحافِلُه
و تَمْرَضُ الشَّمْسُ ما ثارَتْ قَساطِلُه
ظَلَّتْ أَواخِرُه يَنْهَضْنَ من حَلَبٍ
و قد أطافَتْ بشِمْشاطٍ أوائِلُه
تَحِنُّ فيه الكُماةُ المُعْلِمونَ إلى
وِرْدِ الحُتوفِإذا حَنَّتْ صَواهِلُه
إذا رمى بلداً منه بجَائِحَةٍ
خَرَّتْ أعاليهو ارتَجَّتْ أسافِلُه
حتى تؤدّي الحُصونُ الشُّمُّ ساكٍنَها
خَوْفاًو تُسلِمَ مَنْ فيها مَعاقِلُه
أَعداءَهإنْ تَفوتوا اليومَ عُدَّتَه
تَغُلُّكُم في الغَدِ الأَدْنَى غَوائِلُه
لا يُوسِعُ الأَسَدَ الضِّرغامَ خَطرَتُه
مَخايِلُ الأُسْدِ قد تَبَّتْ حَبائِلُه
عُودُوا بهو استقيلوه الحقيقةَ مِنْ
ضَرْبٍ يَقُدُّ مُتونَ البِيضِ باطِلُه
فكَمْ خَليجِ دَمٍ أجرَتْ أَسِنَّتُه؛
و كم خَليجِ نَدٍ أجرَتْ أَنامِلُه
مَنْ ذا يُساجِلُه منكإذا انبَعَثَتْ
سِحالُ كَفَّيْهِ أَمْ مَنْ ذا يُطاوِلُه
كَمْ وَقْفَةٍ لكَ في أدنى ديارِهِمُ
أخَذْتَ بالسَّيفِ منها ما تُحاوِلُه
غَضِبْتَ للدِّينِ حتّى عادَ كَوكَبُه
طَلْقاً يُضيُء على الآفاقِ آفِلُه
بكُلِّ يومٍإذا استُلَّتْ صَوارمُه
عادَتْ ضُحاهُو قد جاءَتْ أصائِلُه
ترَكْتَ فَجَّ العِدالمَّا نَزَلْتَ بهِ
وَحْشاً مَغانيِهمَهجوراً مَنازِلُه
مُسوَدَّةًمن لَظىً حامٍمَلاعِبُه
مُحمَرَّةًمن دَمٍ جارٍجَداولُه
تَحِنُّ شَوْقاً إلى الأسْرى أرامِلُه
إذا بَكَيْنَعلى القَتْلى ثَواكِلُه
قَسَمْتَ فَيْئَهُمُ في فَيْءِ دارِهِمُ
حُوّاً عَواتِقُهحُوراً عَقائِلُه
وَحْشاً من السَّبي آنَسْتَ الكُماةَ به
سِيَّانِ في الحُسْنِ حاليهِ وعاطِلُه
فكَمْ شُجاعٍ شَرَى للّهِ مُهْجَتَه
فأكرَهَ الرُّمْحَ حتَّى احمرَّ عامِلُه
غَدا يُنازِلُ لَيْثاًأو يُقارِعُه
و راحَ يَحْوي غَزالاًأو يُغازِلُه
بَذَلْتَ ما جادَتِ البِيضُ الرِّقاقُ به
فأنتَ سالِبُهقَسْراًو باذِلُه
أما القريضُفقد عادَتْ هَوامِلُه
مَرعِيَّةًو جرَتْ سَكْباً هَوامِلَه
رأَى عَليَّ بنَ عبدِ اللّهِ قِبْلَتَهُ
فراحَ يَهْوي إليهأو يُقابِلُه
كالحَلْيِ صادَفَ جِيداً شَكْلَ جَوْهَرِهِ
فصَدَّ عن كلِّ جِيدٍ لا يُشاكِلُه