انتقل إلى المحتوى

أتكتم يوم بانة أم تبوح

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أتكتمُ يومَ بانة َ أم تبوحُ

​أتكتمُ يومَ بانة َ أم تبوحُ​ المؤلف مهيار الديلمي


أتكتمُ يومَ بانةَ أم تبوحُ
و أجدرُ لو تبوحُ فتستريحُ.
حملتَ البينَ جلدا والمطايا
بوازلها بما حملتْ طلوحُ
و قمتَ وموقف التوديع قلبٌ
يطير به الجوى وحشاً تطيحُ
تلاوذُ حيثُ لا كبدٌ تلظى
بمعتبةٍ ولا جفنٌ قريحُ
فهل لك غير هذا القلبِ تحيا
به أو غير هذي الروحِ روحُ
لعمرُ أبي النوى لو كان موتا
جنتْ لك فهو موتٌ لا يريحُ
يفارقُ عاشقٌ ويموتُ حيٌّ
و خيرهما الذي ضمنَ الضريحُ
و قال العاذلون البعدُ مسلٍ
فما لجواك ضاعفه النزوحُ.
و في الأظعانِ طالعةً أشياً
أبو لونين مناعٌ منوحُ
سلافةُ ريقهِ بسلٌ حرامٌ
و وردةُ خده مما يبيحُ
إذا كتمته خالفةٌ وخدرٌ
وشى بمكانه المسكُ النضيحُ
أسارقه مسارقةً ودون ال
خلاطِ به الأسنةُ والصفيحُ
و لم أرَ صادقَ العينين قبلي
أضلَّ فدله شمٌّ وريحُ
أيا عجبا يهتكُ في سلاحي
و قد حطم القنا طرفٌ طموحُ
و يقنصني على إضم وقدما
قنصتُ أسودها رشأٌ سنيحُ
رمى كبدي وراح وفي يديه
نضوح دمي فقيل هو الجريحُ
و أرسلَ لي مع العواد طيفا
يرى كرما وصاحبهُ شحيحُ
إذا كربَ الرميُّ يبلُّ شيئا
ألمَّ فدميتْ تلك القروحُ
فقال كم القنوطُ وأنت تحيا
و كم تأتي الغنيَّ وتستميحُ
شكوتَ وَ من أرى رجلٌ صحيحٌ.
فقلتُ له وهل يشكو الصحيحُ
فما لك يا خيالُ خلاك ذمٌّ
أتاحك لي على النأي المتيحُ.
فكيف وبيننا خيطا زرودٍ
قربتُ عليكَ والبلد الفسيحُ.
أعزمٌ من زعيم الملك تسري
به أم من ندى يده تميحُ
حملتَ إذاً على ملكٍ كريم
إلى رحلي يعودُ بك المسيحُ
و جئتَ بنائلِ لا البحرُ منه
بمنتصفٍ ولا الغيثُ السفوحُ
حمى اللهُ ابنَ منجبةٍ حماني
و قد شلت على الراعي السروح
و سدَّ بجوده خلاتِ حالي
و قد ضعفتْ على الخرقِ النصوحُ
تكفلَ من بني الدنيا بحاجي
نتوجٌ في عقائمها لقوحُ
تفرغ لي وقد شغلَ المواسي
و خالصني وقد غشَّ الصريحُ
و قام بنصرِ سؤدده فسارتْ
مطالعهُ وأنجمهم جنوحُ
حلتْ مدحي لقومٍ لم يهشوا
و غناه فأطربه المديحُ
كأنّ الشعرَ لم يفصحْ لحيًّ
سواه وكلهم لحنٌ فصيحُ
جوادٌ في تقلبِ حالتيه
فلا سعةٌ تبين ولا رزوحُ
إذا قامت له في الجود سوقٌ
فكلُّ متاجرٍ فيها ربيحُ
تمرن في السيادة منه ماضٍ
على غلوائه لا يستريحُ
جرى متدفقا في حلبتيها
كما يتدفق الطرفُ السبوحُ
و جمع ملكُ آل بويه منه
على ما شتت الكافي النصيحُ
يقلبُ منه أنبوبا ضعيفا
تدينُ له الصفائح والسريحُ
و كان الفارسَ القلميَّ يبلى
بحيثُ يعردُ البطلُ المشيحُ
ورى بضيائه والليلُ داجٍ
خفوقَ النورِ منبلجٌ وضوحُ
أضلَّ الناسَ في طرق المعالي
سبيلاً بين عينيه يلوحُ
و ضمَّ الحبلَ محلولي مريراً
أخو طعمينِ منتقمٌ صفوحُ
فيوم الأمنِ ورادٌ شروبٌ
و يوم الغبن عيافٌ قموحُ
أبا حسنٍ عدوك من ترامى
به الرجوانِ والقدرُ الجموحُ
إلى متمرد المهوى عميقٍ
فتطرحه مهالكهُ الطروحُ
تفرسَ في الغزالةِ وهو أعشى
ليقدحَ في محاسنها القدوحُ
يناطحُ صخرةً بأجمَّ خاوٍ
أيا سرعانَ ما حطمَ النطيحُ
بحقك ما أبحتك من فؤادي
مضايقَ لم ينلها مستميحُ
أصارك وهي خافيةٌ إليها
ودادك لي ونائلك السجيحُ
فإن أخرستَ ريبَ الدهر عنيّ
بعونك والنوائبُ بي تصيحُ
و لم تبعلك بي مترادفاتٌ
من الحاجاتِ تغدو أو تروحُ
و غيرك حامَ آمالي عطاشا
عليه وما يبلُ لهنّ لوحُ
تزاورَ جانبا عن وجه فضلي
فضاع عليه كوكبيَ الصبيحُ
جفاني لا يعدُّ عليَّ ذنبا
بأعذارٍ وليس لها وضوحُ
أعاتبهُ لأنقله ويعيا
بنقلِ يلملمَ اليومُ المريحُ
و كم أغضيتَ إبقاءً على ما
أتى وسترتَ لو خفيَ القبيحُ
فلا تعدمك أنتَ مكرراتٌ
على الآفاق تقطنُ أو تسيحُ
لها أرجٌ بنشرك كلّ يومٍ
على الأعراض ضوعته تفوحُ
تصاعدُ في الجبالِ بلا مراقٍ
و يقذفُ في البحار بها السبوحُ
تمرُّ عليكَ أيامُ التهاني
و منهنّ المباركُ والنجيحُ
بجيدِ المهرجان وكان عطلا
قلائدُ من حلاها أو وشوحُ
بشائرُ أنَّ عمركَ في المعالي
يعدُّ مضاعفا ما عدَّ نوحُ