أتظنني ما عشت أنعم بالا
المظهر
أتظُنُّني ما عِشتُ أنعَمُ بالا
أتظُنُّني ما عِشتُ أنعَمُ بالا
هَيهاتَ ظِلُّ العَيشِ بعدَكَ زالا
غادرْتَني غرضَ النوائبِ ألتقي
منها بصدري أسهُماً ونِصالا
وحدي على أنَّ الرجالَ كثيرةٌ
حَوْلِي وَمَا كُل الرِّجَالِ رِجَالاَ
أنا رَهنُ مَظلَمةٍ بحُفرَتِكَ التي
ضاقَتْ فلا ضاقَتْ عليكَ مَجالا
مُتوَجِّعٌ وَجِلٌ وأنتَ بمَعزِلٍ
أَنْ تَعْرِفَ الأَوْجَاعَ وَالأَوْجَالاَ
جَاوَزْتُ مَنْ يَجْفُو الصَّدِيقَ وَأَنْتَ فِي
دارٍ تُجاوِرُ مُنعِماً مِفْضالا
فَلَوِ کطَّلَعْتَ عَلَيَّ يَا ابْنَ مُحَمَّدٍ
لعلمتَ أنّي منكَ أسوأُ حالا
ما لي وللسَّرّاءِ بعدَ مَعاشِرٍ
صَدَقُوا هَوًى فَتَقَارَبُوا آجَالاَ
زُهْرٌ أوَدِّعُ كلَّ يومٍ منهمُ
قَمَراً وَأُودِعُ فِي الصَّعِيدِ هِلاَلاَ
إخْوَانُ صِدْقٍ شَرَّدُوا بِفِرَقِهِمْ
نَوْمِي وَكَانُوا لِلسُّرُورِ عِقَالاَ
كَانُوا الأُسُودَ مَهَابَةً وَحَمِيَّةً
وَالسُّحْبَ جُوداً وَالْبُدُورَ كَمَالاَ
نزلوا الهَواجرَ بالقَوَاءِ وعَطَّلوا
جَنَّاتِ عَدْنٍ دُونَهَا وَظِلاَلاَ
وَنَأَتْ بِهِمْ دَارُ النَّعِيمِ فَأَزْمَعُوا
عنها إلى دارِ البِلا تَرْحالا
ورماهُمُ بصَوائبٍ من كيدِهِ
رَيْبُ الزَّمَانِ فَزُلْزِلُوا زِلْزَالاَ
ودعَتْهُمُ رُسُلُ المَنونِ فأَوْجَفوا
يَتتابَعونَ إلى الرَّدى أَرْسالا
فكأنّهمْ ظنُّوا الحِمَامَ دَعاهُمُ
لِمُلِمَّةٍ فَمَشَوْا إلَيْهِ عِجَالاَ
بأبي وجوهُهمُ النَّواضِرُ عِزُّها
أَمْسَى بِرَغْمِي فِي التُّرَابِ مُذَالاَ
بانُوا وأبقَوْا في ضلوعي زَفْرَةً
تَرْقَى وَمِلءَ جَوَانِحِي بَلْبَالاَ
يُذْكِي ضِرَامُ النَّارِ مِنْهَا شُعْلَةً
ماءُ الدموعِ تزيدُها إشْعالا
سكَنوا الثَّرى ورجعْتُ أسألُ عنهمُ الآثارَ لو كانتْ تُجيبُ سؤالا
رَ لَوْ كَانَتْ تُجِيبُ سُؤَالاَ
همْ خلَّفوني بعدَهمْ ذا حَيرةٍ
أَبْكِي الرُّسُومَ وَأَنْدُبُ الأَطْلاَلاَ
لم تقنَعِ الأيامُ لا قنِعَتْ بأنْ
نَسَفَتْ بُحُوراً مِنْهُمُ وَجِبَالاَ
حَتَّى رَمَتْنِي فِي الْوَزِيرِ بِحَادِثٍ
عَزَّ العَزاءُ عليَّ فيهِ مَنالا
كَرَّتْ عَلَيَّ فَأَجْهَرَتْ بِمُصَابِ مَنْ
تَرَكَ الدُّمُوعَ مُصَابُهُ أَوْشَالاَ
مَنْ كَانَ لِلإسْلاَمِ مَجْداً بَاذِخاً
ولمَنصَبِ الدينش الحنيفِ جَلالا
قِرْنٌ إذَا کغْتَصَّتْ مَجَالِسُهُ شَفَا
بعطائِهِ وبَيانِهِ السؤالا
ـضُّلاَّلَ أَوْ أَسْتَرْفِدَ الْبُخَّالاَ
أَعْطَى وَلاَ حَصِرٌ إذَا مَا قَالاَ
قد كنتُ أطرُدُ كلَّ هَولٍ باسمِهِ
حَتَّى رَكِبْتُ بِمَوْتِهِ الأَهْوَالاَ
أَردى جلالَ الدينِ خَطبٌ طالَ ما
أَردى الملوكَ ودَوَّخَ الأَقْيالا
خَطْبٌ يُزِيلُ عَنِ الْفَرَائِسِ أُسْدَهَا
وَيُزِلُّ عَنْ هَضَبَاتِهَا الأَوْعَالاَ
أَوْدى فكادَتْ أنْ تميلَ بأهلِها
أرضٌ تَوَسَّدَ تُربَها إجْلالا
إنْ رابَهُ رَيبُ المَنونِ فقبلَهُ
هَجَمَ الْحِمَامُ عَلَى الْكِرَامِ وَغَالاَ
للهِ أيُّ عُبابِ بحرٍ غاضَ يَو
مَ ثَوى وأيُّ عِمادِ فخرٍ مالا
من يكشِفُ الغَمّاءَ إنْ نزلَتْ ومَنْ
يُمْسِي لِكُلِّ عَظِيمَةٍ حَمَّالاَ
مَنْ يَلْبَسُ السَّرْدَ الْمُضَاعَفَ فِي الْوَغَى
والحمدَ في يومِ الندى سِرْبالا
مَن للقُرومِ البُزْلِ يَصْدُقُها إذا
سألَتْ قِراعاً بالقَنا ونِزالا
وَلِذُبَّلٍ تَحْتَ الْعَجَاجِ كَأَنَّمَا
أَرْفَعْنَ مِنْ خِرْصَانِهَا ذُبَّالاَ
من يُخمِدُ الحربَ العَوانَ بنارِهِ
يُرْدي الكُماةَ ويَحطِمُ الأبطالا
من للمُغيراتِ الجِيادِ يَرُدُّها
طَرْداً عَلَى أَعْقَابِهَا جُفَّالاَ
يَبتَزُّها الآسادَ من صَهَواتِها
غُلْباً وَتُلْبِسُهَا الدِّمَاءَ جِلاَلاَ
مَنْ يَمْتَطِيهَا كَالذِّئَابِ عَوَابِساً
قُبًّا وَيُوطِئُهَا الْقَنَا الْعَسَّالاَ
والبِيضَ يختلِسُ النفوسَ بهِنَّ إرْ
هَاقاً وَتَخْتَطِفُ الْعُيُونَ صِقَالاَ
من للمالِكِ والرعايا سائِساً
هَيهاتَ ضاعوا بعدَهُ إهْمالا
من للفَتاوى والمسائلِ أشكلَتْ
فيُزيلَ عنها اللَّبْسَ والإشْكالا
من للوفودِ تَبيتُ حولَ فِنائِهِ
عُصَباً فَيُوسِعَهُمْ قِرًى وَنَوَلاَ
من للمَهارِي القُودِ أنْحلَها السُّرى
حَطَّتْ بِسَاحَتِهِ الرِّحَالَ كَلاَلاَ
من للغريبِ نَبَتْ بهِ أوطانُهُ
فَأَصَابَ أَهْلاً مِنْ نَدَاهُ وَآلاَ
من لليتامى والأراملِ ملجأً
تأوي إليهِ وعِصمةً ومآلا
أَوْدَى أَبُو الْفُقَرَاءِ فَلْيَبْكُوا أَبَا
من جُودِهِ كانوا عليهِ عِيالا
أَأَبَا الْمُظَفَّرِ كُنْتَ لِي مِنْ عُسْرَتِي
مآلاً ومن جَورِ الخطوبِ مآلا
مَازِلْتَ عَوْناً فِي الْحَوَادِثِ لِي إذَا
ضَعُفَتْ يمينٌ أنْ تُعينَ شِمالا
ما بالُ وُدٍّ في الزمانِ ذخَرْتُهُ
لشَدائدي أَمسى عليَّ وَبالا
وَمَلاَبِساً مِنْ غِبْطَةٍ أَلْبَسْتَنِي
جُدُداً عَلاَمَ أَعَدَّتْهَا أَسْمَالاَ
ومُبَشِّراتُكَ كيفَ عُدنَ سَمائماً
هُوجاً وَكُنَّ عَلَى الْقُلُوبِ شَمَالاَ
سُلِبَتْ تَجَمُّلَهَا عَلَيْكَ وِزَارَةٌ
لَبِسَتْ بِمُلْكِكَ رَوْنَقاً وَجَمَالاَ
يبكي لفَقْدِكَ دَسْتُها ولَقَلّما
كانتْ تُبَكِّي غابةٌ رِيبالا
يا مُورِدي ماءَ الدموعِ ولم يزَلْ
وِرْدي نَميراً تحملُ الأثقالا
أمسكْتَ عن رَدِّ الجوابِ وطالَما
جادَلْتَ فُرسانَ الكلامِ جِدالا
وَقَطَعْتَ آمَالَ الْعُفَاةِ وَلَمْ تَكُنْ
لَكَ شِيمَةً أَنْ تَقْطَعَ الآمَالاَ
وَأَعَدَّتَ أَيَّامِي الْحَوَالِيَ بِالأَسَى
عُطْلاً ولَيلاتي القِصارِ طِوالا
وَرُزِئْتُ مِنْكَ بِهِمَّةٍ عَلَوِيَّةٍ
أَحْرَزْتَ مِنْهَا الْفَضْلَ وَالإفْضَالاَ
لَمْ يَسْكُنِ الأَعْدَاءُ مِنْ فَرَقٍ بِهَا
حَتَّى سَكَنْتَ جَنَادِلاً وَرِمَالاَ
وَحَلَلْتَ بِالْبَيْدَاءِ مَنْزِلَ وَحْشَةٍ
وَهَجَرْتَ مَنْزِلَ غِبْطَةٍ مِحْلاَلاَ
أَرضى الحيا المِدْرارُ تُرْبَكَ من فتىً
أَرضى العُفاةَ وأَسخَطَ العُذّالا
وَهَمَى عَلَيْكَ بِمِثْلِ كَفِّكَ ثَرَّةً
وَسَقَاكَ خُلْقَكَ بَارِداً سَلْسَالاَ
بِسَحَائِبٍ قَدْ كُنْتَ تَسْحَبُ عِزَّةً
وجَلالةً من فوقِها الأَذْيالا
وليجعَلَنَّ الدمعَ بعدَكَ دأْبَهُ
والحُزْنَ ما امتدَّ الزمانُ وطالا
مَكَّارَةٌ غَرَّارَةٌ غَدَّارَةٌ
كَلَّفْتَ دُنْيَاكَ الْغَدُورَ مُحَالاَ
لاَ تُخْدَعَنَّ بِثَرْوَةٍ وَشَبِيبَةٍ
وارقُبْ لأيامِ السرورِ زَوالا