انتقل إلى المحتوى

أتتك بلون المحب الحجل

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أتَتْكَ بِلَوْنِ المُحِبّ الحجِلْ

​أتَتْكَ بِلَوْنِ المُحِبّ الحجِلْ​ المؤلف ابن زيدون


أتَتْكَ بِلَوْنِ المُحِبّ الحجِلْ،
تُخالِطُ لَوْنَ المُحِبّ الوَجِلْ
ثمارٌ، تضمّنَ إدراكَهَا
هَواءٌ، أحاطَ بها مُعْتَدِلْ
تأتَّى لإلطافِ تدريجِهَا،
فمِنْ حَرّ شمْسٍ إلى بَرْدِ ظِلّ
إلى أنْ تَناهَتْ شِفاءَ العَلِيلِ،
وأنسَ المشوقِ، ولهوَ الغزلْ
فلوْ تَجْمُدُ الرّاحُ لم تَعْدُهَا؛
وإنْ هيَ ذابَتْ فخَمْرٌ تَحِلّ
لها منظرٌ حسنٌ في العيونِ،
كدُنْياكَ لَكِنّهُ مُنْتَقِلْ
وطعمٌ يلذّ لمنْ ذاقَهُ،
كلذّةِ ذكرَاكَن لوْ لمْ يملّ
ورَيّا، إذا نَفَحَتْ خِلْتُها
تُمِلّ ثَناءَكَ، أوْ تَسْتَهِلّ
يمثِّلُ ملمَسُها، للأكُفّ،
لينَ زَمانِكَ أوْ يَمْتَثِلْ
صفوْتُ، فأدلَلتُ في عرضِها؛
ومنْ يصفُ منهُ الهوَى فليدِلّ
قَبُولُكَها نِعْمَةٌ غَضّةٌ،
وفضلٌ، بمَا قبلَهُ، متّصِلْ
ولوْ كنتُ أهدَيتُ نفسِي اختصرْ
تُ، على أنّها غايةُ المحتفِلْ