انتقل إلى المحتوى

أبيت والسيف يعلو الرأس تسليما

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أبيت والسيف يعلو الرأس تسليما

​أبيت والسيف يعلو الرأس تسليما​ المؤلف جبران خليل جبران


أبيت والسيف يعلو الرأس تسليما
وجدت بالروح جود الحر إن ضيما
تذكر العرب والاحداث منسية
ما كان إذ ملكوا الدنيا لهم خيما
لله يا عمر المختار حكمته
في أن تلاقي ما لاقيت مظلوما
إن يقتلوك فما إن عجلوا أجلا
قد كان مذ كنت مقدورا ومحتوما
هل يملك الحي لو دانت له أمم
لأمر ربك تأخيرا وتقديما
لكنها عظة للشرق اوسعها
مصابه بك في الاخلاد تجسيما
لعله مستفيق بعد ضجعته
او مستقيل من الخسف الذي سيما
أجدر برزئك لم تحذر عواقبه
ان يفجع العرب تخصيصا وتعميما
وأن يؤجج نارا من حميتهم
وأن يرد فرند الصبر مثلوما
هيهات نوفيك والأقوال عدتنا
حقا ونوفي الصناديد المقاحيما
من الاولى صبروا الصبر الجميل وقد
ذاقوا الكريهين تقتيلا وتكليما
عل أشاقهم الباقي على كمد
وعل أروحهم من قر مرحوما
قد أثموكم وكم من مثلة نزلت
بالأبرياء وبالبرار تأثيما
وإنما ذنبكم ذنب الاولى جعلوا
دق الهوى للحمى دينا وتعليما
أمضوا رفاقا كراما حسبكم عوضا
فخر عزيز على الخطاب إن ريما
قد سرتم في سبيل الخير سيرتكم
محققين رجاء خيل موهوما
لا حاكما دون ما أحوت ضمائركم
تراقبون ولا ترعون محكوما
يحطم العظم منكم دون بغيتكم
فما تهون ويأبى العزم تحطيما
ليس الارادة إلا من يكون على
رأي ومن يتناهى فيه تصميا
ما السجن حين يذاد الخسف عن وطن
بعاره باء في الاوطان موصوما
يغني من الشمس في أعماق ظلمته
برق من الامل الموموق إن شيما
عدن على طيبها لو شيب كوثرها
بظل باغ لعاد الورد مسموما
ما الموت إن تك منجاة البلاد به
من غاصب وانتصاف الشعب مهضوما
هذا هو العيش والقسط العظيم به
من خالد الفخر فوق العمر تقويما
إن الفداء لغلى ما حمدت له
أخى وإن كان في أولاه مذموما
وما اعتدال زمان لا يقومه
بنوه بالصبر والإقدام تقويما
كم كبل الحق بالاصفاد من قدم
فلم تضره ورد البطل مهزوما
وسام صبرا الى أن فاز مقتحم
يفك شعبا من الضيم الذي سيما
يا سادة أطلعت مصر بهم شهبا
والليل خيم بالحداث تخييما
فما ونوا للحمى عن واجب وبنوا
للمجد فيه طرافا كان مهدوما
أعزة إن بدا من فضلهم أثر
فكم لهم من جميل ظل مكتوما
وللفدى كالندى حال منزهة
في حكمها ينفس المجهول معلوما
شاركتم الجار في خطب ألم به
وما ادخرتم لشيخ العرب تكريما
كذا تكافيء مصر العاملين بما
يعدو الماني تمجيدا وتعظيما
أكرم بها وهي تحنوا الراس هاتفة
تحية أيها القتلى وتسليما