أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين/موقعة الولجة - خطبة خالد
اضطرب البلاط الملكي في فارس من جراء انتصارات العرب، وتحدثوا فيما بينهم بأنه يجب محاربة العرب بعرب مثلهم يعرفون خططهم الحربية. فجند الملك جيشاً عظيماً من قبيلة بكر والقبائل الأخرى الموالية له تحت قيادة قائد مشهور منهم يدعى الَأْندَرْزَغَر وكان فارسياً من مولدِي السواد. وأرسل بَهْمَن جاذَوَيْه في أثره ليقود جيوش الملك وحشر الأندرزغر من بين الحيرة وكَسْكَر، ومن عرب الضاحية، وتقدمت الجيوش المتحدة نحو الولجة بالقرب من ملتقى النهرین.
أما خالد فإنه ترك فرقة لحراسة الأراضي التي غزاها في الدلتا وسار للقاء العدو من الثني ، فاشتبك الجيشان بالولجة في قتال طويل عنيف، وقد انتصر المسلمون فيه بفضل تدابير قائدهم الذي باغت العدو وأجهده بكمين في ناحيتين، وكمين من الخلف، وكانت الهزيمة كاملة، ففر الفرس وفر العرب الموالون لهم بعد أن قتل وأسر منهم عدد عظيم، ومضى الأندرزغر منهزمة فيات عطشأ في الفلاة، وبذل خالد الأمان للفلاحين فعادوا وصاروا ذمة ، وسبی ذراري المقاتلة ومن أعانهم.
قام خالد في الناس خطيبة يرغبهم في بلاد العجم. ويزهدهم في بلاد العرب وقال:
«ألا ترون إلى الطعام كرَفْغ التراب2، وبالله لو لم يلزمنا الجهاد في الله والدعاء إلى الله عز وجل ، ولم يكن إلا للمعاش لكان الرأي أن نقارع على هذا الريف
حتى تكون أولى به ، ونولي الجوع والإقلال من تولاه ، من الاقل عما أنتم عليه».
هامش